صالح العبدالرحمن
26-11-1999, 01:27 AM
من طرائف الحياة أن بعض الناس يركضون إليك في كل فرصة سانحة إن كنت مضيئا أو تمتلك على الأقل من يستطيع أن ينقل عنك كل شيء.
فهم في الأفراح متواجدون.
والأحزان موجبون.
وفي العزائم يزداد ركضهم.
ودون عزائم لا ينعدم البحث عنك.
وإن جاءتك مناسبة فهم من أوائل من يهنئ ويبارك ويشد من أزرك ويدفعك إلى الأمام ظاهرا وباطنا ان امتلك قدرة الشد إلى الخلف لن يعدم.
يسمعك من الكلام أعذبه
ومن الشعر أجزله
ومن الحب أروعه
يحبك حتى العظم, وصديقك في كل الأحوال.
تقبل يديك وتحمد الله على نعمه وعلى كل هؤلاء الراكضين قولا وفعلا والقاعدين قولا وفعلا . وتدعو الله أن يزيد من أمثالهم, ولا تعدمهم الشكر الجزيل الذي يصدقون أنه رد على هذا الحب.
وبين هذا التبادل الانفعالي من الحب المسطح, والفارغ من كل شيء إلا الكتابة على الأوراق من الخلف يبدو كل منكما غير قادر على المكاشفة لأسباب:
إما لأن الدنيا كما يقولون (عايزة كده)
أو انك تمشي مع التيار
والبعض من منطلق أن لا يخسر أحدا
وآخر اعتاد النفاق والتطبيل لكل من هب ودب
وآخر يكرهك ويحبك.
يشعر انك قد أخذت منه كل شيء
وفي الوقت نفسه هو لا يمتلك أي شيء.
يشعر انه يستحق ما أنت فيه
يحسدك على كل ما لديك
بالرغم من أنك تحمل له كل حب ومودة وصدق
وفي الوقت تكشف أوراقه
يضيق بما يتحقق لديك, أو تحصل عليه من تميز, أو حب من الناس, أو تقدم في أي مكان.
ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يقاطعك أو يغضب منك, أو يسد المنافذ بينك وبينه.
يقاوم احساسه بخيبة الأمل ويتقدم إليك, بصفة الفرسان الورقيين مصافحا , مهنئا , متحدثا .
يزيد أحيانا في حدة تقدمه منك مظهرا عنف مشاعره دون مبرر معربا عن اخلاص لا حدود له, واعجاب يتمدد بعمق ما تحقق لك, ويبدي لحظتها اخلاصه كما قال "بل كويلاند" (الاخلاص كالتوابل فالاكثار منها يسبب لك نفورا ).
وتزيد أنت من حدة شكرك وامتنانك, وترتفع حرارة ضيقك دون أن تستطيع اظهارها.
طريف جدا أن تستشعر أن هذا الذي أمامك يكيل لك قصائد المديح ويقبل عليك هاشا باشا غير صادق في أي كلمة منها, ومع ذلك تشعره بأنك ممتن حتى النخاع, وفرح حتى الثمالة, وتجعله يسبح في احساس بنجاح طويل, وقدرة على الوصول إليك وهو لا يعلم أنه مايزال في أماكنه بل على العكس قد تراجع إلى الخلف, وتقدمت أنت, لأنك لا تحمل إلا نفسك وتصر عليها اصرارا كبيرا , ولا تعرف دروب النفاق والأزقة المظلمة التي من تاه فيها لا يعود.
نجوي الهاشم
فهم في الأفراح متواجدون.
والأحزان موجبون.
وفي العزائم يزداد ركضهم.
ودون عزائم لا ينعدم البحث عنك.
وإن جاءتك مناسبة فهم من أوائل من يهنئ ويبارك ويشد من أزرك ويدفعك إلى الأمام ظاهرا وباطنا ان امتلك قدرة الشد إلى الخلف لن يعدم.
يسمعك من الكلام أعذبه
ومن الشعر أجزله
ومن الحب أروعه
يحبك حتى العظم, وصديقك في كل الأحوال.
تقبل يديك وتحمد الله على نعمه وعلى كل هؤلاء الراكضين قولا وفعلا والقاعدين قولا وفعلا . وتدعو الله أن يزيد من أمثالهم, ولا تعدمهم الشكر الجزيل الذي يصدقون أنه رد على هذا الحب.
وبين هذا التبادل الانفعالي من الحب المسطح, والفارغ من كل شيء إلا الكتابة على الأوراق من الخلف يبدو كل منكما غير قادر على المكاشفة لأسباب:
إما لأن الدنيا كما يقولون (عايزة كده)
أو انك تمشي مع التيار
والبعض من منطلق أن لا يخسر أحدا
وآخر اعتاد النفاق والتطبيل لكل من هب ودب
وآخر يكرهك ويحبك.
يشعر انك قد أخذت منه كل شيء
وفي الوقت نفسه هو لا يمتلك أي شيء.
يشعر انه يستحق ما أنت فيه
يحسدك على كل ما لديك
بالرغم من أنك تحمل له كل حب ومودة وصدق
وفي الوقت تكشف أوراقه
يضيق بما يتحقق لديك, أو تحصل عليه من تميز, أو حب من الناس, أو تقدم في أي مكان.
ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يقاطعك أو يغضب منك, أو يسد المنافذ بينك وبينه.
يقاوم احساسه بخيبة الأمل ويتقدم إليك, بصفة الفرسان الورقيين مصافحا , مهنئا , متحدثا .
يزيد أحيانا في حدة تقدمه منك مظهرا عنف مشاعره دون مبرر معربا عن اخلاص لا حدود له, واعجاب يتمدد بعمق ما تحقق لك, ويبدي لحظتها اخلاصه كما قال "بل كويلاند" (الاخلاص كالتوابل فالاكثار منها يسبب لك نفورا ).
وتزيد أنت من حدة شكرك وامتنانك, وترتفع حرارة ضيقك دون أن تستطيع اظهارها.
طريف جدا أن تستشعر أن هذا الذي أمامك يكيل لك قصائد المديح ويقبل عليك هاشا باشا غير صادق في أي كلمة منها, ومع ذلك تشعره بأنك ممتن حتى النخاع, وفرح حتى الثمالة, وتجعله يسبح في احساس بنجاح طويل, وقدرة على الوصول إليك وهو لا يعلم أنه مايزال في أماكنه بل على العكس قد تراجع إلى الخلف, وتقدمت أنت, لأنك لا تحمل إلا نفسك وتصر عليها اصرارا كبيرا , ولا تعرف دروب النفاق والأزقة المظلمة التي من تاه فيها لا يعود.
نجوي الهاشم