عابر99
22-12-1999, 06:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اعلم أن الموت في طريق الطلب : خير من العطب في طريق البطالة ، ما هذا ؟! أدم السهر والصوم ، وخل لأربابه طول النوم ، وشمر في لحاق القوم ، فإذا وصلت إلى دوائك : أنخت بجناب " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " ، وإن مت بدائك : فمقابر الشهداء " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " .
يا هذا : عليك بإدمان الذكر ، لعل ذكرك القليل ينمي ذكره الجليل " ولذكر الله أكبر " ، أنا جليس من ذكرني . لا تعجز عن حفر ساقية وإن ربت ، فإنك إذ ألحقتها بساحل البحر فاض من ماء البحر إليها فصارت دجلة ، أخلص في ذكرك لعله يذكرك .
روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له : حمدان ، فقال صلى الله عليه وسلم : " سيروا سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون لله كثيراً والذاكرات " .
روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول : " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " .
وقال أبو الدرداء : الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله تعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك .
يا هذا : من علامات المحب انزعاجه عند ذكر محبوبه .
لو أحببت شخصاً من أهل الدنيا فسمعت باسمه لا نزعج باطنك ، أما سمعت أن مجنوناً أحب مخلوقاً فلما ذكر انزعج ، فقال :
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج أحزان الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلي غيرها فكأنما أطار بقلبي طائراً كان في صدري
وهذا ذكر الله يتلى عليك وما تتغير ، وكم تسمع من أوامره ونواهيه ولا تتدبر ، وقد يسره الكريم على من اجتهد فيه ، وما عسر ، وكم من نظر فيه حقيقة النظر وتبصر ، وعمل ما أمره وترك ما نهى عنه في العمل والقول وتحرر ، وكلما نظر في عمله رأى أنه مقصر فيه تفكر ، لا يلتذ بطعام ولا شراب ولا نوم إلا ذكر وتذكر ، أما سمعت قوله في الكتاب العزيز مسطراً إخباراً عنهم في ذكرهم له قولاً بليغاً مفسر : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " " والصابرين على ما أصابهم " فشكرهم على ذلك وستر ، بأنه راض عنهم يوم تشقق السماء وتتفطر : " ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " ويبقى العاصي نادماً على تفريطه محسر ، مثقل بحمل خطاياه وفي ذيل ذنوبه معثر ، فإذا دعى لقراءة كتابه رأى ما فيه من السيئات تحير ويرى غيره قد أمر به إلى النار مسحوب مجرجر ، فيندم فلا ينفع ، ويبكي فلا يسمع ولا يرحم ، ولا يعذر ، فالعذاب الشديد لمن كد وطغى وتجبر ، ونصحتك ، فالتوبة التوبة .. فعسى بعد الكسر تجبر ، فهو المعين لمن لجأ إليه ، فله الحمد على ما قضى وقدر .
اعلم أن الموت في طريق الطلب : خير من العطب في طريق البطالة ، ما هذا ؟! أدم السهر والصوم ، وخل لأربابه طول النوم ، وشمر في لحاق القوم ، فإذا وصلت إلى دوائك : أنخت بجناب " وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " ، وإن مت بدائك : فمقابر الشهداء " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " .
يا هذا : عليك بإدمان الذكر ، لعل ذكرك القليل ينمي ذكره الجليل " ولذكر الله أكبر " ، أنا جليس من ذكرني . لا تعجز عن حفر ساقية وإن ربت ، فإنك إذ ألحقتها بساحل البحر فاض من ماء البحر إليها فصارت دجلة ، أخلص في ذكرك لعله يذكرك .
روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له : حمدان ، فقال صلى الله عليه وسلم : " سيروا سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون لله كثيراً والذاكرات " .
روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول : " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " .
وقال أبو الدرداء : الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله تعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك .
يا هذا : من علامات المحب انزعاجه عند ذكر محبوبه .
لو أحببت شخصاً من أهل الدنيا فسمعت باسمه لا نزعج باطنك ، أما سمعت أن مجنوناً أحب مخلوقاً فلما ذكر انزعج ، فقال :
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج أحزان الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلي غيرها فكأنما أطار بقلبي طائراً كان في صدري
وهذا ذكر الله يتلى عليك وما تتغير ، وكم تسمع من أوامره ونواهيه ولا تتدبر ، وقد يسره الكريم على من اجتهد فيه ، وما عسر ، وكم من نظر فيه حقيقة النظر وتبصر ، وعمل ما أمره وترك ما نهى عنه في العمل والقول وتحرر ، وكلما نظر في عمله رأى أنه مقصر فيه تفكر ، لا يلتذ بطعام ولا شراب ولا نوم إلا ذكر وتذكر ، أما سمعت قوله في الكتاب العزيز مسطراً إخباراً عنهم في ذكرهم له قولاً بليغاً مفسر : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " " والصابرين على ما أصابهم " فشكرهم على ذلك وستر ، بأنه راض عنهم يوم تشقق السماء وتتفطر : " ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " ويبقى العاصي نادماً على تفريطه محسر ، مثقل بحمل خطاياه وفي ذيل ذنوبه معثر ، فإذا دعى لقراءة كتابه رأى ما فيه من السيئات تحير ويرى غيره قد أمر به إلى النار مسحوب مجرجر ، فيندم فلا ينفع ، ويبكي فلا يسمع ولا يرحم ، ولا يعذر ، فالعذاب الشديد لمن كد وطغى وتجبر ، ونصحتك ، فالتوبة التوبة .. فعسى بعد الكسر تجبر ، فهو المعين لمن لجأ إليه ، فله الحمد على ما قضى وقدر .