عقلة
04-05-2000, 06:05 AM
(هل أنت غبي؟) سؤال يصعب طرحه على من تلقاه من إخوانك أو معارفك لسببين رئيسيين أحدهما خوفا من أن تجد جوابا غير مرضي يسيء إلى العلاقة بينكما. وثانيهما تخشى أن يكون ذلك تزكية لنفسك.
أما إذا أردنا أن نتناول الأمر على حقيقته فهناك بعض التصرفات والأساليب من بعض شباب اليوم وغيرهم لا تعدو صفة الغباء وإن أردنا تخفيف هذه الكلمة القاسية قلنا غفلة. أما علامات هذه الغفلة فتكمن في عدة أمور لا تخفى على اللبيب منها إنعدام فقه الوقائع والأحداث لدى طائفة من الناس فلا يعلم معنى التخطيط ولا يدرك أثر التنظيم والإنضباط فضلا عن أن يحسن القيادة والإدارة بل هو إمعة وعلى قول القائل ( مع الخيل يا شقراء) فكيف بأمثال هؤلاء الشباب يؤخذ برأيهم في مسائل تهم المجتمع أو الأمة وكيف يستشارون في برامج أو تطلب معونتم في تنفيذها:
ولا يستأذنون وهم شهود
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ومن علامات الغباء عدم إدراك معاني الألفاظ والكلمات والرموز والإشارات فلو نصحوا مباشرة لغضبوا وثاروا ولو وجه العتاب إليهم بالتلميح لظنوا أن الجميع مقصود بالحديث إلا أنفسهم وما أظنهم يدركون إلا عندما ترفع إصبع أحدهم وتغز بها من صدره وتقول له أنت المعني والمقصود.
ولعل من أسباب هذه الغفلة هو الإنصراف التام أو شبه التام عن القراءة النافعة والإطلاع في صنوف المعارف والثقافات فلا كتاب علمي يقرأ ولا مجلة هادفة تقتني ولا صحيفة يطلع عليها ولا شريط مفيد يستمع إليه. إذا فلا عجب أن تكون عند بعضنا خلل في التفكير وفقر في التعبير فلا علم ولا فكر ولا منطق ولا بيان ولو إعتذر المبطلون عن ذلك بلهوهم وشهواتهم ، ولا عذر. فمن أين نجد للصالحين عذر.
ومن علامات الغفلة البعد عن مواطن الجد والإجتهاد والصبر والمصابرة والمرابطة بل الرضى بالقليل شعار المهازيل فهمة هابطة وعزيمة ساقطة تبحث عن أهون السبل وأرذل موجود ترضى من الغنيمة بالإياب لو طلب منها إلقاء درس تواضعت واعتذرت ولو طلب منها الإقدام في معروف خفت ووجلت ولو دعيت لوجبة غداء دسمة للبت وقالت أستحيينا أن نقول "لا" أكثر من ذلك.
إن ما ذكر سابقا ما هي إلا بعض أسباب الغفلة مضافا إليها بعض الأسباب الفطرية وما يعترض حياة الشاب المسلم من أزمات داخلية وخارجية تريد أن تبقيه ساذجا عاطلا عن التفكير والتأثير. ولكن ما من داء إلا وله دواء وبضدها تتميز الأشياء. فعلى الشاب أن يطلب الفهم والعلم والذكاء من الله أولا وهو القائل " ففهمناها سليمان" كما أن تدبر كتاب الله والعمل بما فيه عامل رئيس في تحصيل الذكاء مقرونا ذلك بدراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ودراسة الأحاديث النبوية والإهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم في شئون الحياة كلها كما أن عليه أن يواظب على القراءة المنهجية النافعة والإطلاع الواسع في شتى العلوم والفنون ما أمكن. كما لا ننسى أثر الرفقة الصالحة ومصاحبة أهل العلم والخبرة والتجربة فالقرين بالمقارن يقتدي.
وقفة تأمل
قال سيد لغلامه يوما: هب وانظر في السماء خارج المنزل هل هي صحو أم مغيمة. فخرج الغلام ثم عاد مسرعا لسيده معتذرا عن إجابة طلبه قائلا: إن السماء كانت ممطرة مطرا شديدا في الخارج فلم أستطع أن أنظر إليها إن كانت صحو أو مغيمة.
أ. محمد بن عبدالعزيز الشيخ حسين
------------------
***أزعلوا من عقلة***
oglah@swalif.com
أما إذا أردنا أن نتناول الأمر على حقيقته فهناك بعض التصرفات والأساليب من بعض شباب اليوم وغيرهم لا تعدو صفة الغباء وإن أردنا تخفيف هذه الكلمة القاسية قلنا غفلة. أما علامات هذه الغفلة فتكمن في عدة أمور لا تخفى على اللبيب منها إنعدام فقه الوقائع والأحداث لدى طائفة من الناس فلا يعلم معنى التخطيط ولا يدرك أثر التنظيم والإنضباط فضلا عن أن يحسن القيادة والإدارة بل هو إمعة وعلى قول القائل ( مع الخيل يا شقراء) فكيف بأمثال هؤلاء الشباب يؤخذ برأيهم في مسائل تهم المجتمع أو الأمة وكيف يستشارون في برامج أو تطلب معونتم في تنفيذها:
ولا يستأذنون وهم شهود
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ومن علامات الغباء عدم إدراك معاني الألفاظ والكلمات والرموز والإشارات فلو نصحوا مباشرة لغضبوا وثاروا ولو وجه العتاب إليهم بالتلميح لظنوا أن الجميع مقصود بالحديث إلا أنفسهم وما أظنهم يدركون إلا عندما ترفع إصبع أحدهم وتغز بها من صدره وتقول له أنت المعني والمقصود.
ولعل من أسباب هذه الغفلة هو الإنصراف التام أو شبه التام عن القراءة النافعة والإطلاع في صنوف المعارف والثقافات فلا كتاب علمي يقرأ ولا مجلة هادفة تقتني ولا صحيفة يطلع عليها ولا شريط مفيد يستمع إليه. إذا فلا عجب أن تكون عند بعضنا خلل في التفكير وفقر في التعبير فلا علم ولا فكر ولا منطق ولا بيان ولو إعتذر المبطلون عن ذلك بلهوهم وشهواتهم ، ولا عذر. فمن أين نجد للصالحين عذر.
ومن علامات الغفلة البعد عن مواطن الجد والإجتهاد والصبر والمصابرة والمرابطة بل الرضى بالقليل شعار المهازيل فهمة هابطة وعزيمة ساقطة تبحث عن أهون السبل وأرذل موجود ترضى من الغنيمة بالإياب لو طلب منها إلقاء درس تواضعت واعتذرت ولو طلب منها الإقدام في معروف خفت ووجلت ولو دعيت لوجبة غداء دسمة للبت وقالت أستحيينا أن نقول "لا" أكثر من ذلك.
إن ما ذكر سابقا ما هي إلا بعض أسباب الغفلة مضافا إليها بعض الأسباب الفطرية وما يعترض حياة الشاب المسلم من أزمات داخلية وخارجية تريد أن تبقيه ساذجا عاطلا عن التفكير والتأثير. ولكن ما من داء إلا وله دواء وبضدها تتميز الأشياء. فعلى الشاب أن يطلب الفهم والعلم والذكاء من الله أولا وهو القائل " ففهمناها سليمان" كما أن تدبر كتاب الله والعمل بما فيه عامل رئيس في تحصيل الذكاء مقرونا ذلك بدراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ودراسة الأحاديث النبوية والإهتداء بهديه صلى الله عليه وسلم في شئون الحياة كلها كما أن عليه أن يواظب على القراءة المنهجية النافعة والإطلاع الواسع في شتى العلوم والفنون ما أمكن. كما لا ننسى أثر الرفقة الصالحة ومصاحبة أهل العلم والخبرة والتجربة فالقرين بالمقارن يقتدي.
وقفة تأمل
قال سيد لغلامه يوما: هب وانظر في السماء خارج المنزل هل هي صحو أم مغيمة. فخرج الغلام ثم عاد مسرعا لسيده معتذرا عن إجابة طلبه قائلا: إن السماء كانت ممطرة مطرا شديدا في الخارج فلم أستطع أن أنظر إليها إن كانت صحو أو مغيمة.
أ. محمد بن عبدالعزيز الشيخ حسين
------------------
***أزعلوا من عقلة***
oglah@swalif.com