PDA

View Full Version : !! علة الأنترنـــــــــــــــت


فتى دبي
15-05-2000, 04:39 AM
ان الشباب يجب ان يتفهم جيداً ان الانكباب علي هذا الجهاز سوف يعدم لغة
الحوار التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات وهو يؤدي إلي أهم مرض في الأمراض
النفسية والعقلية وهو الانسحاب والتقوقع حول الذات وقطع الاتصالات بالمجتمع حوله
وبالآخرين حتي أسرته، وسوف تجف مشاعره لأن علاقته المستمرة بالآلة سوف تزيده
جمودا وسوف تحصره في عالم ضيق من الانفعال وقد تؤدي إلي اختفاء روح الابتكار عند
الشخص، وقد تتحقق نتيجة أكثر سوءاً وهي اتساع الفجوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء
نتيجة ظهور مفردات والفاظ ولغة جديدة وأساليب حديثة سريعة متطورة لن يستوعبها جيدا
كل الآباء.

وأسأل:

إذا كان الإنترنت كطبيعة مجتمع الحياة نفسه، مملوءاً بالحسن والجيد والضار والسييء،
شأن الحياة نفسها، فكيف يمكن ترشيد استخدامه بما يحقق الايجابية في السلوك ويفيد في
تطوير الشخصية التي تنهل منه، وتتعلم كيف تنتقي الجيد فقط مما يقدمه.

أري ان الإنسان في تفكيره، يفترض ان يكون واقعيا ويتعامل مع الحياة علي حقيقتها
المملوءة بالحسن والسييء علي السواء فأحسن الأشياء التي تؤدي إلي اثراء الفكر
والأحاسيس والمعاني وتفهم الأشياء حسب ارادتنا فإرادة الإنسان هي المحرك الأساسي في
حياتنا فالإنسان قوة ديناميكية جبارة ممكن جداً بنفس الشيء، نصل إلي الحسن المفيد،
ونصل أيضاً بنفس الوسيلة إلي الشيء المتدني المضر، وذلك حسب إرادة الإنسان وحده
وطريقة اختياره للسلوك الذاتي.

والإنترنت إذا استخدم الاستخدام الحسن والمفيد، فهو بلا شك وسيلة جبارة للحصول علي
المعلومات مما يرفع من شأن الإنسان في فكره وأحاسيسه ومفاهيمه وتعاملاته. وهي
أيضاً أثر في سلوكيات المراسلات والتعارف وجعلها في الإنترنت أسرع وأسهل وأقل
رومانسية وأكثر مادية وايقاعا سريعا لا يعطي الفرصة لا للتأمل ولا لفرض الخيال علي
العقل، حيث ان المردود علي الرسائل تأتي بسرعة البرق ولا تعطي المرسل حتي جمال
الاستمتاع بمتعة الانتظار كسابق عهدنا في مجال الخطابات مثلاً، فالإنترنت لم يمنع
التواصل بين الناس، فالحوار هو هو، غير ان أسلوبه اختلف وأصبح أكثر سرعة وهو
الشيء الذي سوف يزيد من الامراض النفسية كالاكتئاب مثلاً، ولكن الإنترنت بعد ان ابعد
فرص الخيال والحلم، سيكون وسيلة مضمونة لتحقيق التراضي وتقبل الواقع وبالتالي
سوف يقل الاحباط فمعروف ان السرعة والايقاع السريع يبطيء الأحلام ويقلل من حالات
الانتظار والخيال والولع، مما سيؤدي حتما إلي اختفاء الرومانسية.

أيضاً ان الإنسان هو الفكر والاسلاك والكهرباء والأزرار التي تحرك جهاز الكمبيوتر ما
هي إلا وسائل اتصال بهذا الإنسان القابع أمام الكمبيوتر في أي مكان في العالم، فالعلاقة
بين الناس هي علاقة فكرية فالعواطف والأحاسيس والمشاعر فكر، وهي هنا تضمن
تقريب المسافة من أجل التفاهم وتقريب التواصل.

فالإنترنت له تأثير إيجابي علي الافراد إذا هم استخدموه بالطريقة السليمة. وقد يكون له
نقيصة واحدة وهي انها تجعل المستفيد يتوحد مع نفسه، ويقل ارتباطه بالمجتمع القريب
داخل أسرته، فالإنترنت يساهم في نمو سريع في الاتصال يجعل العالم كله قرية صغيرة،
وقد أصبح له بالفعل مجتمعه، فيعيش الإنسان الذي يستخدم الإنترنت في مجتمع لا نهائي
ملموس، ويبعد في نفس الوقت عن التأقلم مع المجتمع الملموس القريب منه، مما يقلل
من دفء العلاقات الإنسانية.

وقد يكون سبب ادمان الإنترنت والدردشة من خلاله مع البشر في كل مكان في العالم هو
ان يكون الإنسان بالفعل مغتربا عن مجتمعه وبعيدا كل البعد النفسي عن الافراد المحيطين
به، ويكون في أشد الاحتياج إلي إقامة علاقات جديد مع افراد حقيقيين لكنهم ابعد من ان
يصلوا إليه في أي وقت، وهو هنا يكون مطمئنا إلي هذه العلاقة التي يتحكم هو فقط في
تقويتها أو اضعافها أو الانتهاء منها إذا أراد.

يقول أحد علماء النفس ان الإنترنت يخلق نوعاً من الإدمان، فالإدمان من وجهة نظره
ليست فقط التدخين أو شرب الخمور أو تعاطي العقاقير، فيمكن استبدال الحياة الطبيعية
بوجود أي شيء آخر يستحوذ علي التفكير والسلوك ليؤدي بالشخص إلي ان يحيا بأسلوب
مختلف تماما مثل ارتباطه مثلا بالإنترنت ليصبح عبداً له فالشخصية غير الناضجة تواجه
مشكلة حقيقية مع الإنترنت لأنها لا تستطيع التمييز بين علامات ناضجة مشبعة وبين
الثرثرة التافهة التي توجد في بعض الأحيان علي الإنترنت.

اما الشخصية الناضجة فهي القادرة علي الاستفادة من فرصة إقامة علاقات جيدة عبر
الإنترنت مع شخصيات ناضجة مثلها يتبادلون فيها الرأي والخبرة والتجارب وتتفاعل
وتتواصل عبر الإنترنت وقد تخرج عن حيز الإنترنت لتصبح صداقة حقيقية وجهاً لوجه
يمكن لقاؤها وإضافتها إلي الصداقات الملموسة في حياتها.

وبعد ان فرضت شبكة المعلومات نفسها علي حياتنا وأصبحت هي لغة التخاطب في أيامنا
القادمة كنتيجة طبيعية لمنطق التطور، يفرض هنا سؤال مهم نفسه: تري هل بدأت وزارة
التربية والتعليم في وضع خطة عاجلة لتطوير مناهج تعليم اللغات الأجنبية في مدارسنا
الحكومية؟ حيث اثبتت اجادة اللغات الأجنبية انها مفتاح الدخول إلي عالم الإنترنت
والمستقبل وبدلاً من تلك اللغة المهلهلة التي اخترعها الشباب للتحدث مع بعضه البعض
علي الإنترنت بلغة عربية من خلال حروف أجنبية، والتي من شأنها اضعاف لغتنا الجميلة.

والله من وراء القصد.


------------------
oasaif@maktoob.com

wildorchid
15-05-2000, 11:16 PM
ماشالله عليك :)