PDA

View Full Version : قصة مفتاح الاطارات وابناء الذوات........اللي سهران يقراها...


ma3gool
05-06-2000, 10:37 AM
بينما كان حاتم يقود سيارته متجهاً إلى العاصمة مكان إقامته وعمله قادماً من قريته بعد زيارة قصيرة قام بها لأهلة .. وعندما حان وقت صلاة العشاء توقف على جانب الطريق .. وفتح غطاء سيارته لتبرد قليلاً وأخرج الماء من الصندوق الخلفي .. وبعد الوضوء استقبل القبلة وقام بالصلاة .

وأثناء صلاته كان يسمع صوتاً مخنوقاً وأنيناً حاراً وبكاءً متقطعاً .. في بادي الأمر حسبه وهماً فحاول تجاهله وأن يجند كل مشاعره في الصلاة .. لكن الصوت لم يختفي بل زاد نحيباً .. انتهى من صلاته .. السماء سوداء قاتمة والرياح ساكنة والرؤية منعدمة .. أخرج مصباحاً يدوياً من سيارته وشرع بالبحث عن الصوت معتمداً على سمعة ونور مصباحه الضعيف .. البكاء يرتفع ويشتد حدة .. اقترب شيئاً فشيئاً منه حتى ارتطم بكتلة سوداء لينه .. فخرجت منها شهقة ممزوجة بالصراخ والكلمات المأسوية .. تراجع إلى الخلف خطوتين مذعوراً .. وقال بصوت الخائف الحذر : من أنت ؟؟ ماذا بك ؟؟

- أبتعد عني ولا تلمسني وإلا سأرجمك بهذا الحجر ؟؟

- فتاة !! هل أنتِ فتاة ؟ ما لذي جاء بك إلى هنا ؟؟ وأين هم أهلك ؟؟

- ارتفع صوتها بالبكاء وامتزجت كلماتها بالدموع وهي تقول : توقفنا هنا لنصلي المغرب ونرتاح قليلاً وبعد أن صلينا أراد أهلي أن يحتسوا الشاي .. فابتعدت قليلاً لأشرب سيجارة ولما عدت لم أجد أحداً ..

- تشربين سيجارة !! هل أنتِ تدخنين ؟؟

- لا أنا لا أدخن .. ولكن لن أقول لك لماذا ابتعدت !!

- حسناً .. معقول أن ينسوا أهلٌ بنيتهم ؟؟ معقول أن ينسوا بشراً من لحمٍ ودمٍ ؟؟

- ربما كل وأحد منهم ضن أنني ركبت في السيارة الأخرى .. أعني أبي وأخوتي .

- حسناً لا تقلقي وكفاكي بكاءً أنا متأكد أنهم سيعودون الآن .. وريثما يعودوا سوف اذهب ,انتظر داخل سيارتي وأشعل النور حتى يتمكنوا من رؤيتنا .

ذهب حاتم وجلس في سيارته .. وأخذ يفكر بمصير هذه الفتاة البائسة .. ينظر تارة إلى الطريق وتارة إلى الفتاة ليطمئن عليها .. مرت ساعتين وهو على هذه الحالة وفي هذه الأثناء خطرت بباله فكرة .

- أختاه .. لقد انتظرناً طويلاً ولم يأتي أحداً من أهلك .. ربما أضاعوا المكان حيث أن الأرض متشابهة والليل مظلم .. فما رأيك أن نلحق بهم خير من جلوسنا هنا ؟؟

- لا وألف لا .. أنا كنت اعرف أن نواياك شريرة فأنتم آيه الشباب دائماً تصطادون بالمياه العكرة ..

- سامحك الله أختي .. ولكن لا اعتقد أنهم سيعثرون علينا حتى الصباح فمنذ أن غادروا المكان وحتى الآن لهم قرابة الثلاث ساعات .. وأنا لا أستطيع أن أتأخر عن عملي وأيضاً لا أستطيع أن أنام في العراء .

- إذاً اذهب ودعني أواجه قدري ومصيري وحدي .

- صمت قليلاً .. واتجه لسيارته وفتح صندوقها واخرج منها مفتاح خاص ببراغي الإطارات ( مفتاح العجل ) وذهب به إلى الفتاه وناولها إياه قائلاً : اسمعي خذي هذه .. واركبي بالمقعد الخلفي .. وعندما ترين أنني سلكت طريقاً غير الطريق .. فما عليك إلا أن تدقي رأسي بهذه .

- نظرت الفتاة إلى قطعة الحديد .. وإلى وجه حاتم .. ولبثت قليلاً تفكر .. ثم قالت : قبل كل شي أريدك أن تقسم بالله أنك لن تغدر بي ؟

- اقسم بالله أنني لن اغدر بك .

- حسناً هات هذه .. واركب أنت أولاً وأربط حزام الأمان .

ركب حاتم منفذاً تعاليمها .. وركبت هي بالخلف ماسكتاً المفتاح بشدة .. وانطلقا مسرعين لعلهما يلحقان بأهلها .

وبعد نصف ساعة من المضي .. لم يشعر حاتم إلا برنين داخل رأسه وكأنه صوت قرع ناقوس .. أزداد سواد الليل عتمة .. ألم وحرارة في هامته .. أوقف السيارة من دون شعور .. والتفت إلى الخلف إلى الفتاة وعيناه تشع ناراً .. ماذا فعلتي آيته الحمقاء .. لماذا ضربتني ؟؟

- وأنت لماذا تخل بالوعد الذي قطعته على نفسك .. لماذا غيرت اتجاه السيارة وسلكت طريقاً أخر ؟؟

- أخ يا رأسي .. رأسي يؤلمني ولا أكاد أرى .. !! ألا ترين تلك اللافتات وماذا كتب عليها .. يوجد تحويلة بسبب أعمال الحفريات ؟؟

- حقاً .. والله لم أراها .. أنا آسفة لقد كانت عيناي مسلطتان على هامتك !! .. أرجوك أن تعذرني !! حسناً دعينا نكمل المسير كي لا يسرقنا الوقت ..

اكملا السير مسرعين .. وبعد مضي بضع ساعات وصلا إلى نقطة التفتيش .. واستبشرا خيراً .. فقد صرخت الفتاة فرحاً عندما شاهدت سيارات أهلها .. أوقف حاتم سيارته .. ونزل منها متجهاً نحو الضابط .. ودون أن تقفل باب السيارة هرعت الفتاة مسرعة نحو حشد من النساء تبكي بصوت عالي يسمعها كل من على الطريق وارتمت بحضن سيدة عجوز .. أقبل الأب وبعض من أولاده نحو حاتم والضابط .. وبعد محادثات واستفسارات بين الجانبين .. وبعد أن عرف حاتم أن الأهل حاولوا البحث عنها ولكنهم لم يفلحوا مما دعاهم الاستعانة بأمن الطرق .. شكرا الأب حاتما شكراً عنيفاً وعرض عليه أن يكافئه ولكن الفتى الشهم رفضها ورفض الإفصاح عن اسمه وعن هويته أيضاً .. وأستأذنهم بالانصراف .. ومضى في حال سبيله .

وبعد يومين من تلك الحادثة تفاجأ حاتم باتصال من أب الفتاة وعلم لاحقاً أن الأب وعن طريق رقم السيارة استطاع الحصول على رقم هاتفه .. حاول الأب الإصرار على حاتم بأن يقبل بعض الهدايا والمكافأة ولكن كان الرفض الشديد هو موقف حاتم .. وعندها طلب الأب منه أن يلبي دعوته هو وأهله إلى وليمة يقيمها بمناسبة سلامة ابنته .. رفض حاتم في البداية واخبر الأب أنه يعيش أعزباً هنا وأن جميع أهله يقطنون في قرية بعيدة .. وأمام إصرار الأب على الوليمة وافق واخذ الوصف منه وانتهت المكالمة .

وبعد تناول وجبة الغداء وأثناء احتساء الشاي .. وكما هو معروف فالحديث ذو شجون .. تكلما عن أموراً كثيرة خاصة وعامة ..

- لماذا لم تتزوج حتى الآن يا بني ؟

- لأنني لا املك مالاً يا عماه .

- ولماذا لا تملك مالاً ؟؟ أنت شاب مكافح وتعمل بوظيفة ذات دخل جيد ؟؟

- حاولت أن أوفر المال ولكني لم استطع أمام هذا الغلاء فالأرقام بارتفاع والراتب ذو أرقام غير قابلة للعمليات الحسابية منذ عشرين عام وهي ثابتة .

- ولكنك تستطيع التخلي عن بعض الكماليات وبعض الأشياء الأقل أهمية لتوفر المال .

- ربما ولكن هذا سيأخذ مني عدة سنوات .

- اها .. ما رأيك لو حليت لك هذه المشكلة ؟

- يا عماه أرجوك لقد تكلمنا بهذا الموضوع .. وقلت لك أني لا أريد منك أي مقابل !!

- لا .. لا تفهمني خطأ يا بني .. أنا لا أريد أن أكافئك .

- إذاً ما معنى كلامك هذا ؟؟

- أنا أريد أن أزوجك بنتي تلك التي أنقذتها .. فما رأيك ؟؟ .. ولن اخذ منك أي شي ..

- هاه ..

- أرجوك أن تقبل بنتي .. فأنت شاب فريد من نوعك .. ويشرفني أن أصاهرك ..

- هاه ..

- اغلق فاك وخاطبني .. هل أنت موافق ؟؟

- هاه .. أقصد .. لقد فاجأتني يا عمي بهذا العرض .. وأنا أتشرف بالزواج من ابنتك .. ولكن أنت تعلم أنني معدم ؟؟

- وأعلم أيضاً انك شهم وكريم أخلاق وتستطيع أن تنفق على أبنتي على قدر استطاعتك دون تكلف .. أما بالنسبة لتكاليف الزواج فلا تحمل هماً .

- والمهر .. من أين لي أن ادفعه لكم ؟؟ إلا إذا كنت ستقبل بأن أقسطه عليكم وبدون كفيل ؟؟

- المهر لقد وصلني .. فمهر أبنتي قطعة الحديد تلك ( مفتاح العجل ) أتذكرها ؟؟

- انتهـــــــى -

المتهم : وهكذا تزوج صديقي حاتم بمفتاح عجل وانتهت الحكاية .

الضابط : أتعني انك أردت أن تحل مشكلة عدم مقدرتك على الزواج بأن تحقق أحلامك الوهمية بالقوة ودون تعب ؟؟

المتهم : يا ليت ولكن الذي يظهر ., حتى الأحلام لن تتحقق .. إذا كنت أنت ستظهر لي في كل حلم .. أريد أن أسألك .. ألا يوجد عمل يشغلك غيري ؟؟

الضابط : لا تكثر من الكلام !! .. وقلي .. آلي هذا السبب قمت باختطاف المرأة المسكينة من أمام المنزل وتحت تهديد السلاح ؟؟

المتهم : أنا لم أختطفها .. عندما رأيتها تقف في منتصف الشارع ماسكةً حقيبةً سوداء بيدها تذكرت هذه القصة واعتقدت إنها فقدت أهلها وأحببت أن أنقذها لعل أهلها يزوجونني بها .. وأما السلاح الذي تقول عنه فهو مفتاح الإطارات أخرجته لأعطيها إياها فقد تكاسلت أن انزل أولاً وبعد ذلك انتظر كما فعل صاحبي فقلت لنفسي سأختصر القصة .. وما أن رأت الفتاة مفتاح الإطارات حتى قفزت إلى المقعد الخلفي ورمت ما بيدها من الفرحة وقمت أنا بأخذ حقيبتها ووضعتها في صندوق السيارة وضننت أن الفتاة ربما قد عرفت بقصة صاحبي وأرادت هي أيضاً أن تختصر القصة .

الضابط : لقد ركبت معك خوفاً على حياتها منك !! وعلى كل حال سننتظر كفيلها حتى يأتي ونرى ماذا سيقول !!

المتهم : كفيلها ؟؟ ماذا تقصد ؟؟

الضابط : كفيل الخادمة التي قمت باختطافها !!

المتهم : خادمة ؟؟ أتقصد أن تلك التي ركبت معي خادمة ؟؟

الضابط : نعم إنها خادمة كانت خارجة من منزل سيدها لترمي بالنفايات في الحاوية ..

المتهم : يا حسرتي على حظي وعلى حلمي الذي لم يكتمل !! .. خادمة !! أمتأكد أنها خادمة ؟؟

الضابط : نعم أنها خادمة بنغلادشية الجنسية .

المتهم : وعع .. أتعرف أيها الضابط .. احمد الله أن وصل الأمر لما وصل إليه .. فكلمة مختطف .. أرقى وانعم وارق واوجه من كلمة زوج الخادمة البنغلادشية !!

الضابط : يقفل المحضر في حينه وتاريخه ..

المتهم : لحظة أرجوك .. لا تقفل المحضر .. قبل أن أخرج كيس النفايات من صندوق سيارتي .. فربما أصبحت رائحة سيارتي .. رائحة بطيخ !!

- النهايــــــــــــــــــــــــة -



محمد الحبيب

عندما تُقذف بالحجارة من الخلف فأعلم انك في المقدمة



------------------
كل شي معقول

BRABUS
05-06-2000, 10:50 AM
قصة عجيبة http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif


تعجبني يا معقول http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif

سليمان.
05-06-2000, 10:55 AM
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مسكين شغاله
انا ابنصحه اذا طلع من التوقيف على طول يروح يقص له نظاره

ma3gool
05-06-2000, 10:27 PM
برابوس.. http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif http://www.swalif.net/swalif1/ubb/smile.gif شكرا انك قريت القصه والحمد الله انها اعجبتك... http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif


سليمان..... http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif http://www.swalif.net/swalif1/ubb/frown.gif التقليد اعمى...


------------------
كل شي معقول

تركي المنصور
05-06-2000, 10:35 PM
اه ..
ياعيوني ..