PDA

View Full Version : ........... قصة قصيرة من واقع الحياة .........


بنت الأحزان
02-08-2000, 04:20 PM
كان في الرابعة عشرة من عمره حين توفي والده، والجميع كان يشدّ على يده ويقول له… أصبحتَ رجل المنزل، فأنت أكبر اخوتك، والرجل الوحيد في البيت… لم يكن ليعي ما يقال له يومها، لكن الشيء الوحيد الذي كان يعلمه حق اليقين، أن ممتلكات والده أصبحت بين يديه… صحيح أنه مازال قاصرا على التصرف بالممتلكات التي لا حصر لها، لكنه سيكبر عما قريب…
وحين اشتد عوده، وأصبح رجلا يُظن به كل الخير، باشر بالتقصي عما تمتلكه عائلته من عقارات وشركات وأموال… فوجدها أكثر مما تخيل. ترك دراسته على أن يباشر العمل في ما يمتلكون. وبالفعل، كان يجد ويكد بالعمل ليل نهار، واستمر على حاله لفترة من الزمان… عُرف خلالها بحبه للعمل وتفانيه فيه… ولـــكن… في أحد الأيام… تعرف على جماعة من الشباب وكان يسهر معهم كل ليلة آخر الأسبوع، حتى أصبحت السهرة يومية! وبدأ بفقدان نشاطه للعمل، ومن كثر السهر كان يشعر بصداع يفجر رأسه صباح كل يوم، وفي المكتب كان يحاول كبح جماح غصبه وهستيريته الزائدة دون جدوى. حتى شكا حاله لأحد الأصحاب والذي بدوره نصحه باستعمال نوع من الأقراص الجديدة التي يتعاطاها حين يشعر بالصداع أو الضيق، وأخبره بأن مفعوله سريع ومضمون!! تخوف الشاب في بداية الأمر من تجربة الدواء الذي نصحه صاحبه؛ لكن تحت ضغط الصداع الذي كاد يفجر رأسه، ابتلع أول قرص ليلتها، وكم كانت دهشته كبيرة حين تشتت الصداع وبدأ يشعر بنوع من الراحة و… (كأنه إنسان آخر ). كبادرة طيبة من صديقه؛ أعطاه خمس حبات إضافية في حالة لو عاوده الصداع من جديد… وشكره الشاب على صنيعه… وسأله من أين يمكنه شراء هذه الأقراص؟! فأخبره بأنها مستوردة!! شركه من جديد وانسحب من السهرة ليلتها مبكراً لأنه تذكر أمراً عليه إنجازه صباح الغد.
كانت الساعة تشير للثانية صباحاً حين دخوله للمنزل، وكانت أمه تنتظره في صالة المنزل لتحادثه بشأن سهره وتأخره المستمر كل ليلة، لكنه لم يتجاوب معها فقد كان يشعر بنوبة نوم فضيعة…!! تركته ينام علها تتمكن منه صباح اليوم التالي… لكنه حين استيقظ من نومه كان الصداع قد عاوده من جديد بل أشد من ذي قبل!! فتذكر الأقراص التي أهداه صاحبه… فابتلع واحدة ثم غادر المنزل متجها لمقر عمله… وهناك، كان يشعر بالصداع بين اللحظة والثانية، ولم يكن يرغب في الاستمرار بتعاطي تلك الأقراص خوفا من أن تصبح عادة له، فيبتلعها كلما شعر بالصداع. لكنه لم يستطع تحمل الآلام فابتلع القرص الثالث فالرابع ولم يتبقى له إلا حبة واحدة. وبدأ الخوف من كيفية توفير الأقراص؟!!
اتصل بصاحبه الذي أعطاه الحبوب، وسأله عن المصدر الذي يمكن من خلاله توفير كمية من تلك الأقراص. فضحك الشاب وقال له: "ألم أخبرك بأنه مستورد ولن تجده في البلاد إلا بعد مشقة وعناء… لـكن إن كنتَ مُصِراً على شرائه، سأحاول توفيره لك بأسرع وقت ممكن!! ولكنه دواءٌ غال الثمن…" أجابه الشاب غير مبالٍ بسعر الدواء فالأهم هو التخلص من الصداع وتوفير الأقراص له. ووعده صاحبه بالاتصال به حال توفر الدواء لديه. في تلك الفترة كان هذا الشاب الذي ينتظر الدواء من صاحبه يحاول التماسك بين عملاء الشركة فالصداع بدأ بالسيطرة عليه وما هي إلا لحظات وفقد خلالها أعصابه!! فما العمل يا ترى؟ تذكر آخر قرص في جيبه، ابتلعها وهو يأمل باتصالٍ سريع من صاحبه… إلى الآن لم يكتشف أي شيء غير طبيعي بالأقراص التي يبتلعها!! كم كان ساذجا حين استمر عليها.. أو حين بدأ بتعاطيها أول مرة…
مضت ساعاتٌ كان رأسه يتمزق ألماً وجسده تلتهب حرارةً… اتصل بصاحبه عله يجد عنده ولو قرصاً واحداً يقضي بها على هذه الأعراض الغريبة… فبشره بتوفير كمية لا بأس بها من الأقراص؛ لكن عليه دفع سعرها هذه المرة!! فوافق عله أن يتخلص من هذا الصداع الغريب!! اتفقا على اللقاء حيث كانوا يسهرون كل ليلة، وتمت المبادلة خمسون قرصاً مقابل أكثر من ثلاثة آلاف ورقة نقدية!! واكتشف صاحبنا أخيراً أن هذه الأقراص ما هي إلا نوع من أنواع المخدرات التي بدأت بالانتشار في كل مكان!! فبدأ بالصراخ على صاحبه والبكاء على حاله. فأخبره صاحبه بأنه لن يقدر على ترك الحبوب الآن لأنها تمكنت منه، إضافة إلى أنه بحاجة إليه لتوفير هذه الحبوب بين الفترة والأخرى!! لم يعرف ماذا يفعل أو يقول… فانسحب إلى منزله وهو مطأطئ الرأس…
مرت الأيام والشهور وارتفع سعر المخدر… وكثرت سهراته ليلاً ليتجنب أسئلة أهله بالمنزل عن حاله المتقلب والمتدهور!! وبدأ بإهدار الأموال وبدأت الخسارة تنصب على الشركات من كل حدب وصوب… حاول أعمامه الحديث معه وإقناعه بترك الإشراف على الممتلكات لهم لكنه رفض وتركهم يضربون كفا بكف… وضاقت أمه الويل من تصرفاته الطائشة… فقررت مواجهته والحديث معه.
ففي إحدى الليالي، وبينما هو عائد من سهراته المعتادة وتحت تأثير المخدر… إذ به يفاجئ بأمه تجلس بغرفته تنتظره، فما أن بدأت بالحديث معه عن حاله وما وصل إليه من انحدار ودمار… حتى وصلت إلى الخسارة التي تهدد ممتلكاتهم فقد خسروا أكثر من ثلاثة أرباع ما كانوا يمتلكون في الماضي.. هنا… ثار عليها وصرخ بوجهها و… ضـربهـا بحيث أنها سقطت أرضا من شدة اللطمة!! ضربها وليته قتلها بدلا من ضربه لها!! فقد دعت عليه بغضب قلبها عليه وطلبت منه الرحيل وعدم العودة للمنزل.
خرج مسرعا من المنزل ودموعه تسيل على خده من جراء فعلته… بحث عن أصحابه عل أحدهم يأويه ليلته تلك… لكن الجميع تخلى عنه في تلك اللحظة. فبدأ ببيع ما يمتلك من ساعة وقلمه الذهبي وسيارته وهاتفه النقال، حيث لم يتبقى له غير ما يستر به جسده… كل هذا من أجل توفير ثمن تلك القاذورات التي يتعاطاها…!! ثم أرشده شخص إلى بيع كمياتٍ من تلك الأقراص على متعاطيها ليوفر بذلك سعر أقراصه والقليل لطعامه وشرابه، فقد بات يبيت في الطرقات كالكلاب الضالة والحيوانات المشردة!! ما هي إلا محاولته الأولى وسقطت العصابة بيد المخابرات… ووصلوا إليه… وفي المحكمة… تم إصدار القرار بحبس أعضاء العصابة من عشر إلى عشرين سنة، بينما حُكِم عليه بالسجن لثلاث سنين فقط… يتم علاجه خلالها. لكنه كان يتمنى الموت قبل كل ذلك… إلى أن ظهرت بشائر الفرح عليه حين تقدمت إليه أمه وقبلت رأسه ودعت الله أن يغفر له ويرحمه، فكم ذرف الدمع حين احتضنـته أمه وأجهش بالبكاء نادماً على كل ما ارتكبه في حقها وحق مجتمعه إضافة لحق جسده التي أضرها بتعاطيه لتلك السموم… ومرت السنتان، وتم خلالهما علاجه نهائياً من السموم التي كادت أن تـتمكن منه، ومُنح حريته قبل انتهاء فترة حبسه؛ لحسن سلوكه… وعاد لأهله شخص آخر غير الذي كان…شخصا يمكن الاعتماد عليه من جديد…

سليمان.
02-08-2000, 06:34 PM
الله يعطيك العافيه على القصه المؤثره

وفعلا ليته مات قبل ان يرفع يده على امه قال تعال ( ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما) الآيه

حقيقة ما اجمل ان يرى الانسان ما بناه بيديه ولكن لا يوجد شيء اشد حسرة من هدم ما تم بناؤه

هل رئيتم كيف تناست امه كل شيء فات واحتضنته من جديد

الله ما اكبر قلبك يا اماه

الشرقاوي
02-08-2000, 06:47 PM
والله قصه مؤثره
بس نهايتها سعيده برضى امه عليه:)
الله يعطيك العافيه

بنت الأحزان
03-08-2000, 04:45 AM
سليمان.. الشرقاوي..

الله يعافيكم :)
وأشكركم على المتابعة :)

وردالشمال
03-08-2000, 05:14 AM
.
.
قصة ... واقعية ... ومؤثرة كما قال الزملاء ..
الله يعطيك العافيه على المجهود ..الذي يحاول ان
يصلح من شأن الأمه العربيه .
.
.
اطلب من الله ان يجزيك كل خير على هذا العمل
وينيلك ما تتمنين
.
.
خالص تحياتي :):)
اخــــــــــــــوك ...ورد

الحفار
03-08-2000, 05:45 AM
كل هذي وقصيره انا طول اليوم وانا اقرا فيها بس طبعا متقطعه

حتى اتممتها الان

ومثل ماقالوا

ان النهاية جاءت هكذا لرضاء امه عليه

تحياتي لك

ساهر الليل
03-08-2000, 05:46 AM
قصه مؤلمه من واقع الحياه تتكرر كثيراً

-- الغريب ان هؤلاء الشباب لايعلمون من البدايه انها مخدرات
كم من مسلسل وفيلم نجد فيه مثل هذه القصه وطريقه السقوط في المخدرات متشابهه اما حبوب للصداع او شم ورده او غيرها

ثم يبدأ الادمان

لا اعتقد ان احداً يجهل الان هذه الطرق او لايعرف حبوب الصداع

شئ غريب فعلاً ..

السؤال هل هؤلاء الشباب يعرفون منذ البدايه انها مخدرات
ويظهرون جهلهم بها ويرغبون بتجربتها ؟ وهذا يرجع لتربيتهم
ام انهم يجهلون ماهي ؟ وهذه المصيبه اين يعيش هؤلاء هل معنا
في هذه الدنيا ألا يقرأون او لايشاهدون وسائل الاعلام المختلفه

شئ غريب فعلا ...
اسف للاطاله ... ونسأل الله العفو والعافيه

وتحياتي للعزيزه بنت الاحزان

******************

بنت الأحزان
03-08-2000, 05:54 AM
أشكركم على المتابعة لحركات قلمي :)
فعلا دونكم ما استمر قلمي في الحراك!! :)
فشكرا لكم.. :)

وردالشمال.. الله يعافيك ويسلمك..
يا ليت الشباب يتعظون وينتبهون لحياتهم..!!
وربي يجازي كل انسان على قد نيته .. :)

----------

مرحبا الحفار:)
هذي قصيرة وانته من الصبح تقرا فيها ..
لو طولتها متى بتخلصها;)
والحمدلله على كل حال:)

---------

مرحبا ساهر الليل.. :)
المشكلة انهم ممكن مايعرفوا انها مخدرات!!
لكنها مصيبة إذا كانوا يعرفواها!!
ولا حياة لمن تنادي!!

------------------
تحياتي للجميع:)

مملوزي
03-08-2000, 11:01 PM
good luck and keep in writing

gadeer
04-08-2000, 05:43 AM
قصــة مـؤثرة ومفيـدة :)

وخصـوصـا مـوقف الأم مـن الابـن في حـالة الغضب وحـالة الرضـا

يعـطيج العـافية يا بنـت الأحـزان :)

بنت الأحزان
06-08-2000, 07:56 AM
مملوزي.. :)
:) thanks

غدير.. :)

الله يعافيكِ :)