سردال
06-09-2000, 04:55 AM
كنا في بيئة بسيطة جداً، الناس عفوين وطيبين، أطفال الحي يجتمعون في مكان واحد للعب، الناس مترابطين بحيث أن الحدث يحدث فينتشر الخبر خلال ساعات قليلة، الكل يساعد، الكل يعين الآخر، الجار يعرف جاره ويزوره، وأهل المسجد الواحد يتعاونون لسد حاجة أحدهم، ويتساءلون إن غاب أحدهم، أهو مريض أو صار له مكروه لا سمح الله.
البيوت صغيرة ومتقاربة وبسيطة، هذه البيوت كان يسكنها عائلات سعيدة مترابطة، الأخ والأخت والأب والأم، بل والجدة والجد، وقد يكون العم والعمة، والخال والخالة، يجتمعون على مائدة واحدة، يلفها احترام الكبير والعطف على الصغير، الأم تعمل على راحة المنزل، والأب يقوم بعمله ويأتي بالرزق لعياله.
الأبناء مطيعين للأبوين، يستيقظون مبكراً وينامون مبكراً، ليس في قلوبهم ولا عقولهم شر أو مكر أو خديعة، إنما صفاء الطفولة وبرائتها.
أتظنون أني اتحدث عن مدينة خيالية، لا والله، بل هذا الواقع الذي كنا نعيشه قبل سنوات، وللأسف كنا نعيشه وفقدناه، جائتنا المدنية الحديثة بحلوها ومرها، وأكثرها مر، فقدنا فيها المعنى الحقيقي للإنسان، بدأنا نهتم بأشياء هي من فرعيات الحياة وتركنا الأساس.
بدأت حياتنا تتحول نحو الاهتمام بالمال والثياب والسيارة الفاخرة والمأكل والمشرب، والمسكن الفخم
الجميل، أعراس هذا الزمان صارت معارض لإهدار المال، أبناء هذا الزمان يهتمون بالهواتف والمغنين والمغنيات الأحياء منهم والأموات، وإذا ما سألتهم عن زعيم عربي وتفاصيل حياته الإجابة تكون صفر، وأنا أقول زعيم عربي لأنه الأقرب إلى واقعهم، فما بالك بالصحابة والتابعين وعلماء الأمة وقادتها وخلفائها.
المال والمأكل والثياب والسيارة، جميع هذه الأشياء مهمة جداً بل إن الحياة لا تقوم إلا عليها، لكن ان تتحول هذه المقومات إلى أهداف بحد ذاتها فهنا المصيبة، تصوروا أن هدف أحدكم الحصول على أفخم سيارة، أو منزل، وأجمل هاتف، أتظنونه أنه سيصبح سعيداً بعد أن يحصل على هذه الاشياء؟ .... كلا وبملء الفم أقولها.
هذه الذكريات هي مقارنة بين حياتنا في الثمانينات، وحياتنا في التسعينات وما بعدها، وكان لا بد من هذه المقدمة حتى اوضح هدف الذكريات وأسلوبها، إلى اللقاء في الحلقة الأولى (قريباً جداً) مع ذكريات سردال.
البيوت صغيرة ومتقاربة وبسيطة، هذه البيوت كان يسكنها عائلات سعيدة مترابطة، الأخ والأخت والأب والأم، بل والجدة والجد، وقد يكون العم والعمة، والخال والخالة، يجتمعون على مائدة واحدة، يلفها احترام الكبير والعطف على الصغير، الأم تعمل على راحة المنزل، والأب يقوم بعمله ويأتي بالرزق لعياله.
الأبناء مطيعين للأبوين، يستيقظون مبكراً وينامون مبكراً، ليس في قلوبهم ولا عقولهم شر أو مكر أو خديعة، إنما صفاء الطفولة وبرائتها.
أتظنون أني اتحدث عن مدينة خيالية، لا والله، بل هذا الواقع الذي كنا نعيشه قبل سنوات، وللأسف كنا نعيشه وفقدناه، جائتنا المدنية الحديثة بحلوها ومرها، وأكثرها مر، فقدنا فيها المعنى الحقيقي للإنسان، بدأنا نهتم بأشياء هي من فرعيات الحياة وتركنا الأساس.
بدأت حياتنا تتحول نحو الاهتمام بالمال والثياب والسيارة الفاخرة والمأكل والمشرب، والمسكن الفخم
الجميل، أعراس هذا الزمان صارت معارض لإهدار المال، أبناء هذا الزمان يهتمون بالهواتف والمغنين والمغنيات الأحياء منهم والأموات، وإذا ما سألتهم عن زعيم عربي وتفاصيل حياته الإجابة تكون صفر، وأنا أقول زعيم عربي لأنه الأقرب إلى واقعهم، فما بالك بالصحابة والتابعين وعلماء الأمة وقادتها وخلفائها.
المال والمأكل والثياب والسيارة، جميع هذه الأشياء مهمة جداً بل إن الحياة لا تقوم إلا عليها، لكن ان تتحول هذه المقومات إلى أهداف بحد ذاتها فهنا المصيبة، تصوروا أن هدف أحدكم الحصول على أفخم سيارة، أو منزل، وأجمل هاتف، أتظنونه أنه سيصبح سعيداً بعد أن يحصل على هذه الاشياء؟ .... كلا وبملء الفم أقولها.
هذه الذكريات هي مقارنة بين حياتنا في الثمانينات، وحياتنا في التسعينات وما بعدها، وكان لا بد من هذه المقدمة حتى اوضح هدف الذكريات وأسلوبها، إلى اللقاء في الحلقة الأولى (قريباً جداً) مع ذكريات سردال.