PDA

View Full Version : المنافقـــــــــــــــون... بالتفصيل....


ma3gool
29-09-2000, 01:35 PM
عذرا لك اخت نمله ولكن موضوعك خلاني اجيب تفصيل عن المنافقين ونظرا لطول ردي عليك فضلت انه يكون موضوع مستقل ....لا تزعلين..:):)
==========================


قال الله تعالى: المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون [التوبة:67].

السلوك ثمرة الفكرة وإذا سيطرت على العبد فكرة منحرفة اختلت موازين الخير والشر عنده فتراه يحب القبائح والفواحش ويكره ويحقد على أهل الخير، يسعى في إيذائهم حتى يتساوى معه الجميع في قبحه وفحشه، فلا يريد أن يرى أحدا خيرا منه.

فما النفاق؟ ومتى يكون؟ وما سمات المنافقين؟ وما عاقبتهم؟

النفاق لغة: مأخوذ من النفقاء وهو جحر اليربوع ومن عادة اليربوع عند إبتنائه لبيته أن يحفر في الأرض حفرتين واحد مفتوحة والأخرى مغطاة بساتر ترابي فإذا داهمة الخطر دفع الغطاء الترابي برأسه فخرج.

واصطلاحا: هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن .

والنفاق على نوعين إما إعتقادي ومعناه الكفر وهو أن يظهر العبد الإيمان بالله واليوم الآخر وهو لا يؤمن بهما، وإما سلوكي وهو من أعظم الذنوب وعلاماته مبينة في الحديث: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان))([1]) .

وقد أجمع العلماء على أن المنافقين هم أشد خطرا على الإسلام من الكفار لأن الكافر واضح فتحذره أما المنافق فهو مع المسلمين في صلاتهم وتجمعهم ومع الكافرين في كيدهم للإسلام وأهله، ويكون عارفا بعورات المسلمين ومواضع ضعفهم.

والمسلم منهي أن يكون على غير حقيقته في ظاهره وباطنه إلا في حالة واحدة، أجازها الشارع للمسلم أن يقول كلمة يرضي فيها المسلم أعداء الله إذا لم يتحمل الأذى ولم يصبر فيظهر كلمة الكفر بلسانه وقلبه يأبى ذلك، عمار بن ياسر اشتد عذابه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا وفيه أنه سب النبي ، فلما جاء معتذرا للرسول قال له: كيف تجد قلبك؟ قال: ((مطمئن بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد))([2])، والثبات أولى كما فعل بلال وحبيب بن زيد الذي قطع مسيلمة لحمه وهو صابر محتسب حتى مات .

والنفاق مبني على الكذب والمسلم مأمور أن يكون صادقا واضحا صريحا لا يخاف في الله لومة لائم، ففي إسلامنا نتعلم الرجولة، وقول الحق أمام الظلمة والطغاة للحديث: ((سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله))([3])، ((إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها)) ((أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر))([4]).

وفي إسلامنا نتعلم قولة الحق في صحبتنا، للأثر: ((إذا صحب الرجل أخاه ساعة من ليل أو نهار، إلا سئل يوم القيامة أقام حق الله فيها أم ضيع؟)) يقول عمر : (رحم الله امرأ أهدى إلى أخيه عيوبه) فليس في إسلامنا مجاملة ولا تغاضي ولا سكوت عن الحق لمراعاة مشاعر الآخرين، إن كان في مراعاتها انتهاك لحرمات الله أو منهجه، للحديث: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))([5]).

والمسلم يتوخى الصدق حتى في تعامله مع الأطفال ومزاحه: ((رأي رسول الله امرأة تنادي على طفل لها: تعال أعطيك؟ فقال: وما تعطيه؟ قالت: تمرة، قال: والله لو لم تكن لكتبت عليك كذبة))([6]).

والمنافقون لم يكن لهم وجود في مكة حيث الإسلام محارب والرسول مضطهد، ومن يبايعه كان يبايعه على الموت وإنما ظهر المنافقون في أجواء العافية في المدينة، وكانوا يعتذرون عن الجهاد بأعذار واهية يبررون به كذبهم وجبنهم .

وأما سمات المنافقين:

التثاقل في أداء الطاعات، قال تعالى: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا [النساء:142]. وهم يتثاقلون عن صلاتين بينها المصطفى بقوله: ((إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا))([7])، يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن. فكيف لا وهي السبيل إلى الفوز بالنظر إلى وجه الله الكريم في الآخرة للحديث: ((إنكم سترون ربكم كرؤيتكم القمر لا تضامون في رؤيته (أي لا تشكون) فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا))([8]). فترك العبد لمنامه وانخلاعه من كل العلائق دليل إيمان، للحديث: ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان))([9]).

نقض العهد: والإنسان لا يستقيم على حال واحد كما قال تعالى: لتركبن طبقا عن طبق فرخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء وغنى بعد فقر وفقر بعد غنى وصحة بعد سقم وسقم بعد صحة، وعلى العبد أن يكون صابرا في الضراء شاكرا في العافية، وهذا ثعلبة بن حاطب لم يصبر على فقره وقال: ((يا رسول الله ادعو الله أن يرزقني مالا فقال له: يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، فقال: والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه، فقال: اللهم أرزق ثعلبة مالاً، فأتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة، فنزل أحد أوديتها حتى ترك الصلاة إلا الجمعة ثم ترك الجمعة فلما آن آوان الزكاة، بعث الرسول من يجمعها فنظر في كتاب رسول الله فقال: والله إنها الجزية والله إنها لأخت الجزية، اذهبوا فلا أعطي شيئا)) (علما أن زكاة الغنم في 40 إلى 120 شاة واحدة وفي 121 إلى 200 شاتان، وفي 201 إلى 300 ثلاث وعلى كل مائة شاة) ولكنه الانحراف، للحديث: ((لو كان لابن آدم وادي من ذهب لأحب أن يكون له واديان، ولا يملأ فاه ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))([10])، عاد الرسل إلى رسول الله فسمعوه يقرأ قول الله تعالى: ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصَدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ([11]). وحديث ثعلبة يرويه ابن جرير كما في مختصر ابن كثير، وفي أمتنا الكثير الكثير من أمثال ثعلبة ازداد عطاء الله لهم فازدادوا بخلا وطغيانا وكفرا، بل وإنفاقا لها فيما حرم الله ورسوله على فروج العاهرات وموائد القمار، وقد ظهر لنا جيل هو سبة في جبين الأمة ودليل على فساد منهجها البشري السقيم ودليل على المستقبل المظلم الذي ينتظر الأمة ويجعلها أهلا لغضب الله ومقته.

كثرة الكلام وقلة العمل بل لا عمل لهم والكلام صنعة يتقنها الكاذب كما يتقنها الصادق قال تعالى: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا [الأنعام:112]، والزخرف فيه مظنة الصنعة والإتقان فتراه مستعدا أن يتكلم في موضوع الجهاد مثلا ساعات ولكنه من أجبن الناس عند اللقاء: الذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم [التوبة:79]. نزلت في عبد الرحمن بن عوف وقد تصدق بأربعة آلاف درهم فقال المنافقون: ما أعطى إلا رياء وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر فجاء بهما إلى رسول الله فقال: أصبت صاعين من تمر صاع أقرضه لربي وصاع لعيالي فقال المنافقون: ألم يكن الله ورسوله غني عن صاع هذا، وهذا شأن المنافق يسخر من العاملين وهو لا يقدم شيئا من مال أو كلمة طيبة.

لا ثقة لهم بنصر الله بل يسخرون من أوليائه: قال قتادة: بينما النبي في غزوة تبوك وركب من المنافقين بين يديه يقولون: يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها هيهات هيهات، وفي رواية وحادثة أخرى قالوا: ما أرى قرآؤنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند اللقاء فأنزل الله تعالى قوله: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [التوبة:66]. أطلع الله نبيه على مقالاتهم فدعاهم فقالوا: إنما كنا نخوض ونلعب فقال: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون وإن رجلي المنافق لتسعفان الحجارة وما يلتفت إليهما رسول الله ([12]).

وأما هل لأمتنا نصيب منه: فإن أمتنا أصبحت تعيش النفاق في كل حين وفي كافة المستويات.

بفقدان العلم النافع والهدي العاصم للعقل والقلب والروح قال تعالى: فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين [الزخرف:54]. قال الألوسي: أي وجدهم قليلة عقولهم بسبب فسقهم وانحرافهم فأطاعوه وأسرعوا فيما يأمرهم به.

وفي العلائق والارتباطات الاجتماعية يصدق فيه قوله : ((إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل، وتحاببتم بالألسن وتباغضتم بالقلوب فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم))([13]).

وأما عاقبة المنافق :

شدة العذاب قال تعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [النساء:145]. فالجنة درجات والنار دركات وهم في أسفلها يقول عبد الله بن مسعود: إن المنافق يجعل في تابوت من حديد يصمد عليه ثم يجعل في الدرك الأسفل لأنه ضم إلى الكفر الاستهزاء بالإسلام وأهله.

السخرية بهم في الآخرة قال تعالى: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب [الحديد:13]. قال الضحاك: ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة (أي على قدر أعمالهم) قال ابن عباس: فبينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا من الله إلى الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فأظلم الله على المنافقين وضرب بينهم بسور باطنه الجنة وظاهره النار حيث النفاق والحيرة والشك والعذاب.


=====
خطبه للشيخ
هاشم محمدعلي المشهداني..الدوحه...

عسل
29-09-2000, 01:38 PM
لاحول ولا قوة الا بالله ... وفين ذا الخطبه محصلها انشاءالله :(
---------
عســـــــــ خلاص .. بروح .. لاتدف ــــــــــل

ma3gool
29-09-2000, 01:41 PM
ميولي والحمد لله دينيه..واحب اقرا كثير..ثقافه..:) وبعدين كل شي موجود في الانتر نت ولله الحمد..اهم شي قريتها ولا لا!!!
بليييز اقراها وتمعن فيها...لانها من جد..مهمه...

عسل
29-09-2000, 01:43 PM
عســــــــــ ما قلنا لا تدف ـــــــــــــل