ma3gool
30-09-2000, 01:37 PM
أيها المسلمون : إن أكبر واعظ هو الموت ، الذي قدره الله على من شاء من مخلوق – مهما امتد أجله – وطال عمره ، إلا وهو نازل به ، وخاضع لسلطانه كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون [سورة العنكبوت : 57]. ولو جعل الله الخلود لأحد من خلقه لكان ذلك لأنبيائه المطهرين ، ورسله المقربين ، وكان أولاهم بذلك صفوة أصفيائه كيف لا ، وقد نعاه إلى نفسه بقوله : إنك ميت وإنهم ميتون [سورة الزمر :30]. فالموت ، حتم لا محيص عنه ، ولا مفر منه ، يصل إلينا في بطون الأدوية ، وعلى رؤوس الجبال ، فوق الهواء ، وتحت الماء ، فلا ينجو منه ملائكة السماء ، ولا ملوك الأرض ، ولا أحد من أنس أو جن أو حيوان ، ولو كانوا في بطون البروج ، وغياهب الحصون أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة [سورة النساء : 78]. ولو نجا أحد من الموت لبسطة في جسمه ، وقوة في بدنه ، أو وفرة في ماله ، وسعة في سلطانه وملكه ، لنجا من الموت كثير من الناس ، وإلا فأين عاد وثمود؟ وفرعون ذو الأوتاد ؟ أين الأكاسرة ؟ وأين القياصرة ؟ أين الجبابرة والصناديد الأبطال ؟ فالموت لا يخشى أحدا ، ولا يبقي على أحد ، ينتزع الطفل من حضن أمه ، ويهجم على الشاب الفتي ، والفارس القوي .
أيها الناس : الموت على وضوح شأنه ، وظهور آثاره ، سر من الأسرار ، التي حيرت الألباب ، وأذهلت العقول ، وتركت الفلاسفة مبهوتين ، والأطباء مدهوشين ، الموت!! كلمة ترتج لها القلوب ، وتقشعر منها الجلود ، ما ذكر في قوم إلا ملكتهم الخشية ، وأخذتهم العبرة ، وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير ، فندموا على ما مضى ، وأنابوا إلى ربهم ، فنسيان الموت ضلال مبين ، وبلاء عظيم ، ما نسيه أحد إلا طغى ، وما غفل عنه امرؤٌ إلا غوى ، ولا يمكن علاج ذلك ولا التخلص منه إلا أن يتذكر الإنسان قول الله وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت [سورة لقمان: 34]. وقوله : ((أكثروا من ذكر هادم اللذات: الموت )).
أيها المسلمون : قال رسول الله : ((إن العبد المؤمن ، إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة ، من السماء ، بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ويجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولان : فلان ابن فلان ، بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله فيقولان : ما يدريك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته ، فينادي مناد من السماء ، أن قد صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة . قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير ، فيقول أنا عملك الصالح . فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، وإن العبد الكافر ، إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ،نزل إليه ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت ، حتى يجلس عند رأسه : فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ، وتخرج منها ، كأنتن جيفة وجدت على الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون، فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط [سورة الأعراف: 40]. فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، ثم تطرح روحه طرحا ، ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق [سورة الحج :31]. فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : ، من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة )) [رواه الإمام أحمد ].
أيها المسلمون : إن لنا في السلف الصالح أسوة حسنة ، وقدوة طيبة ، فقد كانوا يكثرون من ذكر الموت حتى في أوقات الصفاء ، وأيام السرور ، وكان ذلك يبعثهم إلى الجد في طاعة الله ، والبعد عن مساخطه .
لما تولى عمر بن عبد العزيز ، وخطب خطبة الخلافة ، ذهب يتبوأ مقيلا ، فأتاه ابنه عبد الملك فقال : يا أمير المؤمنين ، من لك أن تعيش إلى الظهر ، قال : ادن مني أي بني ، فدنا منه فالتزمه ، وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني ، فخرج ولم يقِل ، وأمر مناديا له أن ينادي ، ألا من كانت له مظلمة فليرفعها .
وقال بعض الناس : دخلنا على عطاء السلمي ، نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقلنا له : كيف حالك ؟ فقال : الموت في عنقي ، والقبر في يدي ، والقيامة موقفي ، وجسر جهنم طريقي ، ولا أدري ما يفعل بي ، ثم بكى بكاء شديدا ، حتى أغشى عليه ، فلما أفاق قال : اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ، ومصرعي عند الموت ، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين .
ودخل المزني عند الإمام الشافعي ، في مرضه الذي مات فيه ، فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟ فقال : أصبحت عن الدنيا راحلا ، وللإخوان مفارقا ، ولسوء عملي ملاقيا ، ولكأس المنية شاربا وعلى ربي سبحانه وتعالى واردا ، ولا أدري أروحي صائرة إلى الجنة فأهنيها ، أو إلى النار فاعزيها .
قال بعض الحكماء : مازالت المنون ترمى عن أقواس ، حتى طاحت الجسوم والأنفس ، وتبدلت النعم بكثرة الأبؤس ، واستوى في القبور الأذناب والأرؤس ، وصار الرئيس كأنه قط لم يرؤس ، فمن عامل الدنيا خسر ، ومن حمل في صف طلبها كسر ، وإن خلاص محبها منها عسر ، وكل عاشقيها قد قيد وأسر من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ما بدلوا تبديلاً [سورة الأحزاب : 32].
فيا تائها بوادي الهوى ، انزل ساعة بوادي الفكر ، يخبرك بأن اللذة قصيرة ، والعقاب طويل ، واعجبا لمن يشتري شهوة ساعة ، بالغم والنكد ، كانت المعصية ساعة لا كانت ، فكم ذلت بعدها النفس ، وكم تصاعد لأجلها النفس ، وكم جرى لتذكارها دمع . أعاذنا الله جميعا من الغفلة ، ومن سواء المنقلب في المال والأهل والولد .
عباد الله : أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
====
بعض ما جاء في خطبة الشيخ سعود الشريم...
أيها الناس : الموت على وضوح شأنه ، وظهور آثاره ، سر من الأسرار ، التي حيرت الألباب ، وأذهلت العقول ، وتركت الفلاسفة مبهوتين ، والأطباء مدهوشين ، الموت!! كلمة ترتج لها القلوب ، وتقشعر منها الجلود ، ما ذكر في قوم إلا ملكتهم الخشية ، وأخذتهم العبرة ، وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير ، فندموا على ما مضى ، وأنابوا إلى ربهم ، فنسيان الموت ضلال مبين ، وبلاء عظيم ، ما نسيه أحد إلا طغى ، وما غفل عنه امرؤٌ إلا غوى ، ولا يمكن علاج ذلك ولا التخلص منه إلا أن يتذكر الإنسان قول الله وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت [سورة لقمان: 34]. وقوله : ((أكثروا من ذكر هادم اللذات: الموت )).
أيها المسلمون : قال رسول الله : ((إن العبد المؤمن ، إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة ، من السماء ، بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ويجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولان : فلان ابن فلان ، بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها ، إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله فيقولان : ما يدريك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته ، فينادي مناد من السماء ، أن قد صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة . قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير ، فيقول أنا عملك الصالح . فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، وإن العبد الكافر ، إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ،نزل إليه ملائكة سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت ، حتى يجلس عند رأسه : فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ، وتخرج منها ، كأنتن جيفة وجدت على الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون، فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط [سورة الأعراف: 40]. فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين ، في الأرض السفلى ، ثم تطرح روحه طرحا ، ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق [سورة الحج :31]. فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : ، من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول: هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة )) [رواه الإمام أحمد ].
أيها المسلمون : إن لنا في السلف الصالح أسوة حسنة ، وقدوة طيبة ، فقد كانوا يكثرون من ذكر الموت حتى في أوقات الصفاء ، وأيام السرور ، وكان ذلك يبعثهم إلى الجد في طاعة الله ، والبعد عن مساخطه .
لما تولى عمر بن عبد العزيز ، وخطب خطبة الخلافة ، ذهب يتبوأ مقيلا ، فأتاه ابنه عبد الملك فقال : يا أمير المؤمنين ، من لك أن تعيش إلى الظهر ، قال : ادن مني أي بني ، فدنا منه فالتزمه ، وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني ، فخرج ولم يقِل ، وأمر مناديا له أن ينادي ، ألا من كانت له مظلمة فليرفعها .
وقال بعض الناس : دخلنا على عطاء السلمي ، نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقلنا له : كيف حالك ؟ فقال : الموت في عنقي ، والقبر في يدي ، والقيامة موقفي ، وجسر جهنم طريقي ، ولا أدري ما يفعل بي ، ثم بكى بكاء شديدا ، حتى أغشى عليه ، فلما أفاق قال : اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ، ومصرعي عند الموت ، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين .
ودخل المزني عند الإمام الشافعي ، في مرضه الذي مات فيه ، فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟ فقال : أصبحت عن الدنيا راحلا ، وللإخوان مفارقا ، ولسوء عملي ملاقيا ، ولكأس المنية شاربا وعلى ربي سبحانه وتعالى واردا ، ولا أدري أروحي صائرة إلى الجنة فأهنيها ، أو إلى النار فاعزيها .
قال بعض الحكماء : مازالت المنون ترمى عن أقواس ، حتى طاحت الجسوم والأنفس ، وتبدلت النعم بكثرة الأبؤس ، واستوى في القبور الأذناب والأرؤس ، وصار الرئيس كأنه قط لم يرؤس ، فمن عامل الدنيا خسر ، ومن حمل في صف طلبها كسر ، وإن خلاص محبها منها عسر ، وكل عاشقيها قد قيد وأسر من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ما بدلوا تبديلاً [سورة الأحزاب : 32].
فيا تائها بوادي الهوى ، انزل ساعة بوادي الفكر ، يخبرك بأن اللذة قصيرة ، والعقاب طويل ، واعجبا لمن يشتري شهوة ساعة ، بالغم والنكد ، كانت المعصية ساعة لا كانت ، فكم ذلت بعدها النفس ، وكم تصاعد لأجلها النفس ، وكم جرى لتذكارها دمع . أعاذنا الله جميعا من الغفلة ، ومن سواء المنقلب في المال والأهل والولد .
عباد الله : أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
====
بعض ما جاء في خطبة الشيخ سعود الشريم...