ma3gool
12-10-2000, 02:22 PM
قال تعالى( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل .
لـم تجتمع كل هذه الصفات إلا في اليهود – قاتلهم الله – فقد لعنهم سبحانه أي: طردهم من رحمته وغضب عليهم مبالغة وتأكيداً على جرمهم بل مسخهم إلى قردة وخنازير ، و هؤلاء عبدوا الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله من بشر أو شجر أو حجر أو هوى نفس أو مادة أو نساء أو غرض دنيوي زائل وختم سبحانه الآية بقوله: أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل [المائدة:60]، أي أدنى منزلة من غيرهم وأبعد الناس عن طريق الهدى قد يأتي سائل فيقول ماذا فعل اليهود حتى استحقوا كل هذه الأوصاف الدنيئة والعاقبة الفظيعة؟
فأقول وبالله التوفيق :
إن بني إسرائيل ما تركوا جريمة منكرة إلا وفعلوها ولا ضلاله إلا اتبعوها والآيـات الكريمة في كتـاب الله الـذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في وصفهم وبيان ما فعلوه كثيرة حتى إنها لتصور جرائمهم أبلغ تصوير ، فهم الذين عبدوا العجل لما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه ليلقي إليه الألواح التي فيها شرائعهم وعقائدهم: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون [البقرة:51]. ولما أنزل الله عليهم المن والسلوى وهما من أطيب أنواع الطعام وجعـل السحاب والغمام ساتراً لهم من حرارة الشمس جحدوا نعمة الله عليهم وقالوا: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد [البقرة:61]، وطلبوا العدس والبصل والثوم وغير ذلك.
ولما أمرهم بدخول القرية المقدسة وهي أرض آبائهم وأجدادهم ماذا كان موقفهم ؟ لنستمع سوياً للسياق القرآني في ذلك: وإذ قلنا ادخلوا هذه القريـة فكلـوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفـر لكم خطاياكـم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولاً غير الـذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون [البقرة:58-59].
ومعنى: فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم أي: بدل أن يقولـوا حطـة، ومعناهـا: اللهم احطط عنا خطايانا وذنوبنا، قالوا حبة حنطة في حبـة شعير!!
فهل رأيتـم معشر المؤمنين كيف استهزؤوا بأوامر الله سبحانه وتعالى وبأوامر رسولـه موسى عليه الصلاة والسلام؟!، ولـم يرسل إلى أمة من الأمم مثلما أرسـل إلى بني إسرائيل من الأنبياء والمرسلين، وذلك لكثرة تكذيبهـم ولحقـارة ودنـاءة نفوسهم بل لقد كانوا يقتلون أنبياءهم ويقدمون رؤوس بعضهم مهـراً للبغايـا من بنات الهوى عندهم.
ولتعلموا معي معشر المؤمنين عظم جرمهم فاسمعوا ماذا يقـول لكم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: ( كانـت بنـو إسرائيـل في اليـوم تقتـل ثلاثمائـة نبي ثـم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار ) أي يبيعون ويشترون وكأن الأمر لا يعنيهـم والرسـول يقـول: (( أشـد النـاس عذابـا يوم القيامـة رجل قتلـه نبي أو قتـل نبيـاً وإمام ضلالـة وممثل من الممثلين ))(1) رواه أحمد.
لقد حاول اليهود كذلك قتل النبي لما ذهب إلى يهود بني النضير ليستعين بهم على قضاء ديتين كانتا على المسلمين ، أجلسوه تحت جدار، وأرادوا أن يلقوا علـى رأسـه حجراً ليقتلوه بأبي هو وأمي فأتاه الخبر بذلك سريعاً ، وأمر بإجلائهـم وإخراجهم من المدينـة المنورة ، وسورة الحشر تبين قصتهم ومكرهم ومكر الله بهـم.
ولقد سمت النبي يهودية إذ سألت من أي موضع من الشاة يحب أكلـه ، فأخبرت بأنـه الـذراع فسممت ذراع الشاة وقدمتها له هدية فأكـل ولـم يستسغه فتفلـه وقال : إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة أو كمـا قـال وأكل معـه صحابي جليل فمات رضي الله عنه.
ولما حضرت النبـي الوفـاة كـان يعـاني من أثر السـم كما أخبر هو بذلك ، ولقد بلـغ اليهـود رتبـة أسفـل ومنزلة أخس من الدنـاءة ، إذ قد سبوا الله سبحانه وتعالـى الله علـواً كبيـراً: وقالـت اليهـود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالـوا بـل يـداه مبسوطتان ينفـق كيف يشاء [المائدة:64].
واليهـود هـم أعدى أعداء المسلمين، وعداوتهم لنا تاريخية قديمة قدم التاريخ نفسـه، ويشهـد بذلـك ربنـا ولا أعظم شهادة من الله إذ يقول: لتجدن أشـد الناس عـداوة للذيـن آمنـوا اليهـود والذيـن أشركـوا [المائدة:82]، ويصفهم الله بوصـف قبيـح فيقـول: ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين [المائدة:64]، أي يجتهـدون في نشر الفساد بكل أنواعه في الأرض التي خلقها الله ومن عليها لتعمر بشرع الله ولتحكم بحكم الله: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات:65].
وهم في سبيل نشر الفساد الخلقي أو العقائدي أو في مجال نقض العهود – ونقض العهود من سماتهم وصفاتهم المتأصلة في طيات نفوسهم – يتوارثون هذه الصفة كابراً عن كابر وأبا من جد.
لقد نقضوا عهود موسى وعيسى وسيدنا محمد فقد خذلوا المسلمين في غزوة الأحزاب وذلك بالمفاهمة مع المشركين والاتفاق معهم أن يطبقوا على النبي من الجهتين، المشركون من جهة واليهود من خلف المسلمين، فقتل النبي مقاتلهم وكل من أنبت منهم وسبى ذراريهم ونساءهم ، ويحكي الله قصتهم مع موسى فيقول: وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيـه لعلكـم تتقون ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمتـه لكنتم من الخاسرين [البقرة:63-64]، هذا ديدنهم، وهذه طبيعتهم: نقض العهود والمواثيق: أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون [البقرة:100].
ومن هنا يجب على المسلمين ألا يطمعوا في ود بني إسرائيل في يوم من الأيام أو في مسالمتهم، فهذا حكم القرآن فيهم، وهذا وصف الله لهم: ومن أصدق من الله قيلاً [النساء:122].
=====
خطبه للشيخ عبدالحميد الداغستاني
لـم تجتمع كل هذه الصفات إلا في اليهود – قاتلهم الله – فقد لعنهم سبحانه أي: طردهم من رحمته وغضب عليهم مبالغة وتأكيداً على جرمهم بل مسخهم إلى قردة وخنازير ، و هؤلاء عبدوا الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله من بشر أو شجر أو حجر أو هوى نفس أو مادة أو نساء أو غرض دنيوي زائل وختم سبحانه الآية بقوله: أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل [المائدة:60]، أي أدنى منزلة من غيرهم وأبعد الناس عن طريق الهدى قد يأتي سائل فيقول ماذا فعل اليهود حتى استحقوا كل هذه الأوصاف الدنيئة والعاقبة الفظيعة؟
فأقول وبالله التوفيق :
إن بني إسرائيل ما تركوا جريمة منكرة إلا وفعلوها ولا ضلاله إلا اتبعوها والآيـات الكريمة في كتـاب الله الـذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في وصفهم وبيان ما فعلوه كثيرة حتى إنها لتصور جرائمهم أبلغ تصوير ، فهم الذين عبدوا العجل لما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه ليلقي إليه الألواح التي فيها شرائعهم وعقائدهم: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون [البقرة:51]. ولما أنزل الله عليهم المن والسلوى وهما من أطيب أنواع الطعام وجعـل السحاب والغمام ساتراً لهم من حرارة الشمس جحدوا نعمة الله عليهم وقالوا: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد [البقرة:61]، وطلبوا العدس والبصل والثوم وغير ذلك.
ولما أمرهم بدخول القرية المقدسة وهي أرض آبائهم وأجدادهم ماذا كان موقفهم ؟ لنستمع سوياً للسياق القرآني في ذلك: وإذ قلنا ادخلوا هذه القريـة فكلـوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفـر لكم خطاياكـم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولاً غير الـذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون [البقرة:58-59].
ومعنى: فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم أي: بدل أن يقولـوا حطـة، ومعناهـا: اللهم احطط عنا خطايانا وذنوبنا، قالوا حبة حنطة في حبـة شعير!!
فهل رأيتـم معشر المؤمنين كيف استهزؤوا بأوامر الله سبحانه وتعالى وبأوامر رسولـه موسى عليه الصلاة والسلام؟!، ولـم يرسل إلى أمة من الأمم مثلما أرسـل إلى بني إسرائيل من الأنبياء والمرسلين، وذلك لكثرة تكذيبهـم ولحقـارة ودنـاءة نفوسهم بل لقد كانوا يقتلون أنبياءهم ويقدمون رؤوس بعضهم مهـراً للبغايـا من بنات الهوى عندهم.
ولتعلموا معي معشر المؤمنين عظم جرمهم فاسمعوا ماذا يقـول لكم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود: ( كانـت بنـو إسرائيـل في اليـوم تقتـل ثلاثمائـة نبي ثـم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار ) أي يبيعون ويشترون وكأن الأمر لا يعنيهـم والرسـول يقـول: (( أشـد النـاس عذابـا يوم القيامـة رجل قتلـه نبي أو قتـل نبيـاً وإمام ضلالـة وممثل من الممثلين ))(1) رواه أحمد.
لقد حاول اليهود كذلك قتل النبي لما ذهب إلى يهود بني النضير ليستعين بهم على قضاء ديتين كانتا على المسلمين ، أجلسوه تحت جدار، وأرادوا أن يلقوا علـى رأسـه حجراً ليقتلوه بأبي هو وأمي فأتاه الخبر بذلك سريعاً ، وأمر بإجلائهـم وإخراجهم من المدينـة المنورة ، وسورة الحشر تبين قصتهم ومكرهم ومكر الله بهـم.
ولقد سمت النبي يهودية إذ سألت من أي موضع من الشاة يحب أكلـه ، فأخبرت بأنـه الـذراع فسممت ذراع الشاة وقدمتها له هدية فأكـل ولـم يستسغه فتفلـه وقال : إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة أو كمـا قـال وأكل معـه صحابي جليل فمات رضي الله عنه.
ولما حضرت النبـي الوفـاة كـان يعـاني من أثر السـم كما أخبر هو بذلك ، ولقد بلـغ اليهـود رتبـة أسفـل ومنزلة أخس من الدنـاءة ، إذ قد سبوا الله سبحانه وتعالـى الله علـواً كبيـراً: وقالـت اليهـود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالـوا بـل يـداه مبسوطتان ينفـق كيف يشاء [المائدة:64].
واليهـود هـم أعدى أعداء المسلمين، وعداوتهم لنا تاريخية قديمة قدم التاريخ نفسـه، ويشهـد بذلـك ربنـا ولا أعظم شهادة من الله إذ يقول: لتجدن أشـد الناس عـداوة للذيـن آمنـوا اليهـود والذيـن أشركـوا [المائدة:82]، ويصفهم الله بوصـف قبيـح فيقـول: ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين [المائدة:64]، أي يجتهـدون في نشر الفساد بكل أنواعه في الأرض التي خلقها الله ومن عليها لتعمر بشرع الله ولتحكم بحكم الله: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات:65].
وهم في سبيل نشر الفساد الخلقي أو العقائدي أو في مجال نقض العهود – ونقض العهود من سماتهم وصفاتهم المتأصلة في طيات نفوسهم – يتوارثون هذه الصفة كابراً عن كابر وأبا من جد.
لقد نقضوا عهود موسى وعيسى وسيدنا محمد فقد خذلوا المسلمين في غزوة الأحزاب وذلك بالمفاهمة مع المشركين والاتفاق معهم أن يطبقوا على النبي من الجهتين، المشركون من جهة واليهود من خلف المسلمين، فقتل النبي مقاتلهم وكل من أنبت منهم وسبى ذراريهم ونساءهم ، ويحكي الله قصتهم مع موسى فيقول: وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيـه لعلكـم تتقون ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمتـه لكنتم من الخاسرين [البقرة:63-64]، هذا ديدنهم، وهذه طبيعتهم: نقض العهود والمواثيق: أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون [البقرة:100].
ومن هنا يجب على المسلمين ألا يطمعوا في ود بني إسرائيل في يوم من الأيام أو في مسالمتهم، فهذا حكم القرآن فيهم، وهذا وصف الله لهم: ومن أصدق من الله قيلاً [النساء:122].
=====
خطبه للشيخ عبدالحميد الداغستاني