الفرزدق
04-01-2001, 02:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
في وقت الشتاء البارد ،،،وفي أحد الليالي الجميلة ،،، التقى صديق بصديقه ،،، واجتمعا حول دفيء نار مشتعلة،،، فدار بينهما هذا النقاش ،،،
قال محمد: أخي عبد الله ،،، فآخر لقاء معك كان حوارنا حول السعادة ،،، فهل بدأنا بنقاش آخر ؟
فقال عبد الله : تفضل ،،، ولكن من فضلك بسرعة ،،، فوقتي لا يسمح لي بالإطالة ،،،
فقال محمد : وما نوعية هذا النقاش الذي تريده هذه المرة !!
فقال عبد الله : سأترك لك زمام الأمور ،،، فاختر ما شئت ودع ما شئت ،،، فكما تعودت منك فمواضيعك جيدة ،،،
فقال محمد : إذا حسناً ،،،
ثم سكت قليلاً وقال :
مال هذا الزمن ،،، رخصت فيه القيم ،،، وتهاون فيه القلم ،،، فتبدلت أحوال كثير من الناس ،،، فوضعوا الفأس على الرأس ،،،
أحسوا أنهم على ما يفعلون محسنون ،،، وأنهم هم الأعلون الفائزون ،،،
وما علموا أنهم هم المخطئون المقصرون ؟!
فبادره عبد الله بالسؤال : إإلى هذا الحد ؟ وما هذا الأمر الذي قد ارتكبوه؟
فأجابه محمد : لا أدري يا أخي من أين أبدأ معك الحوار ،،، وإلى أين أنهي معك المقال ،،، ولكن سأتحدث معك حول نقطة واحدة،،، فأنت كما قلت على عجل من أمرك ،،،
فقال عبد الله مبتسماً : تفضل أخي في الحديث ،،، فالوقت من ذهب ،،،
فقال محمد لعبد الله بصوت خافت : هل سمعت بالدعاة إلى البدع ؟
فرد عليه عبد الله وهم متعجب : وهل للبدع دعاة ؟!
فقال محمد : ولماذا تعجبت من ذلك ،،، فللبدع دعاة ،،،
فما في زمن يفشي فيه الجهل ،،، ويقل فيه العلم ،،، ويغلب فيه الهوى على التقوى ،،، إلا ويظهر أولئك الدعاة ،،،
فقال عبد الله : دعاة البدع ،،، دعاة البدع ،،،
ثم سكت قليلاً فقال : وما يدعون إليه أولئك ؟!
فقال محمد : يدعون إلى النار وبئس المصير ،،،
فهمهم الإفساد في الأرض ،،، يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم ،،، ويصدونهم عن ربهم بزخرف القول غرورا ،،،
فقال عبد الله : لا حول ولا قوة إلا بالله ،،، إلى هذا الحد وصلوا ؟!
فقال محمد : بل تعدوا ذلك وتجاوزوه ،،،
فهم دعاة إلى خبيث الأفكار والمعتقدات ،،، فيزينون للناس المعاصي بغير أسمها ،،، ويفشون المنكرات ،،، وينشرون باطل القول وفاحش الكلمات ،،،
فقال عبد الله : حسبك أخي محمد ،،،
كيف رضوا بأن يكونوا كذلك ؟!
فقال محمد : أتبعوا الهوى فضلوا وأضلوا الناس بغير هدى ،،،
فقال عبد الله : وهل لهم أبواب يدخلونها على الناس ؟
فقال محمد : أما في هذا الأمر فحدث ولا حرج ،،،
فمداخل أولئك كثيرة ومتعددة ،،، فهم يأتون عن طريق الشبهات والشهوات ،،، فغايتهم الإفساد كما ذكرت ،،،
فقال عبد الله : فما حالنا !،،، وماذا نفعل؟!
فقال محمد : كن كمثل ذلك الشخص الذي إذا عرضت عليه شهوة أو وردت عليه شبهت ،،، أخذته الغيرة على دينه ،،،
و التجأ إلى ربه وسأله الثبات وأن يحفظه من الفتن ،،، فسلك أسباب النجاة ،،، فلزم الطاعة وصبر على المصيبة ،،، فله الأجر بإذن الله ،،،
فقال عبد الله : نعم الشخص ذلك ،،،
فقال محمد : لكن !!،،،،،،،،لا تكن!!
لا تكن كمثل ذلك الشخص الذي عندما عرضت عليه الشهوة ووردت عليه الشبهة ،،، قدم دنياه على دينه ،،، وزل صبره ،،،
فسلك مسلك الشهوات ،،، وتذرع بالشبهات ،،، ورمل خلف كل ناعق ومنافق ،،، فأصبح في حزب الشيطان ،،،
قال عبد الله: بئس الشخص ذلك ،،، هلك وأهلك الناس معه ،،،
ثم نظر إلى ساعته و قال : لعل الوقت المفروض قد انتهى ،،، فأنا في عجل من أمري ،،، سأكمل النقاش معك في وقت لاحق ،،،
فنظر إليه محمد وقال: إن شاء الله ،،، لنا لقاء آخر ،،،
في وقت الشتاء البارد ،،،وفي أحد الليالي الجميلة ،،، التقى صديق بصديقه ،،، واجتمعا حول دفيء نار مشتعلة،،، فدار بينهما هذا النقاش ،،،
قال محمد: أخي عبد الله ،،، فآخر لقاء معك كان حوارنا حول السعادة ،،، فهل بدأنا بنقاش آخر ؟
فقال عبد الله : تفضل ،،، ولكن من فضلك بسرعة ،،، فوقتي لا يسمح لي بالإطالة ،،،
فقال محمد : وما نوعية هذا النقاش الذي تريده هذه المرة !!
فقال عبد الله : سأترك لك زمام الأمور ،،، فاختر ما شئت ودع ما شئت ،،، فكما تعودت منك فمواضيعك جيدة ،،،
فقال محمد : إذا حسناً ،،،
ثم سكت قليلاً وقال :
مال هذا الزمن ،،، رخصت فيه القيم ،،، وتهاون فيه القلم ،،، فتبدلت أحوال كثير من الناس ،،، فوضعوا الفأس على الرأس ،،،
أحسوا أنهم على ما يفعلون محسنون ،،، وأنهم هم الأعلون الفائزون ،،،
وما علموا أنهم هم المخطئون المقصرون ؟!
فبادره عبد الله بالسؤال : إإلى هذا الحد ؟ وما هذا الأمر الذي قد ارتكبوه؟
فأجابه محمد : لا أدري يا أخي من أين أبدأ معك الحوار ،،، وإلى أين أنهي معك المقال ،،، ولكن سأتحدث معك حول نقطة واحدة،،، فأنت كما قلت على عجل من أمرك ،،،
فقال عبد الله مبتسماً : تفضل أخي في الحديث ،،، فالوقت من ذهب ،،،
فقال محمد لعبد الله بصوت خافت : هل سمعت بالدعاة إلى البدع ؟
فرد عليه عبد الله وهم متعجب : وهل للبدع دعاة ؟!
فقال محمد : ولماذا تعجبت من ذلك ،،، فللبدع دعاة ،،،
فما في زمن يفشي فيه الجهل ،،، ويقل فيه العلم ،،، ويغلب فيه الهوى على التقوى ،،، إلا ويظهر أولئك الدعاة ،،،
فقال عبد الله : دعاة البدع ،،، دعاة البدع ،،،
ثم سكت قليلاً فقال : وما يدعون إليه أولئك ؟!
فقال محمد : يدعون إلى النار وبئس المصير ،،،
فهمهم الإفساد في الأرض ،،، يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم ،،، ويصدونهم عن ربهم بزخرف القول غرورا ،،،
فقال عبد الله : لا حول ولا قوة إلا بالله ،،، إلى هذا الحد وصلوا ؟!
فقال محمد : بل تعدوا ذلك وتجاوزوه ،،،
فهم دعاة إلى خبيث الأفكار والمعتقدات ،،، فيزينون للناس المعاصي بغير أسمها ،،، ويفشون المنكرات ،،، وينشرون باطل القول وفاحش الكلمات ،،،
فقال عبد الله : حسبك أخي محمد ،،،
كيف رضوا بأن يكونوا كذلك ؟!
فقال محمد : أتبعوا الهوى فضلوا وأضلوا الناس بغير هدى ،،،
فقال عبد الله : وهل لهم أبواب يدخلونها على الناس ؟
فقال محمد : أما في هذا الأمر فحدث ولا حرج ،،،
فمداخل أولئك كثيرة ومتعددة ،،، فهم يأتون عن طريق الشبهات والشهوات ،،، فغايتهم الإفساد كما ذكرت ،،،
فقال عبد الله : فما حالنا !،،، وماذا نفعل؟!
فقال محمد : كن كمثل ذلك الشخص الذي إذا عرضت عليه شهوة أو وردت عليه شبهت ،،، أخذته الغيرة على دينه ،،،
و التجأ إلى ربه وسأله الثبات وأن يحفظه من الفتن ،،، فسلك أسباب النجاة ،،، فلزم الطاعة وصبر على المصيبة ،،، فله الأجر بإذن الله ،،،
فقال عبد الله : نعم الشخص ذلك ،،،
فقال محمد : لكن !!،،،،،،،،لا تكن!!
لا تكن كمثل ذلك الشخص الذي عندما عرضت عليه الشهوة ووردت عليه الشبهة ،،، قدم دنياه على دينه ،،، وزل صبره ،،،
فسلك مسلك الشهوات ،،، وتذرع بالشبهات ،،، ورمل خلف كل ناعق ومنافق ،،، فأصبح في حزب الشيطان ،،،
قال عبد الله: بئس الشخص ذلك ،،، هلك وأهلك الناس معه ،،،
ثم نظر إلى ساعته و قال : لعل الوقت المفروض قد انتهى ،،، فأنا في عجل من أمري ،،، سأكمل النقاش معك في وقت لاحق ،،،
فنظر إليه محمد وقال: إن شاء الله ،،، لنا لقاء آخر ،،،