PDA

View Full Version : مارأيكم بما كتبته / كفاح الحداد " للمشاركة من الجميع "


فهد33
29-01-2001, 12:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقول الكاتبه :

لما تزوجت أوصتني النساء بوصايا خاصة حملت بعضها ونسيت آلاخر وادخرت الباقي في ثلاجتي الفكرية .واحدى تلكم الوصايا كانت حول الافاعي البشرية !
قالت لي النساء:
(علي ان أحذر حذرا شديدا من افاع ثلاث وهولاء الافاعي لا يلدغن الا النساء ولا يبتلعن الا الرجال!!
اما الافعى الاولى فكانت الارملة التي حرمها القدر من زوجها ومن الحب وبقيت الجذوة متقدة فهي تحن الى الرجال باحثة عمن يسد الفراغ العاطفي والنفسي متلهفة الى التعويض عن الحرمان .
اماالافعى الثانية فهي المطلقة التي يتهمها المجتمع بالفشل في الزواج وعدم قدرتها على الاحتفاظ بزوجها وبيتها ولعلها كانت من انجح الناجحين ولكن لم يحالفها الحظ فخسرت تجارتها ,وهي في سعي محموم للبحث عن قنص جديد وفريسة سهلة كي تثبت للناس جميعا قدرتها وكفاءتها الزوجية .
اما الافعى الثالثة فهي المرأة العانس التي فاتها القطار. المرأة التي جف قلبها وطفقت تبحث عمن يعيد الامل الى ساحل حياتها القاحل .
كانت جارتي ارملة شابة.. توفي زوجها حينما عبرت جسمه سيارة كسحت الشوارع بسرعة جنونية فنقلته الى المقبرة في لمح البصر .. وترك الدنيا مخلفاً طفلاً صغيرا لم يتجاوز عمره الثلاثة شهور.. وكانت الارملة معلمة ..
ومنذ ان انتقل زوجها الى رحمة الله وهي في طواف مستمر بين الدوائر الحكومية وفي سعي دؤوب لنقل محل عملها الى الريف لتكون قرب اهلها ولكن وزاره التربية والتعليم تؤخر المعاملات وقد تعطي ردا سريعا للغاية بعد عشر سنوات من طرق الباب الموصود!! ولم تكن قادرة على ترك عملها بسبب سوء الحالة الاقتصادية لاسرتها ولهذا بقيت في مكانها تطارد الحكومة والقوانين وتطرق الابواب بانتظار الوصول الى الحل السديد.. وكان اهلها يزوروها بين حين واخر يتفقدون شؤونها واحوالها مع حال الصغير اليتيم ..
وكانت سناء.. امرأة طيبة..محتشمة محافظة على سلوكها مع الجميع و خاصه مع الجنس الاخر.. مادخلت بيتي قط و زوجي في البيت بل انها كانت اذا ماألم بها الخطب وحاصرتها الدنيا تتصل بي تليفونيا لكي أوفق لاعانتها ورغم ذلك فقد كان الجميع يلومني على هذه الصداقة !! وينذروني بيوم اندم فيه ولات ساعة مندم!!حينما اجد زوجي قد هجرني وارتمى في احضان هذه الارملة الحسناء.. كأن الدنيا ليس فيها الا هم واحد يعيشه الجميع الا وهو القنص والاقتناص سواء للرجال او النساء !.
وفي هذا اليوم كنت اعيد تنسيق الاصص وترتيب الزهور فيها.. وفجاه طرق مسامعي صوت اعرفه جيدا!! انه صوت زوجي!! نعم زوجي!! أفي هذا الوقت من النهار !! وهو يكلم الارملة الحسناء ويضحك معها.. عجبا!!يا الهي!!هل حقا ماقنصته اذناي!! اهو زوجي الذي يجب ان يكون الان في عمله!! انه هنا.. يسامر جارتي الارملة الشابة!! ومددت عنقي قليلا كي اسمع وارى ولم استطع رؤية كل شئ لانه كان واقفا امام بيتها!! ووقفت على السلم و نزلت بحذر واخذت اتصيد كلماته من خلف الباب!!وسرعان ما فار الدم في رأسي لا بل انه تخثر في موضعه وسد شرايين الدماغ كلها !
لا ادري كيف اصف حالي حينما عدت الى البيت اجر أذيال الخيبة .. بانكسار.. فاقدة اللباب حائرة .. لااجد تفسيرا لما ارى . آه.. لقد أجدبت حياتي من زوجي تماما .. اصبحت حياتي صحراء قفراء ليس فيها الانيس المعاشر !! مافائدة الحياة اذن بعد ان تقطعت اوتار قيثارتي !! ماهكذا الظن بك ياايها الرجل المخادع الذي يسميه الناس زوجي ..
وسرعان ماارتسمت امامي صورة الافعى, هل ماقالته النساء حقا؟ هل يشتهي الرجل استبدال المرأة كما تغير الافعى ثوبها ؟.. وهل يهجر تلك التي بنت معه بيته ووسعت له مملكته وكانت معه في السراء والضراء ؟!! واين الحبيب الاول؟ .. اسندت ظهري الى الجدار تهاجمني سود الوقائع واليم الذكريات .. وطفقت ابكي بألم وحزن يؤجج النار في احشائي ..
لقد نعق غراب البين في مملكتي الصغيرة وهجم المغول على بيتي كما هجم على بغداد ودمرها.. واغتالني الهم واليأس وأسرتني صورة الافعى تنتصب امامي في خيلاء وكبرياء بعد ان وصلت الى مرادها .. آه لاادري اين المستقر؟
وتصورت رأس الافعى يتجلى فيه وجه جارتي الارملة .. ها قد اقتنصت الافعى مهجتي وسلبتني كل ما عندي من دنياي وحياتي وحبي وخيمتي التي على رأسي ..تقيني وهج الشمس وذرات المطر .. ربما فكرت الافعى ان هذا هو طعم لها انه قريب اليها تراوده عن نفسها متى شاءت وانى شاءت ؟ .. ليلة في دارها وليلة في داري كما يفعل العادلون من الرجال ذوو الزوجات مثنى وثلاث ورباع !! هذا اذا لم يفكر بالهجر حتى آخر العمر!!.
وجننت واخذت أدور على غير هدى وقفزت الى النافذة وكانت نافذة صالة بيتها امام نافذة مطبخي وكان الشباك مفتوحا وقد اسدلت عليه ستارة من الدانتيل الخفيف .و.. رأيته .. أوه يا الهي .. جالس امامها .. يضحك ! .يبتسم ! وهي تقف على مقربة منه !!ومثل زوجة نابليون هاجمت النافذة بجنون..….
أعدت البصر ثانية.. انه هو معها!! سيمسح عنها الغباربكل حب وخشوع.واخذت ابكي بنشيج عالٍ.. لاينفع البكاء ياامرأة .. ان قلبي يتمزق .. سانزل اليهما اذبحهما سوية على الفراش سافضحهما امام الخلائق اجمعين قبل فضيحة القيامة .. آه جارتي .. الافعى ابتلعت زوجي ..
اعدت النظر ثانية وثالثة.. العاشق الخائن .. انه مازال يجلس امامها .. انه تحدٍ صارخ لي بل للزوجية والامومة والانسانية والنساء جميعا .. انه لايعلم اني اعلم .. نعم انا معك يازوجي الغادر سمعت ورأيت مااسررت من النجوى والله الشاهد على مااحدثت من البلوى ..
سانزل اليه ..صرخت بكل مالدي من حول: هاتي عباءتي يا بنت ,زمجرت كاللبوة الجريحة ساخنقه بها .قلبت عبائتي انها واسعة وعريضة وتكفي لخنق اثنين بدل الواحد وهي سوداء ايضا وانتابتني موجة هستيريا جنونية ضاحكة وصرخت انها رداء الحزن سالقيه عليهما..
ولما هممت بلبسها رن التليفون رنينه المزعج .. ولم اكن راغبة في حمله غير ان ابنتي حملت السماعة:
ـ:آلو ..جدتي .. كيف انت ياجدتي .. امي .. نعم .. هذه امي .
وامسكت السماعة وسرعان ماأجهشت بالبكاء والنشيج ولعل امي قد انتابتها صعقة وهي لاتدري لماذا كل هذا العويل .. سألتني :
ـ:مايبكيك ؟.. قولي ياابنتي..
ـ:آه..آه
احترت ماذا اقول ؟ هل اقول ان زوجي الحبيب الامين الموءتمن اكتشفت خيانته العظمى مع جارتي الافعى و لابد من اقامة الحد عليه .. وبلا شعور قلت:
ـ:الافعى الكوبرا!!.
وصرخت امي بفزع
ـ: هل لدغتك افعى ؟
ـ:نعم .. لا .. نعم .. لاادري ياامي!!.
ـ:قولي لي مايبكيك.
ـ: لقد ماتت امرأة.. آه ياامي ماتت امرأة ..
و نشجت باعلى صوتي ,وبلا مبالاة قالت امي
ـ: ولتموت !
ـ:..اه..اه..
ـ:كل يوم تموت الف امرأة!
ـ:انها شابة ياامي .
ـ:الموت لايفرق بين الشابة والعجوز انه يختطفهم خطفا.
ـ: مثل الافعى .. الكوبرا!!.
ـ: هل رأيت حلما فيه افعى ؟
ـ: لا ياامي ولكن اتعلمين لم ماتت هذه المرأة ؟
ـ: تعددت الاسباب والنتيجة واحدة.
ـ: لقد اكتشفت خيانة زوجها مع جارتها!!.
ـ: انه خطب عظيم .. اصعب مسئووليات المرأة الحفاظ على زوجها من الوقوع في مصيدة الاخريات .
ـ: آه ..يا امي .. لقد اصيبت بجلطة أوسكتة دماغية, لاادري ياامي ربما تخثرالدم في رأسها فماتت.
ـ: لاتؤلمي نفسك هكذا عندك زوج واطفال .
ـ: عندي زوج !!.. آه يا امي لوترين الافعى.
ـ: لم افهم حكاية الافعى .. ولكن ابكي بعض الشئ لعلك تروحين عن نفسك .. وداعا.
-: وداعا..
واعدت عباءتي على رأسي وهممت بالخروج ولكن زوجي .اه.زوجي باغتني عند الباب فتراجع وجفل لما رآني بتلك الحالة واتسعت حدقتاه الصغيرتان .. واحمر وجهه وسأل :
ـ:ما بك .. ماذا حدث ؟
لم استطع التفوه بشئ .. بل لم اطق صبرا في النظر اليه .. خلت الافعى شامخة رأسها باسمة واقفة خلفه فتواريت في الحجب وسرعان ماانزويت في غرفتي ابكي بشجون وتبعني وسألني والدهشة قد قضمته قضما :
ـ:مايبكيك .. هل حدث مكروه .. هل ازعجك الاولاد؟
(لا ياحياتي, ازعجتني انت ياحبيبي )
هذا ماقاله قلبي وانا ابكي وتركني وذهب الى الصالة وسمعته يسأل ابنتي -: هل جاءنا احد اليوم ؟
ـ: لا
ـ: هل حدث امر ما ؟
ـ: لا
ـ:هل اتصل احد بنا بالتلفون ؟
ـ:نعم ..
ـ: من ؟
ـ: جدتي لامي.
ـ: هذا هو السبب!!
وبقي واجما ساكتا .. يقلب طرفا حزينا في الافق وصوت نشيجي يتعالى بأسى وحزن عميقين وطرق الباب فقفزت .. ورأيت ابنتي تحث الخطى سريعا نحوه غير انه استوقفها قائلا :
ـ:انه صادق.
وكذبته وقلت حتما انها صادقة !.. او لعلها الافعى جاءت تعلن انتصارها .. وسمعت صوتا اجشا عند الباب
ـ: هذا الدواء قد جلبته ..
ـ: شكرا لك ..
ـ: متى ستخبرها بالامر ؟
ـ: الليلة ان شاء الله .
ـ: خير البر عاجله.
ـ:احدث الله مافيه الخير.. وداعا.
واخذ الدواء.. لمن هذا الدواء؟ .. هل هو للافعى؟ .. خدعته قالت انها مريضة .. خدعة النساء هذه ..
قال لي بصوت بائس : هذا الدواء لولد سناء انه مريض .
ـ: وكيف علمت ؟
واستغرب ,ماكان يظن هذا ابدا ولكنه قال بهدوء :
ـ:كنت في بيتها مع صادق .. ان صادق يبحث عن ارملة بعد ان ماتت زوجته وخلفت له ابنة واحدة هو حائر في شأنها.. فاخبرته عن سناء .. فاراد رويتها هذا اليوم بالذات .. سحبني من عملي .. و قلت لابأس انه عمل خير ينفع الاثنين معا .. هذا هو الدواء خذيه اليها فيما بعد وكلميها بهذا الشأن .. ولكن ما يبكيك . لقد اضرمت قلبي نارا .. لم كل هذه الدموع و هذا النشيج هل حدث شيئا محزنا يبكيك هكذا .
آه .. ليتني كنت اعلم .. آه .. الافعى .. جارتي .. الارملة البائسة .. الطيبة القلب .. كيف اجترأ قلبي على ظن السوء بها .. لو اني نقلت الامر الى احد فكيف اصلح ماخربته الوساوس السوداء وحقا ماجاء في الحديث ( غيرة المرأة كفر ).. غيرتي على زوجي زرعت في نفسي كل هذه الاوهام والاثام ودنستني بالخطايا .. آه رباك صفحك عني
اعاد السؤال ثانية : لم تبكين ؟
قلت وانا امسح دموعي : ماتت امرأة.
ـ: ومايعينك هذا الامر.. رحمها الله .
ـ: انها ماتت بالسكتة لما علمت ان زوجها يخونها مع جارته .
وابتسم ضاحكا وقال :
ـ:هذه كثيرة هذه الايام وبالامس مات شاب حينما علم ان زوجته الشابة تخونه مع كهل ثري طمعا في ماله .
ـ:ليس الرجل كالمرأة.
ـ:هذا صحيح .
ـ:الرجل يستطيع ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع .. والمرأة تخاف الدخيلة التي تغزو بيتها مع الاذن القانوني.
وضحك ساخرا : ياالهي اننا لم نطبق بنود اتفاقية السلام مع واحدة فكيف باربعة.
ـ: الرجل اغلى شئ عند المرأة.
.. ومرت لحظات صمت وكان قد اغلق عيناه فقال هامسا:
ـ:اسمع نغمات حب.. بعد سنوات عجاف..
صككت اسناني
ـ: آه .. ياللرجل. الذي هو زوجي.

كفاح الحداد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخوكم / فهد33

فهد33
29-01-2001, 03:46 PM
يظهر إن الموضوع غير مهم لأنه يتعلق بمطلقة ، وأرملة ، وعانس .
لم يناقش فلذا وجب الرفع ...........!!

أنا أقول لماذا ينظر المجتمع هذه النظرة الى المطلقة على أنها ارتكبت جرما !!!!

لماذا ينظر المجتمع إلى الأرملة نفس النظرة !!!!!

وكذلك من فاتها قطار الزواج لماذا ينظر لها بهذه النظرة القاسية على ماأصابها من قسوة زمانها وحظها العاثر !!! وجميعهن مظلومات والمجتمع يزيد الطينه بله !!!!

لم يشارك أحد لأن الموضوع لايهم ... مسكينات ..

أخوكم / فهد

فتى الامارات
29-01-2001, 04:19 PM
^1
انا شاركت
:):):):):):):):)
:(:(:(:(:(:(:(:(

شاهيناز
30-01-2001, 01:57 AM
فهد... قريت الموضوع ...وفيه كثير من الظلم للمرأه الغير متزوجه سواء فقدت زوجها ام لا....

وهذا مايصوره الاعلام عن المرأه الوحيده وكأنها سارقه للازواج ولهذا تجد النساء يهربون منها....

وكأن الرجل شئ ثمين تحاول المرأه سرقته....

فهد33
30-01-2001, 08:56 PM
فتى الأمارات الفاضل مشكور على المشاركة وجبر الله بخاطرك
:) :( :) :( :) :(




أخوك / فهد