بو عبدالرحمن
07-02-2001, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر ما يقتلُ الناسَ : الجهلُ ..
وأصعبُ أنواعِ الجهلِ : الجهلُ بالبديهياتِ ..
إذ أنّ البديهيةَ ، لا تحتاجُ إلى براهينَ عليها ، أو كثرةِ كلامٍ حولها ، أو اختلاف فيها
وليس يصحُ في الأذهانِ شيءٌ *** إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
فالنهارُ لا يحتاجُ إلى دليلٍ يدلُ عليه ..
ليسَ عليكَ إلا أنْ تفتحَ عينيكَ لترى !!!
- -
ومن البديهياتِ الواضحاتِ التي يغفلُ عنها كثيرون
أو يخادعهمُ الشيطانُ فيها :
أنّ بابَ التوبةِ لا يزالُ مفتوحاً على مصراعيه أمامَ الإنسانِ
_ ما لم يغرغرْ ، وما تطلعُ الشمسُ من مغربها _
تزلُ .. تهفو .. تقعُ .. تسقطُ .. تتعثرُ ..
تغفلُ . . تنحدرُ .. تسفلُ .. تتمرغُ .. تنحرفُ
يخدعكَ الشيطانُ وجنودهُ من الأنسِ والجنِ …..الخ الخ
كلّ ذلكَ متوقعٌ ..
فطبيعةُ الخلقةِ التي جبلكَ اللُه عليها ( من طينٍ وحمأ مسنونٍ )
قد تدفعكَ إلى شيءٍ من هذهِ الصورِ ..
فإذا روحكَ المتلألئةُ تخبو ، وتتوارى ، ليأخذَ الحمأُ المسنونُ أكبرَ مساحة .
ولكنْ ..
ولكن....
هل معنى ذلكَ أنْ تنفضَ يديكَ من رحمةِ اللِه لأنّ روحكَ تدنستْ ؟
هل حُكمَ عليك : أنك مطرودٌ لا قبولَ لك ، بعد أنْ كان منكَ ما كان ؟؟
هل نفضَتْ السماءُ يديها من قبولكَ ؟؟
- - -
النصوص تتوالى لتفتح لك أبواب الأمل في الله على مصراعيها
لتأخذ بيدك .. لتنهض بك .. لترفعك عاليا عالياً..
فتخرج من هذا الوحل الذي وضعت رأسك فيه ، وأنت تظن أنك تحسن صنعا
ربك الرحيم بك جل جلاله....
يدعوك لتفيق من خمرة الهوى ، فتغتسل بالنور بين يديه..
نصوص الوحي ( قرآن وسنة ) كثيرة متوالية تهتف بك بقوة :
لا ينبغي لك أن تيأس من رحمة ربك مهما حدث منك ..
ما دام في صدرك نفس يتردد فلا تنفض يدك يأسا ..
نصوص الوحي تؤكد لك بقوة :
أن ربك سبحانه جل جلاله ينتظرك …. يترقب عودتك إليه ….
يفرح برجوعك إلى بابه منكسرا بين يديه ..
يفرح بتوبتك .. يباهي بك الملائكة في السماء ..
بل .. بل إنه يبدل سيئاتك حسنات ..!!
فانهض أيها المسلم الحبيب من كبوتك ..
لا تتردد .. افزع ، بادر إلى مولاك
تذكر قول ربك جل جلاله :
( ففـروا إلى الله )
من لك غيره سبحانه ..؟؟ هل لك رب سواه ؟؟
بادر اليوم واغسل قلبك المكدود بدموع الندم والتوبة والاستغفار والانكسار ..
إذا صدقت في هذه الخطوة :
إذا هرولت إلى رحاب الله ودموعك تنساب على خديك رقراقة ..
فابشر ، ثم ابشر.... ثم ابشر ..
سرعان ما تتفتح لك أبواب السماء ..
وتهل عليك بركاتها ، وتغمرك بأنوارها ....
فإذا أنت ، أنت .. مقبول في السماء ، مباركٌ في الأرض ..فهنيئاً لك ..
- -- -
أقبل على ربك جل جلاله بصدق .. اعزم أنك لن تعود إلى ما كنت فيه ..
جاهد نفسك على ذلك ، فإنها أمارة بالسوء ، قد تدعوك للعودة إلى المستنقع القذر..
فإذا زللت ،إذا انتكست ، إذا تمرغت ..... فعد إلى الله من جديد .
المهم لا تيأس .. لا تيأس أبداً...
وهكذا حتى تنقطع الأنفاس .
فإذا انفتح لك باب البكاء بين يدي الله ، فلا تعرج إلى سواه ...
اذرف دمعك مدراراً ... وبسخاء .. لا تبخل به ..
فإنك مع كل دمعة ، تقترب من بوابة السماء أكثر فأكثر فأكثر ...
لترحب بك الملائكة ، وتحتفي بك وتحتفل .....
ولا يخدعنك الشيطان فيوسوس لك بقوله :
ابك أو لا تبك ، فإنك غير مقبول .. !! ( متى كان الشيطان ناصحاً !!)
إنما يريد اللعين أن يقطعك عن هذا الطريق ، ثم بعد ذلك سيخطو بك خطوة أخرى :
لتياس من ربك .... فإياك وإياه ..
إن دموعَ التوبةِ ، تزهرُ في القلبِ ربيعا أخضرَ يهز الحياة َ .
في هذه الرحاب أيها السادة ....
في رحاب التوبة الصادقة .. يولد في قلبك ربيع لا يرحل ..
على نفسه فليبكِ من ضاعَ عمرهُ *** وليسَ لهُ منها نصيبٌ ولا سهمُ
- - - -- --
aalawi60@hotmail.com
- -- - - -- - - --
= = =
أكثر ما يقتلُ الناسَ : الجهلُ ..
وأصعبُ أنواعِ الجهلِ : الجهلُ بالبديهياتِ ..
إذ أنّ البديهيةَ ، لا تحتاجُ إلى براهينَ عليها ، أو كثرةِ كلامٍ حولها ، أو اختلاف فيها
وليس يصحُ في الأذهانِ شيءٌ *** إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
فالنهارُ لا يحتاجُ إلى دليلٍ يدلُ عليه ..
ليسَ عليكَ إلا أنْ تفتحَ عينيكَ لترى !!!
- -
ومن البديهياتِ الواضحاتِ التي يغفلُ عنها كثيرون
أو يخادعهمُ الشيطانُ فيها :
أنّ بابَ التوبةِ لا يزالُ مفتوحاً على مصراعيه أمامَ الإنسانِ
_ ما لم يغرغرْ ، وما تطلعُ الشمسُ من مغربها _
تزلُ .. تهفو .. تقعُ .. تسقطُ .. تتعثرُ ..
تغفلُ . . تنحدرُ .. تسفلُ .. تتمرغُ .. تنحرفُ
يخدعكَ الشيطانُ وجنودهُ من الأنسِ والجنِ …..الخ الخ
كلّ ذلكَ متوقعٌ ..
فطبيعةُ الخلقةِ التي جبلكَ اللُه عليها ( من طينٍ وحمأ مسنونٍ )
قد تدفعكَ إلى شيءٍ من هذهِ الصورِ ..
فإذا روحكَ المتلألئةُ تخبو ، وتتوارى ، ليأخذَ الحمأُ المسنونُ أكبرَ مساحة .
ولكنْ ..
ولكن....
هل معنى ذلكَ أنْ تنفضَ يديكَ من رحمةِ اللِه لأنّ روحكَ تدنستْ ؟
هل حُكمَ عليك : أنك مطرودٌ لا قبولَ لك ، بعد أنْ كان منكَ ما كان ؟؟
هل نفضَتْ السماءُ يديها من قبولكَ ؟؟
- - -
النصوص تتوالى لتفتح لك أبواب الأمل في الله على مصراعيها
لتأخذ بيدك .. لتنهض بك .. لترفعك عاليا عالياً..
فتخرج من هذا الوحل الذي وضعت رأسك فيه ، وأنت تظن أنك تحسن صنعا
ربك الرحيم بك جل جلاله....
يدعوك لتفيق من خمرة الهوى ، فتغتسل بالنور بين يديه..
نصوص الوحي ( قرآن وسنة ) كثيرة متوالية تهتف بك بقوة :
لا ينبغي لك أن تيأس من رحمة ربك مهما حدث منك ..
ما دام في صدرك نفس يتردد فلا تنفض يدك يأسا ..
نصوص الوحي تؤكد لك بقوة :
أن ربك سبحانه جل جلاله ينتظرك …. يترقب عودتك إليه ….
يفرح برجوعك إلى بابه منكسرا بين يديه ..
يفرح بتوبتك .. يباهي بك الملائكة في السماء ..
بل .. بل إنه يبدل سيئاتك حسنات ..!!
فانهض أيها المسلم الحبيب من كبوتك ..
لا تتردد .. افزع ، بادر إلى مولاك
تذكر قول ربك جل جلاله :
( ففـروا إلى الله )
من لك غيره سبحانه ..؟؟ هل لك رب سواه ؟؟
بادر اليوم واغسل قلبك المكدود بدموع الندم والتوبة والاستغفار والانكسار ..
إذا صدقت في هذه الخطوة :
إذا هرولت إلى رحاب الله ودموعك تنساب على خديك رقراقة ..
فابشر ، ثم ابشر.... ثم ابشر ..
سرعان ما تتفتح لك أبواب السماء ..
وتهل عليك بركاتها ، وتغمرك بأنوارها ....
فإذا أنت ، أنت .. مقبول في السماء ، مباركٌ في الأرض ..فهنيئاً لك ..
- -- -
أقبل على ربك جل جلاله بصدق .. اعزم أنك لن تعود إلى ما كنت فيه ..
جاهد نفسك على ذلك ، فإنها أمارة بالسوء ، قد تدعوك للعودة إلى المستنقع القذر..
فإذا زللت ،إذا انتكست ، إذا تمرغت ..... فعد إلى الله من جديد .
المهم لا تيأس .. لا تيأس أبداً...
وهكذا حتى تنقطع الأنفاس .
فإذا انفتح لك باب البكاء بين يدي الله ، فلا تعرج إلى سواه ...
اذرف دمعك مدراراً ... وبسخاء .. لا تبخل به ..
فإنك مع كل دمعة ، تقترب من بوابة السماء أكثر فأكثر فأكثر ...
لترحب بك الملائكة ، وتحتفي بك وتحتفل .....
ولا يخدعنك الشيطان فيوسوس لك بقوله :
ابك أو لا تبك ، فإنك غير مقبول .. !! ( متى كان الشيطان ناصحاً !!)
إنما يريد اللعين أن يقطعك عن هذا الطريق ، ثم بعد ذلك سيخطو بك خطوة أخرى :
لتياس من ربك .... فإياك وإياه ..
إن دموعَ التوبةِ ، تزهرُ في القلبِ ربيعا أخضرَ يهز الحياة َ .
في هذه الرحاب أيها السادة ....
في رحاب التوبة الصادقة .. يولد في قلبك ربيع لا يرحل ..
على نفسه فليبكِ من ضاعَ عمرهُ *** وليسَ لهُ منها نصيبٌ ولا سهمُ
- - - -- --
aalawi60@hotmail.com
- -- - - -- - - --
= = =