سعودية
09-02-2001, 04:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
محمد صلىالله عليه وسلم 570م – 632هـ
هذا تتمة لما كتبته سابقاً أرجو ان تستمتعوا معه ..
لمن اراد ان يتابع الكتاب من بدايته ..
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=77854
إن اختيار المؤلف لمحمد صلىالله عليه وسلم ليكون في رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ، إن هذا الاختيار ربما أدهش كثيراً من القراء إلى حد أنه قد يثير بعض التساؤلات ، ولكن في اعتقاد المؤلف أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .
لقد أسس محمد صلى الله عليه وسلم ونشر أحد أعظم الأديان في العالم ، وأصبح أحد الزعماء العالميين السياسيين العظام . ففي هذه الأيام وبعد مرور ثلاثة عشر قرناً تقريباً على وفاته ، فإن تأثيره لا يزال قوياً وعارماً.
إن أكثر الأشخاص الذين سيقابلهم القارئ في هذا الكتاب كان لهم ميزات فائقة بكونهم قد ولدوا ودرجوا في مراكز حضارية ، وترعرعوا في أحضان أمم ذات سمات ثقافية وسياسية واجتماعية بالغة الأهمية.
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد ولد عام 570 م في مدينة مكة جنوبي شبة الجزيرة العربية التي كانت في ذلك الوقت منطقة نائية عن الحضارة وبعيدة عن المراكز الحيوية ، سواء كانت تجارية أو فنية أو عالمية في العالم . ولما كان قد ذاق مرارة اليتم وهو في السادسة من العمر ، فإنه قد ربي في محيط متواضع وعرف انه كان أمياً . وقد تحسنت حالته الاقتصادية عندما تزوج وهو في الخامسة والعشرين من أرملة ثرية .
لقد كان معظم العرب في ذلك الزمان وثنيين يؤمنون بتعدد الآلهة ، ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم بدأ ينادي بوجود إله واحد قاهر قادر يسيطر على الكون بأسره . وعندما بلغ الأربعين جاءه الوحي الذي أخبره أن الله قد اختاره لنشر الدين القويم .
ولمدة ثلاث سنوات كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام أصدقاءه المقربين وحوالي عام 613 م بدأ بالدعوة العلنية .
وحالما بدأ اتباعه يزدادون ، شعرت قبائل قريش بالخطر ، وبدأت تعتبره شخصاً مهدداً لنفوذها ، مما اضطره للهجرة في عام 622م من مكة إلى المدينة " وهي على بعد 200 ميل شمالي مكه"
حيث رحب به أهلها وقدموا له الإجلال والتأييد وأصبح له نفوذ سياسي لا بأس به.
كانت الهجرة هي نقطة الإطلاق بالنسبة لحياة محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان لديه في مكة اتباع قلائل ، أما في المدينة فقد كثر اتباعه وسرعان ما حصل على نفوذ جعله الحاكم المطلق هناك . وفي خلال السنوات القليلة التي تلت ، وبينما كانت سلطة محمد صلى الله عليه وسلم تنمو بسرعة متزايدة ، حصلت سلسلة من المعارك بين مكة والمدينة انتهت بانتصار محمد صلى الله عليه وسلم الساحق وفتحه مكة ورجوعه إليها في عام 630 م .
وقد شهدت السنتان والنصف اللتان بقيتا له وهو على قيد الحياة دخلوا الأعداد الضخمة من القبائل العربية إلى الدين الجديد .
وعندما توفي محمد صلى الله عليه وسلم في عام 632 م كان هو الحاكم الفعلي لجميع شبه جزيرة العرب الجنوبية .
وكان للقبائل العربية في الجزيرة شهرة بتمرس فنون القتال والحروب ، ولكن عددهم كان ضئيلاً ، وكانوا مبتلين بالتفرقة والحروب القبلية الضروس ، ولذا لم يكن من السهل أن يكونوا أنداداً للجيوش الجرارة التي كانت تمتلكها الممالك في المناطق الزراعية المستقرة في الشمال . ومع هذا فإنهم عندما توحدوا تحت راية محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في التأريخ وارتشفوا تعاليم الدين الجديد ، الذي زادهم حماساً وإيماناً بالإله الواحد ، فإن هذه الجيوش العربية الصغيرة قامت بسلسلة من الفتوحات ليس لها مثيل في تاريخ البشرية . وكان يقع على تخوم بلاد العرب الشمالية الإمبراطورية الفارسية الساسانية الجديدة ، والى الشمال الغربي كانت تقع الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية .
وإذا اعتبرنا القيمة العددية فإن العرب لم يكونوا بأية حال أنداداً لخصومهم ولكن هؤلاء العرب الملهمون استطاعوا وبسرعة ان يفتحوا كل منطقة ما بين النهرين وفلسطين وسوريا ، وفي عام 642 م استطاعوا ان ينتزعوا مصر من حكم الإمبراطورية البيزنطية . بينما سحقت جيوشهم في معارك حاسمة الجيوش الفارسية في القادسية ونينوى عام 642 م .
ولكن حتى مع هذه الانتصارات الضخمة التي تمت على أيدي وتحت قيادة خلفاء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه المخلصين ، أبي بكر وعمر بن الخطاب فإن هذه الانتصارات لم تكن خاتمة المد العربي ، ففي عام 711 م كانت الجيوش العربية قد اجتاحت وبشكل كامل شمالي أفريقية ووصلت إلى المحيط الأطلسي وهنالك اتجهوا شمالاً ، وبعد أن عبروا مضيق جبل طارق تغلبوا على مملكة القوط الغربيين في أسبانيا .
ولبرهة من الزمن كان يبدو وكأن العرب سوف يجتاحون جميع أوروبا المسيحية . ولكن وفي عام 732 م وفي معركة تورز إنكسر الجيش الإسلامي الذي كان قد تقدم ووصل إلى أواسط فرنسا على يد جيش الفرنجة وبالرغم من ذلك ، فإنه وفي قرن شحيح من القتال استطاعت هذه القبائل البدوية التي كانت تلهمها كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم أن تظفر بتأسيس أمبراطورية تمتد من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي وهي أعظم امبراطورية شهدها العالم حتى ذلك الوقت .
محمد صلى الله عليه وسلم الجزء الأول ..
الى اللقاء في الجزء الثاني..
تحياتي لكم ..
محمد صلىالله عليه وسلم 570م – 632هـ
هذا تتمة لما كتبته سابقاً أرجو ان تستمتعوا معه ..
لمن اراد ان يتابع الكتاب من بدايته ..
http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=77854
إن اختيار المؤلف لمحمد صلىالله عليه وسلم ليكون في رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ، إن هذا الاختيار ربما أدهش كثيراً من القراء إلى حد أنه قد يثير بعض التساؤلات ، ولكن في اعتقاد المؤلف أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .
لقد أسس محمد صلى الله عليه وسلم ونشر أحد أعظم الأديان في العالم ، وأصبح أحد الزعماء العالميين السياسيين العظام . ففي هذه الأيام وبعد مرور ثلاثة عشر قرناً تقريباً على وفاته ، فإن تأثيره لا يزال قوياً وعارماً.
إن أكثر الأشخاص الذين سيقابلهم القارئ في هذا الكتاب كان لهم ميزات فائقة بكونهم قد ولدوا ودرجوا في مراكز حضارية ، وترعرعوا في أحضان أمم ذات سمات ثقافية وسياسية واجتماعية بالغة الأهمية.
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد ولد عام 570 م في مدينة مكة جنوبي شبة الجزيرة العربية التي كانت في ذلك الوقت منطقة نائية عن الحضارة وبعيدة عن المراكز الحيوية ، سواء كانت تجارية أو فنية أو عالمية في العالم . ولما كان قد ذاق مرارة اليتم وهو في السادسة من العمر ، فإنه قد ربي في محيط متواضع وعرف انه كان أمياً . وقد تحسنت حالته الاقتصادية عندما تزوج وهو في الخامسة والعشرين من أرملة ثرية .
لقد كان معظم العرب في ذلك الزمان وثنيين يؤمنون بتعدد الآلهة ، ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم بدأ ينادي بوجود إله واحد قاهر قادر يسيطر على الكون بأسره . وعندما بلغ الأربعين جاءه الوحي الذي أخبره أن الله قد اختاره لنشر الدين القويم .
ولمدة ثلاث سنوات كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام أصدقاءه المقربين وحوالي عام 613 م بدأ بالدعوة العلنية .
وحالما بدأ اتباعه يزدادون ، شعرت قبائل قريش بالخطر ، وبدأت تعتبره شخصاً مهدداً لنفوذها ، مما اضطره للهجرة في عام 622م من مكة إلى المدينة " وهي على بعد 200 ميل شمالي مكه"
حيث رحب به أهلها وقدموا له الإجلال والتأييد وأصبح له نفوذ سياسي لا بأس به.
كانت الهجرة هي نقطة الإطلاق بالنسبة لحياة محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان لديه في مكة اتباع قلائل ، أما في المدينة فقد كثر اتباعه وسرعان ما حصل على نفوذ جعله الحاكم المطلق هناك . وفي خلال السنوات القليلة التي تلت ، وبينما كانت سلطة محمد صلى الله عليه وسلم تنمو بسرعة متزايدة ، حصلت سلسلة من المعارك بين مكة والمدينة انتهت بانتصار محمد صلى الله عليه وسلم الساحق وفتحه مكة ورجوعه إليها في عام 630 م .
وقد شهدت السنتان والنصف اللتان بقيتا له وهو على قيد الحياة دخلوا الأعداد الضخمة من القبائل العربية إلى الدين الجديد .
وعندما توفي محمد صلى الله عليه وسلم في عام 632 م كان هو الحاكم الفعلي لجميع شبه جزيرة العرب الجنوبية .
وكان للقبائل العربية في الجزيرة شهرة بتمرس فنون القتال والحروب ، ولكن عددهم كان ضئيلاً ، وكانوا مبتلين بالتفرقة والحروب القبلية الضروس ، ولذا لم يكن من السهل أن يكونوا أنداداً للجيوش الجرارة التي كانت تمتلكها الممالك في المناطق الزراعية المستقرة في الشمال . ومع هذا فإنهم عندما توحدوا تحت راية محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في التأريخ وارتشفوا تعاليم الدين الجديد ، الذي زادهم حماساً وإيماناً بالإله الواحد ، فإن هذه الجيوش العربية الصغيرة قامت بسلسلة من الفتوحات ليس لها مثيل في تاريخ البشرية . وكان يقع على تخوم بلاد العرب الشمالية الإمبراطورية الفارسية الساسانية الجديدة ، والى الشمال الغربي كانت تقع الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية .
وإذا اعتبرنا القيمة العددية فإن العرب لم يكونوا بأية حال أنداداً لخصومهم ولكن هؤلاء العرب الملهمون استطاعوا وبسرعة ان يفتحوا كل منطقة ما بين النهرين وفلسطين وسوريا ، وفي عام 642 م استطاعوا ان ينتزعوا مصر من حكم الإمبراطورية البيزنطية . بينما سحقت جيوشهم في معارك حاسمة الجيوش الفارسية في القادسية ونينوى عام 642 م .
ولكن حتى مع هذه الانتصارات الضخمة التي تمت على أيدي وتحت قيادة خلفاء محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه المخلصين ، أبي بكر وعمر بن الخطاب فإن هذه الانتصارات لم تكن خاتمة المد العربي ، ففي عام 711 م كانت الجيوش العربية قد اجتاحت وبشكل كامل شمالي أفريقية ووصلت إلى المحيط الأطلسي وهنالك اتجهوا شمالاً ، وبعد أن عبروا مضيق جبل طارق تغلبوا على مملكة القوط الغربيين في أسبانيا .
ولبرهة من الزمن كان يبدو وكأن العرب سوف يجتاحون جميع أوروبا المسيحية . ولكن وفي عام 732 م وفي معركة تورز إنكسر الجيش الإسلامي الذي كان قد تقدم ووصل إلى أواسط فرنسا على يد جيش الفرنجة وبالرغم من ذلك ، فإنه وفي قرن شحيح من القتال استطاعت هذه القبائل البدوية التي كانت تلهمها كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم أن تظفر بتأسيس أمبراطورية تمتد من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي وهي أعظم امبراطورية شهدها العالم حتى ذلك الوقت .
محمد صلى الله عليه وسلم الجزء الأول ..
الى اللقاء في الجزء الثاني..
تحياتي لكم ..