PDA

View Full Version : ممنوع دخول الملتزمين أو بمن يسمون بالمطاوعة !!


أبو لـُجين ابراهيم
11-02-2001, 08:27 AM
ممنوع دخول الملتزمين أو بمن يسمون بالمطاوعة !!

لجأ بعض من شرق بهذا الدين إلى السخرية بالإسلام وأهله ، وظنوا أن السخرية ستطمس حقاً ، وترد مؤمناً ، وتزعزع موقناً ، وتفرق مجتمعاً ، ولم يعلموا أن سخريتهم بالمؤمنين تورثهم منافرة وتزيدهم إيماناً وصلابة وتمسكاً بدينهم متمثلين قوله تعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا(22) الأحزاب .

والسخرية هي ثالثة أسحلة العاجز التي هي : الغيبة والنميمة والسخرية ، ولا يلجأ إليها القوي ابتداء ، ولكن يعمد لمقابلة السخرية مماثلة .

والسخرية بالدين وشعائره الظاهرة والباطنة وبمظاهر الظاهرة على المؤمنين ـ تورد الساخر موارد العطب ، لأنها تخرجه من دائرة الإسلام وهو لا يشعر قال الله تعالى (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ(64)وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ(65)لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة

فهذا الحكم بكفرهم لأنهم سخروا من بعض الصحابة بسبب صفة خُلُقية كالإكثار من الأكل وعدم الشجاعة ، وقد كذبوا عليهم ، وقد عد الله هذه السخرية استهزاء به وبآياته وبرسوله ، فما بالك بمن يسخر من شعائر الله كالمحافظة على الصلاة والتزام الحجاب ، وتوفير اللحى ، وتقصير الثياب .

هذا حكمهم في الدنيا فما مآلهم في الدار الآخرة ؟ إنهم في مكان بئيس وعذاب أليم قال جل ثناؤه ( اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ(68) التوبة .

كما أن سخريتهم بالمؤمنين تتقلب سخرية بهم يوم القيامة فيسخر منهم المؤمنون ، وذلك كما أخبر الله عن ذلك الموقف بقوله سبحانه (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ(34)عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(35)هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36) المطففين .

ويرفع الله في ذلك اليوم شأن المؤمنين ويجعل ذلك الساخر المغتر بنفسه في مكان سحيق قال الله تعالى (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) البقرة .

بل أن مقاصد هذا الدين أن يشفي صدور المؤمنين من الذين كانوا يسخرون منهم ويؤذونهم قال ذلك الشيخ السعدي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى ( ويشف صدور قوم مؤمنين ويُذهب غيظ قلوبهم ) .

وانظر إلى هذا النعيم النفسي الذي يمتن الله به على المؤمنين في الجنة في هذا المشهد المذكور في قوله تعالى ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ(50)قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ(51)يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ(52)أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ(53)قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ(54)فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ(55)قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِي(56)وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(57) الصافات .

فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ، وليسعد الذي آمنوا بوعد الله لهم ، ولتكن هذه المشاهد الأخروية منهم على ذكر ، لتزيدهم إيماناً ورسوخاً ويقيناً ، وليكن لسان حال المؤمنين في مثل هذه المواطن ( فانتظروا إنا منتظرون ) ولتكن آيات الوعيد زاجراً لمن تسول له نفسه السخرية بدين الله ، وليعلم أن الساخرين بالدين هم الخاسرون ، بل هم أعظم الناس خسارة حيث خسروا أنفسهم قال الله تعالى ( إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) وإذا خسر الإنسان نفسه فماذا بقي له ، فلهذه النفس كان يجمع ، وخسارة النفس أعظم خسارة ، لأن الخاسرين كثير فمن الناس من يخسر ماله ومنهم من يخسر منصبه ، ومهم يخسر مكانته الاجتماعية ، ومنهم من يخسر ولده ومنهم من يخسر بلده ، ومنهم من يخسر دينه وهو أعظم خسارة لأنه خسارة للنفس في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

كتبه د . محمد السحيم