Hardware
24-03-2001, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال أرسل لإحدى صفحات الجرائد اليومية في الإمارات السنة الماضية ولم ينشر (الظاهر سخافة المقال وصلت القمة). (ما كتبته بين الأقواس أضفته للتو للموضوع للتوضيح).
ومما يؤلمني أن يرد المقال ، وإن كان يحمل معانيا بسيطة ، بينما يسمح لمن يهزء بالدين أن يكتب ما يشاء ، سخرية من أحكام الشرع بطرق مباشرة وطرق ملتوية.
(المقال)
لقد رأينا الهوس الجماعي الذي أصاب جموعا من البشر احتفالا بعيد الحب ، ولن أناقش الناحية الشرعية في المسألة لأنها أوضح من نار على علم ، ولأنك إذا حاورت الفلنتاينيين من المسلمين وذكرتهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الرجل لا يجد حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأنه لماذا في هذا العيد لا يقدم قربانا لله ولرسوله للدلالة على محبته لله ولرسوله ، فكل حب مندرج تحت حب الله ورسوله ، سوف يقول لك "ما ينفع" أو "حرام" وسوف يستقبح الأمر بنفسه.
ها نحن نتبع غيرنا حذو القذة بالقذة والقدم بالقدم ، فما يسمونه عيد الحب لا يحتاجه إلا من لم يكن قلبه حيا بالحب متصلا بمن أحب - ولا أعني إلا الحب المباح - أما الفلنتاينيين فإنهم محتاجون لإحياء ذكرى الحب مرة كل عام في حياتهم ، إما لأنه حب زائف أو لأنه حب مناسبات وحب شهوات ، ما يلبث أن يتقطع ، لم اصطنع في حياتي الزوجية حفلا لعيد الزواج ولا حتى حفلا لعيد ميلاد ابنتي ولم أجد أنفسي أقل حبا لأسرتي من غيري ، بل قد أنافس غيري - وكل يغني على ليلاه - ثم لماذا اصطنع مثل هذه الحفلات التي مصدرها غربي وانا ابن حضارتي ولست ابن حضارة المناسبات.
وقبيل يوم (عيد الحب) وجدت نفسي أقلب الذكريات ، وأسرد التاريخ ، وجدت نفس استرجع في مخيلتي 450 أم وطفل سقطوا ضحايا الغدر والعدوان والكراهية الدينية والعنصرية ، ضحايا صاروخ قدمته الدول التي صنعت عيد الحب وهي تفتقر لأقل مقومات الحب ، ولا يزال ملجأ العامرية - الذي اعترف خصم البراءة والطفولة بقصفه - محفورا في ذاكرتي ، لا يزال غصة في حلقي ، لم نجد من يحيي ذكراهم ، لم نجد من يساهم في التخفيف عن ذويهم - وهل بقي لهم أحد يخلفهم - عوائل بأكملها أبيدت تحت ستار الشرعية الدولية الذي أصبح أشف من الهواء النقي.
ماذا بعد الفلنتاين ، الاحتفال بالأيام الوطنية للدول الغربية ، نعم كالرابع من يوليون على سبيل المثال ، وكالعادة سنجد من ينعق بمالا يسمع ويدعي أن في ما أقول مبالغة ، طبعا ليست هناك أية مبالغة ، فها هم بعض شبابنا قد لطخوا سياراتهم بالعلم المخطط بالأحمر المرقع بنجوم زرقاء ، وبعضهم رأينه يلبس قميصا مكتوب عليه الرابع من يوليو ، وهذه من أبسط الأمور التي نشاهدها ، وأما الأمور الصعبة فهي أن تبخل صحفنا بصفحة تتحدث فيه عن ملجأ العامرية وكأن الخبر لا يعنيهم ، بلقاء مع أقارب الشهداء يتحدثون فيه إلى العالم ، وأن تفرد صفحاتها لإعلانات الحب والوله والغرام والهيام ، من الأمور الصعبة (على النفس) أن تجد مؤسسات تجارية تروج لعيد الحب وعلى رأسها محلات الهواتف التي أوصلت بين المحبين والمتولهين ، وأي حب؟.
كيف نأخذ هذه القيم - الحب وغيره - ممن لا ناقة له فيها ولا جمل ، هل أصبح المتوحشون الذين شربوا نخب العامرية مرجعيتنا في الحب؟ هل أصبح قاتلوا الحضارات كحضارات الهنود الحمر والفراعنة والإنكا والأزتيك قدوتنا في البناء المتحضر؟ فيا ضيعة من اتبع غيره ودخل خلفه جحر الضب.
قال الفضيل بن عياض : من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
وقال الشاعر واصفا أهل العزائم الخائرة:
قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
في أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقود
هذا المقال أرسل لإحدى صفحات الجرائد اليومية في الإمارات السنة الماضية ولم ينشر (الظاهر سخافة المقال وصلت القمة). (ما كتبته بين الأقواس أضفته للتو للموضوع للتوضيح).
ومما يؤلمني أن يرد المقال ، وإن كان يحمل معانيا بسيطة ، بينما يسمح لمن يهزء بالدين أن يكتب ما يشاء ، سخرية من أحكام الشرع بطرق مباشرة وطرق ملتوية.
(المقال)
لقد رأينا الهوس الجماعي الذي أصاب جموعا من البشر احتفالا بعيد الحب ، ولن أناقش الناحية الشرعية في المسألة لأنها أوضح من نار على علم ، ولأنك إذا حاورت الفلنتاينيين من المسلمين وذكرتهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الرجل لا يجد حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأنه لماذا في هذا العيد لا يقدم قربانا لله ولرسوله للدلالة على محبته لله ولرسوله ، فكل حب مندرج تحت حب الله ورسوله ، سوف يقول لك "ما ينفع" أو "حرام" وسوف يستقبح الأمر بنفسه.
ها نحن نتبع غيرنا حذو القذة بالقذة والقدم بالقدم ، فما يسمونه عيد الحب لا يحتاجه إلا من لم يكن قلبه حيا بالحب متصلا بمن أحب - ولا أعني إلا الحب المباح - أما الفلنتاينيين فإنهم محتاجون لإحياء ذكرى الحب مرة كل عام في حياتهم ، إما لأنه حب زائف أو لأنه حب مناسبات وحب شهوات ، ما يلبث أن يتقطع ، لم اصطنع في حياتي الزوجية حفلا لعيد الزواج ولا حتى حفلا لعيد ميلاد ابنتي ولم أجد أنفسي أقل حبا لأسرتي من غيري ، بل قد أنافس غيري - وكل يغني على ليلاه - ثم لماذا اصطنع مثل هذه الحفلات التي مصدرها غربي وانا ابن حضارتي ولست ابن حضارة المناسبات.
وقبيل يوم (عيد الحب) وجدت نفسي أقلب الذكريات ، وأسرد التاريخ ، وجدت نفس استرجع في مخيلتي 450 أم وطفل سقطوا ضحايا الغدر والعدوان والكراهية الدينية والعنصرية ، ضحايا صاروخ قدمته الدول التي صنعت عيد الحب وهي تفتقر لأقل مقومات الحب ، ولا يزال ملجأ العامرية - الذي اعترف خصم البراءة والطفولة بقصفه - محفورا في ذاكرتي ، لا يزال غصة في حلقي ، لم نجد من يحيي ذكراهم ، لم نجد من يساهم في التخفيف عن ذويهم - وهل بقي لهم أحد يخلفهم - عوائل بأكملها أبيدت تحت ستار الشرعية الدولية الذي أصبح أشف من الهواء النقي.
ماذا بعد الفلنتاين ، الاحتفال بالأيام الوطنية للدول الغربية ، نعم كالرابع من يوليون على سبيل المثال ، وكالعادة سنجد من ينعق بمالا يسمع ويدعي أن في ما أقول مبالغة ، طبعا ليست هناك أية مبالغة ، فها هم بعض شبابنا قد لطخوا سياراتهم بالعلم المخطط بالأحمر المرقع بنجوم زرقاء ، وبعضهم رأينه يلبس قميصا مكتوب عليه الرابع من يوليو ، وهذه من أبسط الأمور التي نشاهدها ، وأما الأمور الصعبة فهي أن تبخل صحفنا بصفحة تتحدث فيه عن ملجأ العامرية وكأن الخبر لا يعنيهم ، بلقاء مع أقارب الشهداء يتحدثون فيه إلى العالم ، وأن تفرد صفحاتها لإعلانات الحب والوله والغرام والهيام ، من الأمور الصعبة (على النفس) أن تجد مؤسسات تجارية تروج لعيد الحب وعلى رأسها محلات الهواتف التي أوصلت بين المحبين والمتولهين ، وأي حب؟.
كيف نأخذ هذه القيم - الحب وغيره - ممن لا ناقة له فيها ولا جمل ، هل أصبح المتوحشون الذين شربوا نخب العامرية مرجعيتنا في الحب؟ هل أصبح قاتلوا الحضارات كحضارات الهنود الحمر والفراعنة والإنكا والأزتيك قدوتنا في البناء المتحضر؟ فيا ضيعة من اتبع غيره ودخل خلفه جحر الضب.
قال الفضيل بن عياض : من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
وقال الشاعر واصفا أهل العزائم الخائرة:
قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
في أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقود