الطارق
11-05-2001, 11:40 PM
سلمت على محاوري صاحب الوجه الباسم والابتسامة الظريفة واللحية الطويلة
الذي لم يقبل بإجراء هذا الحوار إلا بعد أن طلب مشاركة حماره في هذا الحوار
وقد أزعجنا بنهيقه وصياحه :
الطارق : أهلا ومرحبا بظريف العرب الشهير جحا ...
جحا : أهلا وسهلا بك .. وحيا الله جحوتك ( أ )
الطارق : بداية الأمر أحببت أن تعرفنا بأسمك ؟!
جحا : والله لا أدري من أنا ،، وما أسمي ،، كيف يسأل عن اسمه من حدثت له هذه القصة : ( اجتمعت يوما بشخص لم تسبق لي معرفته ، فأخذ ت أحادثه كأنه صديقا لي منذ زمن ، ولما هم الرجل بالانصراف سألته : عفوا يا سيدي إني لم اعرف حضرتك فمن أنت ؟ قال الرجل : وكيف تحدثني بدون تكلف كأن بيننا معرة سابقة ؟
فقلت : اعذرني فقد رأيت عمامتك كعمامتي وقفطانك كقفطاني فخيل لي أنك أنا ) ( 1 )
فبلله هل يسأل مثلي حدثت له هذه القصة عن أسمه ،،
الطارق ( وقد غلبني الضحك ) : ههههه ... حسنا .. حسنا .. معذور والله .. وقد ورويت لك مثل هذه القصة مع أبو مسلم الخرساني صاحب الدولة العباسية ؟!
جحا : نعم ... فعندما ورد أبو مسلم صاحب الدولة الكوفة قال لمن حوله :
أيكم يعرف جحا فيدعوه إلي ؟ فقال يقطين : أنا أدعوه ... فدعاني .. فلما دخلت عليه ، لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين .. فقلت يا يقطين ، أيكما أبو مسلم .. ( 2 )
الطارق : هاهاهاهاها ... والله لقد سمعت بهذه القصة من قبل لأحد الحمقى مع أحد العلماء وزوجه ...
حسنا ... لقد قيل أنك أبو الغصن دجين بن ثابت الكوفي الفزاري ، وكانت أمك خادمة لأم أنس بن مالك وكنت موجود بالكوفة في إبان ثورة أبي مسلم الخراني ( 3 )
جحا : والله لا أدري أن كنت هو أم لا ... لكني كآني قد سمعت به من قبل .. ثم نظر لحماره وقال : لعل حماري يعرف أن كان هذا هو أنا أم لا ... آيه يا أبو صابر هل تعرف أبو الغصن دجين بن ثابت ... فنهق الحمار نهقة طويلة .. فلتفت إلى جحا وقال : يقول الحمار لم يحصل له الشرف !!
الطارق : هاهاهاهاي .. روويت لك قصة مع حمارك .. قيل ( انه جاء رجل يطلب حمارك فقلت له أني ذاهب للحمار استشيره فعساه يقبل . ثم دخلت الاصطبل وعدت فقلت لجارك : استشرت الحمار فلم يرض لأنه يزعم أنك سوف تضربه ضربا مبرحا وتشتمه هو وصاحبه ) ( 4 )
جحا : حدث ذلك فقد كان والله الحمار عزيز علي حتى حزنت عليه عند موته اكثر من حزني على موت امرأتي ( 5 )
الطارق : نعود إلى الجد ... ذكرنا أن اسمك دجين بن ثابت أبو الغصن الكوفي الفزاري المعروف بجحا .. وقيل أن هناك شخص أخر يحمل مثل هذا الاسم وهو محدث من أهل البصرة و اسمه دجين بن ثابت اليربوعي وكنيته أبو الغصن وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) ونفى أن يكون هذا الشخص أنت ( 3 )
كما ذكر ابن صلاح في مقدمته في علم الحديث أن الأصح أنك ليس المحدث الذي روي عنه ( 6 ) ...
جحا : نعم وروي عنه هذا الحديث : (دثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو سعيد حدثنا دجين أبو الغصن بصرى قال:
-قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت: حدثني عن عمر فقال: لا أستطيع أخاف أن أزيد أو أنقص كنا إذا قلنا لعمر رضي الله عنه حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي فهو في النار ) ( 7 )
لكني ليس بهو ...كما ذكر الجميع ..
الطارق : حسنا .. فإن لم تكن أنت هو .. فقد ذكرك عمر بن أبي ربيعة وقال :
دلهت عقلي ، وتلعبت بي *** حتى كأني من جنوني جحا ( 3 )
وهذا يثبت أنك كنت مشهور وقبل أن يتوفى عمر بن أبي ربيعة سنة 93 هـ على الأقل ( 8 )
جحا : لا يعنيني أن كنت في ذلك الزمن أم لا .. لكن أزعجني كيف يتهمنى ابن أبي ربيعة بالجنون فقد كنت والله فاضلا متماجنا .. وأنم الناس قد عملوا عني قصصا وروايات كما عملوا على لسان المجنون ( 9 )
الطارق : ورغم هذا فقد اشتهرت بالغفلة حتى قيل ( أحمق من جحا ) ورويت عن حمقك قصة وهي : ( أن عيسى بن موسى الهاشمي مَرَّ به وهو يَحْفر بظهر الكوفة مَوْضِعاً، فقال له: مالَكَ يا أبا الغُصْن؟ قال: إني قد دَفَنْتُ في هذه الصحراء دراهمَ ولستُ أهتدي إلى مكانها، فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها عَلاَمة، قال: قد فعلتُ، قال: ماذا؟ قال: سَحَابة في السماء كانت تُظِلها، ولستُ أرى العلامة ) ( 10 )
جحا : أنم هذا تماجنا وظرفا ليس إلا ..
الطارق : حسنا .. وقد كان هذا موسى بن عيسى واليا على الكوفة من قبل السفاح في سنة 132 هـ وقد توفي سنة 167 هـ ( 11 )
يدل هذا على أنك في الكوفة في ذلك الوقت ..
وقد ذكر أنك توفيت في خلافة المهدي العباسي الذي ولى الخلافة في ذو الحجة من سنة 158 هـ إلى المحرم من سنة 169 هـ ( 12 )
جحا : نعم ..
الطارق : ولو ثبت ما قاله فيك ابن أبي ربيعة وقد ولد ابن ربيعة سنة 23 من الهجرة وقطعا لم يقل الشعر إلى بعد العشرين من عمره أي بعد سنة 43 هجري وقد علمنا آن وفاتك في خلافة المهدي أي قبل سنة 167 هجري فيدل هذا على أنك قد كنت معروف بين هذه الفترتين تقصر أو تطول ...
جحا : أحسنت أحسنت ... ولو أني لم أفهم شيء ... أليس كذلك يا أبو صابر .. ونهق الحمار مؤيدا صاحبه ..
الطارق : وقد اشتهر ذكرك بعد ذلك حتى قال أبو العتاهية :
دلهني حبها وصيرني *** مثل جححا شهرة ومشخلة ( 3 ) ، ( ب )
وكان أول من ذكرك من الكتاب هو الجاحظ في رسالة عن علي والحكمين وكتاب البغال للجاحظ أيضا ( 3 ) وقد قص لك قصة ماجنة مع حمصي لا يسمح المراقبين بذكرها ( 13 )
جحا : هاهاهاها ... أعرفها وأذكرها جيداً ، وسأذكرها لك ..
الطارق : لا لا لا .. أرجوك وإلا قذف بي خارج السوالف ..
وقد أظهر جحا امتعاضه من هذا ونهق حماره محتجا ...
فما كان مني إلا أن قلت : وقد اشتهر ذكرك في العالمين وأصبحت أحد المشاهير وآلف كتابا لنوادرك يسمى ( نوادر جحا ) ذكره في الفهرست ( ابن النديم ) ( 3 ) ... عرفت شخصيتك عند الأتراك وظهر في عصر تيمورلنك شخصا آخر اسمه الخوجة نصر الدين اشتهر بين الأتراك بجحا و قد نحله الأتراك الكثير من قصصك وقد عرفت بعض الشعوب الأخرى جحا ولكن بأسماء متشابهة فهو في أسيا الوسطى ( هودجا ) وفي مالطا ( جيهان ) وفي بلادالسكسون
( جوكا ) ( 9 ) .
بل وقد ألفت كتب عن حكاياتك حتى في بلاد الأنجليز والفرنسيس ( 14 )
جحا : رائع .. رائع .. لم أكن أعلم أني مشهور لهذه الدرجة .. لكن هل ذكر حماري معي ؟! ونهق الحمار مستفسرا بدوره ..
الطارق فقلت وأنا أنظر للحمار : طبعا طبعا .. ولا يذكر جحا إلا ويذكر حماره .
لم يبقي شيء إلا أن اذكر أن الكتاب الموجود والمعروف ( بنوادر جحا ) والذي طبع بمصر وبيروت ليس هو الكتاب الذي ذكره ابن النديم أنما هو كتاب مترجم عن التركية عن جحا الترك المعروف بخوجة نصر وأن دخلت فيه حكايات من نوادر جحا العربي ( 3 ) .
وما أن أنهيت هذا حتى تبينت على جحا الانزعاج فقلت .. أرجو أن لا أكون قد أزعجتك بحواري هذا فقال وهو يتصنع الابتسام : أبداً أبدا ...
فجأة نهق الحمار بأعلى صوت مؤيد شكوكي ومعلنا عن انزعاجه هو وصاحبه من هذا الحوار..
فقلت : أرى الحمار منزعج .. ويبدو أن الحمار سر صاحبه ودليل على انزعاج صاحبه
فقال : وهل تصدق الحمار وتكذبني !!
فضحكت وقلت : حسنا حسنا .. و شكر لك وللحمار .....
======
معاني الكلمات :
( أ ) : أي طلعتك لسان العرب : برنامج المحدث / مادة جحا .
( ب ) : والله لا أدرني ما معنى مشخلة فقد بحثت في القواميس ولم أجدها .. فإن كانت كلمة طيبة فكان بها وأن كانت كلمة خارجة فيا ويلي ويلاه من المراقبين .. وأن كان معنى البيت قريب لما ذكره ابن أبي ربيعة ....
المراجع :
( 1 ) نوادر جحا الكبرى .. ص9
( 2 ) قول على قول : ج1 / ص166 ..
( 3 ) الأعلام : ج2 / ص112
( 4 ) نوادر جحا الكبرى : ص 15
( 5 ) نوادر جحا الكبرى : ص25
( 6 ) مقدمة ابن صلاح في علم الحديث : برنامج المحدث
( 7 ) مسند الإمام أحمد : ( برنامج المحدث ) .
( 8 ) البداية والنهاية : ج 9 / ص92
( 9 ) الأعلام : ج 2 /ص 113
( 10 ) مجمع الأمثال : برنامج المحدث
( 11 ) الأعلام : ج5 / ص109 ، 110
( 12 ) مروج الذهب : ج3 / ص 319
( 13 ) رسائل الجاحظ : ج2 / ص 239،240
( 14 ) قول على قول : : ج 1 / ص 167
الذي لم يقبل بإجراء هذا الحوار إلا بعد أن طلب مشاركة حماره في هذا الحوار
وقد أزعجنا بنهيقه وصياحه :
الطارق : أهلا ومرحبا بظريف العرب الشهير جحا ...
جحا : أهلا وسهلا بك .. وحيا الله جحوتك ( أ )
الطارق : بداية الأمر أحببت أن تعرفنا بأسمك ؟!
جحا : والله لا أدري من أنا ،، وما أسمي ،، كيف يسأل عن اسمه من حدثت له هذه القصة : ( اجتمعت يوما بشخص لم تسبق لي معرفته ، فأخذ ت أحادثه كأنه صديقا لي منذ زمن ، ولما هم الرجل بالانصراف سألته : عفوا يا سيدي إني لم اعرف حضرتك فمن أنت ؟ قال الرجل : وكيف تحدثني بدون تكلف كأن بيننا معرة سابقة ؟
فقلت : اعذرني فقد رأيت عمامتك كعمامتي وقفطانك كقفطاني فخيل لي أنك أنا ) ( 1 )
فبلله هل يسأل مثلي حدثت له هذه القصة عن أسمه ،،
الطارق ( وقد غلبني الضحك ) : ههههه ... حسنا .. حسنا .. معذور والله .. وقد ورويت لك مثل هذه القصة مع أبو مسلم الخرساني صاحب الدولة العباسية ؟!
جحا : نعم ... فعندما ورد أبو مسلم صاحب الدولة الكوفة قال لمن حوله :
أيكم يعرف جحا فيدعوه إلي ؟ فقال يقطين : أنا أدعوه ... فدعاني .. فلما دخلت عليه ، لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين .. فقلت يا يقطين ، أيكما أبو مسلم .. ( 2 )
الطارق : هاهاهاهاها ... والله لقد سمعت بهذه القصة من قبل لأحد الحمقى مع أحد العلماء وزوجه ...
حسنا ... لقد قيل أنك أبو الغصن دجين بن ثابت الكوفي الفزاري ، وكانت أمك خادمة لأم أنس بن مالك وكنت موجود بالكوفة في إبان ثورة أبي مسلم الخراني ( 3 )
جحا : والله لا أدري أن كنت هو أم لا ... لكني كآني قد سمعت به من قبل .. ثم نظر لحماره وقال : لعل حماري يعرف أن كان هذا هو أنا أم لا ... آيه يا أبو صابر هل تعرف أبو الغصن دجين بن ثابت ... فنهق الحمار نهقة طويلة .. فلتفت إلى جحا وقال : يقول الحمار لم يحصل له الشرف !!
الطارق : هاهاهاهاي .. روويت لك قصة مع حمارك .. قيل ( انه جاء رجل يطلب حمارك فقلت له أني ذاهب للحمار استشيره فعساه يقبل . ثم دخلت الاصطبل وعدت فقلت لجارك : استشرت الحمار فلم يرض لأنه يزعم أنك سوف تضربه ضربا مبرحا وتشتمه هو وصاحبه ) ( 4 )
جحا : حدث ذلك فقد كان والله الحمار عزيز علي حتى حزنت عليه عند موته اكثر من حزني على موت امرأتي ( 5 )
الطارق : نعود إلى الجد ... ذكرنا أن اسمك دجين بن ثابت أبو الغصن الكوفي الفزاري المعروف بجحا .. وقيل أن هناك شخص أخر يحمل مثل هذا الاسم وهو محدث من أهل البصرة و اسمه دجين بن ثابت اليربوعي وكنيته أبو الغصن وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) ونفى أن يكون هذا الشخص أنت ( 3 )
كما ذكر ابن صلاح في مقدمته في علم الحديث أن الأصح أنك ليس المحدث الذي روي عنه ( 6 ) ...
جحا : نعم وروي عنه هذا الحديث : (دثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو سعيد حدثنا دجين أبو الغصن بصرى قال:
-قدمت المدينة فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت: حدثني عن عمر فقال: لا أستطيع أخاف أن أزيد أو أنقص كنا إذا قلنا لعمر رضي الله عنه حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي فهو في النار ) ( 7 )
لكني ليس بهو ...كما ذكر الجميع ..
الطارق : حسنا .. فإن لم تكن أنت هو .. فقد ذكرك عمر بن أبي ربيعة وقال :
دلهت عقلي ، وتلعبت بي *** حتى كأني من جنوني جحا ( 3 )
وهذا يثبت أنك كنت مشهور وقبل أن يتوفى عمر بن أبي ربيعة سنة 93 هـ على الأقل ( 8 )
جحا : لا يعنيني أن كنت في ذلك الزمن أم لا .. لكن أزعجني كيف يتهمنى ابن أبي ربيعة بالجنون فقد كنت والله فاضلا متماجنا .. وأنم الناس قد عملوا عني قصصا وروايات كما عملوا على لسان المجنون ( 9 )
الطارق : ورغم هذا فقد اشتهرت بالغفلة حتى قيل ( أحمق من جحا ) ورويت عن حمقك قصة وهي : ( أن عيسى بن موسى الهاشمي مَرَّ به وهو يَحْفر بظهر الكوفة مَوْضِعاً، فقال له: مالَكَ يا أبا الغُصْن؟ قال: إني قد دَفَنْتُ في هذه الصحراء دراهمَ ولستُ أهتدي إلى مكانها، فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها عَلاَمة، قال: قد فعلتُ، قال: ماذا؟ قال: سَحَابة في السماء كانت تُظِلها، ولستُ أرى العلامة ) ( 10 )
جحا : أنم هذا تماجنا وظرفا ليس إلا ..
الطارق : حسنا .. وقد كان هذا موسى بن عيسى واليا على الكوفة من قبل السفاح في سنة 132 هـ وقد توفي سنة 167 هـ ( 11 )
يدل هذا على أنك في الكوفة في ذلك الوقت ..
وقد ذكر أنك توفيت في خلافة المهدي العباسي الذي ولى الخلافة في ذو الحجة من سنة 158 هـ إلى المحرم من سنة 169 هـ ( 12 )
جحا : نعم ..
الطارق : ولو ثبت ما قاله فيك ابن أبي ربيعة وقد ولد ابن ربيعة سنة 23 من الهجرة وقطعا لم يقل الشعر إلى بعد العشرين من عمره أي بعد سنة 43 هجري وقد علمنا آن وفاتك في خلافة المهدي أي قبل سنة 167 هجري فيدل هذا على أنك قد كنت معروف بين هذه الفترتين تقصر أو تطول ...
جحا : أحسنت أحسنت ... ولو أني لم أفهم شيء ... أليس كذلك يا أبو صابر .. ونهق الحمار مؤيدا صاحبه ..
الطارق : وقد اشتهر ذكرك بعد ذلك حتى قال أبو العتاهية :
دلهني حبها وصيرني *** مثل جححا شهرة ومشخلة ( 3 ) ، ( ب )
وكان أول من ذكرك من الكتاب هو الجاحظ في رسالة عن علي والحكمين وكتاب البغال للجاحظ أيضا ( 3 ) وقد قص لك قصة ماجنة مع حمصي لا يسمح المراقبين بذكرها ( 13 )
جحا : هاهاهاها ... أعرفها وأذكرها جيداً ، وسأذكرها لك ..
الطارق : لا لا لا .. أرجوك وإلا قذف بي خارج السوالف ..
وقد أظهر جحا امتعاضه من هذا ونهق حماره محتجا ...
فما كان مني إلا أن قلت : وقد اشتهر ذكرك في العالمين وأصبحت أحد المشاهير وآلف كتابا لنوادرك يسمى ( نوادر جحا ) ذكره في الفهرست ( ابن النديم ) ( 3 ) ... عرفت شخصيتك عند الأتراك وظهر في عصر تيمورلنك شخصا آخر اسمه الخوجة نصر الدين اشتهر بين الأتراك بجحا و قد نحله الأتراك الكثير من قصصك وقد عرفت بعض الشعوب الأخرى جحا ولكن بأسماء متشابهة فهو في أسيا الوسطى ( هودجا ) وفي مالطا ( جيهان ) وفي بلادالسكسون
( جوكا ) ( 9 ) .
بل وقد ألفت كتب عن حكاياتك حتى في بلاد الأنجليز والفرنسيس ( 14 )
جحا : رائع .. رائع .. لم أكن أعلم أني مشهور لهذه الدرجة .. لكن هل ذكر حماري معي ؟! ونهق الحمار مستفسرا بدوره ..
الطارق فقلت وأنا أنظر للحمار : طبعا طبعا .. ولا يذكر جحا إلا ويذكر حماره .
لم يبقي شيء إلا أن اذكر أن الكتاب الموجود والمعروف ( بنوادر جحا ) والذي طبع بمصر وبيروت ليس هو الكتاب الذي ذكره ابن النديم أنما هو كتاب مترجم عن التركية عن جحا الترك المعروف بخوجة نصر وأن دخلت فيه حكايات من نوادر جحا العربي ( 3 ) .
وما أن أنهيت هذا حتى تبينت على جحا الانزعاج فقلت .. أرجو أن لا أكون قد أزعجتك بحواري هذا فقال وهو يتصنع الابتسام : أبداً أبدا ...
فجأة نهق الحمار بأعلى صوت مؤيد شكوكي ومعلنا عن انزعاجه هو وصاحبه من هذا الحوار..
فقلت : أرى الحمار منزعج .. ويبدو أن الحمار سر صاحبه ودليل على انزعاج صاحبه
فقال : وهل تصدق الحمار وتكذبني !!
فضحكت وقلت : حسنا حسنا .. و شكر لك وللحمار .....
======
معاني الكلمات :
( أ ) : أي طلعتك لسان العرب : برنامج المحدث / مادة جحا .
( ب ) : والله لا أدرني ما معنى مشخلة فقد بحثت في القواميس ولم أجدها .. فإن كانت كلمة طيبة فكان بها وأن كانت كلمة خارجة فيا ويلي ويلاه من المراقبين .. وأن كان معنى البيت قريب لما ذكره ابن أبي ربيعة ....
المراجع :
( 1 ) نوادر جحا الكبرى .. ص9
( 2 ) قول على قول : ج1 / ص166 ..
( 3 ) الأعلام : ج2 / ص112
( 4 ) نوادر جحا الكبرى : ص 15
( 5 ) نوادر جحا الكبرى : ص25
( 6 ) مقدمة ابن صلاح في علم الحديث : برنامج المحدث
( 7 ) مسند الإمام أحمد : ( برنامج المحدث ) .
( 8 ) البداية والنهاية : ج 9 / ص92
( 9 ) الأعلام : ج 2 /ص 113
( 10 ) مجمع الأمثال : برنامج المحدث
( 11 ) الأعلام : ج5 / ص109 ، 110
( 12 ) مروج الذهب : ج3 / ص 319
( 13 ) رسائل الجاحظ : ج2 / ص 239،240
( 14 ) قول على قول : : ج 1 / ص 167