PDA

View Full Version : مجنون ليلى


زين العابدين
17-05-2001, 06:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما كانت الشمس تغرب, حينما تلون الأفق بلون أحمر كالدم, جلس خالد بمحاذات الشاطئ وأخذ يتنسم هواء البحر العليل في حين أخذت الريح تلاعب خصلات شعره الأسود وأخذت أمواج البحر تداعب رمال الشاطئ وصخوره. كان يهمس بصوت متقطع أحبها … أحبها. :ان خالد يعشق ليلى بجنون و يحبها من صميم قلبه فحين يجتمع بها كان يحس أن روحه قد امتزجت بروحها العذبة فصارت روحاً واحدة كان يعلم أن قلبه الغض الطري النقي يهيم في هواها.
في أول لقاء جمعهما استكان قلبه لها إلا أنها كانت تثور دائماً ثم لا تلبث أن تهدأ لأن نظرة منها في عينيه تكفي بأن تعلم أنه يحبها ويعشقها. كانت مخيلته تسترجع أجمل اللحظات التي قضاها معها في أنس ومحبة ووفاق كم داعبها وداعبته وقبلها وقبلته كانا دائما ما يمرحان معاً في المروج الخضراء كان عقله مليء بالذكريات الجميلة.
أخذ خالد يرسم على رمال الشاطئ قلباً وسهماً يخترق هذا القلب لقد خط بأنامله اسمه واسمها عند طرفي القلب. أخذ يبكي كالأطفال ثم اخذ ينتحب كالثكلى إنه يعلم الآن كم أسره حواها وأنه يحبها حتى النخاع. أخذ الفراق يعتصر قلبه فقد علم أهله بالعلاقة العاطفية التي نشبت بينهما فباعدوا بينهما غير عابين بأحاسيسهما.
وأثناء انقماسه في بحر الذكريات إذ به يسمع صوتها يناديه من خلفه فالتفت وراءه وإذ بها ليلى ذلك الفرس العربي الأصيل وقف واجماً للحظات كعمود خشبي ثم لم يلبث أن حث الخطى نحوها واحتضنها وأخذ يربت على كتفها والدموع تنساب على خديه وارتسمت علامات الفرح على وجهه. كم كان سعيدا بعودتها فقد قرر والديه بأن يعيدوا ليليى إلى المزرعة لكن بشرط أن لا يؤثر وجودها على تحصياه الدراسي ووعدهما هو بذلك فهو لا يستطيع أن يعيش بدون حبه الأوحد ليلى.

أرجو أن تنال هذه القصة القصيرة إعجابكم.