عربية
18-05-2001, 04:48 PM
مبروك للعرب والمسلمين ، فقد أعلنت شركة ديزني لاند الأميركية عن فرحتها وعن شكرها وامتنانها العميقين للفتوى العظيمة التي أصدرها مفت مسلم بتحريم البوكيمون؟!! ·· الشركة الأميركية لم تنس أن تشكر في بيانها الأمة الإسلامية وقالت ان هذه الفتوى هي أعظم خدمة قدمها المسلمون للشركة بعد أن تراجعت مبيعاتها في الشرق الأوسط والدول الإسلامية وبلغت خسائرها حوالي 720 مليون دولار خلال السنتين الماضيتين؟!! ·· ولم تنس الشركة أن تشير من باب الشماتة إلى أن مجمل خسائرها ذهبت إلى شركة بوكيمون التي هي ليست أميركية بالطبع·
ولمن لا يعرف خلفية هذا الموضوع ، إليكم الحكاية من البداية ·· فقبل حوالي عامين شنّت دولة الإمارات من منطلق الإيمان بالعروبة والقومية ، حملة قوية قادها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة ضد جناح شركة ديزني لاند في معرض الألفية الثالثة الذي أقيم في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية· وللذين يعانون من ضعف في الذاكرة مثل غالبية أبناء هذه الأمة المنكوبة ، فإن جناح ديزني كان يحتوي على ركن لمجسم مدينة القدس المحتلة عليه أعلام إسرائيل ونجمة داوود وشعارات وكتيبات عن المدينة المقدسة تزعم أنها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني!
وعلى الرغم من أن معظم الحكومات العربية بجامعتها الكسيحة والدول الإسلامية تعاملت مع حملة الإمارات انطلاقا من مبدأ الخوف سيد الأخلاق، فقد نجحت الحملة في أن تستقطب الاهتمام وتلفت الأنظار على المستوى الشعبي على الأقل·· فكانت النتيجة أن قاطعت الكثير من الجهات منتجات ديزني ليس اتباعا لتعليمات من مفت لا يرى أكثر من حدود عمامته ولا يعرف ما الذي يجرى من حوله في هذا العالم ، بل لأن حركة شعبية قوية قامت لدعم الحملة ضد ديزني·
ولست في موضع الدفاع عن بوكيمون ومنتجاتها ، فبالنسبة لي شخصيا سألت السفارتين اليابانية والكورية وتأكدت أن أسماء اللعبة لا تعني ما ذكر عنها ، ولكنني استغرب جدا مدى فعالية وسرعة اتخاذ موقف صارم ومتشدد مع الشركة المصنعة لها ( هل لأنها ليست أميركية؟!) في الوقت الذي لم نسمع فيه صوت مفت واحد يحرم التعامل مع ديزني الأميركية التي زرعت في قلوب الملايين من أطفال العالم أن القدس هي العاصمة الأبدية للعدو الصهيوني ؟؟!!·· لم نسمع عن أية دعوة عربية أو إسلامية لسحب منتجات الشركة من الأسواق أو الطلب من أطفال المدارس بحرقها كما حدث مع بوكيمون··
ومرة أخرى لست في موضع الدفاع عن بوكيمون، ولكنني أتساءل : ترى هل دخلت الواسطات والمحسوبيات والمجاملات حتى في إصدار الفتاوى؟·· أم أن الشركات الأميركية والإسرائيلية محصنة ضد الفتاوى الإسلامية·· أم أن إصدار فتوى بارتداد مطرب أو كاتب قصة أو رواية أخف ضررا بكثير من إصدار فتوى بتحريم التعامل مع ديزني أو حتى بقتل المجرم شارون وهو أضعف الإيمان؟!!·· أجيبوني أيها القابعون في جحوركم والمستعدون لإصدار فتاوى بقتل كل ما ليس له صلة بأميركا وإسرائيل··
بقلم عبد الله رشيد
جريدة الاتحاد
ولمن لا يعرف خلفية هذا الموضوع ، إليكم الحكاية من البداية ·· فقبل حوالي عامين شنّت دولة الإمارات من منطلق الإيمان بالعروبة والقومية ، حملة قوية قادها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة ضد جناح شركة ديزني لاند في معرض الألفية الثالثة الذي أقيم في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية· وللذين يعانون من ضعف في الذاكرة مثل غالبية أبناء هذه الأمة المنكوبة ، فإن جناح ديزني كان يحتوي على ركن لمجسم مدينة القدس المحتلة عليه أعلام إسرائيل ونجمة داوود وشعارات وكتيبات عن المدينة المقدسة تزعم أنها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني!
وعلى الرغم من أن معظم الحكومات العربية بجامعتها الكسيحة والدول الإسلامية تعاملت مع حملة الإمارات انطلاقا من مبدأ الخوف سيد الأخلاق، فقد نجحت الحملة في أن تستقطب الاهتمام وتلفت الأنظار على المستوى الشعبي على الأقل·· فكانت النتيجة أن قاطعت الكثير من الجهات منتجات ديزني ليس اتباعا لتعليمات من مفت لا يرى أكثر من حدود عمامته ولا يعرف ما الذي يجرى من حوله في هذا العالم ، بل لأن حركة شعبية قوية قامت لدعم الحملة ضد ديزني·
ولست في موضع الدفاع عن بوكيمون ومنتجاتها ، فبالنسبة لي شخصيا سألت السفارتين اليابانية والكورية وتأكدت أن أسماء اللعبة لا تعني ما ذكر عنها ، ولكنني استغرب جدا مدى فعالية وسرعة اتخاذ موقف صارم ومتشدد مع الشركة المصنعة لها ( هل لأنها ليست أميركية؟!) في الوقت الذي لم نسمع فيه صوت مفت واحد يحرم التعامل مع ديزني الأميركية التي زرعت في قلوب الملايين من أطفال العالم أن القدس هي العاصمة الأبدية للعدو الصهيوني ؟؟!!·· لم نسمع عن أية دعوة عربية أو إسلامية لسحب منتجات الشركة من الأسواق أو الطلب من أطفال المدارس بحرقها كما حدث مع بوكيمون··
ومرة أخرى لست في موضع الدفاع عن بوكيمون، ولكنني أتساءل : ترى هل دخلت الواسطات والمحسوبيات والمجاملات حتى في إصدار الفتاوى؟·· أم أن الشركات الأميركية والإسرائيلية محصنة ضد الفتاوى الإسلامية·· أم أن إصدار فتوى بارتداد مطرب أو كاتب قصة أو رواية أخف ضررا بكثير من إصدار فتوى بتحريم التعامل مع ديزني أو حتى بقتل المجرم شارون وهو أضعف الإيمان؟!!·· أجيبوني أيها القابعون في جحوركم والمستعدون لإصدار فتاوى بقتل كل ما ليس له صلة بأميركا وإسرائيل··
بقلم عبد الله رشيد
جريدة الاتحاد