PDA

View Full Version : 4- حوار مع ابن خلدون


الطارق
25-05-2001, 04:39 AM
الجزء الثالث على هذا الرابط :

http://www.swalif.net/sforum/showthread.php?threadid=93278


=====

الطارق : ذكرنا في الجزء الثالث من حوارنا أنك غادرت تونس إلى مصر لقضاء فريضة الحج ؟! فهل سمح السلطان أبو العباس بذلك ؟!

ابن خلدون : نعم .. فقد توسلت للسلطان أن يسمح لي بذلك فأذن لي ..
ووصلت إلى الإسكندرية سنة 784 هـ في عيد الفطر وأقمت بها شهرا وانتقلت على القاهرة .. وكانت منارة العلم في ذلك الوقت وحاضرت الدنيا .. وأخذت أدرس في الأزهر الفقه المالكي وقد أعجب بي الكثير

وأكرم وفادتي سلطان مصر السلطان الظاهر برقوق ودرست في أحد المدارس وفي سنة 786 هـ عينت قاضي قضاة المالكية ( 22 )

الطارق : وكان يسود القضاء في ذلك الوقت الفساد ؟!

ابن خلدون : نعم .. وحرصت على العدالة والمساوة بين جميع الناس أمام القانون ولم أحابي أحد وكنت صارما في ذلك فكثرت في السعاية والوشايات عند السلطان ورغم هذا فقد صمدت لذلك حتى أصابتني نكبة كبيرة في أهلي فقد هلكت زوجتي وأولادي ومالي وذلك بعد أن كنت انتظرهم بعد أن سمح لهم سلطان تونس بالالتحاق بي فغرقت سفينتهم على ساحل الإسكندرية ومات جميع أهلي واشتد هذا الحادث علي حتى أعفيت من القضاء وكان ذلك سنة 787 هـ ( 23 )

الطارق : ورجعت إلى التدريس ؟!

ابن خلدون : نعم وقد عينت أستاذ للفقه المالكي في المدرسة الظاهرية البرقوقية في سنة افتتاحها سنة 788هـ ثم أعفيت منها بسبب الوشاة ، وأديت فريضة الحج سنة 789 هـ ( 24 )

الطارق : وفي سنة 791هـ عينك السلطان برقوق في منصب كرسي الحديث بمدرسة ( صرغتمش ) واضيفت لك وظيفة أخرى وهي شيخ لخانقاه بيبرس غير أنك فقدت وظائفك بسبب الثورة على السلطان برقوق سنة 791 هـ ؟!

ابن خلدون : نعم .. وانتهت هذه الثورة بخلع برقوق وفقدت مناصبي وأرزاقي ولما عاد برقوق إلى الحكم أعاد إلي مناصبي وما أجرا لي من نعمة ( 25 )

الطارق : و قد عزلت عن وظيفة شيخ خانقاه بسبب سعاية خصومك وأثارتهم السلطان برقوق عليك ؟!

ابن خلدون : نعم ،، فقد أرغمت على التوقيع من قبل بلبغا الناصري وأتباعه على التوقيع على فتوى إقصاء السلطان برقوق وأحضرت نسخة للسلطان برقوق بعد عودته للسلطنة وأقصيت من هذه الوظيفة ( 26 )

لكن عينت في سنة 801 هـ قاضي قضاة المالكية وتوفي في هذه السنة السلطان برقوق وخلفه أبنه الناصر فرج فأبقيت على منصبي هذا ..
حتى عزلت عنه سنة 803 هـ ( 27 )

الطارق : وفي سنة 803هـ التقيت بتيمورلنك الذي انقض على الشام ، أحببنا أن تبين كيف حدث هذا ؟!

ابن خلدون : نعم .. استولى تيمورلنك على حلب ووصلت الأنباء أنه قادم إلى دمشق وكانت دمشق تابعة لسلطان المماليك فأسرع السلطان الناصر فرج لصد التتر وأخذ جملة من العلماء ومن بينهم أنا واشتبك الجيشان وثبت المصريون لولا خلاف حدث في معسكر الناصر فرج فغادر بعض الأمراء خفية لمصر ليدبروا مؤامرة لخلعه فترك السلطان دمشق لمصيرها وعاد إلى دمشق وكنت حين ذلك بدمشق فخفت على نفسي فتدليت من السور إلى عسكر التتر ( المغول )

الطارق : والتقيت بتيمورلنك ؟!

ابن خلدون : نعم .. وحدثته عن حياتي وعن بلاد المغرب ومصر ، قد طلب مني تيمورلنك أن أكتب هذا فكتبته له في عدة كراريس

الطارق : وأخذت تتقرب منه وتكيل له المديح ويبدوا أنك عدة لمغامراتك الطموحة ورغباتك السياسية القديمة ؟!

ابن خلدون : حسناً ،، لا أخفي آني كنت أطمح أن أكون أحد مقربيه ،، لكن
أخفقت في ذلك والله وخسرت على هذا بغلة كانت لي أهديتها له ولم انتفع منه بشيء .. فما كان مني إلا وقد استأذنت منه وعدت إلى مصر ( 28 )

الطارق : لم يبقى شيء إلا أنك وليت على القضاة ثلاثة مرات وبعد عودتك إلا مصر وكان ذلك من سنة 804 ـ إلى سنة 806 هـ ونحو شهرين من سنة 807 هـ وأخرها سنة 808 هـ في شعبان وتوفيت في تلك السنة في السادس والعشرين من رمضان سنة 808 هـ ( 29 )

ابن خلدون : صدقت ..

-----

المصادر :

( 22 ) عبقريات ابن خلدون : ص 81 – 86
( 23 ) عبقريات ابن خلدون : ص 88 ، 89
( 24 ) عبقريات ابن خلدون : ص 93 ، 94
( 25 ) عبقريات ابن خلدون : ص 94 - 96
( 26 ) عبقريات ابن خلدون : ص96
( 27 ) عبقريات ابن خلدون : ص 98 ، 99
( 28 ) عبقريات ابن خلدون : ص 99 – 104
( 29 ) عبقريات ابن خلدون : ص106

توتة
25-05-2001, 04:17 PM
فما أجمل أن نتعرف على حياة عالمنا ابن خلدون بهذا الاسلوب
الشيق ... المقابلة ...

مسكين هو ابن خلدون ...
احاطت به سلسلة من النكبات المتكررة في حياته ...
و لكنني استغرب محاولته التقريب من تيمور لنك ؟

يعطيك العافية أخي الطارق ...
و في انتظار المقابلة التالية ... :)



تحياتي ,,,
توتة

الطارق
25-05-2001, 05:22 PM
أشكرك أختي الكريمة على هذه

المتابعة الرائعة منك ،،

.
.
.
.
رغم ما حدث لابن خلدون من نكبات فقد سجل أسمة مع

عظماء العلماء ومفكريه ،،

وأتفق معك في استغرابك من تقرب

ابن خلدون من تيمور لنك وهو الحاكم

الذي اشتهر بمجازره حتى قيل أنه بنا

مئذنة من جماجم قتلاه ،،

.
.

وسأواصل حديثي عن ابن خلدون فلم يبقى

إلا جزئين سأتحدث فيها عن كتبه ،، :):)

لكن لن أكتب بعدها عن أي شخصية في اجزاء بعد اليوم :):):)

.
.
.

وأخير أشكرك مرة آخرى ،،

وجزاك الله عني خير الجزاء ،،


تحياتي وتقديري لك أختي الغالية :)