تسجيل الدخول

View Full Version : صـيـد الخـاطـــــ ( 3 ) ــــــــر - الحكمة الخفية


Huda76
30-05-2001, 12:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* من كتاب " صيد الخاطر " للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.

(( الحكمة الخفية ))

نزلت في شدة وأكثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة, وتأخرت الإجابة, فانزعجت النفس وقلقت. فصحت بها: ويلك, تأملي أمرك, أمملوكة أنت أم حرة مالكة؟ أمدبرة أنت أم مدبرة؟

أما علمت أن الدنيا دار ابتلاء واختبار, فإذا طلبت أغراضك, ولم تصبري على ما ينافي مرادك فأين الابتلاء؟ وهل الابتلاء إلا الإعراض وعكس المقاصد. فافهمي معنى التكليف وقد هان عليك ما عز, وسهل ما استصعب. فلما تدبرت ما قلته سكنت بعض السكون.

فقلت لها: وعندي جواب ثان, وهو أنك تقتضين الحق بأغراضك ولا تقتضين نفسك بالواجب له, وهذا عين الجهل. وإنما كان ينبغي أن يكون الامر بالعكس, لأنك مملوكة, والمملوك العاقل يطالب نفسه بأداء حق المالك, ويعلم أنه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى. فسكنت أكثر من ذلك السكون.

فقلت لها: وعندي جواب ثالث, وهو أنك قد استبطأت الإجابة, وأنت سددت طرقها بالمعاصي, فلو قد فتحت الطريق أسرعت. كأنك ما علمت أن سبب الراحة التقوى.

أوما سمعت قوله تعالى: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " ( الطلاق: 2 ) وقوله : " يجعل له من أمره يسرا " ( الطلاق: 4 ).أوما فهمت أن العكس بالعكس؟.

آه من سكر غفلة صار أقوى من كل سكر في وجه مياه المراد يمنعها من الوصول إلى زرع الأماني. فعرفت النفس أن هذا حق فاطمأنت. فقلت: وعندي جواب رابع, وهو أنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته, وربما كان فيه ضررك. فمثلك كمثل طفل محموم يطلب الحلوى, والمدبر لك أعلم بالمصالح. كيف وقد قال الله : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ( البقرة: 216 ). فلما بان الصواب للنفس في هذه الأجوبة, زادت طمأنينتها.

فقلت لها: وعندي جواب خامس, وهو أن هذا المطلوب ينقص من أجرك, ويحط من مرتبتك, فمنع الحق لك ما هذا سبيله عطاء منه لك. ولو أنك طلبت ما يصلح آخرتك كان أولى لك. فأولى لك أن تفهمي ما قد شرحت, فقالت: لقد سرحت في رياض ما شرحت, فهمت إذ فهمت.

Huda76
30-05-2001, 12:54 AM
قال الله تعالى: " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " ( غافر: 60 ), وقال تعالى: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " ( البقرة: 186 ), وقال تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " ( النمل: 62 ).

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يستجاب لأحدكم مالم يعجل, يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي ".

وفي رواية لمسلم: " لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل " قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت, فلم أر يستجب لي, فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ".

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم ".

شبوحة
30-05-2001, 01:28 AM
فعلا من يتق الله يجعل لة مخرجا

الحمدلله انا شخصيا مريت بموقف ابتلاءعندما اختبرنى عز وجل فى محنة فقد شخص اعز من الروح بعد صراع مرير مع مرض عضال

وبعد ان استخارة الله فوضت امرى الى الله والحمدلله على كل حال

جزاك ربى كل الجزاء وجعل كل كلمة تكتبينها فى ميزان حسناتك

تحياتى للمتألقة دوما....................هدى

Huda76
30-05-2001, 02:00 AM
هلا بك والله عزيزتي ..

تسلمين على هذا التعقيب الطيب ..

أسأل الله عز وجل ألا يريك مكروه ..

إن الانسان المسلم تعرض عليه المحن والنوائب التي تكون ابتلاء من الله عز وجل .. ولابد من الايمان بالله وقضائه وقدره والصبر على البلاء والتضرع الى الله بالدعاء ..

والنقطة التي أثيرت في الموضوع نقطة مهمة جدا الأ وهي علىالمسلم ألا يتعجل اجابة الدعاء .. حيث أن الله عز وجل هو الخالق والمالك والمدبر لشئون خلقه والعالم بمصالحهم .. حيث أنه قد تتأخر اجابة الدعاء لحكمة عنده سبحانه وتعالى ..

تحياتي لك

مدردش متقاعد
30-05-2001, 03:11 AM
جزاك الله خيرا على نقلقك لهذه السطور الرائعة في وقت أنا في أمس الحاجة لقراءة ما يشحن عزائمي و يعلي من همتي الخائرة..

أسأل الله لك النجاح و التوفيق في دنياك و آخرتك. و أن تكوني مباركة حيثما كنتي..

تحياتي لك

أسير الليل
30-05-2001, 03:26 AM
اختي الخلوقه هدى..الله يسعد اوقاتك..ويزيدك من علمه..

فعلا هدى..الانسان لا يدرك معنى الابتلاء..

فالانسان المؤمن هو الذي يبتلى..ويتجلى ايمانه في صبره..

ولا يأتي عسرا الا وراه يسر..

جزاك الله كل خير على هذه السطور القيمة..

تحياتي

Huda76
30-05-2001, 01:27 PM
هلا بك والله أخووووووووي ..

أشكرك على مشاركتك الطيبة ..

وتمنياتي الصادقة لك بالتوفيق ..

تحياتي لك

Huda76
30-05-2001, 01:30 PM
هلا بك والله أخوي ..

أشكرك على تعقيبك الأكثر من رائع ..

"فالانسان المؤمن هو الذي يبتلى .. ويتجلى ايمانه في صبره" .. نعم .. صدقت أخي الكريم ..

عسى الله يوفقك ويحفظك ..

أسأل الله عز وجل صلاح القلب والدين ..

تحياتي لك

يعسوب
30-05-2001, 03:13 PM
الله يعطيك الف عافيه على هالجهد ..

وواصلي اختي فكلنا اعين متابعه :)


تحياتي اليعسوبيه لك ....

غريب نجد
30-05-2001, 03:28 PM
1^

اسعد الله اوقاتك وامتعك الله بالعافية والصحه الدائمه وراحة البال والطمئنينه والايمان العامر .. والبسك ملبوس العلم الذي لا يزول ..

كلمات الشكر لا تجزيك حقك في مثل هذا النقل وجمال الانتقاء فيما تنقلينه لنا فجزاك الله خيرا عنا تفعلين ..

غاليتنا اسال الله ان يعينك وان يقوي عزيمتك وان ينفع بك نفسك اهلك وكل من هم حولك:):):)

تقبلي خالص احترامي وتقديري

Huda76
30-05-2001, 04:16 PM
هلا بك والله أخوي :)

الله يعافيك ويسلمك من كل شر ..

وتسلم على المتابعة التي أسعد بها كثيرا جدا :)


تحياتي لك

Huda76
30-05-2001, 04:41 PM
هلا بك والله أخي العزيز :)

والله ان وجودك وردك دائما يكون له صدى رائع لدي .. تسلم والله على كلماتك الطيبة .. جزاك الله كل الخير أخوي ..

أشكرك على تشجيعك لي :)

وعسى الله يحفظك أخوي ..

تحياتي لك