صـيـد الخـاطـــــ ( 4 ) ــــــــر - الاغترار بالسلامة

[Huda76]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* من كتاب " صيد الخاطر " للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.

(( الاغترار بالسلامة ))

أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة, وتأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى, ولا للاغترار حد. فكلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار وطال الأمل. وأي موعظة أبلغ من أن ترى ديار الأقران وأحوال الإخوان وقبور المحبوبين, فتعلم أنك بعد أيام مثلهم, ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك, هذا - والله - شأن الحمقى!. حاشا من له عقل أن يسلك هذا المسلك. بلى والله إن العاقل ليبادر السلامة, فيدخر من زمنها للزمن, ويتزود عند القدرة على الزاد لوقت العسرة. خصوصا من قد علم أن مراتب الآخرة إنما تعلو بمقدار علو العمل لها, وأن التدارك بعد الفوت لا يمكن. وقدر أن العاصي عفى عنه, أينال مراتب العمال؟.

ومن أجال على خاطره ذكر الجنة التي لا موت فيها ولا مرض ولا نوم ولا غم, بل لذاتها متصلة من غير انقطاع, وزيادتها على قدر زيادة الجد هاهنا انتهب هذا الزمان فلم ينم إلا ضرورة, ولم يغفل عن عمارة لحظة. ومن رأى أن ذنبا قد مضت لذاته وبقيت آفاته دائمة كفاه ذلك زاجرا عن مثله, خصوصا الذنوب التي تتصل آثارها مثل أن يزنى بذات زوج, فتحمل منه وتلحق بالزوج فيمنع الميراث أهله ويأخذه من ليس من أهله, وتتغير الأنساب والفرش, ويتصل ذلك أبدا, وكله شؤم لحظة. فنسأل الله عز وجل توفيقا يلهم الرشاد, ويمنع الفساد إنه قريب مجيب.

[Huda76]

قال الله تعالى: " فاستبقوا الخيرات " ( البقرة: 148)

وقال تعالى: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " ( الحديد: 16)

وقال تعالى: "يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار " ( غافر: 39)

عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي, فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء, وخذ من صحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك.

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة, وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة, وكل منهما بنون, فكونوا من أبناء الآخرة, ولا تكونوا من أبناء الدنيا, فإن اليوم عمل ولا حساب, وغدا حساب ولا عمل.

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك ".

[عبودي 1]

جزاك الله خير اختي وكثر من أمثالك :)

[Huda76]

هلا بك والله :)

تسلم على المشاركة ..

تحياتي لك

[بياع القلوب]

هلا هدى
يعطيك ألف عافيه
واختيار موفق ماشاء الله
فعلا غرور الانسان بالصحه شيء يؤدي به الى نسيان عظمة الخالق وقدرته ...
ولك تحياتي

[Huda76]

هلا بك والله ..

والله يعافيك ويسلمك من كل شر ..

أشكرك على تفضلك بالرد ..

أنشد بعض السلف :

إنا لنفرح بالأيام نقطعهـــــا **** وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا **** فإنما الربح والخسران في العمل

وأنشدوا:

اغتنم في الفراغ فضل ركـوع **** فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم **** ذهبت نفسه الصحيحة فلته

تحياتي لك

[Huda76]

نسير نسير إلى الآجال في كل لحظة **** وأيامنا تطوى وهن مراحل
ولم أر مثل المــــوت حقا كأنه **** إذا ما تخطه الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبــا **** فكيف به والشيب للرأس شامل
ترحل من الدنيا بزاد من التقــى **** فعمرك أيام وهن قلائل

[أسير الليل]

أختي الفاضله..هدى..

الله يصبحك بالخير..وينور قلبك بالايمان..

الله يجزاك كل خير على طرحك المتواصل..

نأمل أمالا ونرجوا نشادها....

وواعظ الموت كل يوم يندب....

نبني القصور الشامخات في الهوى..

وفي علمنا انا نموت وتخرب..


تحياتي واحترامي.

[غريب نجد]

1^

وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه واعانك الله على ايصال الخير لنفسك وللغير ..

حقيقة اختيار موفق ونقل صادق ومواضيع رائعه جزاك الله خيرا على هذا الصنيع ..

اللهم ارزقنا اغتنام شبابنا قبل هرمنا وصحتنا قبل سقمنا وغنانا قبل فقرنا وفراغنا قبل شغلنا وحياتنا قبل مماتنا اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا تجعل الشيطان لنا خليلا اللهم انا نعوذ بك من العجز والكسل وسوء الخاتمه ..

اسال الله ان يجعل هذا في موزان حسناتك ..

تحياتي إلك

[يعسوب]

اولا الله يعطيك العافية ..
الموضوع يتحدث كما ارى عن حالة الغفلة والتخبط الداخلي التي
يعيشها المؤمل في حياته ...
وانبثاق مثل هذه الصفة في داخله يكون ضبابا امام بصيرته ويمنعه من معرفة الاشياء على حقيقتها الفعليه ...
الغرور بالصحة والقوة والمال دليل فاضح على انهزام الانسان امام نفسه .. فد تتسائلين كيف ؟؟؟
السبب ان الانسان الذي يجعل من الاشياء المادية وسيلة قوته الوحيد هو انسان ناقص واهن الهمة قليل الحنكة هش البنيان..
فالمادو من طبعها الزوال والفناء فكل شئ فان الا وجهه سبحانه
واعتماد الانسان على شئ زائل كالسراب ينم عن حماقته !!
ولكن عليه بنناء روحه الداخليه عليه ان يسموا بها لان الروح باقية اما بالجسد او عند مليكها وعليها يحاسب !!
يبقى ان اردد انشودة حفظتها وانا صغير تقول :
يابن ادم يامسكين
حملك من حمل الطين
تدخل بيت ماله باب
تنسى الاهل والاحباب ...

وفقك الله بكل مايحب ويرضى
اخوك باذن الله يعسوب

[Huda76]

هلا بك والله أخوي ..

وعسى الله يسعدك ويوفقك ..

أشكرك على هذه المتابعة الطيبة التي أتشرف بها ..

جزاك الله خير على هذه الأبيات الرائعة التي تفيض بالحكمة ..

تحياتي لك دوما

[Huda76]

هلا بك والله اخوي :)

جزاك الله خير على هذه المتابعة الطيبة ..

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر **** ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة **** ولا سيما إن خاف صولة قاهر

تحياتي لك

[Huda76]

هلا بك والله أخوي :)

والله يعافيك ويسلمك من كل شر ..

تسلم وجزاك الله ألف خير على هذا التعقيب الرائع جدا ..

ما شاء الله .. انت كفيت ووفيت ..

قال بعض الحكماء:

وما هذه الأيام إلا مراحــــل **** يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء -لو تأملت- أنها **** منازل تطوى والمسافر قاعد

تحياتي لك دوما