زين العابدين
14-06-2001, 04:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تلك الليلة من ليالي الشتاء الباردة حيث بدأ المطر يتساقط بغزارة ولسان البرق يشق عنان السماء يتبعه دوي الرعد الذي يبعث الرعب في قلوب الناس وفي أثناء عودتي إلى منزلي القابع في نهاية الشارع إذ يستوقفني صوت بكاء وإذ بي ألمح شبح فتاة صغيرة حافية القدمين تفترش الشارع وقد أسندت ظهرها إلى جدار إحدى المباني ترتدي ثوباً ممزقا وتلف جسدها بقطعة من القماش بالية لعلها تقيها برد الشتاء القارص الذي يقطع أوصال الجسد.
اقتربت منها وكانت دموع المرارة والأسى تنسكب من مقلتيها قدمت لها منديلاً فأخذته مني وأشاحت بوجهها لتجفف دموعها التي بدت كحبات لؤلؤ عل خديها. سألتها عن حالها وسبب شقائها فأخبرتني بأنها كانت ككل الفتيات تعيش في وسط أسرة سعيدة في ذلك المنزل الآمن ترتمي في أحضان أمها لتنعم بدفئها وترتوي من فيض حنانها ووالدها الذي لا يفتر من تدليلها وتلبية كافة متطلباتها.
ولكن لحظات السعادة هذه لم يكتب لها الاستمرار ففي ذلك اليوم الذي سيحيل بلدتها إلى جحيم أخذت طائرات العدو تمخر عباب السماء وأخذ أزيزها يصم الآذان ودوت الانفجارات في كل مكان لتحيل كل شيء إلى رماد وبدأت رحلة الصيد فتساقط المئات بل الألوف من المدنيين العزل فأخذت الأرض ترتوي من دمائهم الطاهرة جرجرت الأم بالسلاسل كالعبيد وذبح والدها أمامها كما تذبح الشاة أخذت تركض بلا وعي ولا إدراك فانهمر الرصاص من حولها ليحصد جسدها النحيل فاستمرت تركض وتركض بأقصى ما تستطيع دون أن تحدد وجهتاً أو هدفا إلى هنا توقفت الذكريات ويالها من ذكريات أليمة مريرة تقطع نياط القلوب.
إن هذه القصة تجسد واقعاً مريراً عاشه العديد من الأطفال الأبرياء الذين وقعوا ضحايا للحروب.
في تلك الليلة من ليالي الشتاء الباردة حيث بدأ المطر يتساقط بغزارة ولسان البرق يشق عنان السماء يتبعه دوي الرعد الذي يبعث الرعب في قلوب الناس وفي أثناء عودتي إلى منزلي القابع في نهاية الشارع إذ يستوقفني صوت بكاء وإذ بي ألمح شبح فتاة صغيرة حافية القدمين تفترش الشارع وقد أسندت ظهرها إلى جدار إحدى المباني ترتدي ثوباً ممزقا وتلف جسدها بقطعة من القماش بالية لعلها تقيها برد الشتاء القارص الذي يقطع أوصال الجسد.
اقتربت منها وكانت دموع المرارة والأسى تنسكب من مقلتيها قدمت لها منديلاً فأخذته مني وأشاحت بوجهها لتجفف دموعها التي بدت كحبات لؤلؤ عل خديها. سألتها عن حالها وسبب شقائها فأخبرتني بأنها كانت ككل الفتيات تعيش في وسط أسرة سعيدة في ذلك المنزل الآمن ترتمي في أحضان أمها لتنعم بدفئها وترتوي من فيض حنانها ووالدها الذي لا يفتر من تدليلها وتلبية كافة متطلباتها.
ولكن لحظات السعادة هذه لم يكتب لها الاستمرار ففي ذلك اليوم الذي سيحيل بلدتها إلى جحيم أخذت طائرات العدو تمخر عباب السماء وأخذ أزيزها يصم الآذان ودوت الانفجارات في كل مكان لتحيل كل شيء إلى رماد وبدأت رحلة الصيد فتساقط المئات بل الألوف من المدنيين العزل فأخذت الأرض ترتوي من دمائهم الطاهرة جرجرت الأم بالسلاسل كالعبيد وذبح والدها أمامها كما تذبح الشاة أخذت تركض بلا وعي ولا إدراك فانهمر الرصاص من حولها ليحصد جسدها النحيل فاستمرت تركض وتركض بأقصى ما تستطيع دون أن تحدد وجهتاً أو هدفا إلى هنا توقفت الذكريات ويالها من ذكريات أليمة مريرة تقطع نياط القلوب.
إن هذه القصة تجسد واقعاً مريراً عاشه العديد من الأطفال الأبرياء الذين وقعوا ضحايا للحروب.