الرويسي
18-06-2001, 04:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الهادي الأمين
وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أيها الأخوة في الله أكتب لكم موضوعي هذا وأسأل الله العلي العظيم أن
يوفقني في سرده عليكم، وما رأيتم فيه من صواب فهو من توفيق الله
عز وجل، وما فيه من خطأ أو نسيان فمن نفسي والشيطان فتعالى الله
عن ذلك.
أولاً: الشعور بالذنب من أسباب الرجوع إلى الله.
وهو أول خطوة في طريق الهداية والتوبة والخوف من عقاب الله عز وجل والطمع في مغفرته،
وليس شرطاً أن تكون التوبة مباشرة للشعور بالذنب، فقد يستمر الإنسان
العاصي على ما هو عليه من العصيان، ومن داخله يشعر بالذنب والخطأ
في حق الله، وهذا يكون دافعاً له للتفكير في جرائمه ويتمنى أن لو تتنزل
عليه الهداية ويرجع إلى الله ويكون من العباد الزهاد الدعاة، من أهل المساجد
ويبقى في صراع مع نفسه الأمارة بالسوء، وعلى حسب صدقه مع الله
وهمته في أن يسلك طريق الهداية، يجد من الله عز وجل معيناً له ويجد
المواصلات مؤمنة وميسرة في أن يسلك هذه الطريق، وهذا لا يكون أخوتي
غالباً إلا لأصحاب الفطر السليمة الذين إذا عصوا وتجبروا وأفسدوا وفعلوا ما فعلوا
علموا أن هناك من يدعوهم إلى التوبة والرجوع إليه وأن يحسنوا الظن به، وتراودهم خشية الله عز وجل،
وفي ذلك يبين لنا هذا الحديث القدسي مدى رحمة الله على من عصاه ولكنه أعترف بذنبه وكانت تراوده خشية الله:
عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم اذروني في الريح،
فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً.
فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت، فإذا هو قائم فقال: ما حملك على ما صنعت؟
قال: يا رب، خشيتك، فغفر له)) / البخاري رقم: 3481 وأخرجه مسلم في 49 كتاب: التوبة 4 باب سعة رحمة الله تعالى
حديث رقم: 25/2756.
أخوتي في الله وأذكر لكم هذه القصة الموافقة لما ذكرناه وهي قصة كانت لأحد الشباب الذين عادوا إلى الله وهو ثقة إن شاء الله يقول:
في إحدى الليالي التي كانت تمر علينا والغشواة على أعيينا، كنت أجلس مع أحد أصدقاء السوء في الحارة، ومر بنا ثلاثة
من الأصدقاء حتى نذهب معهم إلى البحر لكي نمضي السهرة هناك، وكان هذا الذي عاد إلى الله كان دائم التفكير فيما يرتكب
من معاصي ومن بعده عن الله وكان في بداية صراع مع نفسه الآمارة بالسوء، ويريد أن يتوب ولكن......
فلما عرض هؤلاء الثلاثة عليهما فكرة الذهاب للسهر ولعب الورقة وسماع الأغاني وشرب الدخان والشيشة والعياذ بالله،
أبى هذا الشاب أن يذهب معهم لا لشيئ إلا أن الله أراد له ذلك لعلمه بما تخفي سبحانك على حلمك بعد علمك، وأخبر صديقه أن يبقى معه رغم إصرارهم، وبالفعل ذهبوا الثلاثة ومضوا إلى ما أرادو وأنتهى الليل، وأشرق الصباح، وذهب هذا الشاب التائب
إلى صديقه الذي كان يجلس معه بالأمس، وعندما نظر في وجهه وجده شاحب المنظر فسأله ما بك؟
قال: ألا تعلم؟ قال: لا أعلم ماذا هناك أخبرني؟
قال: لقد أصاب أصدقائنا ليلة أمس حادث وهم ذاهبون إلى السهرة التي دعونا إليها وقد ماتوا .. وقد ماتوا .. وقد ماتوا،
هكذا رن الخبر بموتهم في أذن هذا الشاب التائب، وذهب يتصور لو أنه كان معهم ماهو مصيره؟
إلى جنات النعيم؟ أم إلى الجحيم؟
هل هو مع الذين ابيضت وجوههم؟ أم مع الذين اسودت وجوههم؟
بماذا يلقى الله وهو يقرأ القرآن؟ أم وهو يشرب الدخان؟
هل هل هل هل هل هل هل ؟
أخوتي هذا وأسأل الله العلي القدير أن يلهمنا رشدنا ويتوب على من عصى.
وأعوذ بالله أن اذكركم به وأنساه، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الهادي الأمين
وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أيها الأخوة في الله أكتب لكم موضوعي هذا وأسأل الله العلي العظيم أن
يوفقني في سرده عليكم، وما رأيتم فيه من صواب فهو من توفيق الله
عز وجل، وما فيه من خطأ أو نسيان فمن نفسي والشيطان فتعالى الله
عن ذلك.
أولاً: الشعور بالذنب من أسباب الرجوع إلى الله.
وهو أول خطوة في طريق الهداية والتوبة والخوف من عقاب الله عز وجل والطمع في مغفرته،
وليس شرطاً أن تكون التوبة مباشرة للشعور بالذنب، فقد يستمر الإنسان
العاصي على ما هو عليه من العصيان، ومن داخله يشعر بالذنب والخطأ
في حق الله، وهذا يكون دافعاً له للتفكير في جرائمه ويتمنى أن لو تتنزل
عليه الهداية ويرجع إلى الله ويكون من العباد الزهاد الدعاة، من أهل المساجد
ويبقى في صراع مع نفسه الأمارة بالسوء، وعلى حسب صدقه مع الله
وهمته في أن يسلك طريق الهداية، يجد من الله عز وجل معيناً له ويجد
المواصلات مؤمنة وميسرة في أن يسلك هذه الطريق، وهذا لا يكون أخوتي
غالباً إلا لأصحاب الفطر السليمة الذين إذا عصوا وتجبروا وأفسدوا وفعلوا ما فعلوا
علموا أن هناك من يدعوهم إلى التوبة والرجوع إليه وأن يحسنوا الظن به، وتراودهم خشية الله عز وجل،
وفي ذلك يبين لنا هذا الحديث القدسي مدى رحمة الله على من عصاه ولكنه أعترف بذنبه وكانت تراوده خشية الله:
عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم اذروني في الريح،
فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً.
فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت، فإذا هو قائم فقال: ما حملك على ما صنعت؟
قال: يا رب، خشيتك، فغفر له)) / البخاري رقم: 3481 وأخرجه مسلم في 49 كتاب: التوبة 4 باب سعة رحمة الله تعالى
حديث رقم: 25/2756.
أخوتي في الله وأذكر لكم هذه القصة الموافقة لما ذكرناه وهي قصة كانت لأحد الشباب الذين عادوا إلى الله وهو ثقة إن شاء الله يقول:
في إحدى الليالي التي كانت تمر علينا والغشواة على أعيينا، كنت أجلس مع أحد أصدقاء السوء في الحارة، ومر بنا ثلاثة
من الأصدقاء حتى نذهب معهم إلى البحر لكي نمضي السهرة هناك، وكان هذا الذي عاد إلى الله كان دائم التفكير فيما يرتكب
من معاصي ومن بعده عن الله وكان في بداية صراع مع نفسه الآمارة بالسوء، ويريد أن يتوب ولكن......
فلما عرض هؤلاء الثلاثة عليهما فكرة الذهاب للسهر ولعب الورقة وسماع الأغاني وشرب الدخان والشيشة والعياذ بالله،
أبى هذا الشاب أن يذهب معهم لا لشيئ إلا أن الله أراد له ذلك لعلمه بما تخفي سبحانك على حلمك بعد علمك، وأخبر صديقه أن يبقى معه رغم إصرارهم، وبالفعل ذهبوا الثلاثة ومضوا إلى ما أرادو وأنتهى الليل، وأشرق الصباح، وذهب هذا الشاب التائب
إلى صديقه الذي كان يجلس معه بالأمس، وعندما نظر في وجهه وجده شاحب المنظر فسأله ما بك؟
قال: ألا تعلم؟ قال: لا أعلم ماذا هناك أخبرني؟
قال: لقد أصاب أصدقائنا ليلة أمس حادث وهم ذاهبون إلى السهرة التي دعونا إليها وقد ماتوا .. وقد ماتوا .. وقد ماتوا،
هكذا رن الخبر بموتهم في أذن هذا الشاب التائب، وذهب يتصور لو أنه كان معهم ماهو مصيره؟
إلى جنات النعيم؟ أم إلى الجحيم؟
هل هو مع الذين ابيضت وجوههم؟ أم مع الذين اسودت وجوههم؟
بماذا يلقى الله وهو يقرأ القرآن؟ أم وهو يشرب الدخان؟
هل هل هل هل هل هل هل ؟
أخوتي هذا وأسأل الله العلي القدير أن يلهمنا رشدنا ويتوب على من عصى.
وأعوذ بالله أن اذكركم به وأنساه، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته