PDA

View Full Version : تلك الفتاة ذاكرتي


للحق صدى
16-08-2001, 05:47 AM
تلك الفتاة المالحة الطعم
لا تزال تصعد من قلبي الى عيني كلما رأيت وردة أو عصفور

الكثيرات بعدها نزلوا في قلبي وارتحلوا كما نزلوا

لم تترك لهم شبراً فارغاً كي لا يطيلوا البقاء

استلقت في قلبي بعد أن رفعت شعرها من تحت ظهرها وتمطّت ثم تمددت ..

وأعلنت بأن قلبي مملكةً خاصة

فسقطت في قبضتها كل عواصم العشق

وأصبحت هي كل جهات الدنيا في عيني

فأصبحت أهرب منها لها

( أبعدك معقلاً أرجو وحصنا **** قد اعيتني المعاقل والحصونا )
.
.
.
.

مضى عقد كامل من الحب

وهي كماهي

نفس الوجه الطفولي الأرنبي الملامح

وكي لا أكون من المأزومين , أقر بأنها لم تكن جميله

ولكنها مُبهجه

ولم يكن جسدها يأخذ شكل الساعة الرمليه

ولكن إن شاءت جعلت الزمن كالنعامه

وإن رغبت جعلته كالسلحفاة الخضراء العجوز

مترفة هي الى أخر الدنيا...

عندما تصحو من نومها تطلق العصافير والأغاني

وتمنح الشمس للأرض
.
.
.
.
هي ذاكرتي فأنا لا أذكر أي شيئ منذ أن عشقتها قبل 10 سنوات

عقد كامل أُختطف مني أختطافا

لا أذكر منه أي شئ سوى مايرتبط بها

فهي روزنامتي كما أنها بوصلتي

أذكر سنة أن عشقتها..

وسنة أن سافرت الى أوربا في العطلة الصيفيه

وأذكر سنة أن أهدتني ( غترة وميدالية مفاتيح ومحفظة بنية اللون ) ..

وسنة أن غضبت بعد أن أخبرتها بأن شعرها لم يكن جميلا بعد أن قصّته..

وأذكر سنة أن قادت السيارة لأول مرة وكنت الى جانبها

وسنة أن أهدتني أغنية (طائر الأشجان ) لعبد المجيد عبدالله عبر برنامج تلفزيوني مسائي يختص بنقل

مشاعر العشّاق وأنّاتهم وتأوّهاتهم ..

وأذكر سنة أن رسبت بالأمتحانات النهائيه

وكنت سعيداً جداً لأنها قالت بأنني سبب رسوبها لتفكيرها الدائم بي ,

فانتشيت وصدقتها

ولم أسألها عن سبب رسوبها في السنوات الاخرى التي سبقت معرفتها بي

وأذكر سنة أن ضربها والدها بعد أن وجد في كتابها المدرسي وردة حمراء وقصيدة سيئة البناء

مضطربة الوزن والقافيه ,

كتبتها لها ليلة فجّّر فيني الشوق كل طاقاتي الشعريه الفاشله ,

وندمت لأني لم أُهدها قصيدةً لعمر بن أبي ربيعه أو نزار قباني ,

حتى يكون الشعر جديراً بأن تُُضرب من أجله حبيبتي ..

وأذكر سنة أن أخبرتني أمي بأنها ستتزوج في العام القادم..

وسنة أن تزوجت ورحلت مع زوجها أمام الناس وبقيت في قلبي أمام الله.



مع تحياتى:
للحق صدى