كيتا
19-08-2001, 03:58 AM
قصتان حقيقيتان لطفلتين في قارتين مختلفتين وفي وطنين مختلفين سنذكرهما بإيجاز, قصتان غريبتان تحكيان واقع ما نعيشه في وطننا العربي من موت للشعور وصلافة في التصرف والتفاعل مع الواقع الظالم الذي بدأ يقتل حتى الاطفال الابرياء, وفي الحقيقة تذكرنا هاتان الحادثتان بعد قراءتنا لمقال السيد عدنان الكاظمي في مقاله يوم الاحد الماضي في الزميلة «الوطن» بعنوان «فزاعة الخليج».
قبل بضع سنوات وفي احدى الولايات المتحدة الاميركية واثناء ما كانت الطفلة المدللة لإحدى الاسر الاميركية تلعب في فناء الدار، حدثتها نفسها ان تخرج خارج اسوار البيت واللعب هناك,,, وما ان خطت خطوات خارج السور حتى سقطت في احدى الحفر القديمة التي كانت مخصصة لسحب المياه لا يتعدى طول قطرها ثلاثين سنتيمترا تضيق بعد عمق امتار, انحشرت هذه الطفلة في الحفرة واكتشفت الاسرة تلك المصيبة وما هي إلا لحظات واذا بجيش من رجال الاطفاء والانقاذ والاسعاف والاطباء واكداس من الاجهزة الثقيلة والخفيفة كلها تعمل لأجل إنقاذ هذه الطفلة الصغيرة,,, ولأن الطفولة تمثل الحنان المتدفق من كل ما هو انساني بل هي رمز للحياة البشرية بدأت جميع محطات التلفزيون والاذاعة المحلية والعالمية نقل وقائع عمليات الانقاذ وبصورة مباشرة حية من موقع منزل تلك الطفلة والتي استمرت لأكثر من يوم, وخلال تلك الفترة تلقت والدة الطفلة عشرات الآلاف من الرسائل والبرقيات والمكالمات تشد من ازرها وتصبرها على محنتها والتي كانت هي تعلم وغيرها انها ستنتهي بعد بضع ساعات وسترجع تلك الطفلة الى ما كانت عليه من لعب, وايضا تلقت تلك الام تبرعات نقدية قدرت بالآلاف لها ولمن ساهم في عمليات الانقاذ والخلاصة ان جميع من كان يعيش في اصقاع الولايات المتحدة الاميركية تأثر بتلك المشاهد التي كانت تبث مباشرة لإنقاذ الطفلة الى ان تم انقاذها واخرجت بسلام وكفكف جميع الناس المتأثرين بالصور المنقولة دموع الفرح بعد الحزن وانفرجت اساريرهم بالفرح والسرور وهم يرون الطفلة ترجع الى لعبها ولهوها بعد ان توحدت مشاعرهم تجاه طفلة مثلت الشعور الاميركي في لحظتها.
وقبل ايام كانت الطفلة حنان لا يتعدى عمرها البهي اشهرا عدة، وهي ابنة لأبوين مسلمين فلسطينيين, اتت الى الدنيا لتفيض على ابويها حبها والعطف والحنان عليها, فصارت الام في كل يوم تمهدها بعد ان ترضعها وتنظر في عينيها البراقتين بريق الامل الكبير الذي سيتحقق قريبا بزوال الحزن العظيم من جراء وجود اليهود العتاة الحاقدين والذي لف ارجاء فلسطين وكتم انفاس كل من نسم عبير الايمان في بيت المقدس, وفي كل ليلة تتأمل الام في وجه ابنتها الصبوح فترى جمال ذلك الوجه الذي يشرق دائما وابدا ويوعد بمستقبل باهر زاهر لابنة مسلمة عربية فلسطينية تحمل في قلبها حب وطنها وحزن تغاضي العرب والمسلمين عن افعال عدوها, والأب يأتي من بعد عناء العمل المتعب المضني والذي يتخلله رمي حجارة الغضب المسلم على رمز الحقد والكراهية والصلف اليهودي, يأتي الأب ويرى وجه ابنته الصبوح ليرفع عن قلبه وجسده التعب والهم والغم الذي يعيشه يوميا بوجود اليهود الغاصبين, يتمعن في وجه ابنته الجميل فيرى فيه الابنة البارة التي ستكون اما لأجيال لا يحملون في قلوبهم الا الايمان وروح تحرير بلدهم المغصوبة فيزداد حبا لابنته ويزداد ارتباطا بفلذة كبده، كل ذلك يحدث في جو ذلك البيت البسيط المبني بحجارة ارض فلسطين القديمة الجديدة ولا احد يدري ما يدور في خلد هذه الاسرة الصغيرة الا الله وهم, وما هي إلا لحظات وخلال تأمل الأب والأم بابنتهما واذا بقذيفة الحقد الصهيوني تقع بين الأم والأب والابنة تتبعها قذائف فتحول ذلك البيت الهادئ الحنون الى خراب ودمار وموت, تقوم الأم من اغمائها ويقوم الأب من اغمائه ليرى الدمار في كل مكان لكن قلبيهما يرف للتأكد من سلامة ابنتهما، فتدور الاحداق على حيطان الغرفة واذا بحنان جسد ممزق قد فارق الروح، حنان الجميلة، حنان ذات الوجه الصبوح حنان الأمل، حنان الحنان ذهبت من هذه الحياة مستنكرة ما يدور فيها من ظلم وطغيان, ذهبت حنان لتوقظ قلوب الاموات من هذه الامة الذين لا تحركهم دماء اسراب الشهداء من النساء والشيوخ والشباب والاطفال, لكن المعجزة كل المعجزة ان ذلك الوجه المشرق لحنان ظل مشرقا حتى مع عروج الروح الى باريها، فلم تستطع قذائف اليهود من مساس وجه حنان ليظل رمزا لصمود الانسان, نعم تحول جسد حنان الى حفر تملؤها شظايا القنابل لكن وجهها ظل يبرق بالأمل القادم الذي كانت تراه امها فيه, كل هذا يحدث لهذه الطفلة ولم نجد احدا يحرك ساكنا ولم نجد وسائل الاعلام العالمية او العربية او غيرها تتحرك لإنقاذ الطفولة من ارض الشهداء كما تحركت في عملية انقاذ الطفلة الاميركية المدللة، الا على حياء في خبر هنا وخبر هناك وكأن الامر لا يعني احدا.
انها نتيجة حتمية لمقاييس العالم التي تأثرنا حتى نحن بها,,, فقيمة الطفل المسلم الفلسطيني هو وزنه من اللحم والعظم اما قيمة اطفال الغرب لا تقدر بثمن, وصدق من قال «القدس عروس عروبتكم فلماذا تركتم كل طغاة الليل وتنافختم شرفا» مع تغيير بسيط حفاظا على شرف المقام, والله المعين.
قبل بضع سنوات وفي احدى الولايات المتحدة الاميركية واثناء ما كانت الطفلة المدللة لإحدى الاسر الاميركية تلعب في فناء الدار، حدثتها نفسها ان تخرج خارج اسوار البيت واللعب هناك,,, وما ان خطت خطوات خارج السور حتى سقطت في احدى الحفر القديمة التي كانت مخصصة لسحب المياه لا يتعدى طول قطرها ثلاثين سنتيمترا تضيق بعد عمق امتار, انحشرت هذه الطفلة في الحفرة واكتشفت الاسرة تلك المصيبة وما هي إلا لحظات واذا بجيش من رجال الاطفاء والانقاذ والاسعاف والاطباء واكداس من الاجهزة الثقيلة والخفيفة كلها تعمل لأجل إنقاذ هذه الطفلة الصغيرة,,, ولأن الطفولة تمثل الحنان المتدفق من كل ما هو انساني بل هي رمز للحياة البشرية بدأت جميع محطات التلفزيون والاذاعة المحلية والعالمية نقل وقائع عمليات الانقاذ وبصورة مباشرة حية من موقع منزل تلك الطفلة والتي استمرت لأكثر من يوم, وخلال تلك الفترة تلقت والدة الطفلة عشرات الآلاف من الرسائل والبرقيات والمكالمات تشد من ازرها وتصبرها على محنتها والتي كانت هي تعلم وغيرها انها ستنتهي بعد بضع ساعات وسترجع تلك الطفلة الى ما كانت عليه من لعب, وايضا تلقت تلك الام تبرعات نقدية قدرت بالآلاف لها ولمن ساهم في عمليات الانقاذ والخلاصة ان جميع من كان يعيش في اصقاع الولايات المتحدة الاميركية تأثر بتلك المشاهد التي كانت تبث مباشرة لإنقاذ الطفلة الى ان تم انقاذها واخرجت بسلام وكفكف جميع الناس المتأثرين بالصور المنقولة دموع الفرح بعد الحزن وانفرجت اساريرهم بالفرح والسرور وهم يرون الطفلة ترجع الى لعبها ولهوها بعد ان توحدت مشاعرهم تجاه طفلة مثلت الشعور الاميركي في لحظتها.
وقبل ايام كانت الطفلة حنان لا يتعدى عمرها البهي اشهرا عدة، وهي ابنة لأبوين مسلمين فلسطينيين, اتت الى الدنيا لتفيض على ابويها حبها والعطف والحنان عليها, فصارت الام في كل يوم تمهدها بعد ان ترضعها وتنظر في عينيها البراقتين بريق الامل الكبير الذي سيتحقق قريبا بزوال الحزن العظيم من جراء وجود اليهود العتاة الحاقدين والذي لف ارجاء فلسطين وكتم انفاس كل من نسم عبير الايمان في بيت المقدس, وفي كل ليلة تتأمل الام في وجه ابنتها الصبوح فترى جمال ذلك الوجه الذي يشرق دائما وابدا ويوعد بمستقبل باهر زاهر لابنة مسلمة عربية فلسطينية تحمل في قلبها حب وطنها وحزن تغاضي العرب والمسلمين عن افعال عدوها, والأب يأتي من بعد عناء العمل المتعب المضني والذي يتخلله رمي حجارة الغضب المسلم على رمز الحقد والكراهية والصلف اليهودي, يأتي الأب ويرى وجه ابنته الصبوح ليرفع عن قلبه وجسده التعب والهم والغم الذي يعيشه يوميا بوجود اليهود الغاصبين, يتمعن في وجه ابنته الجميل فيرى فيه الابنة البارة التي ستكون اما لأجيال لا يحملون في قلوبهم الا الايمان وروح تحرير بلدهم المغصوبة فيزداد حبا لابنته ويزداد ارتباطا بفلذة كبده، كل ذلك يحدث في جو ذلك البيت البسيط المبني بحجارة ارض فلسطين القديمة الجديدة ولا احد يدري ما يدور في خلد هذه الاسرة الصغيرة الا الله وهم, وما هي إلا لحظات وخلال تأمل الأب والأم بابنتهما واذا بقذيفة الحقد الصهيوني تقع بين الأم والأب والابنة تتبعها قذائف فتحول ذلك البيت الهادئ الحنون الى خراب ودمار وموت, تقوم الأم من اغمائها ويقوم الأب من اغمائه ليرى الدمار في كل مكان لكن قلبيهما يرف للتأكد من سلامة ابنتهما، فتدور الاحداق على حيطان الغرفة واذا بحنان جسد ممزق قد فارق الروح، حنان الجميلة، حنان ذات الوجه الصبوح حنان الأمل، حنان الحنان ذهبت من هذه الحياة مستنكرة ما يدور فيها من ظلم وطغيان, ذهبت حنان لتوقظ قلوب الاموات من هذه الامة الذين لا تحركهم دماء اسراب الشهداء من النساء والشيوخ والشباب والاطفال, لكن المعجزة كل المعجزة ان ذلك الوجه المشرق لحنان ظل مشرقا حتى مع عروج الروح الى باريها، فلم تستطع قذائف اليهود من مساس وجه حنان ليظل رمزا لصمود الانسان, نعم تحول جسد حنان الى حفر تملؤها شظايا القنابل لكن وجهها ظل يبرق بالأمل القادم الذي كانت تراه امها فيه, كل هذا يحدث لهذه الطفلة ولم نجد احدا يحرك ساكنا ولم نجد وسائل الاعلام العالمية او العربية او غيرها تتحرك لإنقاذ الطفولة من ارض الشهداء كما تحركت في عملية انقاذ الطفلة الاميركية المدللة، الا على حياء في خبر هنا وخبر هناك وكأن الامر لا يعني احدا.
انها نتيجة حتمية لمقاييس العالم التي تأثرنا حتى نحن بها,,, فقيمة الطفل المسلم الفلسطيني هو وزنه من اللحم والعظم اما قيمة اطفال الغرب لا تقدر بثمن, وصدق من قال «القدس عروس عروبتكم فلماذا تركتم كل طغاة الليل وتنافختم شرفا» مع تغيير بسيط حفاظا على شرف المقام, والله المعين.