PDA

View Full Version : تأملات متسوق


سردال
22-08-2001, 09:54 PM
في رحلة سريعة، ذهبت فيها إلى المكتبة للنظر في جديد الكتب وشراء بعض الحاجيات الضرورية، ثم توجهت إلى أحد المحلات الكبيرة لشراء بعض الحاجيات الأخرى، وفي هذه الجولة السريعة رأيت بعض المواقف التي تستلزم بعض التأمل والتفكر والتدبر، ومنها المضحك ومنها غير ذلك، لكن يجمع بينها كلها طابع واحد، هو أن الناس لا يفكرون حق التفكر ولا يتدبرون حق التدبر.

دخلت إلى المكتبة الكبيرة، والتي تحوي كل شيء متعلق بالكتب والمجلات والجرائد والقرطاسية على اختلاف أنواعها، تجولت سريعاً في الطابق الأرضي لألقي نظرة على بعض الحجايات، ثم صعدت الدرج لأنتقل إلى الطابق الأول، وعندما تصعد على هذا السلم ينكشف لك منظر المجلات الأجنبية ومن يطالع هذه المجلات، فرأيت رجلين في قسم المجلات الأجنبية، الأول منهم كان يتصفح مجلة للحاسوب وهذا اتضح لي من خلال غلاف المجلة واسمها، أما الثاني....! فهذا كان في قسم مجلات الأزياء والتكشف والتعري والتحضر (بدعوى ان من التحضر نزع الحجاب وكشف الأبدان.... سخافة :)) ولو رأيتم تقاسيم وجهه وتأملتموها جيداً لعرفتم كيف يكون تأثير هذه المجلات السريع على الرجال، فقد كان أشبه بالجائع الذي لم يذق الطعام منذ أيام، أو العطشان الذي لم يشرب الماء، ثم يشرب من ماء البحر، أيرتوي؟! لا والله، البحر مكشوف، منظره جميل لكنه مالح لا يصلح للشراب، ولو أنه شرب من الماء النظيف لكفاه وارتوى..... لو كان له عقل.

لغتي الإنجليزية ليست جيدة أبداً، وأصنف نفسي في هذه اللغة في مستوى بين الضعيف والمتوسط، وقد بدأت منذ أسبوع تقريباً في قراءة كتاب إنجليزي يحكي قصة رجل فذ من رجال الأعمال، وقد حمسني هذا لأشتري كتب أخرى باللغة الإنجليزية لعل هذه القراءات تحسن من مستوى فهمي لهذه اللغة المهمة (مهمة لمواكبة العصر الحديث وليس لاستبدال اللغة العربية بها :)) فتجولت في أقسام الكتب الإنجليزية المختلفة، وذهبت أولاً لقسم الحاسوب، وبدأت أقلب في تلك الكتب الضخمة، ولكن ما إن رأيت سعر أحد الكتب حتى تجمدت عيناني وتمددت يداي بغير وعي مني وأعدت الكتاب إلى مكانه، وذهب لقسم آخر لعلني أفيق من صدمة السعر هذه، فتجولت في القسم المحبب لدي (قسم إدارة الأعمال) فتصفحت بعض الكتب الصغيرة، وقلبتها حتى رأيت السعر مرة أخرى، فقلت: مد رجولك على قد لحافك، مع انني أعارض هذا المثل بشدة إلا أنني فضلت أن أحفظ ماء وجهي أمام الصراف وأخرج بسرعة :)

ثم ذهبت إلى المحل الكبير والذي يسمونه (الجمعية :)) وهناك سرت بسرعة إلى حيث السلعة التي أريدها، ثم خطفت رواية من الروايات المحببة لي من قسم الكتب وأسرعت لأدف قيمة ما أخذت وخرجت، لكن عند دخولي بسرعة انتبهت إلى أن الناس مشغولون بشدة، مشغولون في الشراء وأخذ هذه السلعة والتمعن في تلك، والغناء ارتفع من السماعات المنتشرة في أرجاء المكان، وددت لو أنني وقفت في مكان ما ثم أصرخ عليهم: أذكروا الله!

نعم السوق مهم، لا خلاف على ذلك، لكن أيحتاج السوق من فتياتنا إلى أن يتكشفن؟ أو يلبسن ثياب ضيقة؟ أو حتى يزاحمن الرجال؟ صدقوني لم أدري من الرجل منا، هي أم أنا؟!!! فقد كنت أريد شراء بعض الملفات، وأثناء تفحصي لبعض الملفات وإذ بفتاة تمشي أمامي مسرعة، فابتعدت مفسحاً لها الطريق، ثم عادت بعد قليل لأفسح لها الطريق خوفاً من حصول حادث مؤسف لا سمح الله، تقولون: هذا أمر طبيعي أن تشمي الفتاة بهذه الطريقة؟! أقول، إن من الفطرة السوية أن لا تزاحم الفتاة الرجال أبداً، بل تنتظر حتى يبتعدوا ثم تذهب إلى حيث تريد، لكن أن أمد يدي لأخذ سلعة ما فأجد فتاة لا يفصل بيني وبينها سوى سنتيمترات قليلة تسبقني لسلعة ما، فهذا أمر مرفوض.

تأملات متسوق!