أبو خلود
31-01-2002, 10:51 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وآله، وصحبه،،،
المفتون أربعة:
أحدهم: آتاه الله العلم والحكمة والصبر: فهو يصدع بحكم الله تعالى في كل ما يسأل عنه، هدفه أن يحق الحق ويبطل الباطل، لا يخاف لومة لائم، ويصبر على الأذى إن أسخط جوابه الناس: حكاماً ومحكومين، محتسبا ثواب الآخرة، لكنه أيضاً: يضع الحكمة مواضعها؛ لأنها لا تثمر إن جعلت في غير موضعها، كما لا تؤتي الشجرة الطيبة ثمارها إن زرعت في الأجادب، التي لاتمسك ماء، ولاتنبت كلأ، ولهذا فقد يسكت عن الجواب حيناً؛ ليصدع به حيناً آخر في موضع هو مقتضى الحكمة، فلم يسكت عن الحق خشية الناس، ولا اشترى بآيات الله ثمناً قليلًا، ولكنه كالمجاهد الذي يفر ليكر؛ ليكون وجه الحق أجلى، وقوته أشد.
وقد يسكت عن الجواب تارة لعلمه أن طالب الجواب، سيجعله سيفاً مسلطاً بالظلم على أهل الحق- وتوظيف كلمة الحق لارادة الباطل سنة من سنن الظالمين- .
والثاني: أوتي العلم والحكمة ولكنه لم يؤت الصبر: غير أنه لا يقول الباطل إن عجز عن قول الحق، بل يترخص بقوله:}لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا (286){ [سورة البقرة] ويفرح إن وجد الأول يقول الحق، فيدعو له بظهر الغيب: اللهم ثبته إذ وهبته من فضلك، اللهم طهر قلوبنا من الحسد .
وثالث: أوتى علماً ولم يؤت تقوى الله والحكمة: وقد رسموه مفتياً ليؤدي وظيفة حددت له سلفاً، فهو يتخبط بعلمه، فيقول الحق في غير موضعه، ويضع الباطل موضع الحق، فمثله كمثل الذين قال الله عنهم:}وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42) {[سورة البقرة] ... إنه ينطق بلسان الشيطان، وهذا إنما هو تاجر، لكنه تاجر خاسر، لأنه يبيع دينه بعرض من الدنيا، وما أسرع ما يكتشف الناس كساد بضاعته وزيفها؛ فيهجر ملوماً محسوراً، فلا يبقى له إلا متاع الدنيا القليل، يلهو به حتى يلقى الله تعالى ساخطاً عليه إن لم يتب .
والرابع:جاهل منافق، جمع بين الجهل وسوء النية: فهو كشاهد الزور الذي يشهد بلا علم، فشهادته للدراهم لا للحقيقة، لايهمه أن يعلم الواقعة، بقدر ما يهمه سعر شهادته في السوق، وما أكثر هذا النوع في عالمنا المعاصر، وما أحرص السلاطين عليهم، فسوقهم رائجة هذه الأيام، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
◄ هذا ويكثر الطلب هذه الأيام التي تشن فيه حملة هجوم على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، يكثر الطلب على النوع الثالث والرابع- لا كثرهم الله تعالى- وقد استحوذ عليهم الشيطان وحب الدنيا، حتى نطقت أفواههم بالكفر، وقد هوى بهم الشيطان إلى نهاية الخذلان، فزينوا بفتاواهم أن يهرق عبدة الصليب دماء المؤمنين، الصالحين، المجاهدين في سبيله، بحجة أن من حق الكفار أن يستردوا الحق، ويقيموا العدل، وينتقموا ممن آذاهم، سبحانك هذا بهتان عظيم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، أفيكون حقاً في دين الله تعالى، أن يسلط أهل الصلبان على أهل الإيمان؛ ليزيلوا دولة التوحيد والحكم بالشريعة، بالحديد والنار والدمار، وسفك دماء المسلمين، واحتلال أرضهم، وإقامة دولة من المنافقين الموالين للكفر وأهله ونشر الفساد في الأرض، و استبدال شريعة الرحمن بشريعة الفكر والشيطان .
فأي باطل، وأي صد عن سبيل الله أعظم من هذا، صدق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ:[ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ]رواه أحمد .
وصدق القائل:
وهل أفسـد الدين إلا المـلـوك ...... وأحبار سوء ورهبانهـــــا
للشيخ حامد العلي
المفتون أربعة:
أحدهم: آتاه الله العلم والحكمة والصبر: فهو يصدع بحكم الله تعالى في كل ما يسأل عنه، هدفه أن يحق الحق ويبطل الباطل، لا يخاف لومة لائم، ويصبر على الأذى إن أسخط جوابه الناس: حكاماً ومحكومين، محتسبا ثواب الآخرة، لكنه أيضاً: يضع الحكمة مواضعها؛ لأنها لا تثمر إن جعلت في غير موضعها، كما لا تؤتي الشجرة الطيبة ثمارها إن زرعت في الأجادب، التي لاتمسك ماء، ولاتنبت كلأ، ولهذا فقد يسكت عن الجواب حيناً؛ ليصدع به حيناً آخر في موضع هو مقتضى الحكمة، فلم يسكت عن الحق خشية الناس، ولا اشترى بآيات الله ثمناً قليلًا، ولكنه كالمجاهد الذي يفر ليكر؛ ليكون وجه الحق أجلى، وقوته أشد.
وقد يسكت عن الجواب تارة لعلمه أن طالب الجواب، سيجعله سيفاً مسلطاً بالظلم على أهل الحق- وتوظيف كلمة الحق لارادة الباطل سنة من سنن الظالمين- .
والثاني: أوتي العلم والحكمة ولكنه لم يؤت الصبر: غير أنه لا يقول الباطل إن عجز عن قول الحق، بل يترخص بقوله:}لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا (286){ [سورة البقرة] ويفرح إن وجد الأول يقول الحق، فيدعو له بظهر الغيب: اللهم ثبته إذ وهبته من فضلك، اللهم طهر قلوبنا من الحسد .
وثالث: أوتى علماً ولم يؤت تقوى الله والحكمة: وقد رسموه مفتياً ليؤدي وظيفة حددت له سلفاً، فهو يتخبط بعلمه، فيقول الحق في غير موضعه، ويضع الباطل موضع الحق، فمثله كمثل الذين قال الله عنهم:}وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42) {[سورة البقرة] ... إنه ينطق بلسان الشيطان، وهذا إنما هو تاجر، لكنه تاجر خاسر، لأنه يبيع دينه بعرض من الدنيا، وما أسرع ما يكتشف الناس كساد بضاعته وزيفها؛ فيهجر ملوماً محسوراً، فلا يبقى له إلا متاع الدنيا القليل، يلهو به حتى يلقى الله تعالى ساخطاً عليه إن لم يتب .
والرابع:جاهل منافق، جمع بين الجهل وسوء النية: فهو كشاهد الزور الذي يشهد بلا علم، فشهادته للدراهم لا للحقيقة، لايهمه أن يعلم الواقعة، بقدر ما يهمه سعر شهادته في السوق، وما أكثر هذا النوع في عالمنا المعاصر، وما أحرص السلاطين عليهم، فسوقهم رائجة هذه الأيام، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
◄ هذا ويكثر الطلب هذه الأيام التي تشن فيه حملة هجوم على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، يكثر الطلب على النوع الثالث والرابع- لا كثرهم الله تعالى- وقد استحوذ عليهم الشيطان وحب الدنيا، حتى نطقت أفواههم بالكفر، وقد هوى بهم الشيطان إلى نهاية الخذلان، فزينوا بفتاواهم أن يهرق عبدة الصليب دماء المؤمنين، الصالحين، المجاهدين في سبيله، بحجة أن من حق الكفار أن يستردوا الحق، ويقيموا العدل، وينتقموا ممن آذاهم، سبحانك هذا بهتان عظيم، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، أفيكون حقاً في دين الله تعالى، أن يسلط أهل الصلبان على أهل الإيمان؛ ليزيلوا دولة التوحيد والحكم بالشريعة، بالحديد والنار والدمار، وسفك دماء المسلمين، واحتلال أرضهم، وإقامة دولة من المنافقين الموالين للكفر وأهله ونشر الفساد في الأرض، و استبدال شريعة الرحمن بشريعة الفكر والشيطان .
فأي باطل، وأي صد عن سبيل الله أعظم من هذا، صدق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ:[ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ]رواه أحمد .
وصدق القائل:
وهل أفسـد الدين إلا المـلـوك ...... وأحبار سوء ورهبانهـــــا
للشيخ حامد العلي