البراء
04-02-2002, 01:46 PM
هذه المرثية لعائشة التيمورية في ابنتها ( توحيدة ) التي جمع الله لها جمال الخلق وسمو الخلق، فياضة الأنوثة ، ساحرة الطرف ، بليغة النطق ، مهذبة الحواشي ، ما رآها أحد إلا أحبها ، وبلغت ثماني عشرة سنة وتزوجت، فما مر على عرسها شهر حتى أصابها مرض مفاجئ فماتت. وروعت عائشة هذه الصدمة ولم تستطع التصبر وتركت كل شيء إلا الانقطاع لرثائها ، ولبثت على ذلك سبع سنين ، واثر طول البكاء في عينيها فلم تعد تبصر ، ثم ألهمها الله الصبر بعد سبع سنين ، وشفى بصرها، ولكنها لم تنس هذه النكبة أبدا ...... وهذه القصيدة من أروع ما قيل في الرثاء
بدأت القصيدة تصف روعة الخطب ولوعة الحزن فقالت
إن سال من غرب العيون بحــور
فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عيـن حق مدرار الدمـــا
ولكل قلب لوعة وثبــور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى
وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسى
وغدت بقلبي جذوة وسعير
وافى العيون من الظلام نذير
ثم أخذت تصف تصف كيف بدأ بها المرض في رمضان ، وألم بها على شبابها وصغرها
طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحرا وأكواب الدموع تدور
فتناولت منهــا ابنتـي فتغيرت
وجنات خد شانها التغييــر
فذوت أزاهير الحياة بروضهــا
وانقد منها مائس ونضيــر
لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا
إن الطبيب بطبه مغـــرور
وصف التجرع وهو يزعم أنـه
بالبرء من كل السقام بشير
وهاهو استبشار الفتاة بدواء الطبيب ، من أجل والدتها التي حرمت على
نفسها طيب المنام
فتنفست للحزن قائلة لــــه
عجل ببرئي حيث أنت خبيـر
وارحم شبابي إن والدتي غـدت
تكلى يشير لها الجوى وتشير
وارأف بعين حرمت طيب الكرى
تشكو السهاد وفي الجفون فتور
ولما رأت الفتاة عجز الطبيب داخل قلبها اليأس وتصورت الموت وانطلقت تودع أمها
لما رأت يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير
أمــاه قد كل الطبيب وفاتني
بما أؤمل في الحياة نصير
لو جاء عراف اليمامة يبتغي
برئي لرد الطرف وهو حسير
يا روع روحي حلها نزع الضنى
عمـا قليل ورقها ستطيــر
أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي
جاءت عروسا ساقها التقدير
وتجلدي بإزاء لحدي برهة
فتراك روح راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا أمنية
يا حسنها لو ساقها التيسير
كانت كأحلام مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير
ثم يأتي تصوير حال الأم حين تعود إلى الدار فلا تجد ابنتها ، وترى جهاز العرس ما زال باقيا ، ولكن العروس قد أودعت حفرة باردة ، وأهيل عليها التراب، ويرن في أذنها صوت العروس تقول لها وهي تعالج جذب الموت
عودي إلى ربع خلا ومآثر
قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهاز العرس تذكارا فلي
قد كان منه إبى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفِّذ المسطور
والقبر صار لغصن قدي روضة
ريحانها عند المزار زهور
أماه لا تنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور
وهذا هو جواب الأم
فأجبتها والدمع يحبس منطقي
والدهر من بعد الجوار يجور
بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي
قد زال صفو شأنه التكدير
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤداها
حزن عليك وحسرة وزفير
فسما بغض نواظري وتلهفي
مذ غاب إنسان وفارق نور
وبقُبلتي ثغرا تقضى نحبه
فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أسلو التلاوة والدعا
ما غردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنسى زفير توجعي
والقد منك لدى الثرى مدثور
إني ألفت الحزن حتى أنني
لو غاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التباعد برهة
كيف التصبر والبعاد دهور
أبكيك حتى نلتقي في جنة
برياض خلد زينتها الحور
البراء:(
عن موقع المأوى
بدأت القصيدة تصف روعة الخطب ولوعة الحزن فقالت
إن سال من غرب العيون بحــور
فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عيـن حق مدرار الدمـــا
ولكل قلب لوعة وثبــور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى
وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسى
وغدت بقلبي جذوة وسعير
وافى العيون من الظلام نذير
ثم أخذت تصف تصف كيف بدأ بها المرض في رمضان ، وألم بها على شبابها وصغرها
طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحرا وأكواب الدموع تدور
فتناولت منهــا ابنتـي فتغيرت
وجنات خد شانها التغييــر
فذوت أزاهير الحياة بروضهــا
وانقد منها مائس ونضيــر
لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا
إن الطبيب بطبه مغـــرور
وصف التجرع وهو يزعم أنـه
بالبرء من كل السقام بشير
وهاهو استبشار الفتاة بدواء الطبيب ، من أجل والدتها التي حرمت على
نفسها طيب المنام
فتنفست للحزن قائلة لــــه
عجل ببرئي حيث أنت خبيـر
وارحم شبابي إن والدتي غـدت
تكلى يشير لها الجوى وتشير
وارأف بعين حرمت طيب الكرى
تشكو السهاد وفي الجفون فتور
ولما رأت الفتاة عجز الطبيب داخل قلبها اليأس وتصورت الموت وانطلقت تودع أمها
لما رأت يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير
أمــاه قد كل الطبيب وفاتني
بما أؤمل في الحياة نصير
لو جاء عراف اليمامة يبتغي
برئي لرد الطرف وهو حسير
يا روع روحي حلها نزع الضنى
عمـا قليل ورقها ستطيــر
أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي
جاءت عروسا ساقها التقدير
وتجلدي بإزاء لحدي برهة
فتراك روح راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا أمنية
يا حسنها لو ساقها التيسير
كانت كأحلام مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير
ثم يأتي تصوير حال الأم حين تعود إلى الدار فلا تجد ابنتها ، وترى جهاز العرس ما زال باقيا ، ولكن العروس قد أودعت حفرة باردة ، وأهيل عليها التراب، ويرن في أذنها صوت العروس تقول لها وهي تعالج جذب الموت
عودي إلى ربع خلا ومآثر
قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهاز العرس تذكارا فلي
قد كان منه إبى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفِّذ المسطور
والقبر صار لغصن قدي روضة
ريحانها عند المزار زهور
أماه لا تنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور
وهذا هو جواب الأم
فأجبتها والدمع يحبس منطقي
والدهر من بعد الجوار يجور
بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي
قد زال صفو شأنه التكدير
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤداها
حزن عليك وحسرة وزفير
فسما بغض نواظري وتلهفي
مذ غاب إنسان وفارق نور
وبقُبلتي ثغرا تقضى نحبه
فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أسلو التلاوة والدعا
ما غردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنسى زفير توجعي
والقد منك لدى الثرى مدثور
إني ألفت الحزن حتى أنني
لو غاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التباعد برهة
كيف التصبر والبعاد دهور
أبكيك حتى نلتقي في جنة
برياض خلد زينتها الحور
البراء:(
عن موقع المأوى