بو عبدالرحمن
08-02-2002, 06:40 PM
-
هذا موضوع كان في الأصل ردا على سؤال ..
أخت كريمة جليلة .. ظنت بأخيها_ الذي هو أنا J_ ظنوناً جميلة ،
لقد حسبته شيئا مع أنه لا شيء .. فوجهت إلي سؤالا
تتفرع عنه مجموعة من النقاط .. عرضت سؤالها ذاك في أحد المنتديات
وكان لزاماً علي أن أستعين بالله وأرد على سؤالها بما يفتح الله به ..
فكان هذا الرد .
- -- - -- -
الأخت الجليلة الفاضلة /
............رحم الله والديك ، ورفع قدرك
ابتداء .. جزاك الله خير الجزاء على حسن ظنك بأخيك ..
اسأل الله أن يجعلني خيرا مما يطنون .. ولا يؤاخذني بما يقولون
وأن يغفر لي ما لا يعلمون ..
ثانيا .. ايتها الفاضلة .. أنا لست شيخا ولا عالما ..
لكنني ( طويلب ) علم ... يحب العلم والعلماء ..
واجتهد أن أتشبه .. فالتشبه بالكرام فلاح ..
فانا لست جميلا ، ولكني أتجمل .. لعل الله أن لا يحرمني وأسأله أن يكرمني ..
ثالثا .. طرحك هذا يحتاج إلى استفاضة قد لا تجدينها عندي ..
ومع هذا سأحاول أن اسوق إليك ما أعرفه ..
واسأل الله أن يضع في هذه الكلمات قبولا وبركة ونورا ..
يتمحور سؤالك حول السعادة القلبية .. وكيف يلقى السعادة قلب متعب ؟!
القلب المتعب ايتها الجليلة ..
لن يجد راحته في اي شيء من اشياء هذه الدنيا ..
فطبيعة الدنيا كما خلقها الله ، مملوءة بالنكد والشقاء والمعاناة
ويكذب من يزعم لك أنه وجد سعادته في شيء من أشياء الدنيا
وإلا فلماذا نرى أفواجا من المنتحرين في عوالم الغرب ، والمؤشر في زيادة!!
مع أن كل شيء هناك مباح بين ايديهم ؟؟
بل لقد سمعنا وقرأنا عن مئات الأغنياء والأثرياء ممن انتهت حياتهم إلى مقصلة الانتحار
ثم لماذا تلجأ جمهرة عريضة جدا جدا إلى المسكرات والمخدرات ..؟؟
ولماذا نجد مشاهير النجوم في عالم الفن خاصة يضجون بالشكوى من حياتهم ..
واوضح ما يكون هذا حين نرى بيوتهم محطمة مفككة منهارة من داخلها !!؟
ومن ثم .. فيكذب والله من يزعم لك :
أنه وجد سعادة قلبه في شيء من اشياء هذه الدنيا
إذن .. ما الحل ..؟
ألا توجد سعادة حقيقية يتذوقها هذا القلب المتعب في هذه الدنيا ؟؟
بلى توجد .. وأقسم لك بالذي رفع السماء بغير عمد .. توجد..توجد يقيناً ..
وهي سعادة لا تعبر عنها الكلمات .. وتعجز عنها اللغة ..
لكن نحن مصيبتنا أننا لم نأتِ البيوت من أبوابها ..
طرقنا كل باب بحثا عن السعادة ، هرولنا إلى كل طريق ..
ركضنا وراء كل ناعق يهتف لنا بالسعادة ..
فماذا وجدنا ؟!!
ووجدنا صوراً من الشقاء في استقبالنا بالأحضان !!
بإيجاز أقول لك ثم اقول :
السعادة الحقيقية لن تكون إلا إذا جاورت سعيدا ..
يعديك هذا السعيد بفيض من سعادته ، فإذا أنت تنتشي وتهتز !!
هكذا يقولون .. يقولون ويرددون: من جاور السعيد يسعد !!
بمعنى ..
ان جوارك لإنسان سعيد كريم ، لابد أن يعود عليك بفيض من نفحات كرمه وسعادته !!
فإذا أنت سعيد كذلك ..!!!!
إذا صح هذا ..وهو صحيح ..
فكيف بمن جاور الله رب العالمين ؟؟
ألا يسعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شاهت الوجوه ...
بل يسعد ويسعد ويسعد .. سعادة لا تشبهها إلا سعادة أهل الجنة في الجنة .
ولذا قال بعض الذين ذاقوا نفحات من هذه السعادة :
نحن في لذة ونعيم لو عرفها الملوك وابناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف !!!
وقال الآخر :
مساكين أهل الدنيا __ يعني اصحاب الشهوات _ خرجوا من دنياهم
ولم يذوقوا أحلى وأطيب ما فيها
فقيل له : وما أحلى وأطيب ما فيها ؟
قال : معرفة الله والإقبال عليه والتلذذ بذكره والأنس بمناجاته
وقال ثالث ,, وقال رابع .. وقال عاشر .. وقال ألف .. الخ
وقال الشاعر :
ولذة نحن فيها ليس يدركها ***** إلا الذي ذاقها في ظل رحمانِ
بغى الملوك علينا حينما علموا ***** أنا سمونا عليهم ، دون تيجانِ
فاعرف ايها الإنسان كيف تأتي البيوت من أبوابها ..
لتجد فيضا من سعادة حقيقية ترف على قلبك ، فتسمو وتسمو ولا تسفل ..
سعادة تهز قلبك ، وترف بروحك ، وتصفو معها نفسك ،
وتزكو خلالها سلوكياتك فإذا أنت تتلألأ بإشراقات السماء طالما أنت مع الله ..
الحديث ذو شجون ..
ولكني قبل أن أختم أحب أن اذكر نفسي وإياكِ بحديث جليل رائع
_ وكل أحاديثه صلى الله عليه وسلم رائعة وجليلة –
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ....
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ...
وأن يكره أن يعود إلى الكفر ، كما يكره أن يقذف في النار "
بالله عليك .. ثم بالله عليك .. ثم مرة ثالثة بالله عليك :
لو حاسبنا أنفسنا على ضوء هذا الحديث .. ماذا نجد....؟ يا ويلاه ؟؟
نجد فضيحة ؟؟ ( فضيحة بجلاجل L
هل فعلا اصبح الله ورسوله ( أحب ) إلينا من كل شيء ..:(
أم أن أهواءنا وشهواتنا هي ( الأحب ) إلينا من تعاليم الله :( :(
علامة ذلك جلية واضحة ، لا تحتاج إلأ فلسفة وكثرة كلام ....
موقفنا من تعاليم الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم
هل تبادر المرأة فورا إلى التزام الحجاب حتى لو شق على نفسها وصعب ...:(:(
أم أنها استعبدتها بيوت الأزياء الغربية ..
فصارت تركع وتسجد بين يديها وهي لا تعلم .!؟
هل بادر الشاب فورا إلى الصلاة ، أم تركها منشغلا بشهوة ما أمام شاشة ؟!!
فإذا هو الآخر قد استعبدته تلك الشهوة ...
فأخذ يركع ويسجد بين يديها وهو يضحك.. ويحسب أنه يحسن صنعا ...
ألسنا نقرأ قول ربنا تبارك وتعالى :
( أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه )
صورة عجيبة ومثيرة ومقززة :
أن يصبح الهوى الشخصي إلها يعبد من دون الله .. :(
ثم نزعم بملء الفم : أننا جادون في طلب السعادة الحقيقية ..؟ :(
وعلى هذا علينا أن نقيس أمورا كثيرة ..
الأمر يحتاج إلى وقفة حازمة حاسمة مع النفس وأهوائها ..
وإلا فإننا نكون كمن يتجه غربا ، وهو يزعم أنه سيصل إلى مشرق الشمس ..:(
مرة ثانية أعود فأقول :
الحديث ذو شجون .. والحال مختلفة الظنون .. وهذا ما يسره الله لي
فإن أحسنت فلا تشكرينني .. واتجهي بشكرك لله رب العالمين
وإن أخطأت .. فإني استغفر الله ، وأعتذر منكم .
أما النقاط الأخرى ...
فعل الله أن ييسر لنا لقاء آخر ،
فاستعين بالله وأكتب هنا ما سيفتح الله به ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
هذا موضوع كان في الأصل ردا على سؤال ..
أخت كريمة جليلة .. ظنت بأخيها_ الذي هو أنا J_ ظنوناً جميلة ،
لقد حسبته شيئا مع أنه لا شيء .. فوجهت إلي سؤالا
تتفرع عنه مجموعة من النقاط .. عرضت سؤالها ذاك في أحد المنتديات
وكان لزاماً علي أن أستعين بالله وأرد على سؤالها بما يفتح الله به ..
فكان هذا الرد .
- -- - -- -
الأخت الجليلة الفاضلة /
............رحم الله والديك ، ورفع قدرك
ابتداء .. جزاك الله خير الجزاء على حسن ظنك بأخيك ..
اسأل الله أن يجعلني خيرا مما يطنون .. ولا يؤاخذني بما يقولون
وأن يغفر لي ما لا يعلمون ..
ثانيا .. ايتها الفاضلة .. أنا لست شيخا ولا عالما ..
لكنني ( طويلب ) علم ... يحب العلم والعلماء ..
واجتهد أن أتشبه .. فالتشبه بالكرام فلاح ..
فانا لست جميلا ، ولكني أتجمل .. لعل الله أن لا يحرمني وأسأله أن يكرمني ..
ثالثا .. طرحك هذا يحتاج إلى استفاضة قد لا تجدينها عندي ..
ومع هذا سأحاول أن اسوق إليك ما أعرفه ..
واسأل الله أن يضع في هذه الكلمات قبولا وبركة ونورا ..
يتمحور سؤالك حول السعادة القلبية .. وكيف يلقى السعادة قلب متعب ؟!
القلب المتعب ايتها الجليلة ..
لن يجد راحته في اي شيء من اشياء هذه الدنيا ..
فطبيعة الدنيا كما خلقها الله ، مملوءة بالنكد والشقاء والمعاناة
ويكذب من يزعم لك أنه وجد سعادته في شيء من أشياء الدنيا
وإلا فلماذا نرى أفواجا من المنتحرين في عوالم الغرب ، والمؤشر في زيادة!!
مع أن كل شيء هناك مباح بين ايديهم ؟؟
بل لقد سمعنا وقرأنا عن مئات الأغنياء والأثرياء ممن انتهت حياتهم إلى مقصلة الانتحار
ثم لماذا تلجأ جمهرة عريضة جدا جدا إلى المسكرات والمخدرات ..؟؟
ولماذا نجد مشاهير النجوم في عالم الفن خاصة يضجون بالشكوى من حياتهم ..
واوضح ما يكون هذا حين نرى بيوتهم محطمة مفككة منهارة من داخلها !!؟
ومن ثم .. فيكذب والله من يزعم لك :
أنه وجد سعادة قلبه في شيء من اشياء هذه الدنيا
إذن .. ما الحل ..؟
ألا توجد سعادة حقيقية يتذوقها هذا القلب المتعب في هذه الدنيا ؟؟
بلى توجد .. وأقسم لك بالذي رفع السماء بغير عمد .. توجد..توجد يقيناً ..
وهي سعادة لا تعبر عنها الكلمات .. وتعجز عنها اللغة ..
لكن نحن مصيبتنا أننا لم نأتِ البيوت من أبوابها ..
طرقنا كل باب بحثا عن السعادة ، هرولنا إلى كل طريق ..
ركضنا وراء كل ناعق يهتف لنا بالسعادة ..
فماذا وجدنا ؟!!
ووجدنا صوراً من الشقاء في استقبالنا بالأحضان !!
بإيجاز أقول لك ثم اقول :
السعادة الحقيقية لن تكون إلا إذا جاورت سعيدا ..
يعديك هذا السعيد بفيض من سعادته ، فإذا أنت تنتشي وتهتز !!
هكذا يقولون .. يقولون ويرددون: من جاور السعيد يسعد !!
بمعنى ..
ان جوارك لإنسان سعيد كريم ، لابد أن يعود عليك بفيض من نفحات كرمه وسعادته !!
فإذا أنت سعيد كذلك ..!!!!
إذا صح هذا ..وهو صحيح ..
فكيف بمن جاور الله رب العالمين ؟؟
ألا يسعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شاهت الوجوه ...
بل يسعد ويسعد ويسعد .. سعادة لا تشبهها إلا سعادة أهل الجنة في الجنة .
ولذا قال بعض الذين ذاقوا نفحات من هذه السعادة :
نحن في لذة ونعيم لو عرفها الملوك وابناء الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف !!!
وقال الآخر :
مساكين أهل الدنيا __ يعني اصحاب الشهوات _ خرجوا من دنياهم
ولم يذوقوا أحلى وأطيب ما فيها
فقيل له : وما أحلى وأطيب ما فيها ؟
قال : معرفة الله والإقبال عليه والتلذذ بذكره والأنس بمناجاته
وقال ثالث ,, وقال رابع .. وقال عاشر .. وقال ألف .. الخ
وقال الشاعر :
ولذة نحن فيها ليس يدركها ***** إلا الذي ذاقها في ظل رحمانِ
بغى الملوك علينا حينما علموا ***** أنا سمونا عليهم ، دون تيجانِ
فاعرف ايها الإنسان كيف تأتي البيوت من أبوابها ..
لتجد فيضا من سعادة حقيقية ترف على قلبك ، فتسمو وتسمو ولا تسفل ..
سعادة تهز قلبك ، وترف بروحك ، وتصفو معها نفسك ،
وتزكو خلالها سلوكياتك فإذا أنت تتلألأ بإشراقات السماء طالما أنت مع الله ..
الحديث ذو شجون ..
ولكني قبل أن أختم أحب أن اذكر نفسي وإياكِ بحديث جليل رائع
_ وكل أحاديثه صلى الله عليه وسلم رائعة وجليلة –
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ....
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ...
وأن يكره أن يعود إلى الكفر ، كما يكره أن يقذف في النار "
بالله عليك .. ثم بالله عليك .. ثم مرة ثالثة بالله عليك :
لو حاسبنا أنفسنا على ضوء هذا الحديث .. ماذا نجد....؟ يا ويلاه ؟؟
نجد فضيحة ؟؟ ( فضيحة بجلاجل L
هل فعلا اصبح الله ورسوله ( أحب ) إلينا من كل شيء ..:(
أم أن أهواءنا وشهواتنا هي ( الأحب ) إلينا من تعاليم الله :( :(
علامة ذلك جلية واضحة ، لا تحتاج إلأ فلسفة وكثرة كلام ....
موقفنا من تعاليم الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم
هل تبادر المرأة فورا إلى التزام الحجاب حتى لو شق على نفسها وصعب ...:(:(
أم أنها استعبدتها بيوت الأزياء الغربية ..
فصارت تركع وتسجد بين يديها وهي لا تعلم .!؟
هل بادر الشاب فورا إلى الصلاة ، أم تركها منشغلا بشهوة ما أمام شاشة ؟!!
فإذا هو الآخر قد استعبدته تلك الشهوة ...
فأخذ يركع ويسجد بين يديها وهو يضحك.. ويحسب أنه يحسن صنعا ...
ألسنا نقرأ قول ربنا تبارك وتعالى :
( أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه )
صورة عجيبة ومثيرة ومقززة :
أن يصبح الهوى الشخصي إلها يعبد من دون الله .. :(
ثم نزعم بملء الفم : أننا جادون في طلب السعادة الحقيقية ..؟ :(
وعلى هذا علينا أن نقيس أمورا كثيرة ..
الأمر يحتاج إلى وقفة حازمة حاسمة مع النفس وأهوائها ..
وإلا فإننا نكون كمن يتجه غربا ، وهو يزعم أنه سيصل إلى مشرق الشمس ..:(
مرة ثانية أعود فأقول :
الحديث ذو شجون .. والحال مختلفة الظنون .. وهذا ما يسره الله لي
فإن أحسنت فلا تشكرينني .. واتجهي بشكرك لله رب العالمين
وإن أخطأت .. فإني استغفر الله ، وأعتذر منكم .
أما النقاط الأخرى ...
فعل الله أن ييسر لنا لقاء آخر ،
فاستعين بالله وأكتب هنا ما سيفتح الله به ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين