متشيم
26-02-2002, 01:31 AM
صرح رامسفيلد بأن الولايت المتحدة ستسلم الأشخاص الموجودين في جوانتنامو إلى دولهم.
ولنعد قليلا إلى الوراء ، فليست مهمتنا الوقوف على ما أدلوا به والتعليق عليه عاطفيا ، وإن كانت عودتنا للوراء لن تخلو من العاطفة.
=================
قبل فترة صرح الرئيس الأمريكي وكذلك أشكروفت اليهودي وهو زير العدل ، ورامسفيلد وزير الدفاع ، كل على حدة ، بأن المعتقلين ليسو أسرى حرب بل إرهابيين ، ووسط هذا التعريف الظبابي فلا يمكن معرفة ماذا تريد الولايات المتحدة أن تفعل بهم.
وحتى هذه اللحظة ، أشد ما يمكن أن يوصف به شخص فوق كونه "أسير حرب" هو "مجرم حرب" ويقصد به من يوجه حربه ضد المدنين (كقادة الولايات المتحدة في حرب فيتنام مثلا أو حرب الصومال أو حرب بنما أو الحروب في أمريكا اللاتينية أو حرب الفلبين في فترة مضت) وأقصى اتهام موجه حاليا لمجرم هو "مجرم حرب" وأشد من ينطبق عليه هذا اللفظ وفقا للمعايير الغربية هو الرئيس الصربي السابق ، سلوبودان ميلوسفيتش ، والذي يعتقد أنه سيقضي عقوبة السجن مدى الحياة وفق القوانين الأممية.
ولكن أسرى القاعدة في جوانتنامو ليسوا أسرى حرب بل "إرهابيين" كما صرح (زعماء الإرهاب في العالم) الثلاثة الذين سبق أن ذكرت أسماءهم ، حسنا ، ما هي أقصى عقوبة؟ لن تقل حتما عن السجن المؤبد في السجون الأمريكية ، لأن الضربة كانت على طائرات أمريكية في السماء الأمريكية والضحايا أمريكان ، والمحاكمة حتى هذه اللحظة لم يتم تحريكها قضائيا ، وهذه ثغرة تخل بالتحرك الأمريكي ككل لأنها أكدت أنها هي من لها الحق بتعقبهم ومعاقبتهم وأنهم متهمون ، فأين المحكمة التي طلبت مثولهم؟ وهذا خطأ شكلي فادح يعرفه كل ملم بالقانون.
ولكن التصريح المفاجيء كان على لسان رامسفيلد الذي أكد أن الولايات المتحدة ستسلم هؤلاء المتهمين إلى دولهم ... وهنا نقطة نعود بها إلى الوراء قليلا ، إذا كانت الولايات المتحدة ضغطت على صربيا لتسليم ميلوسفيتش ، وقدمته لمحاكمة خارج أراضيها كمتهم عن جرائم حرب لم تضر بالأمريكان وسوف يقضي المؤبد في سجن تابع لمحكمة العدل الدولية ، فكيف تقوم أمريكا بتسليم المتهمين إلى دولهم؟
المسلم كيس فطن وعليه أن يقرأ هذا التصريح جيدا وإليك مراجعة سريعة له.
ميلوسفيتش متهم بارتكاب جرائم حرب ، فهو مجرم حرب بينما أعضاء القاعدة ليسوا أسرى حرب ولا يمكن محاكمتهم وفق معاهدة جنيف لأسرى الحرب بل هم في وضعية أسوأ وأشد إجراما.
ميلوسفيتش لم يرتكب أي جريمة ضد الولايات المتحدة ولا على أراضيها ولم تصب حرما خاضعا للولايات المتحدة أما القاعدة فحسب الاتهام فهم متهمون بارتكاب جريمة في سماء الولايات المتحدة وعلى أرض تابعة لها (حسب القانون تعتبر الطائرة في حكم أرض الدولة التي تتبع لها) وقتلوا أكثر من 2600 مدني وهددوا الولايات المتحدة.
أعضاء القاعدة تبرت منهم دولهم أما ميلوسوفيتش فلا زال له أنصار ينافسون في الانتخابات.
ميلوسفيتش إذا طبقت عليه العقوبة فسيسجن المؤبد في سجون محكمة العدل ..؟!؟!؟!؟ القاعدة يرحلون إلى بلادهم....
صلوا على سيدنا النبي ، اللهم صلي وسلم عليه.
أمريكا من الدول التي تنص قوانينها على عدم تسليم أي مجرم لأي بلد يحتمل أن يتعرض فيه للأعدام ، وأقول أن جميع أعضاء الطالبان من دول تنفذ عقوبة الاعدام باستثناء الدول الأوروبية ، وهذا هو مكمن الخطورة في الموضوع.
(1) حتى هذه اللحظة لم تستطع أمريكا وبعد مرور شهور على وجود الأسرى في السجن أن تخرج بأي شيء ، أي شيء ، ولا أي دليل ، ولكم أن تتصورون نوعية التحقيق.
(2) أن أمريكا تتعرض لضغوط من الدول الأوروبية من ثلاث جهات ، الاتحاد الأوروبي الذي يصر على أن هؤلاء أسرى حرب ، جمعيات حقوق الإنسان الأوروبية التي تطالب بنفس المعاملة ، الدول الأوروبية التي لديها رعايا مسجونون في جوانتناموا وعلى رأسهم بريطانيا.
(3) أمريكا لا تسطيع تنفيذ عقوبة الإعدام في حقهم في وقت لا تنفذه على مجرم الحرب السفاح ميلوسوفيتش.
(4) أمريكا لا تستطيع أن تنفذ عقوبة الإعدام وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتركهم مسجونين لديها على ذمة التحقيق ، وكذلك تود أن تتخلص منهم ، كيف؟
بعد كل هذه النقاط ، تأتي الولايات المتحدة لتلقي بالكرة في ملعب الدول العربية بالذات ، وسوف تقوم بتسليم هؤلاء إلى دولهم ، واعتقد أن هؤلاء إذا كانوا من دول كالأردن أو مصر فإنهم إلى الإعدام حتما ، وهذا ما أثبته التاريخ قديما ، سيتعرضون لمحاكمات عسكرية ومن ثم اتهامهم بالخيانة العظمى ، ومن ثم الإعدام.
اعتقد أن التصريح الأخير لرامسفيد الذي يتميز بتساهل غير طبيعي تماما بتسليم هؤلاء لدولهم على النقيض من كل المحفزات التي تدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء غير طبيعي في حقهم ، تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام.
وفي النهاية أنصحكم بقراءة هذا المقال القيم:
http://www.aljazeera.net/point_views/2002/2/2-12-1.htm
ولنعد قليلا إلى الوراء ، فليست مهمتنا الوقوف على ما أدلوا به والتعليق عليه عاطفيا ، وإن كانت عودتنا للوراء لن تخلو من العاطفة.
=================
قبل فترة صرح الرئيس الأمريكي وكذلك أشكروفت اليهودي وهو زير العدل ، ورامسفيلد وزير الدفاع ، كل على حدة ، بأن المعتقلين ليسو أسرى حرب بل إرهابيين ، ووسط هذا التعريف الظبابي فلا يمكن معرفة ماذا تريد الولايات المتحدة أن تفعل بهم.
وحتى هذه اللحظة ، أشد ما يمكن أن يوصف به شخص فوق كونه "أسير حرب" هو "مجرم حرب" ويقصد به من يوجه حربه ضد المدنين (كقادة الولايات المتحدة في حرب فيتنام مثلا أو حرب الصومال أو حرب بنما أو الحروب في أمريكا اللاتينية أو حرب الفلبين في فترة مضت) وأقصى اتهام موجه حاليا لمجرم هو "مجرم حرب" وأشد من ينطبق عليه هذا اللفظ وفقا للمعايير الغربية هو الرئيس الصربي السابق ، سلوبودان ميلوسفيتش ، والذي يعتقد أنه سيقضي عقوبة السجن مدى الحياة وفق القوانين الأممية.
ولكن أسرى القاعدة في جوانتنامو ليسوا أسرى حرب بل "إرهابيين" كما صرح (زعماء الإرهاب في العالم) الثلاثة الذين سبق أن ذكرت أسماءهم ، حسنا ، ما هي أقصى عقوبة؟ لن تقل حتما عن السجن المؤبد في السجون الأمريكية ، لأن الضربة كانت على طائرات أمريكية في السماء الأمريكية والضحايا أمريكان ، والمحاكمة حتى هذه اللحظة لم يتم تحريكها قضائيا ، وهذه ثغرة تخل بالتحرك الأمريكي ككل لأنها أكدت أنها هي من لها الحق بتعقبهم ومعاقبتهم وأنهم متهمون ، فأين المحكمة التي طلبت مثولهم؟ وهذا خطأ شكلي فادح يعرفه كل ملم بالقانون.
ولكن التصريح المفاجيء كان على لسان رامسفيلد الذي أكد أن الولايات المتحدة ستسلم هؤلاء المتهمين إلى دولهم ... وهنا نقطة نعود بها إلى الوراء قليلا ، إذا كانت الولايات المتحدة ضغطت على صربيا لتسليم ميلوسفيتش ، وقدمته لمحاكمة خارج أراضيها كمتهم عن جرائم حرب لم تضر بالأمريكان وسوف يقضي المؤبد في سجن تابع لمحكمة العدل الدولية ، فكيف تقوم أمريكا بتسليم المتهمين إلى دولهم؟
المسلم كيس فطن وعليه أن يقرأ هذا التصريح جيدا وإليك مراجعة سريعة له.
ميلوسفيتش متهم بارتكاب جرائم حرب ، فهو مجرم حرب بينما أعضاء القاعدة ليسوا أسرى حرب ولا يمكن محاكمتهم وفق معاهدة جنيف لأسرى الحرب بل هم في وضعية أسوأ وأشد إجراما.
ميلوسفيتش لم يرتكب أي جريمة ضد الولايات المتحدة ولا على أراضيها ولم تصب حرما خاضعا للولايات المتحدة أما القاعدة فحسب الاتهام فهم متهمون بارتكاب جريمة في سماء الولايات المتحدة وعلى أرض تابعة لها (حسب القانون تعتبر الطائرة في حكم أرض الدولة التي تتبع لها) وقتلوا أكثر من 2600 مدني وهددوا الولايات المتحدة.
أعضاء القاعدة تبرت منهم دولهم أما ميلوسوفيتش فلا زال له أنصار ينافسون في الانتخابات.
ميلوسفيتش إذا طبقت عليه العقوبة فسيسجن المؤبد في سجون محكمة العدل ..؟!؟!؟!؟ القاعدة يرحلون إلى بلادهم....
صلوا على سيدنا النبي ، اللهم صلي وسلم عليه.
أمريكا من الدول التي تنص قوانينها على عدم تسليم أي مجرم لأي بلد يحتمل أن يتعرض فيه للأعدام ، وأقول أن جميع أعضاء الطالبان من دول تنفذ عقوبة الاعدام باستثناء الدول الأوروبية ، وهذا هو مكمن الخطورة في الموضوع.
(1) حتى هذه اللحظة لم تستطع أمريكا وبعد مرور شهور على وجود الأسرى في السجن أن تخرج بأي شيء ، أي شيء ، ولا أي دليل ، ولكم أن تتصورون نوعية التحقيق.
(2) أن أمريكا تتعرض لضغوط من الدول الأوروبية من ثلاث جهات ، الاتحاد الأوروبي الذي يصر على أن هؤلاء أسرى حرب ، جمعيات حقوق الإنسان الأوروبية التي تطالب بنفس المعاملة ، الدول الأوروبية التي لديها رعايا مسجونون في جوانتناموا وعلى رأسهم بريطانيا.
(3) أمريكا لا تسطيع تنفيذ عقوبة الإعدام في حقهم في وقت لا تنفذه على مجرم الحرب السفاح ميلوسوفيتش.
(4) أمريكا لا تستطيع أن تنفذ عقوبة الإعدام وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتركهم مسجونين لديها على ذمة التحقيق ، وكذلك تود أن تتخلص منهم ، كيف؟
بعد كل هذه النقاط ، تأتي الولايات المتحدة لتلقي بالكرة في ملعب الدول العربية بالذات ، وسوف تقوم بتسليم هؤلاء إلى دولهم ، واعتقد أن هؤلاء إذا كانوا من دول كالأردن أو مصر فإنهم إلى الإعدام حتما ، وهذا ما أثبته التاريخ قديما ، سيتعرضون لمحاكمات عسكرية ومن ثم اتهامهم بالخيانة العظمى ، ومن ثم الإعدام.
اعتقد أن التصريح الأخير لرامسفيد الذي يتميز بتساهل غير طبيعي تماما بتسليم هؤلاء لدولهم على النقيض من كل المحفزات التي تدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء غير طبيعي في حقهم ، تدور حوله الكثير من علامات الاستفهام.
وفي النهاية أنصحكم بقراءة هذا المقال القيم:
http://www.aljazeera.net/point_views/2002/2/2-12-1.htm