سردال
11-03-2002, 02:12 PM
قلت لأخي الأصغر: إنها قصة البيضة والدجاجة مرة أخرى! قال لي: كيف يعني؟ قلت: البيضة تأتي من الدجاجة، والدجاجة من أين أتت؟ قال: من البيضة! قلت والبيضة من أخرجها؟ قال: الدجاجة!! قلت فهذه دائرة مغلقة لا تفرق بدايتها عن نهايتها أبداً، وإن أردت أن تحل هذه المشكلة العويصة فعليك قبل ذلك أن تنظر إلى مشاكل البيض والدجاج في بلادنا، وإليك هذه الباقة:
البيضة الأولى: خريج جامعي يبحث بكل دأب عن وظيفة، الشروط دائماً تفرض خبرة لا تقل عن سنتين لمن يحمل شهادة مثل شهادته، من أين سأتي بالخبرة؟ طبعاً من العمل، كيف سيعمل وشرط الخبرة مطلوب؟ لا أدري! هذه دائرة ضيقة جداً، فالخبرة مطلوبة، والخبرة لا تأتي إلا عن طريق العمل، والعمل يرفض شاباً بدون خبرة، المحصلة النهائية: فرد جديد في مؤسسة البطالة.
البيضة الثانية: عندما نطالب بحق الشعب في أن يقرر مصيره وأن ينتخب من يريد ويحاسب المخطئ ويشجع من أحسن، وأن يبدأ الشعب بإنشاء مؤسساته الشعبية التي لا تهدف إلى الربح والتي تضع نصب عينيها التوعية والتطوير، وأن يصبح الرئيس والمرؤوس شيئاً واحداً، عندما نطالب بكل هذا، يقال لن: الشعب غير مستعد لمثل هذه الحريات! نقول: ومتى سيكون جاهزاً لتحمل مسؤولية الحرية؟ عندما يكون واعياً! ومتى سيكون واعياً؟ عندما يكون مستعداً لتحمل هذه المسؤولية! أي بيضة ودجاجة أخرى، والمحصلة النهائية: مجتمع خامل يتطور ببطئ شديد، حتى ولو كان التطور المادي سريعاً فالتطور الفكري بطيئ بمراحل.
البيضة الثالثة: تطالب وزارة التعليم من المدرسين أن يواكبوا التطورات الأخيرة في التربية والتعليم، حتى يكونوا مثالاً للمدرس المثالي في الألفية الثالثة، والمدرسين يطالبون الوزارة أن تفعل دورها في تنمية مهارتهم وقدراتهم، هذان فريقان يقف كل منهما على طرف الملعب، وكل فريق يطلب من الفريق الآخر أن يأتي إلى منتصف الملعب أولاً، وهكذا لن يصل أحد إلى نقطة الحل ما دامت البيضة والدجاجة تدور في الوزارة! المحصلة النهائية: أجيال ما زالت تتخرج من نظام لا يعرف من التربية شيئاً ولا من التعليم سوى التلقين!
نظرت لأخي الذي عرفت من قسمات وجهه أنه لم يكن منتبهاً لحديثي أبداً، ينظر إلى الفراغ بعيون مفتوحة وفمه تدلى قليلاً للأسفل ليكشف عن مغارة علي بابا! وفجأة رفع إصبعه الثخين في وجهي وصرخ: وجدتها! .... وجدتها!
- ماذا وجدت يا أرخميدس زمانك؟!
- وجدت حل مشكلة البيضة والدجاجة....!
البيضة الأولى: خريج جامعي يبحث بكل دأب عن وظيفة، الشروط دائماً تفرض خبرة لا تقل عن سنتين لمن يحمل شهادة مثل شهادته، من أين سأتي بالخبرة؟ طبعاً من العمل، كيف سيعمل وشرط الخبرة مطلوب؟ لا أدري! هذه دائرة ضيقة جداً، فالخبرة مطلوبة، والخبرة لا تأتي إلا عن طريق العمل، والعمل يرفض شاباً بدون خبرة، المحصلة النهائية: فرد جديد في مؤسسة البطالة.
البيضة الثانية: عندما نطالب بحق الشعب في أن يقرر مصيره وأن ينتخب من يريد ويحاسب المخطئ ويشجع من أحسن، وأن يبدأ الشعب بإنشاء مؤسساته الشعبية التي لا تهدف إلى الربح والتي تضع نصب عينيها التوعية والتطوير، وأن يصبح الرئيس والمرؤوس شيئاً واحداً، عندما نطالب بكل هذا، يقال لن: الشعب غير مستعد لمثل هذه الحريات! نقول: ومتى سيكون جاهزاً لتحمل مسؤولية الحرية؟ عندما يكون واعياً! ومتى سيكون واعياً؟ عندما يكون مستعداً لتحمل هذه المسؤولية! أي بيضة ودجاجة أخرى، والمحصلة النهائية: مجتمع خامل يتطور ببطئ شديد، حتى ولو كان التطور المادي سريعاً فالتطور الفكري بطيئ بمراحل.
البيضة الثالثة: تطالب وزارة التعليم من المدرسين أن يواكبوا التطورات الأخيرة في التربية والتعليم، حتى يكونوا مثالاً للمدرس المثالي في الألفية الثالثة، والمدرسين يطالبون الوزارة أن تفعل دورها في تنمية مهارتهم وقدراتهم، هذان فريقان يقف كل منهما على طرف الملعب، وكل فريق يطلب من الفريق الآخر أن يأتي إلى منتصف الملعب أولاً، وهكذا لن يصل أحد إلى نقطة الحل ما دامت البيضة والدجاجة تدور في الوزارة! المحصلة النهائية: أجيال ما زالت تتخرج من نظام لا يعرف من التربية شيئاً ولا من التعليم سوى التلقين!
نظرت لأخي الذي عرفت من قسمات وجهه أنه لم يكن منتبهاً لحديثي أبداً، ينظر إلى الفراغ بعيون مفتوحة وفمه تدلى قليلاً للأسفل ليكشف عن مغارة علي بابا! وفجأة رفع إصبعه الثخين في وجهي وصرخ: وجدتها! .... وجدتها!
- ماذا وجدت يا أرخميدس زمانك؟!
- وجدت حل مشكلة البيضة والدجاجة....!