PDA

View Full Version : أنا أمزح!


سردال
13-03-2002, 04:13 AM
لم تعد للكلمة قيمة كما كانت في السابق، الكثير منا يكتب او يتكلم ولا يلقي بالا لما خطت يده او تحرك به لسانه، وكأن الكلمة صارت لعبة رخيصة يلعب بها الصبيان دون ما خوف او احساس بالمسؤولية، حتى ان الناس تعودوا ان يتكلم احدهم بكلام خطير، ثم يتراجع عنه بدعوى الفكاهة فقط.

ويتناقل الناس فيما بينهم بحديث عن فلان او فلان، وانه فعل كذا وكذا، والكل يصدق ولا احد يسأل هذا صحيح ام لا؟ والبعض يزيد في الخبر لكي يصبغه ببعض الاثارة والتشويق، وينتشر الخبر بسرعة خصوصا ان كان سلبيا يركز على خطأ فلان من الناس، وهكذا يتناقل الناس الاشاعات والاخبار ويصدقونها ولا يكلف احدهم نفسه عناء التأكد من الخبر.

وهكذا تصبح الكلمة رخيصة، في زماننا الذي رخصت فيه الاخلاق والآداب، يتناقلها الناس فيما بينهم غير عابئين بثقلها، وقليل من الناس تجدهم اصحاب مبادئ، يحترمون كلماتهم، ويحسبون الف حساب قبل النطق بكلمة قد تغير حياتهم، وللأسف ينظر لهؤلاء الناس على انهم طيبون، او اناس سذج، يسيرون عكس التيار.

اخبرني احدهم بأنه مل نظرة اصدقائه له، فهو من بينهم مختلف عنهم، لا يهتم كثيرا بالمظاهر، ولا يجاريهم فيما يفعلون من امور يراها هو اخطاء يجب ان لا يفعلها الناس، ومع ذلك ينظرون له على انه هو الخارج عن المألوف، فهو لا يعاكس الفتيات، ولا يحاول ان يكسب ود فتاة تكون له صديقة، انه يسبح ضد التيار!.

حياتنا اساسها الكلمة، فالزواج يتم بكلمة، والطلاق كذلك، فما اسهل ان يتزوج الانسان وان يطلق، وما اصعب تحمل مسؤولية كلمة الزواج والتي هي ميثاق غليظ كما سماها الله تعالى في كتابه العزيز، والحياة الزوجية لو كانت سهلة بسهولة نطق الكلمة، لما احتجنا ابدا الى ذكر مشاكل الزواج والعلاقات بين الازواج، لكنها مسؤولية تقع على عاتق الزوجين وعليهما ان يدركا حجم هذه المسؤولية قبل ان يفرحا بزواجهما.

وفي حياتنا العملية، البيع والشراء يتم بالكلمة، وعلى البائع والمشتري ان يحترما الاتفاق حتى ولو لم يكن مكتوبا، وفي الفقه الاسلامي يكفي فقط ان يتكلم البائع بكلمة البيع للمشتري، ويقول المشتري اي كلمة تفيد القبول والموافقة، حتى يتم الاتفاق، ولا حاجة للتوثيق، فالثقة هنا بين البائع والمشتري اساسها ان الناس يحترمون الكلمة التي ينطقون بها.

اذكر انني قرأت عن احد التجار الخليجيين في مجلة ما، يتحدث عن التجارة في السابق، فيقول بأن التجارة في السابق كانت سهلة ميسرة، وذلك لأنها مبنية على الثقة، والناس لا يستخدمون الاوراق لاثبات وتأكيد وعودهم، بل كنا نعتمد على الكلمة، ونثق بوعود الآخرين وعلى اساس هذه الثقة كانت تسير الحياة التجارية بيننا، اما اليوم فكل شيء بالورق، ولا يحميك القانون ان لم توثق كل شيء بطريقة رسمية·
حتى في عالم الادارة، اقرأ كثيرا عن احترام الوعود، ويؤكد الكتاب في عالم الادارة، على اهمية احترام الوعود، فإن وعد المدير الموظفين بشيء ما فعليه ان يؤدي وعده والا فليتحمل خسارة ثقة الموظفين به، ولذلك على المدير ان لا يكثر من الوعود لموظفيه، حتى لا يخسر احترامهم وثقتهم به ان اخل بوعد واحد فقط.

في كل مجال الكلمة هي الاساس، واحترام الناس لما يكتبونه ويتحدثون به امر غاية الاهمية، فلو احترمنا ما ننطق به وما نكتبه والتزامنا به، فلن نكون امة متخلفة عن ركب الحضارة، ولن نكون امة هينة في اعين غيرنا من الامم، لكننا اصبحنا ضعفاء بضعف التزامنا بالكلمة، ومن لا يحترم وعوده لا يستحق الاحترام ابدا، واخشى ان يأتي يوم يقول فيه الرجل لزوجته: انت طالق! فتكتم المفاجأة لسانها، وتفتح عيناها على آخر اتساعهما وتنظر للزوج نظرة كلها استغراب وتساؤل، وعندها يقهقه الرجل ويعلو صوته بضحكة سخيفة ويقول: انا أمزح!.

no one
13-03-2002, 06:04 AM
لاتنسي ان كلمة احيانا تتوقف عليها حياة إنسان.. والكلمة هذه في يد مستهتر :rolleyes: "الكلمة أمانة" والانسان لو مو قدر الكلمة لايقولها ..وبعض المزح سخيف حتى لو كان مجرد حرفين:rolleyes:صارت الكلمات مثل اي شئ ثاني في الحياة فقد مصداقيته صار الناس يتكلموا اي كلام مايهمهم نتيجة الكلام هذا!! واذا سئلتهم قالوا : ياشيخ اهو كلام والسلام!!! عجبي :mad: سردال موضوعك رووعة زي كل حرف بتكتبه متميز من جد:) :)وتراني اقولك الصدق وماامزح:D

MUSLIMAH
13-03-2002, 06:38 AM
السلام عليكم

أسعد الله أوقاتك بكل خير أخي الكريم :)

فعلا هذه الأيام أصبح الكلام رخيصًا و رخيصًا جدًا كما تفضلت ..

فقد نسي هولاء الناس أو تناسوا بأنه " ما يلفظ من قول إلا و لديه رقيب عتيد "

فقالوا و قالوا سواء مزحوا أم صدقوا فكل كلمة مسجلة إما لهم و إما عليهم .. فأما الذي لهم فأقل بكثير مما عليهم .. و الله المستعان .. :(

موضوع مهم جدًا أرجو أن يجد صداه المرجو في قلوب الجميع .. الغنايم بدت تهل ما شاء الله ;)

وفقك الله لكل خير يحبه و يرضاه :)

زمردة
13-03-2002, 08:37 AM
أكيد أن الأخ سردال .. ما شاء الله .. ما يكتبه مهم ومميز ..

وأدعو كل من يقرأ الموضوع أن يرجع لقراءته مرة أخرى لأهميته ..

ولكن أحببت فقط أن أذكر بأمر قد يجهله القلة منا وهو .. قول الرسول - صلى الله عليه وسلم :

« ثلاث جدهن جد وهزلهن جد : النكاح والطلاق والعتاق » ..

فقد ختم الأخ سردال مقاله بقوله :
( واخشى ان يأتي يوم يقول فيه الرجل لزوجته: انت طالق! فتكتم المفاجأة لسانها، وتفتح عيناها على آخر اتساعهما وتنظر للزوج نظرة كلها استغراب وتساؤل، وعندها يقهقه الرجل ويعلو صوته بضحكة سخيفة ويقول: انا أمزح!. )

وأنا بدوري أخشى أن يجهل البعض أنه في هذه الحالة يقع الطلاق وفقاً لحديث رسول الله السابق الذكر ..

أسأل الله أن يبصرنا بما يصلحنا وأن يوفقنا إلى الاستقامة على شرعه ..

زهرة الكركديه
13-03-2002, 10:24 AM
دنيا ..؟؟

سردال
13-03-2002, 01:27 PM
no one: نعم قد تتوقف حياة الإنسان على كلمة، تماماً كما كانوا المسلمين في السابق، كلمتهم واحدة ولو ماتوا بسبب هذه الكلمة، أما قول الناس، بأنه مجرد كلام، فالرد يكون كما كان رد الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: ثكلتك أمك يا معاذ! أيكب الناس على وجوههم (وفي رواية مناخرهم) في النار إلا حصائد ألسنتهم. أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة.


MUSLIMAH: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تصوري أنني في بعض الأحيان أردد بعض الأناشيد في أي وقت، فأتذكر أن هذا سيكب! فأستحي أن أرى هذه الكلمات وقد سجلت علي أو لي، فكيف بالغناء أو الكلام الفاحش أو الغيبة أو النميمة؟ وجزاك الله خيراً على المشاركة، وبإذن الله نستمر في تقديم الغنائم :)


زمردة: بارك الله لك، كنت أبحث عن هذا الحديث لأهميته في هذا الموضوع، طبعاً من ناحية فقهية وكما تعلمت من استماعي لإذاعة القرآن من أبوظبي (الله يرجعها مثل ما كانت) الزواج والطلاق لا مزاح فهيما أبداً، وكان العلماء يحذرون الرجال من استعمل كلمة الطلاق ولو على سبيل التهديد لأن الطلاق قد يقع إن كان مشروطاً وتحقق الشرط. وجزاك الله خيراً على الإضافة الطيبة.

زهرة الكركديه: إشرحي أكثر :)

ريم المها
13-03-2002, 02:44 PM
الكلمة حق.... لكن الكثير لايستوعب هذا المعنى ...فكل شئ عندهم

مزح ولا نعرف جدهم من هزلهم..... موضوع يستحق القراءة

سردال
13-03-2002, 06:42 PM
ريم المها: الأجيال الجديدة، عرفتها وخبرتها من خلال الاحتكاك، حقيقة تجدين فيهم ظاهرة غريبة، وهي كما قلت لا تعرف مزاحهم من جدهم، ويمزحون في موضع الجد ويجدون في موضع المزاح، فلا تعرفين ما هم.

شكراً على المشاركة :)

زهرة الكركديه
13-03-2002, 09:52 PM
اليوم وفى هذا التاريخ كتب الله لى أن أنصدم وأعرف شخصيتك الحقيقية......

الصراحة شىء جميل ويسعد أن تتعرف على أشخاص كنت أصلا تعرفهم .....وتقرأ لهم لكن باسمين مختلفين ويتوحدون فى موضوع واحد ان كان على الورق أو على شاشة الكمبيوتر.......

(( وهكذا تصبح الكلمة رخيصة، في زماننا الذي رخصت فيه الاخلاق والآداب))
هل يكفى هذا الشرح.....
شكرا جزيلا لك أخى
((كنت حاسة وسبحان الله صدق حدسى ))

سردال
14-03-2002, 12:10 AM
زهرة الكركديه: نعم، فهمت قصدك، أكتب في رأي الناس، كما أشارككم هنا، ومقالاتي التي تنشر في رأي الناس أنسخها هنا، لكن، هل هذه الصدمة إيجابي أم سلبية؟ أعني معرفة شخصيتي الحقيقية أمر إيجابي ام سلبي؟ :)

الفرزدق
14-03-2002, 01:19 AM
ألف شكر على هذا الموضوع القيم ،،، والكتابات الرائعة ،،،
وفعلاً الكلمة مهمة جداً ،،، لكن أين أولئك الذين يعطونها حقها !

فأصبحنا نرى الكثير يتكلم بما يسمع ومالم يسمع ،،، يتحدث بما يهم ومالا يسمن ولا يغني شيئا ،،، للأسف هذا واقع بعض الناس ،،، وماعرفوا أنهم محاسبون على كل كلمة ،،،


تحياتي لك أخي سردال ،،،

زهرة الكركديه
14-03-2002, 01:24 AM
مواضيعك مرحة ومسلية ومفيدة وهذا شىء يسرنى كثيرا ..ويسعدنى التشارك معكم هنا فى منتدى واحد ((وصفحة واحدة ....))
وصدقنى أقول لك أخى أنى كنت دائما اردد فى نفسى سردال هذا لابد أنه كاتب فى (( رأى الناس )) صفحتنا العزيزة.... وصبرا فلا بد أن الامر سيتضح كما حدث اليوم وهذا أمر مفرح وجميل....وشعورى بالصدمة ( صدمة مفرحة بالتأكيد )
أمر طبيعى...
أتمنى لك التميز والتألق على طول الطريق ....

يعسوب
14-03-2002, 02:30 AM
اصبحت الكلمة متسخة بالفوقية والسذاجة والزيف والباطل
لم يعد هناك احترام حقيقي للكلمة كاسا يعبر عن
شخصية الانسان القوية من حيث التزامه بما يقول وان كان مجرد كلمات
فقد كان لنا في ابائنا اسوة حسنة .. حيث تبرم بينهم كثير من الامور الدنيوية بكلمة يظل جميع الاطراف ملتزما بها ليس لانها مجموعه حروف بل لانها تمثل قيم ومبادئ يجب احترامها

كما ان عدم احترامنا لمصاقية الحرف تجعلنا نتخبط في كثير من الاكاذيب والاباطيل التي يرسمها الافاكون للناس
فيهمشوا الحقيقة تهميشا شديد لمجرد ارضاء الذات ونزواتها الشريرة في تحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة
فكثير مانسمع من هذه الافوا ه المنتشره هنا وهناك اكاذيب واباطيل زعموا بصحتها بل لكي يثبتوا ذلك لا يتورعوا ان يذيلوها بايمان مغلظة وكانهم بذلك قد اعطوا ضمائرهم حقنة منومة لكي لا تتسائل عن فداحة ما ارتكبته في حق تفكير ومنطق ورؤية بعض العقول التي سرعان ما تغطس في وحل الكلمات الكاذبة


شكرا سردال
وتحياتي لك

يعسوب