الخير
31-03-2002, 01:46 PM
فطانة أعرابي :
كان قطاع من قبيلة الظفير شدَّ ونزل أحد الوديان ، طلباً للمرعى وكان
أحدهم رجل فطن جداً وفي عصر ذلك اليوم قال الرجل الفطن لإبن سويط :
(( شدُّو عن الوادي )) واصعدوا فوق (( الظهرة )) أي الجبل فإنه سيأتي
سيل ، فهزئ به بعض رجال القبيلة لأنهم لم يروا أثراً للسيل 00 لا غيماً
ولا سحاب ، ولا ندى في الهواء ، ولا رعداً يسمع من بعيد ولكن ابن سويط
يحترم هذا الرجل الفطين ويثق به ولم يجرب عليه في الماضي هزلاً أو
استهتاراً 00 فأمر قومه بطاعته والصعود إلى حافة الوادي فصعدوا غير
مقتنعين ، وابن السويط محتار لأن الرجل الفطن قال كلمته وسكت 0
وقبل منتصف الليل سمع القوم هديراً يصم الآذان ورأى السيل يأتي" ذروا"
من أعلى الوادي دون غيم أو مطر ، وقد حط السحاب في أرض أخرى ،
وتجمع السيل يسبقه الزبد كأنه فحل إبل غضبان 0
واكتسح الذين في وسط الوادي وهم الذين لم يقتنعوا بما قال الرجل وتدارك
بعض الناس أنفسهم ولكنهم فقدوا إبلهم وأغنامهم التي دفعها السيل الجار0
سأل ابن سويط الرجل الفطن بعد أن صدق قوله : كيف عرف أن هناك
سيلاً سيأتي 00 فقال الرجل : (( أنتم كنتم مشغولين بإبلكم وأغنامكم
وأموالكم ، أما أنا فليس عندي إبل أو غنم تشغلني ، فجلست بعيداً أفكر في
الكون ، وفي خلق الله سبحانه وتعالى فرأيت الجرابيع تعمل بهمَّة ودأب في
نقل أولادها من الوادي إلى الظهرة المكان الذي لا يصله السيل ، وتعجبت
من حرصها على أن تكمل عملها بسرعة ، فقلت في نفسي : لا بد أن هناك
أمراً شغلها ، وجعلها تفعل ذلك ولم أجد خطراً متوقعاً غير السيل ، ففسرت
عملها به 0
**********************
من كتاب " نزهة في ربيع الأدب "0
كان قطاع من قبيلة الظفير شدَّ ونزل أحد الوديان ، طلباً للمرعى وكان
أحدهم رجل فطن جداً وفي عصر ذلك اليوم قال الرجل الفطن لإبن سويط :
(( شدُّو عن الوادي )) واصعدوا فوق (( الظهرة )) أي الجبل فإنه سيأتي
سيل ، فهزئ به بعض رجال القبيلة لأنهم لم يروا أثراً للسيل 00 لا غيماً
ولا سحاب ، ولا ندى في الهواء ، ولا رعداً يسمع من بعيد ولكن ابن سويط
يحترم هذا الرجل الفطين ويثق به ولم يجرب عليه في الماضي هزلاً أو
استهتاراً 00 فأمر قومه بطاعته والصعود إلى حافة الوادي فصعدوا غير
مقتنعين ، وابن السويط محتار لأن الرجل الفطن قال كلمته وسكت 0
وقبل منتصف الليل سمع القوم هديراً يصم الآذان ورأى السيل يأتي" ذروا"
من أعلى الوادي دون غيم أو مطر ، وقد حط السحاب في أرض أخرى ،
وتجمع السيل يسبقه الزبد كأنه فحل إبل غضبان 0
واكتسح الذين في وسط الوادي وهم الذين لم يقتنعوا بما قال الرجل وتدارك
بعض الناس أنفسهم ولكنهم فقدوا إبلهم وأغنامهم التي دفعها السيل الجار0
سأل ابن سويط الرجل الفطن بعد أن صدق قوله : كيف عرف أن هناك
سيلاً سيأتي 00 فقال الرجل : (( أنتم كنتم مشغولين بإبلكم وأغنامكم
وأموالكم ، أما أنا فليس عندي إبل أو غنم تشغلني ، فجلست بعيداً أفكر في
الكون ، وفي خلق الله سبحانه وتعالى فرأيت الجرابيع تعمل بهمَّة ودأب في
نقل أولادها من الوادي إلى الظهرة المكان الذي لا يصله السيل ، وتعجبت
من حرصها على أن تكمل عملها بسرعة ، فقلت في نفسي : لا بد أن هناك
أمراً شغلها ، وجعلها تفعل ذلك ولم أجد خطراً متوقعاً غير السيل ، ففسرت
عملها به 0
**********************
من كتاب " نزهة في ربيع الأدب "0