PDA

View Full Version : عولمة التقاليد معركة تلوح في الأفق


المقحم
03-04-2002, 05:13 AM
عولمة التقاليد معركة تلوح في الأفق

تلوح في الأفق مؤشرات عديدة كلها تؤكد بأن المجتمع السعودي ـ ونحن جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الوطني ـ سيشهد في المرحلة المستقبلية تحولات جذرية على الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك بتخطيط مدروس من قبل القوى السياسية المسيطرة التي تدير دفة الأمور، وتدفع باتجاه التحول ضمن مسارات الانفتاح والعولمة، وإن بصورة تدريجية..

وهنا لا أستطيع القطع بسلامة تلك التحولات القادمة أو خطأها، فمن السابق لأوانه إعطاء حكم قاطع وصريح، ولكن مما لاشك فيه بأن تلك التحولات ستقود لزاماً إلى ولادة وبروز بعض الظواهر السلبية، لأن هناك فئات في مجتمعاتنا ستستغل أجواء الانفتاح الثقافي والاجتماعي، لتمرير مشاريعها وخططها الفئوية السلبية، ومن تلك الفئات مجاميع الشباب المنحرف أخلاقياً وسلوكياً، كشلل الإجرام وشبكات تعاطي المخدرات، وعصابات الرذيلة بألوانها..

أعتقد بأن تلك التحولات القادمة، ستدفع باتجاه الاصطدام مع منظومة الأعراف و التقاليد السائدة في مجتمعنا، لا سيما وأن بيننا شرائح عريضة تهوى كل جديد، وتعشق الخروج على المألوف، دون أن يعنيها تفحص هذه المستجدات واستكشاف كنه أبعادها المختلفة.. وربما حتى دون أن تفهم مدلولات ممارساتها.

وكلنا نستطيع تلمس بعض آثار هذه التحولات في سلوكيات شبابنا وفتياتنا، الذين أغرتهم تزويقات وبهرجة الحداثة، فراحوا يديرون ظهورهم للآداب العامة، وبدءوا ينسلخون من وشاح العرف الأخلاقي العام.. نستطيع تلمس ذلك في اهتماماتهم اليومية التي غذت قشرية هامشية ولا جدوائية، وكذلك نلمسها في لهاثهم وراء الموضة دون اعتبار للعفة والحشمة والشرف، وفي انعدام الحياء والخجل واحترام الذات كمفردات أخلاقية من شخصياتهم!.

ولست أريد أن أدعو إلى التزمت، أو التشبث بكل ما هو قديم، ورفض كل جديد.. ولكن أردت أن أعلنها صرخة تحذير خوفاً وخشية من أن ننجر وراء معركة مموهة، وخلالها قد نتنكر لديننا وقيمنا وأصالتنا ومبادئنا دون وعي أو شعور منا بذلك.

علينا أن ندرك بأن ليس كل جديد صحيح، ولا كل جديد بدعة ضالة، وأيضاً ليس كل قديم صالح، ولا كل قديم خطأ وسقيم، بل المسألة يجب أن تخضع لميزان موضوعي نسبي، فالتطور والتقدم لا يستدعي طمس الماضي بكل مكوناته وما يتعلق به، والأصالة لا تعني استمداد ذكرى الماضي وأمجاده، بقدر ما تعني المحافظة على جذور وأصول النشأة التاريخية.. فالتطور سنة لا يمكن إلغاؤها، ولكنه لا بد من تحديد التجديد والتحديث ضمن إطار لا يخرج عن أساسيات المبدأ، ولا يتجاوز ثوابت العقيدة.

فالتمسك بكل ما هو قديم، والهروب من جميع ما يتصل بالواقع المعاش، خطأ لا يقل فداحة عن التنكر لأصول الهوية الذاتية، أو الانفصال عن الجذور التاريخية المكونة لذاتنا الإسلامية.

إلا أنه ونتيجة للتشويه الثقافي والاستلاب الفكري الذي عاشه العالم الإسلامي جرّاء الاستعمار والحروب الصليبية، اختل منظار الإنسان ـ الفرد والمجتمع ـ المسلم تجاه قضاياه المصيرية، ومنها قضية الموقف من التقاليد والأعراف، فأحدث هذا الاختلال انحرافاً في طرائق التعامل مع مكونات الماضي، وتفاصيل الحاضر المعاش، وانقسم المجتمع الإسلامي من حيث الموقف إلى مجموعتين متصارعتين:

1/ مجموعة المتزمتين، التي هربت من مواجهة الواقع ورفضت الاستفادة من تطور الحركة الإنسانية، بحجة الحفاظ على أمجاد وتراث الأجداد (السلف الصالح)، فضيعت ماضيها ولم تربح حاضرها.. لأنها حاولت تشييد حضارة في زمن لم تعرف به ولم تتفهم مطالبه.

2/ مجموعة المتنكرين، التي نفرت من كل ما يتصل بالماضي من ثقافات وتقاليد وعقائد، متعللة بدعوى توقف التطور والتقدم على نسف كل جسور الاتصال بالتراث والتاريخ، فتاهت وسط عوالم متناقضة، ثم ترنحت ترسف في أودية الانحطاط بسبب تنكرها لماضيها وتخليها عن أصالتها ومبادئها، إذ افتقدت بذلك القاعدة والمرتكز الذي لابد منه لأية حضارة.. ألا وهو المبدأ!.

وظل هذان التياران يتجاذبان العالم الإسلامي حتى برزت مجموعة قليلة استطاعت أن تتعاطى مع موضوع التحديث والتأصيل بموضوعية وتعقل، ووازنت خطواتها على المسار السليم.. وهؤلاء الذين استناروا وأدركوا الكيفية الفضلى للتعامل مع مستجدات الزمن دون المساس بقيم الأصالة، ودون الانفصال عن جذورهم العقدية والتاريخية، ابتلوا بمواجهات المتزمتين من جهة وضغوط المتنكرين من جهة أخرى.

والسؤال الآن.. أين نقف نحن مما يجري اليوم من التحولات العالمية، التي راحت تقفز الحدود وتدخل كل بيت من بيوتات مجتمعنا الإسلامي؟.

وهل كل تقاليدنا وأعرافنا هي جزء من مبادئنا وعقيدتنا، فيجب علينا التشبث بها والمحافظة عليها؟ أم إن هناك من بين عاداتنا ما لا صلة له بالمبدأ والعقيدة، وبالتالي لا ضرر ولا مانع من التخلي عنه، إن دعت الحاجة، أو اكتشفنا سقمه وعدم ملاءمته لروح العصر؟.

ثم هل هناك ما يدعو للقلق على مصير مجتمعنا، تجاه رياح الانفتاح التي بدأت تهب عليه من مختلف التيارات الثقافية الأخرى؟ أم إننا نقف على أرض فكرية وتربوية صلبة، كفيلة بضمان تمسكنا بثوابت عقيدتنا، مهما كان مدى انفتاحنا على تطورات العصر ومستجداته؟.

وأخيراً.. ألسنا بحاجة إلى حوارات صريحة وجريئة نناقش عبرها مسارات مقترحة للتحديث والتطوير، بما يحفظ لنا توازننا، ويقينا الآثار والنتائج السلبية المحتملة للتحولات الفجائية؟.

هذه التساؤلات وربما كثير غيرها تجول بأذهان بعض الأخوة، أتركها لأخوتي وأخواتي الأعضاء ليتم التحاور حولها، آملاً أن توصلنا مشاركاتهم ومشاركاتهن إلى خطط عملية تحصّننا تجاه رياح العولمة الثقافية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه تأخذ بأيدي مجتمعنا إلى آفاق رحبة من التطور والتقدم، وليس ذلك على الله بعسير، إنه نعم المولى ونعم النصير.

الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ا)انظر محمد قطب.معركة التقاليد. ؟؟؟!!

المقحم
05-04-2002, 09:21 AM
" ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا "
مجتمعنا المحلي والخليجي بتطورات وتحولات فرضتها العولمة والفضائيات والاعلام بشكل عام ، هذه التحولات التي تنذر بما هو اسوأ على بعض الأصعدة خاصة فيما يتعلق بالتأثير سلباً على القيم الدينية والتقاليد الإجتماعية مع توفر بديل سيء أو مغترب لا يخدم الواقع وتغيره نحو الأحسن بإي حال من الأحوال .

لكن لن يكون التغيير متسارعاً إلى درجة يمكن تشبيهه بالمرحلة التاريخية التي مر بها المجتمع المصري أبان أنفتاحه على الغرب وتبنيه لبعض القيم الغربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فالفارق كبير بيننا وبين هذا المجتمع ، ففي الواقع نحن مجتمع مغلق إلى حد كبير ، ولم يؤثر فيه الاختلاط بالتكنولوجيا الغربية كثيراً ، إلا في الأونة الأخيرة حينما توسعت الفضائيات والأعلام الغربي والعربي وغزانا في عقر دارنا وبشكل مكثف وأثر ذلك في نمو تحولات جديدة .

" أجزم أننا مجتمع بسيط بلا أية مقومات قوة فعلى الصعيد الأقتصادي نعاني من الاعتماد على الطاقة البترولية " ولا ندري متى ينضب .

وقد بدأت تلوح في الأفق نذر سؤ ، بسبب مناداة البعض في الولايات المتحدة وأوربا بالاعتماد على بترول منطقة بحر قزوين بشكل رئيسي وذلك من أجل تخفيف منابع الأرهاب والتي تخرج من منطقتنا كما يزعمون .

فتخيل هذه المنطقة التي تعتمد على العالم في غذائها وكساءها وقد فقدت مصدر الثروة ، فكيف سيكون الحال ، سيكون كارثة لا نُريد تخيلها .

أما على الصعيد السياسي : فتستمد هذه المنطقة قوتها السياسية من قوتها الاقتصادية أساساً ، وهي لا تشكل إي إداة ضغط على الدول القوية ، وبالتالي سيكون هناك ضعف في القرار السياسي .

أما على الصعيد الاجتماعي والقيمي ، فعل الرغم من الدور الكبير الذي تلعبة منظومة القيم الاجتماعية والدينية في منطقتنا إلا أننا نعاني من تخلف واضح في تطوير هذه المنظومة بما يتلاءم مع التطورات الخطيرة في العالم وبما لا يتنافى مع المبادئ الدينية الأساسية ، فهناك تخلف واضح على هذا الصعيد مما سبب بروز بعض الظواهر الغريبه والتي سنشهد توسعاً مستقبلياً لها والتي تم الإشارة الي بعضها في مقالك .

أننا لم نحسن التعامل مع القيم الدينية بحيث تكون لنا كهفاًحصينا نلوذ به من رياح العولمة القوية ، كذلك لم نجعلها الفيصل الحكم والملاذ الأوحد الذي نلتف به جميعاً ، بل لا زالت الأحّن القبلية والمناطقية والطائفية موجودة بشكل كبير ، والحواجز النفسية بين السنة والشيعة كمثال على ذلك واضحة كل الوضوح ، ولذا أخذت هذه القيم بالتخلخل وأصبحت بعض القيم الهجينة الغربية المنشأ تغزونا وتزيدنا أغتراباً على اغترابناً ، فلا نحن استثمرنا قيمنا في مواجهة التغيرات ، ولا نحن أستفدنا من مازرعه فينا هذا الأعلام وهذه العولمة ، فأصبحنا كالطفل الذي لا يحصل على رضاعة طبيعية إلا بشكل بسيط وبأقي أوقاته يشرب شاياً في زجاجة حديثة .

لقد بدأنا نحصر رياح التغيير الجديدة ، حيث أنتشرت الأنانية بشكل كبير، فإما الإلتفاف حول المصلحين فأصبح من خبر كان وأخواتها ، فكثير من الناس يسعى لأرضاء نزعاته الفردية ، بينما يفضل الأخر الجري وراء أوهام الثراء في الفضائيات التي درت عليها مسابقات الهاتف ملايين الدولارات ، بينما تقلد فتياتنا المذيعات البنانيات حذو القذه بالقذة ، يهتم شبابنا بالمظهر وبالسفر وأيقاع البنات في شباكهم .

كما أصبحت الأزدواجية بين الدنياوالدين أمراً واقعاً ، فالصلاة في المساجد والتمظهر بالدين ور أرخاء اللحية امراً مطلوباً وبشدة ، أما التفكير في حل مشاكل المجتمع وأغاثة الفقراء فأمر ليس بالحسبان ، لذا لا عجب أن نرى شخصاً يواظب على أوقات الصلاة فإذا أختلى بنفسه شاهد القنوات الإباحية وساعد على كل ذلك ما ذكرناه بتطوير القيم ، حيث لم يتم ترسيخ الدين كطريقة للنجاة ، بينما جميع الأنظمة والأجواء مادية بحته .

إذاً فنحن ضعفاء وللأسف الشديد ضعفاء للغاية ، نحن من يتم توجيههم ويفُعل بنا ولا نفعل ، أتمنى أن أموت ولا أشهد ذلك اليوم الذي تخلو الساحه من المصلحين لأنهم الخشبة الأخيرة للنجاة ، أنني متشائم اليس كذلك ويحق لي أن اتشائم ، ويبقى العلاج مرهوناً في الواقع بعلاج الأمراض الأجتماعية المتوطنة والتي نرزح تحت ثقلها والتي تراكمت علينا من سنين قديمة ، وكذلك اتاحة الفرص للمصلحين والغيارى على مصلحة المجتمع بمحاولة البناء .


والله من وراء القصد ..