View Full Version : لا أحب ذلك ... لكن الموضوع مهم
سردال
01-09-2002, 07:40 PM
http://www.islamonline.net/Daawa/Arabic/display.asp?hquestionID=3086
موضوع مهم في إسلام أون لاين، أحببت أن أشارككم به، ونفتح فيه نقاشاً، أما ما لا أحبه فهو النقل، لكنني نقلت لأن الموضوع مهم :)
المتوكلة على الله
01-09-2002, 11:45 PM
المشرف الفاضل سردال
يا حبذا لو نسخت الموضوع و وضعته هنا
لأنه و كما هي العادة كلما حاولت الدخول على هذا الموقع
ظهرت الرسالة المعهودة
ممنوع الوصول إلى هذه الصفحة
و شكراً لك
سردال
02-09-2002, 12:16 AM
غريب! هل موقع إسلام أون لاين ممنوع في السعودية؟
على العموم هذا هو الموضوع:
أخي الكريم، هل يفيد ما يُشَاهَد في المنتديات الإلكترونية وغرف الدردشة على الإنترنت من التحامل على رؤساء الدول، وإظهار عيوبهم، من قبيل الدعوة إليهم وإجبارهم على الإصلاح في أحوالهم ورعاياهم ؟ أم أنَّها بلبلةٌ فقط ؟.
وهل يأثم الإنسان في ذلك ؟ وخاصَّة أنَّ الخطأ واضحٌ وبيِّن، ولا يفيد الإسلام والمسلمين بشيء.
أخي السائل؛
لابدَّ وأن ندرك ابتداءً أهمِّيَّة صلاح الحاكم في حياة الأمَّة، وترى ذلك في قول ابن عباسٍ رضي الله عنه: "صنفان من أمَّتي إذا صلُحَا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء"، ثمَّ ندرك أهمِّيَّة الدعوة في إصلاح الراعي والرعيَّة ووجوب ذلك على جميع المسلمين.
إنَّ دعوة الناس إلى الإسلام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، واجب إسلامي يجدُر بالعاملين في الحقل الإسلاميّ أن ينهضوا به، ويولوه حقَّه من جهدهم وتفكيرهم ووقتهم، بل إنَّ هذا الواجب بالذات هو المهمَّة الأصليَّة الأساسيَّة لكلِّ داعية.
والقرآن الكريم حضَّ على القيام بهذا الواجب في العديد من آياته، منها قوله تعالى: "ولتكن منكم أمَّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"، وقوله: "ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنَّني من المسلمين"، وقوله: "فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتَّبع أهواءهم"، وقوله: "وادع إلى ربِّك إنَّك لعلى هدًى مستقيم"، وقوله: "يا أيُّها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته".
والسنَّة المطهَّرة تذخر بما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديث في شأن النهوض بواجب الدعوة إلى الله ومكافحة المنكرات، نذكر منها على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم، وقوله: "مُرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم" رواه ابن ماجة بسندٍ حسن، وقوله: "ما من رجل يحفظ علمًا فيكتمه، إلا أُتِيَ به يوم القيامة ملجَّمًا بلجام من النار" رواه ابن ماجة بسندٍ حسن، وقوله صلى الله عليه وسلم "ما بال قوم لا يُفَقِّهون جيرانهم، ولا يعلِّمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم. وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتعظون. والله ليُعَلمِّن قوم جيرانهم، ويُفقِّهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلَّمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون، أو لأعاجلنَّهم بالعقاب" رواه الطبراني في الكبير.
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب:
ثمَّ إنَّ دعوة الناس إلى الإسلام، وإقناعهم به، وتهيئتهم للنزول عند أصوله وأحكامه، من الوسائل التي يتحقَّق بها إقامة المجتمع الإسلامي، واستئناف الحياة الإسلاميَّة.
فإذا كان تحقُّق المجتمع المسلم واجبًا بذاته، فتصبح - بالتالي - كلُّ وسيلةٍ لإقامته وإيجاده واجبةً هي الأخرى، بل إنَّ الأمر أبعد من هذا، إذ إنَّ الإسلام اليوم ليس له دولةٌ تحتكم إليه في شئونها كلها، وتصدر عنه في جميع تصرُّفاتها، فمعظم أحكام الإسلام مُعَطَّلة.. فإذا كان الاحتكام إلى شريعة الله فريضة إسلاميَّة، وكان تحقيق هذه الفريضة مرهونًا بوجود دولة، يصبح بالتالي العمل لإقامة الدولة الإسلاميَّة - ومن أهم وسائله الدعوة إلى الله - فرض عينٍ على كلِّ مسلمٍ، حتى يتحقَّق وجود هذه الدولة.
فدعاة الإسلام مطالبون ببذل قصارى جهدهم للقيام بتكاليف الدعوة، وتبليغها إلى الناس، وتبسيطها لهم، بحسب مستوياتهم من الفهم والإدراك، وهذه هي الأمانة التي ائتُمِنُوا عليها ليكونوا ورثة الأنبياء، ثمَّ ليسمعوا قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ نبيٍّ بعثه الله في أمَّةٍ قبلي، إلا كان له من أمَّته حواريِّون وأصحاب، يأخذون بسنَّته ويقتدون بأمره، ثمَّ إنَّها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" رواه أحمد بسندٍ صحيح.
الله أحقُّ أن تخشوه:
وقد يتحاشى بعض الدعاة أحيانًا الكلام في موطنٍ تجب فيه النصيحة، أو تنفع معه الكلمة الجريئة الحقَّة، خوفًا من أن يجرَّ ذلك عليهم سخط الناس وأذاهم، وهذا التصرُّف بدون شكٍّ ثمرةٌ من ثمرات الجُبْن والخوف، وهما صفتان ينبغي أن لا تعرفا طريقهما إلى قلب مؤمن، فالله أحقُّ أن نخشاه، والله أحقُّ أن نخافه، وليكن حرصنا دائمًا وأبدًا على رضاه، وإن أسخط ذلك الناس أجمعين، وليكن شعارنا: "اللهمَّ إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي".
لقد فُرِضَ على دعاة الإسلام أن يحملوا مواريث النبوَّة، وأن يضطلعوا بأعبائها، ولقد كان من أهمِّ مواريث النبوَّة مواجهة الجاهليَّة في شتَّى صورها وأشكالها، ومجاهدة المنكر مهما كانت صولته وجولته، مصداقًا لقول الله تعالى: "وقل الحقّ من ربِّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وروي عن عبادة بن الصامت أنَّه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم - أو: نقول – بالحق حيثما كنَّا، لا نخاف في الله لومة لائم" رواه البخاري.
فليحذر دعاة الإسلام من أن يكونوا جبناء في موطن الشجاعة، خائفين في موطن النصح، وليصغوا إلى ما رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتقِّ الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، ثم قال: "لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون".
إنَّ الخوف من الناس لا يمكن أن يكون صفةً من صفات المؤمنين؛ لأنَّ الإيمان بطبيعته يُكسِب الإنسان الجرأة في الحقِّ والشجاعة فيه، يؤكِّد ذلك قوله تعالى: "الذين قال لهم الناس إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء".
وإلى هذا المعنى يشير أبو ذرٍّ رضي الله عنه في نقله لوصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم له، حين قال: "وأن أقول الحقَّ وإن كان مُرًّا، وأن لا تأخذني في الله لومة لائم" رواه أحمد بسندٍ صحيح.
وإنَّ الفرار من المعركة صفة المتشكِّكين المتردِّدين الغافلين عن قوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكَّل المؤمنون"، والذين يظنُّون أنَّهم مانعتهم حصونهم من الله ومن قَدَره، ونسوا قول الله تعالى: "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة".. إلى هؤلاء وأمثالهم يشير القرآن الكريم بقوله: "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتِلُوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين"، وقوله: "قل إنَّ الموت الذي تفرُّون منه فإنَّه ملاقيكم ثمَّ تردُّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبِّئكم بما كنتم تعملون".
أسلوب الدعوة ومخاطبة الناس:
والداعية الناضج كالطبيب الناجح، يعرف من أين يبدأ ؟ وكيف يبدأ ؟ ثمَّ لا يبدأ قبل أن تتوفر لديه إمكانيَّة التمحيص والتشخيص والمعالجة، حتى لا يكون عمله سلسلةً من تجارب فاشلةٍ وأعمالٍ مرتجلة.
والمجتمع اليوم يموج بالعديد من المذاهب والاتجاهات، وكلُّها تتجاذب الناس بما تطلع عليهم من دعايات منمَّقةٍ وأساليب مزوَّقة، تخاطبهم من حيث يصغون ويسمعون، وتأتيهم من حيث يحسُّون ويشعرون، تلامس جروحاتهم، وتتحسَّس أمراضهم، وتتلمَّس مشكلاتهم.
ودعاة الإسلام يجب أن لا يكونوا أقلَّ عنايةً واهتمامًا بأساليب دعوتهم من سواهم، فلا يخاطبون العمال الكادحين بلغة "القبوريين"، ولا يناقشون الملاحدة الماديِّين بلسان "العاطفيِّين"، وإنَّما يجعلون لكلِّ مقامٍ مقالاً، يحدوهم لذلك قول عليٍّ رضي الله عنه: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم".
إنَّ الإسلام في هذا الزمن بحاجةٍ إلى دعاةٍ يحسنون عرض أفكاره ومبادئه بأسلوبٍ شيِّقٍ جذاب، يؤثِّرون ولا ينفرون، ويوضِّحون ولا يعقِّدون، ويحسنون فلا يسيئون، وكم من أدعياء شوَّهوا الإسلام بسوء دعوتهم له وأساءوا إليه، وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا.
ومن هنا كانت وظيفة الدعاة خطيرة ومسئوليَّتهم كبيرة، ولهذا وجب أن تتوافر عناصر الواقعيَّة والإيجابيَّة والاتزان في أساليب الدعاة.
بين الشدة واللين:
إن النفوس جُبِلَت على حب من أحسن إليها، وقد تدفعها القسوة والشدَّة أحيانًا إلى المكابرة والإصرار والنفور، فتأخذها العزَّة بالإثم.. وليس من معنى اللين المداهنة والرياء والنفاق، وإنَّما بذل النصح، وإسداء المعروف بأسلوبٍ دمثٍ مؤثِّر، يفتح القلوب ويشرح الصدور، خاصَّةً إذا كانت الدعوة لجماعة المسلمين، إذ لا ينبغي بحالٍ مجاهرتهم بالتوبيخ والتقريع الشديدين.
ألا ترى إلى القرآن الكريم في معرض التوجيه الربَّاني يخاطب "موسى وهارون"، ويوصيهما بمبادأة الطاغية فرعون باللين والحسنى: "اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى . فقولا له قولاً ليِّنًا لعلَّه يتذكَّر أو يخشى"، بل إنَّ اللفتات القرآنيَّة والإشارات النبويَّة إلى الرفق ومجانبة الغلظة والقسوة، تؤكِّد بما لا يحتمل الشكَّ فاعلية هذا الأسلوب وقيمته التوجيهيَّة.
ويقول الأستاذ حسن البنا - رحمه الله - متحدثًا عن منهج الدعاة في التعامل مع الحكومات: "هنالك جملة قواعد تحكم سياستنا مع الحكومة:
1- نحن لا نُطلب الحُكْم لأنفسنا، فإن وجدنا من الأمَّة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء الأمانة والحكم بمنهاجٍ إسلاميٍّ قرآنيٍّ، فنحن جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم نجد فالحُكم منهاجنا، وسنعمل على استخلاصه من أيدي كلَّ حكومةٍ لا تنفذ أمر الله". "من رسالة المؤتمر الخامس".
2- "نحن نتقدَّم إلى الحكومة ببرامج الإصلاح، ونخاطب الحكومة بلسانها، وبالأدب الرسميِّ حرصًا على تأليف القلوب، وليس مبرر هذا الأدب وهذا التوجه إسلام المخاطَبين، وإنَّما الإصلاح، وقد يقتضي الإصلاح التوجُّه بالخطاب إلى غير المسلمين، ومع هذا فلابدَّ من لزوم أدب المخاطبة دون تذلُّل"."من مذكرات الدعوة والداعية".
3- "ورغم كلِّ هذه المجهودات، فإنَّنا نعلم أنَّ الذين تربوا في أحضان الأجانب ودانوا بفكرتهم، يصعب استجابتهم، ولا نتوقَّع أن يكون هناك أثرٌ عمليٌّ لمطالبنا، فإنَّ قومًا فقدوا الإسلام في أنفسهم وبيوتهم وشئونهم الخاصَّة والعامَّة، لأعجز من أن يفيضوه على غيرهم، ويتقدَّموا بدعوة سواهم إليه، وفاقد الشيء لا يعطيه، وإنَّما المطلوب الوصول إلى إنشاء الجيل الجديد الذي يتربَّى على الإسلام، ومع هذا فسنظل في موقف الناصح حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الفاتحين". "رسالة الإخوان تحت راية القرآن، ورسالة المؤتمر السادس".
4- "وقد تضطر الجماعة إلى القيام ببعض الأعمال لمساعدة الحكومة على الاستجابة لمطالبها، إذا آنَسَتْ في العمل فائدة، وقد يتقدَّم الإخوان إلى الحكومة بعرض خدماتهم لوضع مطالبهم موضع التنفيذ، إلا أنَّ هذه الأعمال كلَّها يجب أن تبقى محكومةً بالقواعد الشرعيَّة، فلا تشارك في منكرٍ بحجَّة السياسة. "المذكرات".
5- وقد تتعرَّض الجماعة إلى الكيد من الحكومة بعد انطلاقها في العمل السياسي، فعلى الجماعة أن تليِّن مواقفها، وتحاول أن تجعل الزوابع تمرُّ بشيءٍ من الانحناء يمسُّ ظاهر كرامتها، إذا رأت القيادة فيه الخير الآجل".
سردال
02-09-2002, 12:17 AM
ويضيف الأستاذ فتحي عبد الستار محرر الصفحة:
أخي الكريم، بعدما تفضل أستاذنا الدكتور فتحي يكن بتأصيل المسألة التي تحدثت عنها من وجهة نظر الشرع المطهر، وبيَّن كيف يطبَّق ذلك من الناحية العملية، أحب أن أتساءل معك، موجهًا أسئلتي لإخوتي الأحباء الذي يشاركون في المنتديات الإلكترونية بمثل هذه المشاركات التي تعرضت لها، من سبٍّ للحكام والتعرض لهم بالغمز والتجريح، ويصل في بعض الأحيان إلى استخدام الألفاظ البذيئة التي يعف اللسان المسلم عن ذكرها .. أسأل:
- ما الفائدة القريبة أو البعيدة التي يمكن أن يجنيها الإسلام والمسلمون جرَّاء هذه الشتائم وهذا السباب ؟؟!! وماذا لو تحول هذا السب والتجريح إلى نقد بناء، ونصيحة مخلصة ؟؟.
- هل يتصور مَن يسُب ويجرِّح، أن الحاكم بمجرد أن يقرأ هذا الغثاء أو يصل إليه، سيتأثر إيجابيًّا، ويسلك طريق الإصلاح، أم أنه سيشتاط غضبًا وحنقًا، ويزداد عزمًا على طريقه ومنهجه ؟؟.
- ألم يكن من الأولَى أن نُحسِن استخدام هذه النعمة التي مَنَّ الله بها علينا – نعمة الإنترنت – فنجعلها وسيلة فعالة وبنَّاءة من وسائل الدعوة إلى الله عز وجل، من خلال شرح وبيان المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وأخلاق الإسلام الفاضلة، ومنهجه في الإصلاح، بدلاً من أن نظهر على الخليقة كلها بهذه الأخلاق التي تُتَّخذ ذريعةً لإلقاء التُّهَم على العقل العربي والمسلم، ووصفه بمزيد من التخلف الحضاري والجهل والهمجية ؟؟!!.
- ألم نملّ بعد من الصياح والنواح، ونفيق لننظر حولنا، ونتخذ طريق العمل المُجدِي البنَّاء، لتربية الشعوب المسلمة، وإيقاظها من غفوتها، لتتلمس منهاج ربها، لتصلح به شأنها، إصلاحًا يبدأ من الجذور، ثم يتوجه إلى الفروع، يبدأ من الباطن ثم ينتقل إلى الظاهر، ليرتفع البناء ويتم صحيحًا ثابتًا ؟؟!!.
وأخيرًا:
- هل من الشجاعة أن أدخل باسم مستعار، وفي مكان لا يعرفني فيه أحد، وأطلق لساني بالشتم والسب على أحد الأشخاص ؟؟ وهل أنا على استعداد لمواجهة هذا الشخص – حقيقة – بما أقول ؟؟.
هذه هي التساؤلات التي تنتظر إجاباتها من كل مسلم واعٍ غيور.
أخي الكريم، سيظل القانون الرباني يحكمنا، ويحكم دعوتنا، القانون الذي تقول مواده: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، وتقول: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وتقول: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم".
والحاكم – وإن كان جائرًا – هو من أهل الدعوة، الذين يجب أن يُعامَلوا بنصوص هذا القانون، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الدِّين النَّصيحة" قيل: لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم. والنصيحة لأئمة المسلمين - كما فسرها العلماء - تعني: معاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وألا يُغَرُّوا بالثناء الكاذب عليهم، والدعاء لهم بالصلاح.
ودعني - أخي الحبيب - أستعير هذه الكلمات من قائلها لأختم بها حديثي:
"إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ". وما يذَّكر إلا أولو الألباب.
تحياتي أخي الكريم، وفي انتظار رسائلك.
زمردة
02-09-2002, 12:30 AM
وبانتظار مثله ..:)
محاضرة للشيخ أحمد القطان في موضوع الحكام وموقفهم من الجهاد :
http://www.islamway.com/arabic/images/lessons/qattan/erhaloo.rm
نور بوظبي
02-09-2002, 12:46 AM
أحسنت الاختيار اخي سردال ..
في عدة أفكار في الموضوع .. باخذ نقطة و هي اسلوب الداعية ..
اسلوب الداعية مهم جدا .. فالداعية عندما يوجه النصح للناس .. انما يوجهه شفقه عليهم و لانه يحبهم و يحب الخير و الصلاح لهم .. فوجب عليه ان يعكس صورة طيبة للرجل الملتزم .. و التعامل مهم جدا في الاسلام .. و المؤمن دائما هاشا باشا .. لينا لاخوانه .. فيتذكر عند نصحه لاي انسان ان هذا هو اخوه .. و قد يهديه الله فيصبح أحد الدعاة .. و الله تعالى هو اعلم بقلوب عباده .. فقد يكون مستقبل النصيحة خير من الناصح عند الله .. و الانسان ما يحب حد يجرحه .. و قد يكابر و يعتبرها حرب بينه و بين الداعية و تتحول المسالة الى مسالة عناد ..
=======
ألا ترى إلى القرآن الكريم في معرض التوجيه الربَّاني يخاطب "موسى وهارون"، ويوصيهما بمبادأة الطاغية فرعون باللين والحسنى: "اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى . فقولا له قولاً ليِّنًا لعلَّه يتذكَّر أو يخشى"، بل إنَّ اللفتات القرآنيَّة والإشارات النبويَّة إلى الرفق ومجانبة الغلظة والقسوة، تؤكِّد بما لا يحتمل الشكَّ فاعلية هذا الأسلوب وقيمته التوجيهيَّة.
======
استشهاد رائع
======
فليحذر دعاة الإسلام من أن يكونوا جبناء في موطن الشجاعة، خائفين في موطن النصح، وليصغوا إلى ما رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتقِّ الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، ثم قال: "لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون".
=====
طبعا اللين في المعاملة لا يعني السكوت عن الحق .. بالفعل فكيف يخاف من ردة الناس عند انكار المنكر .. و لا يخاف من الله تعالى ..
جزاك الله خير اخوي سردال .. :)
موضوع قيم
نور بوظبي
02-09-2002, 09:29 AM
للرفع .. موضوع مهم .. و اتمنى اسمع البقية :)
سردال
02-09-2002, 10:00 PM
زمردة: جزاك الله خيراً :)
نور بوظبي: شكراً على المشاركة والتعقيب الطيب :)
نور بوظبي
02-09-2002, 10:07 PM
=====
أحببت أن أشارككم به، ونفتح فيه نقاش
====
اخي الفاضل سردال .. لماذا لا تاخذ فكرة و توضحها لنا .. :confused:
الموضوع طويل .. و به عدة افكار ..