PDA

View Full Version : الحاكم بأمره وتحريم الملوخية !!


الطارق
06-11-2002, 04:36 AM
كثيرا ما نسمع بهذه الجملة ( الحاكم بأمره ) في عالمنا العربي ، لتنتقد الحكام العرب وديكتاتوريتهم المطلقة ، وتعاملهم الاستبدادي في عالمنا هذا ..

ومرجع هذه الجملة أو بمعنى أصح اللقب إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حكم الدولة الفاطمية من سنة 386هـ إلى سنة 411هـ ، وقد كان هذا الحاكم عجيب التصرفات ، غريب الأفعال ، وقد عرف عنه أنه كثير التلون في أفعاله وأحكامه وكان يخترع الأحكام ويحمل الناس عليها ثم يأمر بنقضها ( ما أكثر ما يفعل حكامنا مثل هذا الفعل ) ..

ولد هذا الحاكم أبو علي منصور العزيز بن المعز الفاطمي سنة 375 هـ وعهد إليه أبوه بولاية العهدفي سنة 383هـ وولي الخلافة سنة 386 هـ وكان صبيا فغلب على أمره ابن عمار ثم برجوان حتى قتله الحاكم سنة 390هـ ومن بعدها تحكم بالملك والخلافة الفاطمية حتى قتل سنة 411هـ ..

وكانت من أحكامه العجيبة أن يدعى الألوهية ، فكان قد أمر الناس إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره واحتراما لاسمه ، وأمر بذلك في جميع البلدان التي تتبعه ذلك في سائر ممالكه ، بل أمر أهل مصر خاصة أن يسجدوا لذكره..

وفي فتره من حكمه أجبر اليهود والنصارى بالدخول في دين الإسلام كرها ثم أذن لهم في العود إلى دينهم وخرب كنائسهم ثم عمرها وخرب القمامة ( كنيسة القيامة ) ثم أعادها ..

وقد بنى المدارس وجعل فيها الفقهاء والمشايخ ثم قتلهم وأخربها !!

بل في فترة من حكمه منع فتح الأسواق في النهار وأمر بأن تفتح الأسواق والدكاكين في الليل ، ومنع فتحها في النهار ! ونفذوا أمره في هذا ، حتى حدث له موقف مع أحد النجارين الذي فتح دكانه بالنهار ( وكان الحاكم يركب حمار ويقوم بالحسبة بنفسه في الأسواق ) فسأله الحاكم لما فتح محله بالنهار فقال له هذا النجار : أنه يعمل كما يعمل الباعة عندما يسهرون بالليل للعمل ، فعمله في النهار من جملة السهر !!
وكان لهذا الموقف بركته على أهل مصر فأعاد لهم حالهم من البيع في النهار !

وقد منع أيضا بيع الملوخية ، والجرجير ، والسمك الذي بلا قشر ، وشدد على هذا حتى أنه علم بتجار قد باعوا هذا فأمر بضربهم بالسياط ! ثم ضرب أعناقهم !!

ثم منع الزبيب والعنب وقطع كرومه في جميع بلاده خوفا من أن يتخذها الناس منها خمراً !
ثم منع النساء من الخروج من منازلهن حتى بقين أكثر من سبع سنين وهن ممنوعات من الخروج من المنزل !!!

وقد كره الناس حكم الحاكم لاضطرابه ، وكانوا يكتبون له بالسب والشتم حتى استباح القاهرة لعبيده بسبب قصاصة تشتمه وتلعنه ، ولم يخلص أهل مصر إلا مقاومتهم وانحياز الأتراك لهم حتى تدخل هذا الحاكم وفض الاشتباك بين الحزبين !!

وكان يتنصل من فعل السودان ويدعي أنه لم يكن يعلم بالأمر ، ومع هذا فهوا يرسل إليهم بالسلاح ، حتى أحرقت ثلث القاهرة !!!

وكان مقتله على يد عبدين بتدبير أخته ، في جبل المقطم ، وكان دأبه كل ليلة يذهب إلى تلك الجبال ليراغب النجوم ، فقاموا بقتله ( قطعوا يديه ورجليه وبقروا بطنه ) وكان شاهده الأخير حماره ( المدعو بالقمر ) والذي كان يسير معه في حسبته !!

وبهذا انتهي شيخ الحكام وإمامهم في عالمنا العربي بهذا المصير المريع بعد اضطراب وأفعال تدل على الجنون المطلق !!!

aziz2000
06-11-2002, 07:34 AM
حياك الله أخي الكريم

ومبارك عليك الشهر

ومشكور جدا على هذا الموضوع ..

عندي سؤال :D

هل الحاكم بأمره الفاطمي هو من يقدسه ( الـدروز ) ؟

المبتسم
06-11-2002, 12:22 PM
مشكور اخوي الطارق علي هذه المعلومات التاريخيه...
ذكرني هذا الحاكم باحد اصدقائي...وكان دكتاتوريا في رأيه!!..

تحياتي لك:)

الطارق
07-11-2002, 04:07 AM
حياك الله أخوي عزيز :)مبارك عليك الشهر أخوي :)
وعلى الجميع ..

أيه أخوي هو نفسه !
ومؤسس هذه الطائفة حمزة بن علي المعاصر
للحاكم بأمر الله ..
ومن تلاميذه الحسن بن حيدره الأخرم ، و محمد بن إسماعيل الدرزي
وهذا الأخير هو الذي نشر هذ المذهب إلى الشام بعد
أن كاد أن يقتلوه المصريين ..

ولديهم وثيقة يعتبرونها مقدسة لكل من يدخل مذهبهم هي :

(( توكلت على مولانا الحاكم الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد أ أقر فلان ابن فلان إقرارا أوجبه على نفسه وأشهد به على روحه في صحة من عقله وبدنه وجواز أمره ، طائعا غير مكره ولا مجبر ، أنه قد تبرأ من جميع المذاهب والمقالات والأديان والإعتقادات كلها على أصناف اختلافاتها ، وأنه لا يعرف غير طاعة مولانا الحاكم جل ذكره ( لعنهم الله ) والطاعة في العبادة ، وأنه لا يشرك في عبادته أحدا مضى أو حضر أو ينتظر ، وأنه قد سلم روحه وجسمه وماله وولده وجميع ما يملكه لمولانا الحاكم جل ذكره ، ورضي بجميع أحكامه له وعليه ، غير معترض ولا منكر لشيء من أفعاله ، ساءه ذلك أم سره ، ومتى رجع عن دين مولانا الحاكم جل ذكره ! الذي كتبه على نفسه وأشهد به على روحه وأشار به على غيره أو خالف شيئا من أوامره كان بريئا من الباري المعبود وحرم الغفادة من جميع الحدود ، واستحسن العقوبة من الباري العلي جل ذكره ... ومن أقر أنه ليس في السماء إله معبود ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم جل ذكره ، كان من الوحدين الفائزين .. كتب في شهر كذا وكذا من سنة عُبد مولاناجل ذكره ومملوكه حمزة بن علي أبن أحمد هادي المستجيبين المنتقم من المشركين والمرتدين بسيف مولاناالحاكم جل ذكره ( بزعمهم ) وشدة سلطانه وحده ))
لعنهم الله ما أعظم ما أدعوا ..

ومن اعتقاداتهم لعنهم الله زعمهم أن أن روح الله عز وجل قد حلت في أدم عليه السلام وعلي رضي الله عنهع ثم إلى العزيز ( والد الحاكم ) ثم إلى إبنه الحاكم ..

ويعتقدون أن الحاكم تجلى لهم في أول سنة 408 ه (وقد جهر حمزة بن علي بخزعبلاته في تلك السنة )ـ فأسقط عنهمالتكاليف من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد وشهادة ..

قبحهم الله ولعنهم على شركهم ، وخروجهم عن الإسلام ..


.
.


حياك الله أخوي لوبيز ..

الشكر لك أخي الكريم ..
لا أعتقد أن لمثل الحاكم مثيل أبدا :)
وإن كان له تلاميذ يستون بسنته في عالمنا العربي ..

تحياتي أخوي :)

متاهه
08-11-2002, 08:59 AM
يظل (البشر) بشر..
مهما اعتلوا من مناصب..

بالرغم..
من أن مواضيعك لطالما أفادتني..
ولطالما لامست غرائب وعجائب..

إلا..
أن هذه (مختلفة)..
كما هو أسلوبك الذي اعتدنا أن يكون (مختلفا)ً..

(بهرني) موقف البائع (النهاري) !
وأخذت أتساءل أيهما له وقعه وثقله في موقف الرجل..
أهي الشجاعة أم الذكاء..

لابأس بكليهما..
ولكن أيهما ترجح كفته بـ(ـالثقل) ؟! :)
فلنترك تساؤلات متاهه جانباً..
ولنعود لـ

ضرب الأعناق من أجر الخضر..
لعل التاريخ سيعاتبني..
إن علقت (!)
فكيف للتعليق أن يفي (ضرباً) من الجنون !

إن العنب كان أخف (وقعاً) علي :)
فسببه أستطيع (ابتلاعه) قليلاً..

وتأتي الفاجعة..
(أختـــــــــه) أعدت قرائتها كثيراً لأتأكد..
هل الحروف صحيحة أم أنا المخطئة ! :)

أستاذ..
بصراحة موضوعك..
(شدني) حتى (شتتني)

فلم أعد قادرة على صياغة رد مناسب :)
ولكني مازلت قادرة على أن أطلب البعض عن حياته مع زوجته (!)

كعادتي (أزعجك) :(
إن أمكن .. فشـــكراً مقدماً ..

متاهــــــه..

الطارق
08-11-2002, 11:14 PM
حياك الله أختي المبدعة متاهه ..
وسلمك الله أختي من كل شر ..

عن موقف البائع النهاري بين ( الشجاعة والذكاء )
تدريني أختى أعتقد أن الذكاء له الثقل أكثر :)

شجاعة بلا ذكاء لا نفع منها
بل فيها جزء من العجلة وهو جزء من الحمق ..

ينما ذكاء بلا شجاعة فيها نفع أحيان ..
وخاصة في هذا الزمن الذي يغلب عليه
الأذكياء على الشجعان :)

عن ضرب الأعناق من أجل الخضرة ..
هو جنون كما ذكرتي ..

وجميع هذه منعت لأمور سخيفة
بعضا منها علمت بها وبعض لم أعلم ..
ولربما لا تفسير لها إلا في رأس ذلك الحاكم ..


لذا أنا لا أبتلع قصة العنب ، فما أكثر ما منع
شيء بدعوا أن هذا يجلب مفسدة !!!
مع أن في أصله حلال :)

عن الأخت والأم والزوجة :)
يقال أن هذا الحاكم منع النساء في سنة 405 هـ
من الخروج من منازلهن ، وبقينا على حالهن هذا
طوال حكم الحاكم :) أي أكثر من ست سنين !

ورغم هذا فقد قضت عليه أخته ست الملك
بمؤمرة ، وكان سبب هذا جنونه وشكوكه في أخلاقها !!! ( مع أنها عاقلة )
وقد كان الحاكم يخاف ست الملك من تأمرها عليه ويشتكي
لأمه التي أحبها كثيرا من قتلها إياه
فقتلته واستبدلته بولده الظاهر العبيدي ..

تسألين عن حياته مع زوجته ..
لقد ذكرت من قبل عن منعه النساء من الخروج من المنزل !
وكنت أجزم قطعا أن مثل هذا سيمنع ذكر زوجته
في كتب التاريخ .. ( وللحيقة كم من ترجمة لأعلام مشاهير
كثير في تاريخنا العربي والغسلامي لم نعلم عن حياتهم
الزوجية إلا نتف قليلة ، لا تسمح حتى بالإستنتاج والتحليل !!)

وعلى قدر بحثي في كتبي لم أجد لزوجته من ذكر
ما عدى أن ولده الظاهر قد ولد سنة 395 هـ ..

لكني بعد بحثي في موقع الوراق ..
وجدت أن زوجته تسمى رقية ويقال ( أنظر كيف أنه لم يثبت أسمها بعد بينما علمنا كل هذا عن الحاكم ) آمنه بنت الأمير عبد الله بن المعز وهي أم ولد أي كانت جارية فولدت له الظاهر فتعتبر أم ولد ( ولا أدري لما هي جارية وهي بنت أمير !! )
ويقال أيضا أن علاقتها بست الملك لم تكن جيدة أيضا ..

هذا ما أعلمه عن هذه المرأة !
ولو أردتي تحليلي عن حالها ..
فيبدوا لي أنها كانت في وضع لا يحسد عليه ..
وأعجب أن يكون والدها أمير وهي جارية ..
ولو صح كلتى المعلومتين لقطعا كانت
مغصوبة على أمرها ، مرغمة على زواجها..

لتعيش مع زوجةا المخبول الشاك !
الذي اعتقل النساء في منازلهم طوال ست سنين ..
وتعاديها هذه المرأة ذات السطوة ..
التي كانت هي المهيمنة في عهد ولدها الظاهر ( ولد أمنة )

الحق يقال أن حال هذه المرأة يبدوليأنه
لا يسر لا صديق ولا عدو :)

أخيرا :

لا يوجد أختي المبدعة أي إزعاج
والشكر لك أختي الكريمة ..

تحياتي :)