MUSLIMAH
12-11-2002, 02:09 AM
السلام عليكم ،،
الجامعة الرمضانية (1) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=150634)
الجامعة الرمضانية (2) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?postid=1141031&t=5104#post1141031)
الجامعة الرمضانية (3) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=151009)
الجامعة الرمضانية (4) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=151207)
كلّيـــــــــة القيــــــــام
من هنا يبدأ مصنع الرّجال ومفخرة الأجيال، إنّها صلاة اللّيل، وَهِيَ من الأمور الَّتِي كَانَتْ واجبة فِي حقّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وسنّة فِي حقّ سائر أفراد الأمّة، وَقَدْ تلهّى النّاس عَنْ هَذِهِ الشرعة الَّتِي أخرجت لهذه الأمّة أبطالها، ولذلك قَالَ سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدّم من ذنبه ) صحيح الجامع (6440)..
لقد كَانَ قيام اللّيل أوّل الدّروس العلميّة الَّتِي قام بِهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أجل تحمّل أعباء الرّسالة (( يَا أيّها المزمّل قم اللّيل إِلاَّ قليلاً نصفه أَوْ انقص مِنْهُ قليلاً أَوْ زد عَلَيهِ ورتّل القرآن ترتيلاً إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إنّ ناشئة اللّيل هِيَ أشدّ وطئاً وأقوم قيلاً )) [المزمّل: 1-6] وبذلك كَانَ القيام هُوَ المؤهل لتحمل تِلْكَ الرّسالة الَّتِي أخبر الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ تِلْكَ المخلوقات الَّتِي تساوي الإنسان بمرات بل الإنسان أمامها مثل الذرّة، وَهِيَ عاجزة عَنْ حملها (( إنّا عرضنا الأمانة عَلَى السَّمَاوَات والأرض والجبال فأبين أَنْ يحملنها وأشفقن مِنْهَا وحملها الإنسان إنّه كَانَ ظلوماً جهولاً )) [الأحزاب: 72]، فإن قيام اللّيل يعين الإنسان عَلَى حمل هَذِهِ الأمانة بشكلها الصحيح، وكيف لا؟ والصّلاة هِيَ الَّتِي تنهى عَنْ الفحشاء والمنكر، وتأمر بالمعروف، وتوقظ داخله وضميره، فتكون بداخله مثل هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عَنْ المنكر، وتجعل مِنْهُ عبداً لله وحده، يركع ويسجد لَهُ، ويبكي من خشيته متذكّراً كثيراً من المعاصي الَّتِي كَانَ يرتكبها، وغيره يقوم اللّيل ويصارع الوقت ليستفيد مِنْهُ فِي آخرته، فجعل الله لمن دخل هَذِهِ الكلّية فِي شهر رمضان وأواخره جائزة ليعوّضه مَا فاته من الطّاعة ويعطيه الأمل فِي المستقبل للثبات ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدّم من ذنبه ) صحيح الجامع. وقال تَعَالَى: (( إنّا أنزلناه فِي ليلة القدر وَمَا أدراك مَا ليلة القدر ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر تنزّل الملائكة والرّوح فِيهَا بإذن ربّها من كلّ أمر سلامٌ هِيَ حتّى مطلع الفجر )) [سورة القدر]. فنسأل الله أَنْ تكون السّلامة علينا فِي الدُّنْيَا والآخرة. والله المستعان.
كلّيــــــــة الاعتكـــــــاف
الاعتكاف سنّة عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي كلّ أيّام السنة وأفضلها فِي العشر الأواخر من رمضان لقول عائشة عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ( كَانَ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه الله عَزَّ وَجَلَّ ).
إنّ حبس النَّفْس فِي مكان لاَ يحتمل الوجود فِيهِ إِلاَّ القيام بأعمال محدودة من الطّاعات وترك المنكرات وكثير من المباحات ليحصل مِنْهُ أمرين عظيمين، الأوّل محاسبة النَّفْس والوقوف عَلَى الخلل الموجود فِيهَا والنّظر الصحيح لَهَا نظرة المتفحّص (( بل الإنسان عَلَى نفسه بصيرة وَلَوْ ألقى معاذيره )) [القيامة: 14-15] وهنا تكون الخلوة الصحيحة مَعَ النَّفْس فَهُوَ عتاب معها لكن بصمت لاَ يسمعه أحد وَلاَ يعاتبه عَلَى أخطائه أحد، ولذلك يكون فِي حالة صدق مَعَ نفسه، لأنّه أدخل نفسه فِي طاعة وَلاَ يمكن لَهُ إفسادها بأن ينكر ذَلِكَ الصّوت الداخلي الَّذِي يذكره بثقل الذنوب ووحشة الصدور، ونزعتها لجانب الخير الَّتِي تفجر طاقاتها فِي هَذِهِ الكلّية العظيمة.
والأمر الثاني العودة إِلَى قلبه والنّظر فِيهِ وفي تِلْكَ المضغة وصلاحها ( إنّ فِي الجسد مضغة إِذَا صلحت صلح الجسد كلّه وَإِذَا فسدت فسد الجسد كلّه ) صحيح الجامع (3193). وَهِيَ القلب الَّذِي يضخّ الدّم، ويحمل مادة الحياة الَّتِي توجب عَلَى المسلم الطّاعات وترك المنكرات فإن فِي الاعتكاف الدّواء الناجح الَّذِي تصرفه الصيدليّة الإسلاميّة ليقوى ويعود إِلَى نشاطه، وذلك يكون فِي اعتكاف رمضان قَالَ الشّاعر:
دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ * فَدُمْ عَلَيْهَا تَفْزْ بِالْخَيْرِ وَالظَّفَرِ
خَلاَءُ بَطْنٍ وَقُرْآنٍ تَدَبّـَرَهُ * كَذَا تَضُرُّعُ بَـاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
كَذَا قِيامُكَ جُنْحَ اللَّيْلِ أَوْسَطَهُ * وَأَنْ تُجالسَ أَهْلَ الْخَيْرِ وَالْخَبَرِ
وهذه الوصفة، يكون تمامها فِي نهار وليل رمضان فِي الاعتكاف. والله المستعان.
كلّيـــــــة السعـــــادة
إن البشرية منذ زمنٍ بعيد، أَوْ قلْ مِن عهد نزول آدم عليه السلام إِلَى الأرض وإلى أَنْ يبعث الله النَّاس، تبحث عَنْ السّعادة ومادتها، وكيف الوصول إِلَيْهَا وكثير منهم ضلّوا الطريق، وهم ينقبون عنها فمنهم من ظنّها بالمال وركض خلف تجميعه، ومنهم من قَالَ إنّها فِي الشهرة، وبدأ يرسم الخطوط العريضة والرّفيعة ليصل إِلَى وهمه ومنهم من ظنّها موجودة بالقوّة والسيطرة فركب بحراً مَا زال يتلاطم مَعَ أمواجه.
لكنّ نبي هَذِهِ الأمّة صلى الله عليه وسلم يصف لَنَا السّعادة بَعْدَ يوم من الصوم، وتنفيذ الأمر تمهيداً إِلَى تِلْكَ السّعادة الكبرى (( فمن زحزح عَنْ النّار وأدخل الجنّة فَقَدْ فاز )) [آل عمران: 185].
( إنّ الله تَعَالَى يقول: إنّ الصّوم لي وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين إِذَا أفطر فرح وَإِذَا لقي الله تَعَالَى فجزاه فرح ) صحيح الجامع (1907). ولهذا علينا أَنْ نعرف أركان هَذِهِ السعادة وكيف تمت فِي هَذِهِ العبادة العظيمة الَّتِي تجتمع فِيهَا أركان الثلاثة الرخاء الأمني والرخاء الاقتصادي وتوحيد الله وعبادته لذلك أخبر الله عَزَّ وَجَلَّ عندما منّ عَلَى أهل مكّة فِي كتابه العزيز (( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف فليعبدوا ربّ هَذَا البيت الَّذِي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) [سورة قريش] فيحصل الفرح بذلك الأمان الَّذِي يستشعره الصّائم، وخاصة فِي تِلْكَ المظاهر الَّتِي تجمع العائلة الواحدة عَلَى الإفطار، والنّاس فِي المساجد للصّلاة ويتفشّى بينهم السّلام ( لاَ تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا وَلاَ تؤمنوا حتّى تحابوا، أوّلاً أدلّكم عَلَى شيءٍ إِذَا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم ) مختصر صحيح مسلم (42)، وبذلك يستشعر خلال هَذِهِ العبادة بالأمان، ثُمَّ تكون زكاة الفطر الَّتِي يخرجها المسلم عَنْ نفسه ومن يعول للفقراء الَّذِينَ يغنوهم عَنْ السّؤال والحوج، فيحصل الاستشعار بالرّخاء الاقتصادي ويكون كلّ ذَلِكَ طاعة لله عَزَّ وَجَلَّ فتكتمل السّعادة ويتحقق الاطمئنان الَّذِي يحصل بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ (( ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب )) [الرعد: 28] ليتخرج الصائم من هَذِهِ الكلّية فِي هَذَا الشهر وَهُوَ يعرف طعم مَا يبحث عَنْهُ، فهل يحافظ عَلَى هَذِهِ الشهادة من كليّته. والله المستعان.
بهذا نكون قد انتهينا من هذا الموضوع القيم ، نفعنا الله و إياكم به :)
وفقكم الله لما يحب و يرضى ، و تقبل الله طاعتكم :)
الجامعة الرمضانية (1) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=150634)
الجامعة الرمضانية (2) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?postid=1141031&t=5104#post1141031)
الجامعة الرمضانية (3) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=151009)
الجامعة الرمضانية (4) (http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?threadid=151207)
كلّيـــــــــة القيــــــــام
من هنا يبدأ مصنع الرّجال ومفخرة الأجيال، إنّها صلاة اللّيل، وَهِيَ من الأمور الَّتِي كَانَتْ واجبة فِي حقّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وسنّة فِي حقّ سائر أفراد الأمّة، وَقَدْ تلهّى النّاس عَنْ هَذِهِ الشرعة الَّتِي أخرجت لهذه الأمّة أبطالها، ولذلك قَالَ سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدّم من ذنبه ) صحيح الجامع (6440)..
لقد كَانَ قيام اللّيل أوّل الدّروس العلميّة الَّتِي قام بِهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أجل تحمّل أعباء الرّسالة (( يَا أيّها المزمّل قم اللّيل إِلاَّ قليلاً نصفه أَوْ انقص مِنْهُ قليلاً أَوْ زد عَلَيهِ ورتّل القرآن ترتيلاً إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إنّ ناشئة اللّيل هِيَ أشدّ وطئاً وأقوم قيلاً )) [المزمّل: 1-6] وبذلك كَانَ القيام هُوَ المؤهل لتحمل تِلْكَ الرّسالة الَّتِي أخبر الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ تِلْكَ المخلوقات الَّتِي تساوي الإنسان بمرات بل الإنسان أمامها مثل الذرّة، وَهِيَ عاجزة عَنْ حملها (( إنّا عرضنا الأمانة عَلَى السَّمَاوَات والأرض والجبال فأبين أَنْ يحملنها وأشفقن مِنْهَا وحملها الإنسان إنّه كَانَ ظلوماً جهولاً )) [الأحزاب: 72]، فإن قيام اللّيل يعين الإنسان عَلَى حمل هَذِهِ الأمانة بشكلها الصحيح، وكيف لا؟ والصّلاة هِيَ الَّتِي تنهى عَنْ الفحشاء والمنكر، وتأمر بالمعروف، وتوقظ داخله وضميره، فتكون بداخله مثل هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عَنْ المنكر، وتجعل مِنْهُ عبداً لله وحده، يركع ويسجد لَهُ، ويبكي من خشيته متذكّراً كثيراً من المعاصي الَّتِي كَانَ يرتكبها، وغيره يقوم اللّيل ويصارع الوقت ليستفيد مِنْهُ فِي آخرته، فجعل الله لمن دخل هَذِهِ الكلّية فِي شهر رمضان وأواخره جائزة ليعوّضه مَا فاته من الطّاعة ويعطيه الأمل فِي المستقبل للثبات ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدّم من ذنبه ) صحيح الجامع. وقال تَعَالَى: (( إنّا أنزلناه فِي ليلة القدر وَمَا أدراك مَا ليلة القدر ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر تنزّل الملائكة والرّوح فِيهَا بإذن ربّها من كلّ أمر سلامٌ هِيَ حتّى مطلع الفجر )) [سورة القدر]. فنسأل الله أَنْ تكون السّلامة علينا فِي الدُّنْيَا والآخرة. والله المستعان.
كلّيــــــــة الاعتكـــــــاف
الاعتكاف سنّة عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي كلّ أيّام السنة وأفضلها فِي العشر الأواخر من رمضان لقول عائشة عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ( كَانَ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتّى توفّاه الله عَزَّ وَجَلَّ ).
إنّ حبس النَّفْس فِي مكان لاَ يحتمل الوجود فِيهِ إِلاَّ القيام بأعمال محدودة من الطّاعات وترك المنكرات وكثير من المباحات ليحصل مِنْهُ أمرين عظيمين، الأوّل محاسبة النَّفْس والوقوف عَلَى الخلل الموجود فِيهَا والنّظر الصحيح لَهَا نظرة المتفحّص (( بل الإنسان عَلَى نفسه بصيرة وَلَوْ ألقى معاذيره )) [القيامة: 14-15] وهنا تكون الخلوة الصحيحة مَعَ النَّفْس فَهُوَ عتاب معها لكن بصمت لاَ يسمعه أحد وَلاَ يعاتبه عَلَى أخطائه أحد، ولذلك يكون فِي حالة صدق مَعَ نفسه، لأنّه أدخل نفسه فِي طاعة وَلاَ يمكن لَهُ إفسادها بأن ينكر ذَلِكَ الصّوت الداخلي الَّذِي يذكره بثقل الذنوب ووحشة الصدور، ونزعتها لجانب الخير الَّتِي تفجر طاقاتها فِي هَذِهِ الكلّية العظيمة.
والأمر الثاني العودة إِلَى قلبه والنّظر فِيهِ وفي تِلْكَ المضغة وصلاحها ( إنّ فِي الجسد مضغة إِذَا صلحت صلح الجسد كلّه وَإِذَا فسدت فسد الجسد كلّه ) صحيح الجامع (3193). وَهِيَ القلب الَّذِي يضخّ الدّم، ويحمل مادة الحياة الَّتِي توجب عَلَى المسلم الطّاعات وترك المنكرات فإن فِي الاعتكاف الدّواء الناجح الَّذِي تصرفه الصيدليّة الإسلاميّة ليقوى ويعود إِلَى نشاطه، وذلك يكون فِي اعتكاف رمضان قَالَ الشّاعر:
دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسٌ عِنْدَ قَسْوَتِهِ * فَدُمْ عَلَيْهَا تَفْزْ بِالْخَيْرِ وَالظَّفَرِ
خَلاَءُ بَطْنٍ وَقُرْآنٍ تَدَبّـَرَهُ * كَذَا تَضُرُّعُ بَـاكٍ سَاعَةَ السَّحَرِ
كَذَا قِيامُكَ جُنْحَ اللَّيْلِ أَوْسَطَهُ * وَأَنْ تُجالسَ أَهْلَ الْخَيْرِ وَالْخَبَرِ
وهذه الوصفة، يكون تمامها فِي نهار وليل رمضان فِي الاعتكاف. والله المستعان.
كلّيـــــــة السعـــــادة
إن البشرية منذ زمنٍ بعيد، أَوْ قلْ مِن عهد نزول آدم عليه السلام إِلَى الأرض وإلى أَنْ يبعث الله النَّاس، تبحث عَنْ السّعادة ومادتها، وكيف الوصول إِلَيْهَا وكثير منهم ضلّوا الطريق، وهم ينقبون عنها فمنهم من ظنّها بالمال وركض خلف تجميعه، ومنهم من قَالَ إنّها فِي الشهرة، وبدأ يرسم الخطوط العريضة والرّفيعة ليصل إِلَى وهمه ومنهم من ظنّها موجودة بالقوّة والسيطرة فركب بحراً مَا زال يتلاطم مَعَ أمواجه.
لكنّ نبي هَذِهِ الأمّة صلى الله عليه وسلم يصف لَنَا السّعادة بَعْدَ يوم من الصوم، وتنفيذ الأمر تمهيداً إِلَى تِلْكَ السّعادة الكبرى (( فمن زحزح عَنْ النّار وأدخل الجنّة فَقَدْ فاز )) [آل عمران: 185].
( إنّ الله تَعَالَى يقول: إنّ الصّوم لي وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين إِذَا أفطر فرح وَإِذَا لقي الله تَعَالَى فجزاه فرح ) صحيح الجامع (1907). ولهذا علينا أَنْ نعرف أركان هَذِهِ السعادة وكيف تمت فِي هَذِهِ العبادة العظيمة الَّتِي تجتمع فِيهَا أركان الثلاثة الرخاء الأمني والرخاء الاقتصادي وتوحيد الله وعبادته لذلك أخبر الله عَزَّ وَجَلَّ عندما منّ عَلَى أهل مكّة فِي كتابه العزيز (( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف فليعبدوا ربّ هَذَا البيت الَّذِي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) [سورة قريش] فيحصل الفرح بذلك الأمان الَّذِي يستشعره الصّائم، وخاصة فِي تِلْكَ المظاهر الَّتِي تجمع العائلة الواحدة عَلَى الإفطار، والنّاس فِي المساجد للصّلاة ويتفشّى بينهم السّلام ( لاَ تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا وَلاَ تؤمنوا حتّى تحابوا، أوّلاً أدلّكم عَلَى شيءٍ إِذَا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم ) مختصر صحيح مسلم (42)، وبذلك يستشعر خلال هَذِهِ العبادة بالأمان، ثُمَّ تكون زكاة الفطر الَّتِي يخرجها المسلم عَنْ نفسه ومن يعول للفقراء الَّذِينَ يغنوهم عَنْ السّؤال والحوج، فيحصل الاستشعار بالرّخاء الاقتصادي ويكون كلّ ذَلِكَ طاعة لله عَزَّ وَجَلَّ فتكتمل السّعادة ويتحقق الاطمئنان الَّذِي يحصل بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ (( ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب )) [الرعد: 28] ليتخرج الصائم من هَذِهِ الكلّية فِي هَذَا الشهر وَهُوَ يعرف طعم مَا يبحث عَنْهُ، فهل يحافظ عَلَى هَذِهِ الشهادة من كليّته. والله المستعان.
بهذا نكون قد انتهينا من هذا الموضوع القيم ، نفعنا الله و إياكم به :)
وفقكم الله لما يحب و يرضى ، و تقبل الله طاعتكم :)