هديل الحمام
20-11-2002, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم …
إليكم أحبتي ببعض ما ذكر ببابي الإستغفار والتوبة ..
قال أبو موسى رحمه الله : قد كان فيكم امانان :
(1) (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )
(2) ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)
أحسبه قال : أما النبي عليه السلام فقد مضى لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة ))
· وقال لقمان الحكيم لإبنه (( يا بني أكثر من قول _ رب اغفر لي _ فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل ))
· وقال ابن تيميه رحمه الله ( إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علي
فأستغفر الله تعالى ألف مرة ، أو أكثر ، أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما شكل وقد أكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي ))
فأعلم أن باب الاستغفار من أهم الأبواب التي يعتنى بها ويحافظ على العمل ، نسأل الله الكريم بأن يختم لنا به …اللهم آآمين
قال تعالى ( واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار )
هو الله الذي لا اله إلا هو الرحمن الرحيم ، فاضت رحمته وشملت رأفته عباده ، ومن منن الله لامة محمد عليه الصلاة والسلام إمهاله للخائضين في أودية الذنوب والمعاصي الكبائر منها والصغائر المقتحمين أي داخلين النار مثل الجنادب والفراش يقعن فيها ورسول الله عليه الصلاة والسلام بما بعثه الله من الهدى والنور (أخذ بحجزنا عن النار ) ونحن فارون من خالقنا ومالكتا إلى شهواتنا وغارقون في الغفلة والسكرة والغون في المعاصي وهو سبحانه حليم بنا لا يبطش بنا ولا يهلكنا حالا بل يمهلنا ويأمر نبيه أن يعلن كرمه سبحانه ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))
ولم يقتصر ربنا على هذا الكرم والجود والرحمه والمغفرة بل تاب على عبادة ليتوبوا لئلا يستحقوا البطش والعقاب الأشق قال جل وعلا (( ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ))…قال الحسن البصري رحمه الله : انظروا إلى هذا الكرم والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ..
وقد روي إن عطاء السليمي رضي الله عنه رؤي بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟! فقال : قال لي : يا عطاء ! أما استحييت مني أن تخافني كل هذا !! أما بلغك أني غفور رحيم .
ومن كرمه المتزايد على عباده أنه يغفر الذنوب ويمحوها من صحائف أعمالهم حتى لا يبقى لها أي أثر ، وإنا لنرى في الدنيا أن المأخوذ في أي جريمة إذا حبس في السجن أو عذاب فإنه متى يسلم من السجن والعذاب لا يمحى ذنبه من الدفاتر ، بل يحفظ سجل جريمته في الدوائر الرسمية المختصة .. ولكن الله يغفر ذنوب عبده ويستر ويمحو حتى لا يبقى له أي أثر في صحيفة أعماله ، جوده سبحانه لا يقف عند حد بل قال (( يبدل الله سيئاتهم حسنات ))..
حكي : أن رجلا قال للدينوري : ما أصنع ؟ فكلما وقفت على باب المولى لأتوب إليه صرفتني البلوى ، فقال : كن كالصبي مع أمه كلما ضربته يجزع بين يديها ، فلا يزال كذلك حتى تضمه إليها )
روي : انه في بني إسرائيل شاب قد عبد الله عشرين سنة ، ثم عصاه عشرين سنة ، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته فساءه ذلك ، فقال : ((إلهي أطعتك عشرين سنة وعصيتك عشرين سنة ، فإن رجعت إليك تقبلني ؟ فسمع هاتفا من وراء البيت وهو يقول (( أجبتنا فأجبناك ، وتركتنا فتركناك وعصيتنا فأمهلناك ، فإن رجعت إلينا قبلناك))…
قال بعض الصالحين إن سواد القلب من الذنوب ، وعلامة سواد القلب : أن لا تجد للذنوب مفزعا ولا للطاعة موقعا ولا للموعظة منجعا ، ولا تستحقون من الذنوب شيئا فتحسب نفسك تائبا وأنت مصر على الكبائر . قد بلغنا عن كهمس بن الحسن أنه قال : (( أذنبت ذنبا فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة ، فقيل: ما هو يا عبد الله ؟؟ قال : زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكا ، فأكل ، ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده ))
الله ؟؟ قال : زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكا ، فأكل ، ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده )) ، وتضرع لله سبحانه ، وابتهل إليه واذكر حال أبينا آدم عليه السلام خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وحمله إلى جنته على أعناق الملائكة لم يذنب إلا ذنبا واحدا فنزل به ما نزل . حتى روي أن الله قال لآدم : ((أي جار كنت لك ؟ قال: نعم الجار يا رب ! قال : يا آدم أخرج من جواري وضع عن رأسك تاج كرامتي ، فإنه لا يجاورني من عصاني )).. هذا حاله مع نبيه وصفيه عليه الصلاة والسلام في ذنب واحد فكيف حال الغير في ذنوب لا تحصى !!! ، وهذا تضرع التائب وابتهاله فكيف بالمصر المتعسف ؟ ولقد أحسن من قال :
يخاف على نفسه من يتوب
فكيف ترى حال من لا يتوب
- قال أبو طلحه : وكذلك حال ابنه داود عليه الصلاة والسلام وبكاؤه على خطيئة واحدة : قال سعيد بن جبير : إنما كانت فتنته النظرة … وهذا كما ذكر القرطبي مفسرا لقوله تعالى (فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا زلفى وحسن مئاب)… فقال في رواية : إنه - أي داود عليه السلام - سجد أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا للصلاة المكتوبة ، فبكى حتى نبت العشب من دموعه . - وري مرفوعا من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أن داود مكث أربعين ليله ساجدا حتى نبت العشب من دموعه على رأسه ، وأكلت الأرض من جبينه ، وهو يقول في سجوده : يا رب داود زل زلة بعد بها ما بين المشرق والمغرب ، رب عن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلق من بعده ، فقال له جبريل بعد أربعين سنة : يا داود ! إن الله قد غفر لك الهم الذي هممت به ))
- وذكر بعد قليل فقال : قال الحسن وغيره : كان داود عليه السلام بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين ، ويقول تعالوا إلى داود الخطاء ، ولا يشرب شراب إلا مزجه بدموع عينيه ، وكان يجعل خبز الشعير اليابس في قصعة فلا يزال يبكي حتى يبتل بدموعه ، وكان يذر عليه الرماد والملح ويأكل ويقول : هذا أكل الخطائين وكان قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر ثم صام بعده الدهر كله وقام الليل كله …
- وأما طعام الخاطئين من أهل النار فقد قال تعالى فيه (( فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون)) - قال القرطبي : ( الغسلين ) فعلين من الغسل ، فكأنه ينغسل من أبدانهم ، هو سديد أهل النار السائل من جروحهم و فروجهم وهو شر طعام أهل النار ..ذكره ابن كثير رحمه الله
- هذا حاله مع نبيه داود عليه السلام في خطيئة واحدة ، فكيف حال الغير الذي كان له جبال الذنوب لا تعد ولا تحصى !!، وهذا تضرعه وابتهاله أمام مولاه عز وجل ، فكيف بالمصر الذي لا يراجع توبة ، ولا يرعوي عما يذم من الأمر … فعلينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب
- ثم قال الغزالي رحمه الله في منهاج التوبة : فإن تبت ثم نقضت التوبة وعدت إلى الذنب ثانيا فعد إلى التوبة مبادرا وقل لنفسك لعلي أموت قبل أن أعود إلى الذنب هذه المرة وكذلك ثالثا ورابعا وكما اتخذت الذنب العود عليه حرفة ، فاتخذ التوبة والعود إليه حرفة أيضا ، ولا تكن في التوبة أعجز منك في الذنب ، ولا تيأس ولا يمنعك الشيطان من التوبة بسبب ذلك فإنه دلالة الخير ، أما تسمع قوله صلى الله عليه وسلم (( خياركم كل مفتن تواب )) أي كثير الابتلاء بالذنب كثير التوبة منه والرجوع إلى الله جل جلاله بالندامة و الإستغفار ، تذكر قوله سبحانه : (( من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))..
لله در من قال :
من أي بحر غير بحرك نستقي
ولأي باب غير بابك نقصد
انتهى ويتبع بإذن الله في السلسلة القادمة!!!
إليكم أحبتي ببعض ما ذكر ببابي الإستغفار والتوبة ..
قال أبو موسى رحمه الله : قد كان فيكم امانان :
(1) (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )
(2) ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)
أحسبه قال : أما النبي عليه السلام فقد مضى لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة ))
· وقال لقمان الحكيم لإبنه (( يا بني أكثر من قول _ رب اغفر لي _ فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل ))
· وقال ابن تيميه رحمه الله ( إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علي
فأستغفر الله تعالى ألف مرة ، أو أكثر ، أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما شكل وقد أكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو المدرسة لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي ))
فأعلم أن باب الاستغفار من أهم الأبواب التي يعتنى بها ويحافظ على العمل ، نسأل الله الكريم بأن يختم لنا به …اللهم آآمين
قال تعالى ( واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار )
هو الله الذي لا اله إلا هو الرحمن الرحيم ، فاضت رحمته وشملت رأفته عباده ، ومن منن الله لامة محمد عليه الصلاة والسلام إمهاله للخائضين في أودية الذنوب والمعاصي الكبائر منها والصغائر المقتحمين أي داخلين النار مثل الجنادب والفراش يقعن فيها ورسول الله عليه الصلاة والسلام بما بعثه الله من الهدى والنور (أخذ بحجزنا عن النار ) ونحن فارون من خالقنا ومالكتا إلى شهواتنا وغارقون في الغفلة والسكرة والغون في المعاصي وهو سبحانه حليم بنا لا يبطش بنا ولا يهلكنا حالا بل يمهلنا ويأمر نبيه أن يعلن كرمه سبحانه ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))
ولم يقتصر ربنا على هذا الكرم والجود والرحمه والمغفرة بل تاب على عبادة ليتوبوا لئلا يستحقوا البطش والعقاب الأشق قال جل وعلا (( ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ))…قال الحسن البصري رحمه الله : انظروا إلى هذا الكرم والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ..
وقد روي إن عطاء السليمي رضي الله عنه رؤي بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟! فقال : قال لي : يا عطاء ! أما استحييت مني أن تخافني كل هذا !! أما بلغك أني غفور رحيم .
ومن كرمه المتزايد على عباده أنه يغفر الذنوب ويمحوها من صحائف أعمالهم حتى لا يبقى لها أي أثر ، وإنا لنرى في الدنيا أن المأخوذ في أي جريمة إذا حبس في السجن أو عذاب فإنه متى يسلم من السجن والعذاب لا يمحى ذنبه من الدفاتر ، بل يحفظ سجل جريمته في الدوائر الرسمية المختصة .. ولكن الله يغفر ذنوب عبده ويستر ويمحو حتى لا يبقى له أي أثر في صحيفة أعماله ، جوده سبحانه لا يقف عند حد بل قال (( يبدل الله سيئاتهم حسنات ))..
حكي : أن رجلا قال للدينوري : ما أصنع ؟ فكلما وقفت على باب المولى لأتوب إليه صرفتني البلوى ، فقال : كن كالصبي مع أمه كلما ضربته يجزع بين يديها ، فلا يزال كذلك حتى تضمه إليها )
روي : انه في بني إسرائيل شاب قد عبد الله عشرين سنة ، ثم عصاه عشرين سنة ، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته فساءه ذلك ، فقال : ((إلهي أطعتك عشرين سنة وعصيتك عشرين سنة ، فإن رجعت إليك تقبلني ؟ فسمع هاتفا من وراء البيت وهو يقول (( أجبتنا فأجبناك ، وتركتنا فتركناك وعصيتنا فأمهلناك ، فإن رجعت إلينا قبلناك))…
قال بعض الصالحين إن سواد القلب من الذنوب ، وعلامة سواد القلب : أن لا تجد للذنوب مفزعا ولا للطاعة موقعا ولا للموعظة منجعا ، ولا تستحقون من الذنوب شيئا فتحسب نفسك تائبا وأنت مصر على الكبائر . قد بلغنا عن كهمس بن الحسن أنه قال : (( أذنبت ذنبا فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة ، فقيل: ما هو يا عبد الله ؟؟ قال : زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكا ، فأكل ، ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده ))
الله ؟؟ قال : زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكا ، فأكل ، ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسل بها يده )) ، وتضرع لله سبحانه ، وابتهل إليه واذكر حال أبينا آدم عليه السلام خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وحمله إلى جنته على أعناق الملائكة لم يذنب إلا ذنبا واحدا فنزل به ما نزل . حتى روي أن الله قال لآدم : ((أي جار كنت لك ؟ قال: نعم الجار يا رب ! قال : يا آدم أخرج من جواري وضع عن رأسك تاج كرامتي ، فإنه لا يجاورني من عصاني )).. هذا حاله مع نبيه وصفيه عليه الصلاة والسلام في ذنب واحد فكيف حال الغير في ذنوب لا تحصى !!! ، وهذا تضرع التائب وابتهاله فكيف بالمصر المتعسف ؟ ولقد أحسن من قال :
يخاف على نفسه من يتوب
فكيف ترى حال من لا يتوب
- قال أبو طلحه : وكذلك حال ابنه داود عليه الصلاة والسلام وبكاؤه على خطيئة واحدة : قال سعيد بن جبير : إنما كانت فتنته النظرة … وهذا كما ذكر القرطبي مفسرا لقوله تعالى (فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا زلفى وحسن مئاب)… فقال في رواية : إنه - أي داود عليه السلام - سجد أربعين يوما لا يرفع رأسه إلا للصلاة المكتوبة ، فبكى حتى نبت العشب من دموعه . - وري مرفوعا من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أن داود مكث أربعين ليله ساجدا حتى نبت العشب من دموعه على رأسه ، وأكلت الأرض من جبينه ، وهو يقول في سجوده : يا رب داود زل زلة بعد بها ما بين المشرق والمغرب ، رب عن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلق من بعده ، فقال له جبريل بعد أربعين سنة : يا داود ! إن الله قد غفر لك الهم الذي هممت به ))
- وذكر بعد قليل فقال : قال الحسن وغيره : كان داود عليه السلام بعد الخطيئة لا يجالس إلا الخاطئين ، ويقول تعالوا إلى داود الخطاء ، ولا يشرب شراب إلا مزجه بدموع عينيه ، وكان يجعل خبز الشعير اليابس في قصعة فلا يزال يبكي حتى يبتل بدموعه ، وكان يذر عليه الرماد والملح ويأكل ويقول : هذا أكل الخطائين وكان قبل الخطيئة يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر ثم صام بعده الدهر كله وقام الليل كله …
- وأما طعام الخاطئين من أهل النار فقد قال تعالى فيه (( فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون)) - قال القرطبي : ( الغسلين ) فعلين من الغسل ، فكأنه ينغسل من أبدانهم ، هو سديد أهل النار السائل من جروحهم و فروجهم وهو شر طعام أهل النار ..ذكره ابن كثير رحمه الله
- هذا حاله مع نبيه داود عليه السلام في خطيئة واحدة ، فكيف حال الغير الذي كان له جبال الذنوب لا تعد ولا تحصى !!، وهذا تضرعه وابتهاله أمام مولاه عز وجل ، فكيف بالمصر الذي لا يراجع توبة ، ولا يرعوي عما يذم من الأمر … فعلينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب
- ثم قال الغزالي رحمه الله في منهاج التوبة : فإن تبت ثم نقضت التوبة وعدت إلى الذنب ثانيا فعد إلى التوبة مبادرا وقل لنفسك لعلي أموت قبل أن أعود إلى الذنب هذه المرة وكذلك ثالثا ورابعا وكما اتخذت الذنب العود عليه حرفة ، فاتخذ التوبة والعود إليه حرفة أيضا ، ولا تكن في التوبة أعجز منك في الذنب ، ولا تيأس ولا يمنعك الشيطان من التوبة بسبب ذلك فإنه دلالة الخير ، أما تسمع قوله صلى الله عليه وسلم (( خياركم كل مفتن تواب )) أي كثير الابتلاء بالذنب كثير التوبة منه والرجوع إلى الله جل جلاله بالندامة و الإستغفار ، تذكر قوله سبحانه : (( من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))..
لله در من قال :
من أي بحر غير بحرك نستقي
ولأي باب غير بابك نقصد
انتهى ويتبع بإذن الله في السلسلة القادمة!!!