البراء
03-02-2003, 11:52 AM
الحديث عن المرأة غالبا يتوزع بين اتجاهين يختلفان في كل شيء، ويتفقان في أن لهما طابعا واحدا هو السلبية .
غير أنها من الممكن أن تقدم الكثير، ويمكن أن يخلدها التاريخ بمشاركتها في الأعمال والأنشطة العامة، تستطيع المرأة ذلك دون أن تنسلخ من هويتها أو تتبرأ من عقيدتها، وهذا نموذج نقدمه لإحدى النساء اهتمت بمشاريع تسمى بالمصطلحات المعاصرة (مشاريع تنموية) تمثلت في بناء المساكن وحفر الآبار وبناء السدود.
إنها زبيدة بنت جعفر، زوج الخليفة هارون الرشيد وحفيدة المنصور وأم الأمين.
قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً، لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء، ومن صفاتها أيضا أنها كانت ذات عقل وفصاحة ورأي وبلاغة، عرفت باهتمامها بالعمران، فقد بنت المساكن والنزل على امتداد طريق مكة المكرمة، وكان أهم ما قامت به هو " عين زبيدة "، ففي أثناء حجها إلى مكة المكرمة سنة186 هـ أدركت زبيدة مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، و ما يعانونه من جراء حملهم لقرب الماء من آلام وإرهاق، وكان الكثير منهم يموتون من جراء ذلك، ولذا فقد أمرت بحفر نهر جار يتصل بمساقط المطر،
وأنفقت الكثير من أموالها وجواهرها لتوفر للحجاج الراحة وتحميهم من مخاطر الموت، وبعد أن أمرت خازن أموالها بتكليف أمهر المهندسين والعمال بإنشاء هذه العين، أخبرها خازن أموالها بعظم التكاليف التي سوف يستنفذها هذا المشروع، فقالت له:"اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس دينارا". فأحضر خازن المال أكفأ المهندسين، ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال، ثم أوصلوه بعين حنين بمكة، فأسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخر، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل وعرفت العين باسم عين الشماش، وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك.
وقد وصف اليافعي عين الشماش في القرن الثامن للهجرة فقال:" إن آثارها باقية ومشتملة على عمارة عظيمة عجيبة مما يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة ذات بنيان محكم في الجبال تقصر العبارة عن وصف حسنه، وينزل الماء منه إلى موضع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جداً لا يوصل إلى قراره إلا بهبوط كالبئر، ولشدة ظلمته يفزع بعض الناس إذا نزل فيه وحده نهاراً فضلاً عن الليل.
كما قال عنها ابن جبير في طريقه إلى مكة:"وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها وحتى الآن، ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق".
توفيت في بغداد في جمادى الأولى سنة 216 هجرية الموافق 831م .
هذا نموذج للمرأة الإيجابية عموما والثرية خصوصا، نقدمها لعلها تجد من بنات جنسها من تحذو حذوها وتسير على خطاها، وكم من زبيدة تعيش بيننا في هذا العصر؟ .
عن موقع الاسلام اليوم
غير أنها من الممكن أن تقدم الكثير، ويمكن أن يخلدها التاريخ بمشاركتها في الأعمال والأنشطة العامة، تستطيع المرأة ذلك دون أن تنسلخ من هويتها أو تتبرأ من عقيدتها، وهذا نموذج نقدمه لإحدى النساء اهتمت بمشاريع تسمى بالمصطلحات المعاصرة (مشاريع تنموية) تمثلت في بناء المساكن وحفر الآبار وبناء السدود.
إنها زبيدة بنت جعفر، زوج الخليفة هارون الرشيد وحفيدة المنصور وأم الأمين.
قال ابن بردي في وصفها: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفاً، لقد كانت زبيدة سيدة جليلة سخية لها فضل في الحضارة والعمران والعطف على الأدباء والأطباء والشعراء، ومن صفاتها أيضا أنها كانت ذات عقل وفصاحة ورأي وبلاغة، عرفت باهتمامها بالعمران، فقد بنت المساكن والنزل على امتداد طريق مكة المكرمة، وكان أهم ما قامت به هو " عين زبيدة "، ففي أثناء حجها إلى مكة المكرمة سنة186 هـ أدركت زبيدة مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، و ما يعانونه من جراء حملهم لقرب الماء من آلام وإرهاق، وكان الكثير منهم يموتون من جراء ذلك، ولذا فقد أمرت بحفر نهر جار يتصل بمساقط المطر،
وأنفقت الكثير من أموالها وجواهرها لتوفر للحجاج الراحة وتحميهم من مخاطر الموت، وبعد أن أمرت خازن أموالها بتكليف أمهر المهندسين والعمال بإنشاء هذه العين، أخبرها خازن أموالها بعظم التكاليف التي سوف يستنفذها هذا المشروع، فقالت له:"اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس دينارا". فأحضر خازن المال أكفأ المهندسين، ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال، ثم أوصلوه بعين حنين بمكة، فأسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخر، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل وعرفت العين باسم عين الشماش، وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك.
وقد وصف اليافعي عين الشماش في القرن الثامن للهجرة فقال:" إن آثارها باقية ومشتملة على عمارة عظيمة عجيبة مما يتنزه برؤيتها على يمين الذاهب إلى منى من مكة ذات بنيان محكم في الجبال تقصر العبارة عن وصف حسنه، وينزل الماء منه إلى موضع تحت الأرض عميق ذي درج كثيرة جداً لا يوصل إلى قراره إلا بهبوط كالبئر، ولشدة ظلمته يفزع بعض الناس إذا نزل فيه وحده نهاراً فضلاً عن الليل.
كما قال عنها ابن جبير في طريقه إلى مكة:"وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها وحتى الآن، ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق".
توفيت في بغداد في جمادى الأولى سنة 216 هجرية الموافق 831م .
هذا نموذج للمرأة الإيجابية عموما والثرية خصوصا، نقدمها لعلها تجد من بنات جنسها من تحذو حذوها وتسير على خطاها، وكم من زبيدة تعيش بيننا في هذا العصر؟ .
عن موقع الاسلام اليوم