هيونه
09-07-2003, 12:33 PM
اشترى ساعة سويسرية فاخرة، ذات ماركة عالمية مشهورة جدا بمبلغ كبير، وقيل له عند الشراء أن من بين الإغراءات لما بعد البيع هو ضمان شامل لمدة سنة·· ولكن يا فرحة ما تمت، فقبل أن يستمتع بها وبعد أقل من سنة، تعطلت الساعة وأخذت تتأخر تارة وتتقدم تارة ثانية·
أخذ ساعته إلى الوكيل المعتمد الذي اشتراها منه، وطلب استبدالها لأنها مازالت تحت الضمان، إلا أن الوكيل رفض فكرة الاستبدال، متعهدا بإصلاحها بعد أن ذكر له أن العملية بسيطة ولا تحتاج إلى تعقيدات كبيرة·· فقبل صاحبنا على مضض معتمدا على كلامه المطمئن·
بعد يومين استلم الساعة وبدت عليه الفرحة، ولكن هذه المرة لم يستمتع بها لأكثر من أسبوع، فقد عادت الساعة إلى التأخير والتقديم، فما كان منه إلا أن أخذها إلى الوكيل وسلمها لهم مطالبا بتعويضه بساعة أخرى أو إعادة آلاف الدراهم التي دفعها كقيمة لشراء ساعة ذات ماركة محترمة· واعتمد صاحبنا على مبادئ الأسلوب الراقي الذي تتعامل بها كبرى الشركات والماركات العالمية مع الزبائن·
ولكن الوكيل أصر كعادته على التعامل غير الحضاري معه، وجاءه الرد هذه المرة صريحا: يعجبك أهلا وسهلا، ما يعجبك الباب يوسع جمل!·· فخرج من الباب الذي يسع جملا، وعاد إلى البيت ثم كتب رسالة محترمة إلى المصنع الرئيسي في سويسرا شارحا الأسلوب غير الحضاري الذي لاقاه، وطلب منهم إنصافه وإعادة الحق إليه احتراما لسمعة الشركة والمصنع والماركة·
بعد أقل من أسبوع اتصل به الوكيل المحلي راجيا منه التكرم بالحضور لاستلام ساعة جديدة مرسلة من المصنع الرئيسي في سويسرا مع خطاب اعتذار من رئيس مجلس إدارة المصنع والماركة·· وخطاب آخر يتضمن كمية لا حصر لها من البهدلة للوكيل المعتمد هنا في الإمارات على السلوك غير الحضاري مع هذا الزبون، وإنذار بعدم تكرار مثل هذا التعامل مع أي زبون آخر·
هذا التعامل الحضاري الراقي من رئيس مجلس إدارة المصنع، يفتح الباب أمام نقاش كبير حول خدمة ما بعد البيع المفقودة عندنا، في الوقت الذي يصل فيه احترام هذه الخدمة إلى مرتبة التقديس في البلدان المتحضرة التي تحترم قوانين وأنظمة ما بعد البيع·
الوكيل المحلي لأية بضاعة أو ماركة عالمية مشهورة عندنا يتعامل بوقاحة مع الزبون، ضاربا عرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية في فن التعامل الحضاري·· ولو أن كل زبون يتعرض لتعامل من هذا النوع سارع إلى تقديم شكوى إلى المصنع الرئيسي في بلد المنشأ لتأدب جميع الوكلاء وصاروا أوادم!!·
عبدالله رشيد - صحيفة الاتحاد-
أخذ ساعته إلى الوكيل المعتمد الذي اشتراها منه، وطلب استبدالها لأنها مازالت تحت الضمان، إلا أن الوكيل رفض فكرة الاستبدال، متعهدا بإصلاحها بعد أن ذكر له أن العملية بسيطة ولا تحتاج إلى تعقيدات كبيرة·· فقبل صاحبنا على مضض معتمدا على كلامه المطمئن·
بعد يومين استلم الساعة وبدت عليه الفرحة، ولكن هذه المرة لم يستمتع بها لأكثر من أسبوع، فقد عادت الساعة إلى التأخير والتقديم، فما كان منه إلا أن أخذها إلى الوكيل وسلمها لهم مطالبا بتعويضه بساعة أخرى أو إعادة آلاف الدراهم التي دفعها كقيمة لشراء ساعة ذات ماركة محترمة· واعتمد صاحبنا على مبادئ الأسلوب الراقي الذي تتعامل بها كبرى الشركات والماركات العالمية مع الزبائن·
ولكن الوكيل أصر كعادته على التعامل غير الحضاري معه، وجاءه الرد هذه المرة صريحا: يعجبك أهلا وسهلا، ما يعجبك الباب يوسع جمل!·· فخرج من الباب الذي يسع جملا، وعاد إلى البيت ثم كتب رسالة محترمة إلى المصنع الرئيسي في سويسرا شارحا الأسلوب غير الحضاري الذي لاقاه، وطلب منهم إنصافه وإعادة الحق إليه احتراما لسمعة الشركة والمصنع والماركة·
بعد أقل من أسبوع اتصل به الوكيل المحلي راجيا منه التكرم بالحضور لاستلام ساعة جديدة مرسلة من المصنع الرئيسي في سويسرا مع خطاب اعتذار من رئيس مجلس إدارة المصنع والماركة·· وخطاب آخر يتضمن كمية لا حصر لها من البهدلة للوكيل المعتمد هنا في الإمارات على السلوك غير الحضاري مع هذا الزبون، وإنذار بعدم تكرار مثل هذا التعامل مع أي زبون آخر·
هذا التعامل الحضاري الراقي من رئيس مجلس إدارة المصنع، يفتح الباب أمام نقاش كبير حول خدمة ما بعد البيع المفقودة عندنا، في الوقت الذي يصل فيه احترام هذه الخدمة إلى مرتبة التقديس في البلدان المتحضرة التي تحترم قوانين وأنظمة ما بعد البيع·
الوكيل المحلي لأية بضاعة أو ماركة عالمية مشهورة عندنا يتعامل بوقاحة مع الزبون، ضاربا عرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية في فن التعامل الحضاري·· ولو أن كل زبون يتعرض لتعامل من هذا النوع سارع إلى تقديم شكوى إلى المصنع الرئيسي في بلد المنشأ لتأدب جميع الوكلاء وصاروا أوادم!!·
عبدالله رشيد - صحيفة الاتحاد-