بو عبدالرحمن
09-10-2003, 08:56 PM
كاتبة في صحيفة سيّارةِ ، تحتلُ عموداً شبه يومي ، كتبتْ ذات يوم مقالاً طويلاً ..
خلاصةُ الخلاصةِ فيه ، كالتالي :
إننا نبالغُ كثيراً في التخوفِ مما تبثهُ القنواتُ الفضائية ، وأن هذا التخوفَ الشديدَ ليس له سوى معنى واحدٍ هو :
أننا زجاجٌ يسهلُ كسره ، وصلصالٌ يسهل تشكيله ..!!
ومعنى ذلك أننا بلا شخصية ، ولا وزن .. ثم وبكل صراحة ، أو لنقلْ بكل وقاحةٍ ، أطلقت صيحتها عاليا تنادي :
أنه لا باس أن نشاهدَ كلّ شيء ، ما دمنا واثقين من أنفسنا !!!!!!!!!
ذكرني ما قالته هذه الكاتبة بمقال كنت قرأته لكاتب من كباااااار الكاتبين في الوطن العربي ، كاتب يُشار إليه بالبنان على أنه مدرسة في فن الكتابة !!!!!!
الفرق بين ما كتبته تلك الكاتبة ، وبين ما كتبه ذلك الكاتب ، أنها وقفت على الباب على استحياء .. ولم يبق لها سوى خطوة ،
أما الكاتب المشهوووووووور فقد خرج في وضح النهار وتحت الشمس الساطعة ، ووجهه ممسوح من الحياء تماماً ، ليدلل ويستشهد ، ويأتي بالعجب العجاب في مقالته تلك ..
( بل أكاد أقول أن تلك الكاتبة إنما كانت متأثرة بما قاله ذلك الكاتب المأفون !! )
ولعله كان واثقاً أن ( نجوميته ) ولمعان اسمه ، والهالة التي تتسلط عليه ، سوف تشفع له عند جمهرة القراء ...!! فلا حرج أن يقول ما يوحي إليه به الهوى أو الشيطان ..!!
وهذه مصيبتنا الكبرى في صحفنا ومجلاتنا :
أنه تستهويهم الأسماء الكبيرة ، وأصحاب النجومية ، فتستكتبهم وتدفع لهم الأموال الكثيرة ، لتستجلب من خلال أسمائهم مزيد من القراء ..أو مزيد من الإعلانات !!!!!
ثم لهم أن يكتبوا ما يشاءوا ، ولو داوسوا على القيم ، وخالفوا كل تعاليم السماء ...!!!!
وفي المقابل ..
ترى هذه الصحف والمجلات تحجر وتحارب كل من يفكر أن ينتقد تلك الأسماء ، أو يفند ما تطرح ، أو تحذر مما تدعو الناس إليه ..!! وعجبي على الديمقراطية !!
ما علينا ..نعود إلى أصل موضوعنا .. حتى لا نبتعد كثيرا ..
لا يكاد يمر يوم ، ويشرق فيه صباح ، إلا ونقرأ كلمة من هنا أو كلمة هناك ، تحذر مما تتقيأ به الفضائيات من مباذل وسفاسف وسموم ، على شكل كبسولات مكثفة منوعة من جنس وعنف وتفاهة وسخافة وضحالة وميوعة ومجون وإسفاف ..
فشيء طبيعي جداً ، أن نرى مثل هذه الأقلام ، ونسمع مثل هذه الأصوات ، خاصة ونحن نرى آثار الفضائيات تسري في صفوف ابنائنا وبناتنا ، وكيف أثمرت صورا تتجدد من الانحراف ، بسبب تقليد ما يرونه في عيونهم : بطولة وفتوة وحضارة وطريق شهرة ومتعة وابتهاج ..!!!!!!
بل ليس عجيبا أن نقرأ بين الحين تقارير مطولة ، وبحوث موسعة ، وتحقيقات مفصلة حول هذا كله ..
وليس عجيبا أن نسمع صيحات علمائنا وشيوخنا والدعاة والمصلحين تهتف بالناس وتحذر وتخوف وتذكر ...الخ ..
ليس عجيبا أن يكون هذا كله وأكثر منه وأضعافه ..
إنما العجيب الغريب المريب :
أن يخرج علينا كاتب كبير __ ولا كبير في الحقيقة إلا الله __ كاتب مرموق الاسم ، جعلوه علماً من الأعلام ، ليقول كلاماً مخالفاً للواقع ، مخالفاً للفضيلة ، مخالفاً لتعاليم السماء ، بل مخالفاً للمنطق البدهي ..
ولقد قرأت يومها ما كتبه ذلك الكاتب ، وأعدت القراءة وأنا غير مصدق ، ومباشرة قفز في ذهني المثل العربي : ( أحشفاً وسوء كيلة !!! )
وهو مثل يضرب لمن يجمع خصلتين ذميمتين مكروهتين ..!!
فالحشف : هو أردأ أنواع التمر ..والذميمية الثانية : سوء الكيل ..!!
فالكاتب ( النجم !! ) يعتبر هذه النوعية من الأفلام ( أفلام الرعب والقتل والخوف خاصة ) نوعاً من التفاهة بلا مضمون ..
والحق أن هذه هي الحسنة الوحيدة التي لمستها في ذلك المقال كله ..فهي تافهة حقاً.
ثم يعرج ليتحدث عن : أن الخوف من هذه الأفلام نوع من التطرف ( !! ) وأن الأطفال وهم يقلدون هذه الأفلام _ على ما فيها _ إنما يبعثون على الضحك ..!!
ويقول : أنا لا أرى أن هذه الأفلام مخيفة إلى هذه الدرجة ..
ثم يأتي بتبريره العجيب ..
فيقول : أرى أننا نسيء الظن بأنفسنا ، وكأننا عجين يسهل تشكيله ، وأننا مجردون من الإرادة _ لاحظ أنها نفس الكلمات التي ذكرتها الأخت الكاتبة .. أتواصوا به ، بل هم قوم طاغون ..!
ثم تأتي ثالثة الأثافي ..حيث يقول الكاتب الكبير :
ولماذا لا نتساءل : ما هي الأفلام التي رأتها كيلو بترا لتنتحر بالثعبان ؟! ومن الذي أثر على ست الملك لتقتل أخاها الحاكم بأمر الله ؟ وشجرة الدر التي قتلت زوجها بالقبقاب ؟؟ وعشرات الألوف من الجرائم لا دخل للأفلام في ارتكابها ...!
ويختم المقال بالتأكيد على أن المخاوف مبالغ فيها ، بل هي مخاوف مرضية !! هكذا ..
ومعنى كلام الكاتب المرموق أنه لا بأس أن يرى صغارنا وكبارنا ورجالنا ونساؤنا وشبابنا وأطفالنا _ وخاصة الأطفال !!! _ لا باس أن يشاهدوا جرائم العنف والجريمة
لماذا ؟ لأن عشرات الآلاف من الجرائم عبر التاريخ ، تمت ولم يكن للأفلام دخل فيها !!!
أي منطق أهوج هذا ..؟ وإني أعجب كيف يفكر هؤلاء الناس ؟
وإلا فبنفس المنطق لا نستبعد أن يخرج علينا أناس ليقولوا :
وما هي الأفلام التي شاهدها قوم لوط ليمارسوا ذلك الشذوذ المعيب ، حيث تركوا النساء ، ليمارسوا الرذيلة مع الرجال !!!! ؟؟
وبنفس المنطق ستكون الدعوة إلى إباحة أفلام الشذوذ في كل بيت ، لأنه لا خطر يترتب عليها ، ما دام قوم لوط فعلوا ما فعلوا دون أن يشاهدوا أفلاما أصلاً !!؟
ومعارضو هذه الدعوة والتحذير منها ، سيتهمون بأنهم ( مرضى ) متخلفون متطرفون ، يحسبون الناس زجاجاً يسهل تحطيمه !!!؟؟
أي منطق أهوج أعوج هذا ؟؟
وعلى ذات النسق نتساءل :
ما هي الأفلام التي كانت تشاهدها صاحبات الرايات الحمر في سوق عكاظ ؟
( بيوت خاصة للدعارة ترتفع فوقها رايات حمر ، لتحدد مواقعها !! )
بل ما هي الأفلام التي شاهدها ممارسو نكاح الاستبضاع في الجاهلية ..
( يرسل الرجل زوجته إلى رجل آخر لينام معها كي يكتسب المولود صفات ذلك الرجل !!! )
بل ما هي الأفلام التي شاهدتها كل من مارست الدعارة منذ فجر التاريخ !!!؟
وعلى هذا ، وبنفس منطق الكاتب الكبييييييير ، فالتخوف من مشاهدة الأفلام الإباحية لا معنى له !!!!!!!!!!!
ومن ثم فلا باس أن نفتح الأبواب على مصراعيها ليرى أبناؤنا وبناتنا ونساؤنا أحط الأفلام وأقذرها بالتفصيل الممل ، لأننا لو تخوفنا منها ، فذلك اتهام وإساءة ظن بأنفسنا ، وأننا نتهم أنفسنا بفقدان المناعة ، وأننا .. وأننا ...!!
قاتل الله الجهل ماذا يفعل بأصحابه .. بل أقول قاتل الله البعد عن الله ومتابعة الهوى ماذا يفعل بأصحابه ،
بل أذهب إلى ابعد من هذا فأقول :
قاتل الله العلمانية إلى أين يريد أصحابها أن يقودوا هذه الأمة الكريمة على الله !!؟
يا إلهي ، ماذا يُراد لأبنائنا وبناتنا ؟ ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وفينا ..
ومن لطائف القدر أنني وقعت اثناء كتابة هذه السطور على قصاصة كبيرة من مجلة تتحدث حول ( خطة عملية لحماية أطفال أمريكا من أفلام العنف !! )
ويذكر التقرير أن اثني عشر طفلاً يموتون ( يومياً ) بسبب هذه الأفلام وتقليدها !! ويؤكد التقرير أن المجتمع الأمريكي يعاني من هذه الظاهرة الخطيرة !!
إذن التخوف هذه المرة لم يأت من داخلنا حتى لا يتهمنا الكاتب الكبييييير بالتطرف !!
وبإساءة الظن بأنفسنا !!! وبالهشاشة !!
ولكن المخاوف هذه المرة انطلقت بقوة من أكثر من دولة كبرى _ ولا كبير إلا الله __ وكلها دول غير عربية !!! فهل نعي !؟
إن أبناءنا وبناتنا وشبابنا هم ثروتنا الحقيقية التي ندخرها لمستقبل الأيام ..ولكن :
متى يبلغ البنيان يوماً تمامهُ ** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ !!!؟؟
ومن صور عمليات الهدم المروعة : هذا المسخ المشوه الذي يتعرضون له صباح مساء .. ثم يخرج علينا كتاب كبار وصغار ليجيزوا عملية المسخ هذه ، ويفلسفونها ، ويتمحلون لها المبررات !!!
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
اللهم من أراد بهذه الأمة خيراً فوفقه لكل خير ، ومن أراد بهذه الأمة شرا فخذه أخذ عزيز مقتدر ، ولا تمهله ، واجعله عبرة لكل معتبر ..!
خلاصةُ الخلاصةِ فيه ، كالتالي :
إننا نبالغُ كثيراً في التخوفِ مما تبثهُ القنواتُ الفضائية ، وأن هذا التخوفَ الشديدَ ليس له سوى معنى واحدٍ هو :
أننا زجاجٌ يسهلُ كسره ، وصلصالٌ يسهل تشكيله ..!!
ومعنى ذلك أننا بلا شخصية ، ولا وزن .. ثم وبكل صراحة ، أو لنقلْ بكل وقاحةٍ ، أطلقت صيحتها عاليا تنادي :
أنه لا باس أن نشاهدَ كلّ شيء ، ما دمنا واثقين من أنفسنا !!!!!!!!!
ذكرني ما قالته هذه الكاتبة بمقال كنت قرأته لكاتب من كباااااار الكاتبين في الوطن العربي ، كاتب يُشار إليه بالبنان على أنه مدرسة في فن الكتابة !!!!!!
الفرق بين ما كتبته تلك الكاتبة ، وبين ما كتبه ذلك الكاتب ، أنها وقفت على الباب على استحياء .. ولم يبق لها سوى خطوة ،
أما الكاتب المشهوووووووور فقد خرج في وضح النهار وتحت الشمس الساطعة ، ووجهه ممسوح من الحياء تماماً ، ليدلل ويستشهد ، ويأتي بالعجب العجاب في مقالته تلك ..
( بل أكاد أقول أن تلك الكاتبة إنما كانت متأثرة بما قاله ذلك الكاتب المأفون !! )
ولعله كان واثقاً أن ( نجوميته ) ولمعان اسمه ، والهالة التي تتسلط عليه ، سوف تشفع له عند جمهرة القراء ...!! فلا حرج أن يقول ما يوحي إليه به الهوى أو الشيطان ..!!
وهذه مصيبتنا الكبرى في صحفنا ومجلاتنا :
أنه تستهويهم الأسماء الكبيرة ، وأصحاب النجومية ، فتستكتبهم وتدفع لهم الأموال الكثيرة ، لتستجلب من خلال أسمائهم مزيد من القراء ..أو مزيد من الإعلانات !!!!!
ثم لهم أن يكتبوا ما يشاءوا ، ولو داوسوا على القيم ، وخالفوا كل تعاليم السماء ...!!!!
وفي المقابل ..
ترى هذه الصحف والمجلات تحجر وتحارب كل من يفكر أن ينتقد تلك الأسماء ، أو يفند ما تطرح ، أو تحذر مما تدعو الناس إليه ..!! وعجبي على الديمقراطية !!
ما علينا ..نعود إلى أصل موضوعنا .. حتى لا نبتعد كثيرا ..
لا يكاد يمر يوم ، ويشرق فيه صباح ، إلا ونقرأ كلمة من هنا أو كلمة هناك ، تحذر مما تتقيأ به الفضائيات من مباذل وسفاسف وسموم ، على شكل كبسولات مكثفة منوعة من جنس وعنف وتفاهة وسخافة وضحالة وميوعة ومجون وإسفاف ..
فشيء طبيعي جداً ، أن نرى مثل هذه الأقلام ، ونسمع مثل هذه الأصوات ، خاصة ونحن نرى آثار الفضائيات تسري في صفوف ابنائنا وبناتنا ، وكيف أثمرت صورا تتجدد من الانحراف ، بسبب تقليد ما يرونه في عيونهم : بطولة وفتوة وحضارة وطريق شهرة ومتعة وابتهاج ..!!!!!!
بل ليس عجيبا أن نقرأ بين الحين تقارير مطولة ، وبحوث موسعة ، وتحقيقات مفصلة حول هذا كله ..
وليس عجيبا أن نسمع صيحات علمائنا وشيوخنا والدعاة والمصلحين تهتف بالناس وتحذر وتخوف وتذكر ...الخ ..
ليس عجيبا أن يكون هذا كله وأكثر منه وأضعافه ..
إنما العجيب الغريب المريب :
أن يخرج علينا كاتب كبير __ ولا كبير في الحقيقة إلا الله __ كاتب مرموق الاسم ، جعلوه علماً من الأعلام ، ليقول كلاماً مخالفاً للواقع ، مخالفاً للفضيلة ، مخالفاً لتعاليم السماء ، بل مخالفاً للمنطق البدهي ..
ولقد قرأت يومها ما كتبه ذلك الكاتب ، وأعدت القراءة وأنا غير مصدق ، ومباشرة قفز في ذهني المثل العربي : ( أحشفاً وسوء كيلة !!! )
وهو مثل يضرب لمن يجمع خصلتين ذميمتين مكروهتين ..!!
فالحشف : هو أردأ أنواع التمر ..والذميمية الثانية : سوء الكيل ..!!
فالكاتب ( النجم !! ) يعتبر هذه النوعية من الأفلام ( أفلام الرعب والقتل والخوف خاصة ) نوعاً من التفاهة بلا مضمون ..
والحق أن هذه هي الحسنة الوحيدة التي لمستها في ذلك المقال كله ..فهي تافهة حقاً.
ثم يعرج ليتحدث عن : أن الخوف من هذه الأفلام نوع من التطرف ( !! ) وأن الأطفال وهم يقلدون هذه الأفلام _ على ما فيها _ إنما يبعثون على الضحك ..!!
ويقول : أنا لا أرى أن هذه الأفلام مخيفة إلى هذه الدرجة ..
ثم يأتي بتبريره العجيب ..
فيقول : أرى أننا نسيء الظن بأنفسنا ، وكأننا عجين يسهل تشكيله ، وأننا مجردون من الإرادة _ لاحظ أنها نفس الكلمات التي ذكرتها الأخت الكاتبة .. أتواصوا به ، بل هم قوم طاغون ..!
ثم تأتي ثالثة الأثافي ..حيث يقول الكاتب الكبير :
ولماذا لا نتساءل : ما هي الأفلام التي رأتها كيلو بترا لتنتحر بالثعبان ؟! ومن الذي أثر على ست الملك لتقتل أخاها الحاكم بأمر الله ؟ وشجرة الدر التي قتلت زوجها بالقبقاب ؟؟ وعشرات الألوف من الجرائم لا دخل للأفلام في ارتكابها ...!
ويختم المقال بالتأكيد على أن المخاوف مبالغ فيها ، بل هي مخاوف مرضية !! هكذا ..
ومعنى كلام الكاتب المرموق أنه لا بأس أن يرى صغارنا وكبارنا ورجالنا ونساؤنا وشبابنا وأطفالنا _ وخاصة الأطفال !!! _ لا باس أن يشاهدوا جرائم العنف والجريمة
لماذا ؟ لأن عشرات الآلاف من الجرائم عبر التاريخ ، تمت ولم يكن للأفلام دخل فيها !!!
أي منطق أهوج هذا ..؟ وإني أعجب كيف يفكر هؤلاء الناس ؟
وإلا فبنفس المنطق لا نستبعد أن يخرج علينا أناس ليقولوا :
وما هي الأفلام التي شاهدها قوم لوط ليمارسوا ذلك الشذوذ المعيب ، حيث تركوا النساء ، ليمارسوا الرذيلة مع الرجال !!!! ؟؟
وبنفس المنطق ستكون الدعوة إلى إباحة أفلام الشذوذ في كل بيت ، لأنه لا خطر يترتب عليها ، ما دام قوم لوط فعلوا ما فعلوا دون أن يشاهدوا أفلاما أصلاً !!؟
ومعارضو هذه الدعوة والتحذير منها ، سيتهمون بأنهم ( مرضى ) متخلفون متطرفون ، يحسبون الناس زجاجاً يسهل تحطيمه !!!؟؟
أي منطق أهوج أعوج هذا ؟؟
وعلى ذات النسق نتساءل :
ما هي الأفلام التي كانت تشاهدها صاحبات الرايات الحمر في سوق عكاظ ؟
( بيوت خاصة للدعارة ترتفع فوقها رايات حمر ، لتحدد مواقعها !! )
بل ما هي الأفلام التي شاهدها ممارسو نكاح الاستبضاع في الجاهلية ..
( يرسل الرجل زوجته إلى رجل آخر لينام معها كي يكتسب المولود صفات ذلك الرجل !!! )
بل ما هي الأفلام التي شاهدتها كل من مارست الدعارة منذ فجر التاريخ !!!؟
وعلى هذا ، وبنفس منطق الكاتب الكبييييييير ، فالتخوف من مشاهدة الأفلام الإباحية لا معنى له !!!!!!!!!!!
ومن ثم فلا باس أن نفتح الأبواب على مصراعيها ليرى أبناؤنا وبناتنا ونساؤنا أحط الأفلام وأقذرها بالتفصيل الممل ، لأننا لو تخوفنا منها ، فذلك اتهام وإساءة ظن بأنفسنا ، وأننا نتهم أنفسنا بفقدان المناعة ، وأننا .. وأننا ...!!
قاتل الله الجهل ماذا يفعل بأصحابه .. بل أقول قاتل الله البعد عن الله ومتابعة الهوى ماذا يفعل بأصحابه ،
بل أذهب إلى ابعد من هذا فأقول :
قاتل الله العلمانية إلى أين يريد أصحابها أن يقودوا هذه الأمة الكريمة على الله !!؟
يا إلهي ، ماذا يُراد لأبنائنا وبناتنا ؟ ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وفينا ..
ومن لطائف القدر أنني وقعت اثناء كتابة هذه السطور على قصاصة كبيرة من مجلة تتحدث حول ( خطة عملية لحماية أطفال أمريكا من أفلام العنف !! )
ويذكر التقرير أن اثني عشر طفلاً يموتون ( يومياً ) بسبب هذه الأفلام وتقليدها !! ويؤكد التقرير أن المجتمع الأمريكي يعاني من هذه الظاهرة الخطيرة !!
إذن التخوف هذه المرة لم يأت من داخلنا حتى لا يتهمنا الكاتب الكبييييير بالتطرف !!
وبإساءة الظن بأنفسنا !!! وبالهشاشة !!
ولكن المخاوف هذه المرة انطلقت بقوة من أكثر من دولة كبرى _ ولا كبير إلا الله __ وكلها دول غير عربية !!! فهل نعي !؟
إن أبناءنا وبناتنا وشبابنا هم ثروتنا الحقيقية التي ندخرها لمستقبل الأيام ..ولكن :
متى يبلغ البنيان يوماً تمامهُ ** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ !!!؟؟
ومن صور عمليات الهدم المروعة : هذا المسخ المشوه الذي يتعرضون له صباح مساء .. ثم يخرج علينا كتاب كبار وصغار ليجيزوا عملية المسخ هذه ، ويفلسفونها ، ويتمحلون لها المبررات !!!
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
اللهم من أراد بهذه الأمة خيراً فوفقه لكل خير ، ومن أراد بهذه الأمة شرا فخذه أخذ عزيز مقتدر ، ولا تمهله ، واجعله عبرة لكل معتبر ..!