PDA

View Full Version : ( تعالوا نتعاون على الشيطان ... !! )


بو عبدالرحمن
20-02-2004, 02:24 AM
لا تستكثر دقائق معدودة لهذا الموضوع ، فإني أحسب أنه _ بإذن الله _ سيفتح بين يديك آفاقا رحبة ، ويرفعك إلى معارج عالية ، ويغرس في قلبك أنوارا تشدك إلى السماء بقوة ..

قال الراوي :
جلستُ إلى أخي الأثير أشكو إليه الفراغ وما يفعله بالإنسان ، وما يسوقه إليه من متاهات ، وما يدفعه إليه من سفاسف ..

فأخذ يحدثني حديثه الشائق عن أهمية الوقت ، وكونه كنز عظيم ثمين ، غير أن أكثر الناس يفرطون فيه ، وأخذ يؤكد على هذه القضية بنصوص من الوحي كثيرة ، ويلفت نظري إلي ما فيها من معانٍ ،

ثم قال : الكلمة الجامعة في هذا ، هي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى .. أن الفراغ ( نعمة عظيمة ) مغبون فيها أكثر الناس ...
فكيف انقلبت ( النعمة ) إلى ( نقمة ) إذن .؟؟
ثم ساق إليّ شواهد من أقوال العلماء الربانيين ، وذكر حشداً من سير السلف الصالح واهتمامهم العجيب بقضية الوقت .. وحلى كلامه بأبيات من الشعر تتعلق بأهمية الوقت .. وهكذا مضى صاحبي يتدفق في حديث سلس شائق ومثير ..


فقلت له : نعم ..أنا لا أشك أن الأصل في حياة المسلم أنه لا وقت فراغ لديه ، وأنه سيجد بين يديه دوائر كثيرة من الأعمال الصالحة ، يتنقل بينها كأنه النحلة في المروج الخضراء ، يلتقط رحيقها ليعطر بعد ذلك الحياة من حوله ، فلا يخرج من عمل صالح ، إلا ليقع في عمل صالح ..
وقد ينتقل من عمل فاضل إلى عمل مفضول ، أو من عمل واجب مفروض ، إلى عمل مباح ينوي فيه نية حسنة فتصبح العادة عبادة .. وهكذا ..

أعود فأقول : هذا هو الأصل لا أشك في ذلك ولكن ....
ولكن أحياناً يعتري الإنسان انقباض من العمل جملة وتفصيلا ، فلا رغبة لديه في القيام بأي عملٍ كان ، رغم كثرة الأعمال التي تنتظر همته ..
ومن هنا يكون الفراغ قاتلاً ..


ابتسم أخي وقال :
رغم أني أكاد أفهم ما ترمي إليه ، ولكن دعني اسألك بصراحة ووضوح :
ماذا تعني بكون الفراغ يصبح قاتلاً ، مع أنه في الأصل نعمة عظيمة جدا يتكرم الله بها عليك ...
صمتُ برهة ، ثم تلعثمت قليلاً قبل أن أجيب :
بصراحة أقول لك ، فلعل الله يلهمك بعض المعاني التي تعينني لأتغلب مما أشكو منه ..



وعدتُ إلى كهف الصمت لترددي فيما أود قوله .. فأخذ يشجعني على الكلام ، فقلت :
بصراحة ، وفي الصراحة راحة ، في الوقت الذي أجد نفسي منقبضاً من العمل بالكلية ، ولا رغبة لدي في عمل شيء ، رغم تنوعها وكثرتها وبركتها ..
في ساعة الانقباض هذه ، أجدني اشعر بفراغ مما يترتب عليه أن يتمكن مني الشيطان بكل سهولة ، فيدفعني إلى عمل لا أحبه ، ولا أرضاه لنفسي ، وأندم عليه بعد الفراغ منه ..

وعاد صاحبي يبتسم حتى خيل إليّ أن وجهه يتلألأ .. ورفع صوته بالتسبيح :
سبحان الله .. سبحااااااان الله ...


وصمت قليلا وأخذ يحدق في وجهي باسما ثم قال :
ألم تقل قبل قليل أنك تمر في حالةٍ تكونُ منقبضاً عن أي عمل مهما دق ..

قلت في تلقائية : بلى .. هو كذلك ..
قال : طيب .. أوليستْ المعصية هي الأخرى ( عمل ) تقوم به !!؟

وكأنما باغتني السؤال فوجمت قليلاً ثم قلت :
بلى والله .. أياً كانت هذه المعصية فهي عمل أيضا يؤديه الإنسان ، ولو بالنظر إلى ما حرم الله سبحانه ..
فعاد صاحبي يرفع صوته بالتسبيح ويمد بها نبرته :
سبحان الله .. سبحااااااااان الله ..
إذن الاحجام والإنقباض عن ( عمل ) الصالحات التي تزيدك قربا من الله فحسب !!
أما السيئات والمعاصي فلا إحجام فيها ولا انقباض معها .. يا سبحان الله .. !

وسكت قليلا ثم قال باسماً :
فلماذا لا يكون الإحجام عن العمل بشكل عام ..!!! الطاعة والمعصية معاً !! ما دام هذا عمل وهذا عمل !!



أحسب أن عيني اتسعتا حتى أقصاهما وقلت في انبهار :
صدقت والله ... كيف غاب عني هذا الأمر البدهي .. ؟ مع أني ألاحظ نفسي أنني أكون في منتهى الإنقباض عن ( عمل ) الصالحات ، ثم تجدني فجأة أقطع وقتاً قد يطول في دائرة معصية ، ولو بمتابعة القنوات الفضائية وما فيها من إسفاف وهبوط ..
ولو أني قضيت هذا الوقت في طاعة ، لكان هذا أرفع لمنزلتي عند الله جل جلاله .

ولذت بالصمت وأنا أتمتم بالتسبيح لله وادارة عجلة فكري في هذه النقطة ..
ثم قلت :



أعود إلى سؤالي : ترى ما السر في هذا ؟
أن يكون منقبضا عن ( العمل ) ولكنه نشط في ذات الوقت إلى ( العمل ) !!!
رغم ما بين الصورتين من تفاوت رهيب ..
هذا يعليك ويرفعك عند الله ... وهذا قد يعرضك لسخطه عليك والعياذ بالله ..؟

سكت صاحبي قليلا ثم قال :
لا تفسير أمامي لهذه الظاهرة سوى أنه مكر الشيطان بالإنسان ، حيث يستغل الخبيث هذه الفرصة التي لاحت له ، فيشن حملات مكثفة لا هوادة فيها ، وبكل قوة ودهاء ، على قلب هذا الإنسان ، فيزين له ، ويحبب في عينيه ، ويهون عليه الانجراف ولو ساعة ، وتتوالى الإيحاءات الخبيثة بشكل سريع ، في ثانية يمرر مئات الخواطر والإيحاءات ليدفع بهذا المسكين إلى دائرة المعصية ..

لم أتمالك نفسي من الهتاف في فرح :
الله أكبر ..الله أكبر .. رائع والله .. واللهِ إني لأشعر لهذا المعنى وقع كبير وقوي في قلبي .. واصل يرحمك الله ..



قال :
الشيطان لم يمت بعد يا صاحبي !! ولا يزال يتربص بك الدوائر، فإن رآك في طاعة ، مقبلاً عليها ، حريصا عليها ، فإن هذا يغيظه اشد الغيظ ، وغاية ما يحاوله معك خلالها ، أن يشوش عليك حضور قلبك فيها ، لعله يفسد ( أثرها ) في قلبك ..
فإقبالك على الطاعة ، وحرصك عليها _ حتى مع عدم حضور قلبك فيها _ هذا مما يغيظ الشيطان غيظاً شديداً ، لأن غايته معك أبعد من مجرد التشويش عليك خلالها ، غايته ومراده ، وأمنيته ، وهدفه ، وتخطيطه ، أن يبعدك عن الطاعة بالكلية ، لتعرض عن باب الله تماماً ، وعندها يسهل عليه ركوبك !! ثم افتراسك !!

قلت في عجب : أفهم من كلامك أن مجرد إقبالي على الطاعة ، يغيظ الشيطان ؟


قال : أما أنا فلا اشك في ذلك أبدا ، لأنه لا يحب أن يراك طائعاً اصلاً ..
ومن هنا .. فحين يراك منقبضاً عن الطاعة ، فاتر الهمة عنها ، لا رغبة لديك في عمل أي شيء فيه خير ..
حين يراك كذلك ، فتلك هي فرصته المواتية التي لاحت له ، فانكشفت فيها حصون قلبك الحصينة أمام عينيه ، فشن غاراته عليك في استماتة ، ليجعلها قاعاً صفصفاً ، بعد أن كانت عامرة بشوارق أنوار الإيمان ..

وفي أقل من الثانية يحشد في ذهنك مئات الإيحاءات التي تزين لك الإقدام على المعصية .. فإذا أنت هناك حيث يحب ، وساعتها تقر بك عينه !!!

سألت : فما الحل في مثل هذه الحالة ؟


قال : بعد الاستعانة بالله والاعتماد الكلي عليه وحده ، والخروج من الحول والقوة إلى حول الله وقوته ..
حين تواتيك حالة الانقباض هذه ، قف مع نفسك قليلا لتسألها وهي تهم بالإقدام على المعصية التي يزينها الشيطان لعينيها الكليلتين !!
سلها بهدوء _ وبلا عصبية !! _ :
ألستِ أيتها الحبيبة تزعمين أنكِ منقبضة عن العمل ، فلا رغبة لك في شيء .. فكيف تنشطين إلى المعصية وهي ( عمل ) أيضا ً ..!
وأدر فكرك في هذه النقطة ، وأحسب أن الأقنعة سرعان ما تتساقط عن وجه الشيطان ويتكشف لك مكره بك ، وتتجلى لك بوضوح الخطوة التي يريد أن يشدك إليها ..


وعند هذه النقطة بادر على الفور ، واستعن بالله ،
واتبع سياسة قلب الطاولة ( وقد أفردنا لهذه السياسة موضوعا مستغلا تجده في الموقع على هذا الرابط :
http://www.alwahah.net/aalawi60/c14.htm

وخلاصة هذه السياسة :
حين يزين الشيطان لك معصية ، فقل له هازئاً به : منذ متى أصبحت ناصحاً يا رأس الشر وكل شر .!!؟
ثم بادر بعمل طاعة على الفور .. على عكس مراد الشيطان منك ..!!

عدت أهتف مكبراً مهللاً .. ثم قلت :
رااائع والله .. مع أني أرى أن الأمر ليس سهلاً كما قد يبدو ..


قال : خذها قاعدة لا تنساها ، وهي من بديهيات الحياة ..
في البداية كل الأمور لا تكون سهلة ..ولا سيما معالي الأمور ..
ولكن بالاستعانة بالله ، والإلحاح عليه بالدعاء ، ومواصلة المحاولة بعد المحاولة ، والإصرار على النجاح .. سوف يسهل عليك الأمر ، بل وستجد لذة خاصة فيها نكهة مميزة عجيبة في كل مرة تنجح في تنفيذ هذه السياسة مع الشيطان ..

قلت متسائلاً :
أراكَ تقول ( في كل مرة تنجح ) ومفهوم هذه الجملة أن انني لن أنجح دائما رغم محاولاتي وإصراري على النجاح .


ابتسم صاحبي وقال :
تذكر دائماً أن المعركة بينك وبين الشيطان لن تتوقف إلا بخروج الروح من الجسد ، ومعنى هذا أن الحرب سجال بينك وبينه ، فلا تنتظر أن تتغلب عليه في كل مرة ، بحيث يعجز عنك تماماً ، لأن هذا معناه أن تصبح معصوماً !! وهذه دعوى كبيرة ، فالعصمة لا تصح إلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما أنت فيكيفك شرفا وفخراً ومجدا أنك تصر على مواصلة المعركة رغم شراستها ، ورغم خطورة العدو الذي تتصدى له ، بل وتصر أن تكون المنتصر فيها ..

ومهما حدث من انكسارات وعثرات فلا يعني الاستسلام ، بل الإصرار على الكر من جديد .. هذه طبيعة كل معركة بين عدوين منذ فجر التاريخ ..!
المهم لا تياس .. لا تنكسر .. لا ترفع راية التسليم أبداً ..
بل وطن نفسك على مواصلة الطريق رغم كل ما يقع وسط الغبار الكثيف لهذه المعركة الضارية المستمرة مع الأنفاس .. واستعن بالله ولا تعجز .. وثق أنك حين تكون كذلك فلن يضيعك الله جل جلاله ..
إن الله لا يضيع أجر المحسنين .. وحين تكون كذلك ، وتصر على ذلك ن فإني أحسبك تندرج في دائرة المحسنين الذين لن يضيعهم الله سبحانه ..


قال الراوي :
لم أملك غير أن ألهج بالشكر لأخي والدعاء له ، فقد شعرت أنه فتح أمام عيني _ بإذن الله _ آفاقا رحبة ، ورفعني معارج عالية ، وغرس في قلبي أنوارا تشدني إلى السماء بقوة ..
فلله ما أروع صحبة أصحاب القلوب المتصلة بالله ..

عاشقه الجنه
20-02-2004, 03:30 PM
استاذنا الكريم..

..جزاك الله خيرا و بارك لنا فيك..و جعل لك بكل حرف تكتبه نورا تمشي به يوم القيامة..

تقبل احترامي..

رااحيل
20-02-2004, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيراً وشرح الله بكلماتك صدور المؤمنين,, ونفع بها عباده المسلمين.....


أستاذنا الفاضل

تأتي الأيام ونمضي جل أوقاتنا في صراع مع الشيطان بين جزر ومد ,,قبول ورد ,,بين اقبال وادبار ,,تردد وحيره..
هل نعلنها تحدياً له (مع علمنا الشديد بأنه هو أول وألد أعدائنا) أم نرضى له ونخضع لأوامره (مع علمنا الشديد بأننا معه لا نكون إلا على شفا جرفٍ هار )

من هنا يأتي دور النفس المسلمه التي علمت وأيقنت بحق أنه مذ خلق الشيطان وهو عاصٍ ,فكيف تسلم زمام أمورها لعاصٍ؟؟!! بل وكيف تطيعه وتنقاد لأمره وهي أدرى بأنه لو زين لها الكلام ونمقه وزخرفه فإنها ما تلبث أن تسجد سجدة خشوع لمعبودها وخالقها إلا ويصبح شيطانها صغيراً ضعيفاً ذليلاً باكياً أشد البكاء,, فكيف يطاع الصغير الحقير؟؟!!

فإذا تفكرنا لوهلة بأن مستقبلنا الأخروي لا يحتمل المجازفه وطريقنا الى الجنه لا يحتمل المخاطره وأنه ليست هناك كرة ثانيه لهذه الدنيا الفانيه ,,,
ففي هذه الوهله لن نجد انفسنا إلا مهرويلين لسد أبواب قلوبنا عن مدارك الشيطان فلا متسع لشهوات الدنيا الدنيئه ومتعها الرخيصه
فهممنا أصبحت عاليه ورغبتنا سماويه

وعكس هذا كله من كان للشيطان حبيباً موالياً _فها هو شيطانه يضنيه_ فما أكثرها تلك القلوب التي سارت على منهاج شياطينها متبعة ميادين الباطل وزبانيته , انغمست في الوحل تحسبه عسلا ,,كيف لا وهي لا ترى إلا بأعين شياطينها
فيامن اختار الشيطان وليه وشريكه اسرع قبل فوات الأوان واحرق شيطانك بلا اله الا الله فهي ناره وانقذ نفسك وتدارك قبل أن يأتيك يوم الحسره يوم يتبرأ منك شيطانك ....
واسئلك نفسك سؤال الندمان أي الفريقين أحق بالاتباع؟؟!!وأيهما أحق بالامتناع؟؟!!


أستاذنا الفاضل
عل حروفي اعتادت على السريان كالنهر الجاري دون توقف حين تقرأ النور الذي تكتبه فاسمح لنا اطالتنا
,,, ولا فض فوك ولا عاش شانؤوك ,,,

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هايدي
24-02-2004, 05:30 AM
أخي وأستاذي الفاضل ... بو عبدالرحمن

صدقت والله ..

ما أروع صحبة أصحاب القلوب المتصلة بالله ..


هي قلوب تتقوى ببعضها إن فترت ..

وتشد العزائم إن خارت قواها ...


نسأل الله تعالى أن يعيننا في الصد من مكائد الشيطان ..

ولا يكون ذلك إلا بتعلق القلوب بالله ..
والمداومة على ذكره ...


جزاك الله خيراً ..



أختك وتلميذتك ..
هايدي

زمردة
24-02-2004, 05:24 PM
كأن هذا الموضوع قد كتب لي .. :cry:

فإني حين عزمت بشدة على حفظ كتاب الله .. وجدت تلبيساً من الشيطان .. وقلت لقريب لي : إنه الشيطان .. ولكني لن أدعه يهزمني :mad:

ولكن للأسف أشعر أنه صراع شديد لا أقوى عليه .. ربما لقلة زادي :(

فرغم سرعة حفظي إلا أنني أنسى بسرعة (( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره )) :anger:

------

جزاك الله خيراً .. شيخنا الفاضل بوعبدالرحمن ..

فقد ذكرت العلة .. وبينت العلاج ..

نسال الله أن يقينا وإياكم مكائد الشيطان ..

بو عبدالرحمن
27-02-2004, 10:35 PM
الأخت الفاضلة / عاشقة الجنة
........ رحم الله والديك ورفع الله قدرك

حمداً لله على السلامة ..
عوداً حميداً إن شاء الله ..
وعسى المانع خيراً ...
نرجو أن تكون عودتك قوية كما عهدناكِ ...
بارك الله فيك ، وفرج الله عنا وعنكم ..
ونسأله سبحانه أن يبدل ذل هذه الأمة عزاً وتمكيناً
اللهم آمين

شكر الله لك هذا الحضور ..
وتقبل الله منا ومنك ، ورضي الله عنا وعنك ..
اللهم آمين

لا تنسي أخاكِ من دعواتك الطيبة المباركة .

بو عبدالرحمن
01-03-2004, 09:43 AM
الأخت الفاضلة / راااحيل
………. رحم الله والديك ورفع الله قدرك

رائع والله ...
تعقيب يعزز الفكرة ، ويقويها ويقررها ، فبارك الله فيك ونفع بك حيثما كنتِ
نعم ..الصراع مع الشيطان مستمر مع الأنفاس ..
ولا تنتهي هذه المعركة إلا بخروج الروح ..

وكما يتوالى النهار والليل ، فكذلك المعركة مع الشيطان جولة لك ، وجولة له ..
ولكن المهم ..لا تستسلم أيها المؤمن ... حتى لو تعثرت ، ورأيت أن الشيطان كسب هذه الجولة ، فهناك جولات أخرى ، فاستعن بالله ، وانهض واعزم على أن تكسب الجولة الأخرى .. وهكذا ..

جزاك الله خير على دعواتك الطيبة المباركة ،
ولقد سرني والله ما سطره قلمك ( ترجمة عن قلبك ) حيث تقولين :
( عل حروفي اعتادت على السريان كالنهر الجاري دون توقف حين تقرأ النور الذي تكتبه فاسمح لنا اطالتنا )

اسعدني هذا والله .. ولك أن تطيلي كما تشائين ، واسترسلي كما تحبين ، فهذا خير على خير ونور على نور ..

ومن حقك أن أسوق إليك ما كتبته تعقيبا على الأخت ( شروق ) في موضوع آخر .. لأني رايتها كذلك : تتدفق في تعقيبها بعد قراءتها بعض الموضوعات التي يكرمني الله بها ، ويسيل قلمها بشكل رائع .

وأطنك وإياها كفرسي رهان في هذا الميدان ..:)
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .. وكلاكما إلى خير إن شاء الله . لأن كلٍ منكما تحرص على أن تنفع الآخرين ، وتخدم دينها ولو بكلمة ..

فإليك هذا الرابط أسوقه ، لأني أحسب أن موجه إليك وإلى أمثالك من أصحاب الأقلام الحية :
تأملي التعقيب على الأخت ( شروق ) حفظها الله :
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?s=&threadid=183551&perpage=10&pagenumber=2

بارك الله فيك وحفظك الله واكرمك ويسر لك الخير حيثما كنتِ
لا تنسي أخاكِ من دعواتك الطيبة المباركة ..

بو عبدالرحمن
05-03-2004, 08:57 AM
الأخت الفاضلة / هايدي
.......... ملأ الله قلبك بالهداية واليقين

نعم .. ما اروع صحبة اصحاب القلوب المتصلة بالله ..

إنها تفيض عليك من نور ربها نورا ..

تجد صداه واضحا في قلبك ..

وصحبة أمثال هؤلاء غنيمة باردة .

وصحبة هؤلاء رحمة وكرم

وصحبة هؤلاء بركة في العمر ، ورصيد للآخرة ..

معهم ييسر الله لك العون على التغلب على فتن الدنيا ..

نسأل الله أن ييسر لنا أمثال هذه الصحبة المباركة الطيبة

بل نسأله من كرمه ونتوسل إليه برحمته أن يجعلنا من هؤلاء ..

تحياتي وخالص دعواتي

بشاير
12-03-2004, 04:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي أبو عبدالرحمن وغفر لنا ولك ورزقنا وإياكم الفردوس الأعلى من الجنة

في البداية الصاحب الصادق الناصح كما وصفه رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام كحامل المسك ... دائما ما يفوح طيبا ويوزع أريجا ... فمجالسته لا تمل وحديثه لا يفوت

وأما الثانية فجهاد النفس .... والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .... وهذا الجهاد ليس لرجال فقط فهو للكبير والصغير والمرأة والرجل وهو إلى قيام الساعة .... أعاننا الله على شرور أنفسنا ومكننا من عدونا الأول والأخير وهو الشيطان

وأما الثالثة فالإستمرار بالطاعة رغم الفتور .... فلقد سألتني أحد الأخوات عن الإستمرار في قرأة القرآن رغم إنها أحيانا لا تكون حاضرة القلب فيه هل تدع القرأة أم تستمر ... فقلت لها استمري عسى الله أن ييسر لك في أحد المرات ولا تتركي فربما تركتي للأبد بهذا السبب ..... والعياذ بالله

فلشيطان أبواب من الطاعة أكثر منها من المعصية

نسأل الله أن يعننا وأن ييسر لنا طاعته

جزاك الله خير أخي ابو عبدالرحمن ونفع بك ورفع قدرك في الدنيا والأخرة

رااحيل
15-03-2004, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذنا الفاضل
أنار الله بصيرتك دوما كما انرت بصائر قلوب وعقول كثيره
لا فض فوك ولا عاش شانؤوك قلت حقاً ونطقت صدقاً
هنا ترجمة عن قلبي يسطرها لك قلمي ....
فبين معابر الكلمات ومسالك رونقها يأبى قلمي الا أن يعرج مرة أخرى بالمحطه نفسها ليتزود بالوقود الذي يبثه لنا قلمك لينعش من جديد قلمي و أقلاماً أخرى بقدرته سبحانه
فبالفعل القلم لا يحتاج الا مداد بقدر حاجته الشديده الى الوقود والمحرك الأساسي الذي يحركه دائماً الى الأمام
وهذا الوقود لا تجده بالسهوله وانما بالمثابرة والبحث والتدقيق والحمدلله ها هو قلمي يُزَود بدفعات لا بأس بها من الوقود الذي بدأ يحركه الا اني ما زلت في طمع للمزيد
استاذنا الفاضل
قد تأملت ما خطه قلمك لأختنا الفاضله شروق وقبله طال التأمل بالموضوع ذاته الذي نقشته بمداد دمي في قلبي وفكري (رساله الى كل صاحب قلم)والذي صرت احفظه ظهرا عن غيب فبدأت أخاطب به قلمي قبل البدء بأي كتابه فصار هاجس لقلمي فها هو يحاول واحاول معه جاهده تعليمه كل أسرار تلك الفنون ... والآن جاء دور التطبيق العملي لما أكملته في رسالتك للأخت الفاضله شروق .. فما يداي إلا بمثابة عكاز لقلمي إن زلت زل قلمي وسقط في الهاويه وان تحملتْ وامسكتْ هذا القلم بكل ما تملك من قوه سائلة الله تعالى أن يثبته لدينه فلك حرية التخيل بما سيخطه قلمي آن ذاك
ولعل هذا ليس بحال قلمي فقط وإنما حال أقلام كثيرة لا تعد ولا تحصى
وما يحتاجه قلمي منك الآن سوى تزويده بوقود دعائيٍ هائل فلعل الله يستجب فيبدأ بترجمة فوريه لما كن في الفؤاد وغرس في القلب
ولا تنسى صاحبة هذا القلم ايضا من الدعاء

وفقك الله استاذي الفاضل
والدعاء لك ما زال محفوظ في ظهر الغيب

تلميذتكم
راحيل

بو عبدالرحمن
19-03-2004, 02:16 AM
الأخت الفاضلة / زمردة
....... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

( كأن هذا الموضوع كتب لي )
الله الله ..
استطيع الآن أن أقول أن الموضوع _ بفضل الله _ نجح بامتياز ..
حين يتمكن الكاتب من طرح فكرته بحيث يشعر القارئ أنه هو بذاته المقصود وليس أحدا غيره .. فهنا يتضح فضل الله وتوفيقه لذلك الكاتب

لأن أحد أكبر مشاكلنا أننا نقرأ _ أو نسمع الموعظة _ ونحن نقول : هذه لغيرنا ..هذه ليست لنا !!!
ولو كل واحد منا قرأ الموضوع _ أي موضوع _ واستمع للموعظة .. وهو يوطن نفسه أنه هو وحده المقصود ... فإن الثمرات ستكون كبيرة جدا جدا

ولهذا أحسبك _ والله حسيبك _ أنك وجدت صدى لهذا الموضوع ربما اقوى من غيره من الموضوعات التي لم تستشعري هذه النقطة ..

وكلنا ذلك القارئ ..

على كل حال جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك حيثما كنتِ