PDA

View Full Version : كن داعيا إلى الله(2)مهم لحروف الحب وغريب نجد والبقية


ماض على الطريق
01-03-2004, 06:41 AM
طبعا لنبدأ بالدعوة يجب أن نتعرف على بعض الأشياء في الدعوة
وبما أننا سندعوا العرب المسيحيين فعلينا :
1- دورة في دين الإسلام (موجزة )
2- وتأمل لدين المسيحية

الآن الدرس الأول :
ما هو الإسلام
هذا الموضوع لأحد الشيوخ
(أرجوا قراءته كاملا)
دينُ الإسْلام

قلت مرة لتلاميذي : ( لو جاءكم رجل أجنبي ، فقال لكم : إن لديه ساعة من الزمن ، يريد أن يفهم فيها ما الإسلام ، فكيف تفهمونه الإِسلام في ساعة ؟ ) . قالوا: ( هذا مستحيل ، ولا بد له أن يدرس التوحيد والتجويد ، والتفسير والحديث والفقه والأصول ، ويدخل في مشكلات ومسائل ، لا يخرج منها في خمس سنين ) . قلت : ( سبحان الله ، أما كان الأعرابي يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيلبث عنده يوماً أو بعض يوم ، فيعرف الإِسلام ويحمله إلى قومه ، فيكون لهم مرشداً ومعلماً ، ويكون للإِسلام داعياً ومبلغاً ؟ وأبلغ من هذا ، أما شرح الرسولُ الدينَ كلّه فـي حديث ( سؤال جبريل ) بثلاث جمل ، تكلم فيها عن : الإِيمان ، والإِسلام ، والإِحسان ؟ فلماذا لا نشرحه اليوم في ساعة ؟ ) .

فما الإِسلام ؟ وكيف يكون الدخول فيه ؟
كل نِحلة من النحل الصحيحة والباطلة ، وكل جمعية من الجمعيات النافعة والضارة ، وكل حزب مـن الأحزاب الخيّرة والشريرة ، لكل ذلك ( مبادئ ) وأسس فكرية ، ومسائل عقائدية ، (1) تحدد غايته وتوجه سيره ، وتكون كالدستور لأعضائه وأتباعه .
ومن أراد أن ينتسب إلى واحد منها ، نظر أولاً إلى هذه ( المبادئ ) ، فإن ارتضاها واعتقـد صحتها ، وقبـل بها بفكـره الواعي وبعقله الباطن ، ولم يبـق عنده شك فيها ، طلب ( الإنتساب ) إلى الجمعية ، فانتظم في سلك أعضائها ومتبعيها ، ووجب عليه أن يقوم بالأعمال التي يلزمه بها دستورها ، ويدفع رسم الأشتراك الذي يحدده نظامها ، وكان عليه – بعد ذلك – أن يدل بسلوكه على إخلاصه لمبادئها ، فيتذكر هذه المبادئ دائماً ، فلا يأتي من الأعمال ما يخالفها ، بل يكون بأخلاقه وسلكوه ، مثالاً حسناً عليها ، وداعيةً فعلياً لها .
فالعضوية في الجمعية هي: ( عِلْم ) بنظامها ، و ( اعتقاد ) بمبادئها ، و ( إطاعة ) لأحكامها ، و ( سلوك ) في الحياة موافق لها . هذا وضع عام ، ينطبق على الإِسلام . فمن أراد أن يدخل في دين الإِسلام عليه أولاً أن يقبل أسسه العقلية ، وأن يصدق بها تصديقاً جازماً ، حتى تكون له ( عقيدة ) .
وهذه الأسس تتلخص في أن يعتقد أن هذا العالم المادي ليس كل شيء ، وأن هذه الحياة الدنيا ليست هـي الحياة كلها . فالإنسان كان موجوداً قبل أن يولد ، وسيظل موجوداً بعد أن يموت ، وأنه لم يُوجِد نفسَه ، بل وجد قبل أن يعرف نفسه ، ولم توجده هذه الجمادات مـن حوله ، لأنه عاقل ولا عقل لها ، بل أوجده وأوجد هذه العوالم كلها من العدم إله واحد ، هو وحده الذي يحيي ويميت ، وهو الذي خلق كل شيء ، وإن شاء أفناه ، وذهب به ، وهذا الإله لا يشبه شيئاً مما في العوالم ، قديم لا أول له ، باق لا آخر له ، قادر لا حدود لقدرته ، عالم لا يخفى شيء عن علمه ، عادل ولكن لا تقاس عدالته المطلقة بمقاييس العدالة البشرية ، هو الذي وضع نواميس الكون التي نسميها ( قوانين الطبيعة ) ، وجعل كل شيء فيها بمقدار ، وحدّد من الأزل جزئياته وأنواعه ، وما يطرأ عليه ( على الأحياء وعلى الجمادات ) من حركة وسكون ، وثبات وتحوّل ، وفعل وترك ، ومنح الإنسان عقلاً يحكم به على كثير من الأمور ، التي جعلها خاضعة لتصرفه ، وأعطاه عقلاً يختار به ما يريد ، وإرادةً يحقق بها ما يختار ، وجعل بعد هذه الحياة المؤقتة حياة دائمة في الآخرة ، فيها يُكافَأ المحسن في الجنة ، ويُعاقَب المسيء في جهنم .
وهذا الإله واحد أحد ، لا شريك له يعبـد معه ، ولا وسيط يقرّب إليه ويشفع عنده بلا إذنه ، فالعبادة له وحده خالصة ، بكل مظاهرها .
له مخلوقات مادية ظاهرة لنا ، تُدرَك بالحواس ، ومخلوقات مغيَّبة عنا ، بعضها جماد وبعضها حيّ مكلّف ، ومن الأحياء ما هو خالص للخير المحض ، ( وهم الملائكة ) ومنها ما هو مخصوص بالشر المحض ( وهم الشياطين ) (1) ، وما هو مختلط ، منه الخيِّر والشرير ، والصالح والطالح ( وهم الإِنسُ والجن ) .
وأنه يختار ناساً من البشر ، ينزل عليهم المَلَك بالشرع الإلهي ليبلّغوه البشر ، وهؤلاء هم الرسل . وأن هذه الشرائع تتضمنها كتب وصحائف أُنزلت من السماء ، ينسخ المتأخر منها ما تقدّمه أو يعدّله . وأن آخر هذه الكتب هو القرآن ، وقد حُرِّفت الكتب والصحف قبله ، أو ضاعت ونُسيت ، وبقي هو سالماً من التحريف والضياع . وأن آخر هؤلاء الرسل والأنبياء هو محمد بن عبد الله العربي القرشي ، خُتمت به الرسالات ، وبدينه الأديان ، فلا نبي بعده .
فالقرآن هو دستور الإِسلام ، فمن صدق بأنه من عند الله ، وآمن به جملةً وتفصيلاً سمي ( مؤمناً ) . والإِيمان بهذا المعنى ، لا يطّلع عليه إلاّ الله ، لأن البشر لا يشقون قلوب الناس ، ولا يعلمون ما فيها ، لذلك وجب عليه ليعدّه المسلمون واحداً منهم ، أن يعلن هذا الإِيمان بالنطق بلسانه بالشهادتين .
وهما : ( اشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ) .
فإذا نطق بهما صار مسلماً ، أي : ( مواطناً ) أصيلاً في دولة الإِسلام ، وتمتّع بجميع الحقوق التي يتمتع بها المسلم ، وقَبِل بالقيام بجميع الأعمال التي يكلّفه بها الإسلام .
وهذه الأعمال ( أي العبادات ) قليلة ، سهلة ، ليس فيها مشقة بليغة ، وليس فيها حرج .
أولها : أن يركع في الصباح ركعتين يناجي فيهما ربه ، يسأله من خيره ، ويعوذ به من عقابه ، وأن يتوضأ قبلهما أي يغسل أطرافه ، أو يغسل جسده كله ( إن كانت به جنابة ) .
وأن يركع في وسطه أربعاً ، ثم أربعاً ، وأن يركع بعد غياب الشمس ثلاثاً ، وفي الليل أربعاً (1) .
هذه هي الصلوات المفروضة ، لا يستغرق أداؤها كلها نصف ساعة في اليوم ، لا يُشترط لها مكان لا تؤدَّى إلا فيه ، ولا شخص معين ( أي رجل دين ) لا تصح إلا معه ، ولا واسطة فيها ( ولا في العبادات كلها ) بين المسلم وربه .
الثاني : أنَّ في السنة شهراً معيناً ، يقدم فيه المسلم فطوره ، فيجعله في آخر الليل بدلاً من أن يكون في أول النهار ، ويؤخر غداءه إلى ما بعد غروب الشمس ، ويمتنع في النهار عن الطعام والشراب ومعاشرة النساء ، فيكون من ذلك شهر صفاء لنفسه ، وراحة لمعدته ، وتهذيب لخُلُقه ، وصحة لجسده ، ويكون هذا الشهر مظهراً من مظاهر الاجتماع على الخير ، والتساوي في العيش .
الثالث : أنه إذا فضل عن نفقات نفسه ، ونفقات عياله ، مقدار من المال محدود ، بقي سنة كاملة لا يحتاج إليه ، لأنه فـي غنى عنه ، كُلّف أن يُخرج منه بعـد انقضاء السنة ، مبلغ ( 2,5 ) في المئة ، للفقراء والمحتاجين ، لا يحس هو بثقلها ، ويكون فيها عون بالغ للمحتاج ، وركن وطيد للتضامن الاجتماعي ، وشفاء من داء الفقر ، الذي هو شر الأدواء .
الرابع : أن الإِسلام رتب للمجتمع الإِسلامي ، اجتماعات دورية :
اجتماع بمثابة مجالس الحارات ، يُعقد خمس مرات في اليوم ، مثل حصص المدرسة ، هو ( صلاة الجماعة ) ، يوثّق كل عضو فيه عبوديته لله بالقيام بين يديه ، ويكون من ثماره أن يعين الأقوياء الضعيف ، ويعلّم العلماء الجاهل ، ويسعف الأغنياء الفقير ، ومدة انعقاده ربع ساعة . فلا يعطل عاملاً عن عمله ، ولا تاجراً عن تجارته ، وإذا تم الاجتماع وتخلف عنه مسلم فصلّى في بيته ، لم يُعاقَب على تخلفه ولكن فاته ثواب حضوره .
واجتماع لمجالس الأحياء ، يُعقد مرة في الأسبوع ، هو ( صلاة الجمعة ) ، ومدة انعقاده أقل من ساعة . وحضوره واجب على الرجال .
واجتماع كمجالس المدينة ، يعقد مرتين في السنة ، وهو ( صلاة العيد ) ، وحضوره ليس على سبيل الإِلزام ، ومدى انعقاده أقل من ساعة .
واجتماع ، هو كالمؤتمر الشعبي العام ، يُعقد كل سنة في مكان معين ، هو في الحقيقة دورة توجيهية ورياضية وفكرية ، يكلَّف المسلم بأن يحضره مرة واحدة في العمر ، إذا قدر على حضوره ، وهو ( الحج ) .
هذه هي ( العبادات ) الأصلية التي يُكلَّف بها .
ومن العبادات أن يمتنع عن أفعال معينة ، أفعال يُجمع عقلاء الدنيا على أنها شر ، وأن الواجب الامتناع عنها ، كالقتل بلا حقٍ ، والتعدّي على الناس ، والظلم بأنواعه ، والمسكر الذي يغيّب العقل ، والزنا الذي يذهب الأعراض ، ويخلط الأنساب ، والربا ، والكذب ، والغش ، والغدر ، والفرار من الخدمة العسكرية التي يراد منها إعلاء كلمة الله ، ومنها ( بل من أشدها ) عقوق الوالدين ، والحلف كاذباً ، وشهادة الزور ، وأمثال ذلك من الأعمال القبيحة الشريرة ، التي تجتمع العقول على إدراك قبحها وشرها .
وإذا قصر المسلم في القيام ببعض الواجبات ، أو ارتكب بعض الممنوعات ، ثم رجع وتاب وطلب العفو من الله ، فإن الله يعفو عنه ، وإن لم يتب فإنه يبقى مسلماً معدوداً في المسلمين ، ولكنه يكون ( عاصياً ) يستحق العقاب في الآخرة ، ولكن عقابه مؤقت ، لا يدوم دوام عقاب الكافر .
أما إذا أنكر بعض المبادئ ، أي العقائد الأصلية ، أو شكّ فيها ، أو جحد واجباً مجمعاً على وجوبه ، أو حراماً مجمعاً على حرمته ، أو أنكر ولو كلمة واحدة من القرآن ، فإنه يخرج من الدين ، ويعتبر مرتداً تُنزع عنه الجنسية الإِسلامية . والردة أكبر جريمة في الإِسلام ، فهي كالخيانة العظمة في القوانين الحديثة ، جزاؤها - إن لم يرجع عنها ويتنصّل منها - الموت .
قد يترك المسلم بعض الواجبات ، أو يأتي بعض الممنوعات ، وهو معترف بالوجوب والحرمة ، فيبقى مسلماً ، ولكنه يكون ( عاصياً ) ، أما الإيمان فلا يتجزأ ، فلو آمن مثلاً بتسع وتسعين عقيدة ، وكفر بواحدة فقط ، كان كافراً .
وقد يكون المسلم غير مؤمن ، كمن انتسب إلى حزب أو جميعة ، وحضر اجتماعاتها ، ودفع اشتراكاتها ، وقام بواجب العضو فيها ، ولكنه لم يقبل بمبادئها ، ولم يقتنع بصحتها ، بل دخل فيها للتجسس عليها ، أو فساد أمرها .
وهذا هو ( المنافق ) (1) الذي ينطق بالشهادتين ، ويؤدي العبادات ظاهراً ، ولكنه غير مؤمن بالحقيقة ولا ناجٍ عند الله ، وإن كان عند الناس معتبراً من المسلمين ، لأن الناس لهم الظواهر ، والله وحده يطّلع على السرائر والقلوب .
فإذا آمن الإِنسان بالأسس الفكرية للإِسلام ، وهي التصديق المطلق بالله ، وتنزيهه عن الشريك والوسيط ، وبالملائكة ، وبالرسل ، وبالكتب ، وبالحياة الآخرة ، وبالقدر ، ونطق الشهادتين ، وصلى الفرائض ، وصَام رمضان ، وأدى زكاة ماله إن وجبت عليه الزكاة ، وحج مرة في العمر إن استطاع ، وامتنع عن المحرمات المجمع على حرمتها ؛ فهو مسلم مؤمن ، ولكن ثمرة الإيمان لا تظهر منه ، ولا يُحِسّ بحلاوته ، ولا يكون مسلماً كاملاً ، حتى يسلك في حياته مسلك المسلم المؤمن . ولقد لخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهاج هذا السلوك ، بجملة واحدة ، كلمةٍ من جوامع الكلم ، ومن أبلغ ما نطق به بشر ، كلمةٍ تجمع الخير كله ، خير الدنيا ، وما في عَقِبه من خير الآخرة .
هي : أن يتذكر المسلم في قيامه وقعوده ، وخلوته وجلوته ، وجدّه وهزله ، وفي حالاتها كلها ، أن الله مطلع عليه ، وناظر إليه ، فلا يعصيه وهو يذكر أنه يراه ، ولا يخاف أو ييأس وهو يعلم أنه معه ، ولا يشعر بالوحشة وهو يناجيه ، لا يحس بالحاجة إلى أحد وهو يطلب منه ويدعوه ، فإن عصى - ومن طبيعته أن يعصي - رجع وتاب ، فتاب الله عليه .
كل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم ، في تعريف ( الإِحسان ) : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
هـذا هـو دين الإِسلام بالقول المجمل ، وتفصيله يأتي : ( العقيدة ) فـي هـذا الجزء ، و ( الإِسلام ) ، و( الإِحسان ) في الأجزاء التالية إن شاء الله .