تأملات في حياة مجاهد !

[مسافر]

من يوم أن علمت باستشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين وأنا أريد أن أعبر عن بعض ما يجيش في نفسي ، ولكن للأسف لا أجد ما يفي هذا الشيخ الجليل حقه ، وأصبحت أتساءل لماذا نحن لا نظهر حبنا لأي شخص إلا بعد أن نفقده ؟ ألم يكن الشيخ بيننا ؟
بالنسبة لي ! لو سئُلت عن الشيخ قبل استشهاده لقلت عنه : هو شيخ كبير ،ومقعد ، وقائد حركة حماس ثم اكتفي بالصمت ! أما بعد استشهاده فقد تفتّقت قريحتي ! وبدأت أنظر إلى الشيخ من زوايا أخرى ، أهمها ثباته وصبره على طاعة الله كما يحب الله بالرغم من وضعه الصحي . مع علمي ويقيني أن في المسلمين من يمتلك من المقومات المادية لنصرة الإسلام أضعاف ما يمتلكه شيخنا الجليل رحمه الله . ولكن من يمتلك ثباته ؟ .
كان حلم حياته أن يرضى الله عنه ، ولكن تمنيه لم يكن مثل أمانينا التي تتم تحت البطاطين . وقد ازداد حبي له بعد استشهاده عندما رأيت على سبيل المثال بناته وهن منقبات ، ومحجبات الحجاب الشرعي الكامل ،وعلمت أنه ليس كمثل غيره ممن يتغنون بالجهاد والكفاح بينما لم يستطع أن يجاهد في بيته فترى زوجته وبناته أبعد ما يكونون عن الالتزام .
ومما زاد في حبي له زهده الواضح مما يدلل على أن الدنيا لم تكن بالنسبة للشيخ إلا مجرد محطة انتظار في طريق سفر طويل ، والغاية رضى الرحمن .
شيخنا الجليل عرف حقيقة الدنيا ، استغل فترة وجوده فيها أيما استغلال ، وقد أثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو السليم المعافى وأننا نحن المعاقين ! وأنه هو العزيز ونحن الأذلاء ! وأنه هو الصادق مع الله ونحن الكاذبون ! فنحن نمتلك الأموال وهمنا تركها للورثة ! .
ولكن لماذا الظلم فهناك شئ واحد فقط نجيده وأيما إجادة ! ألا وهو : الشجب والاستنكار في الشاشات ،وعلى صفحات الجرائد .
يا الله ماذا سنقول لك يوم القيامة ؟ فقد أقام علينا هذا الشيخ الحجة ، وكذلك من سبقه من المجاهدين ولا نزكي على الله أحد ! .



تحياتي للجميع