PDA

View Full Version : بماذا تجعلنا الروائح والنكهات نتفكر؟


كهرمانة العين
08-07-2004, 07:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



وإذا استمرّينا في التفكر، نصل الى إدراك المحاسن والدقائق في خلق الله أكثر. وخلال التأمل ملياً في هذه الأمور فإن الانسان الحي الضمير يعي أيضاً أن كونه قادراً على على استمداد المتعة مما أنعمه الله عليه فضل كبير من الله سبحانه وتعالى، ويتذكر أن حاستي الشم والتذوق تساعداننا على الإحاطة بالكثير من الجمال الكائن في هذه الدنيا. فيستمر الانسان بالتفكير:لو لم يكن لدينا حاسة الشم لما استطعنا أن نستمتع بالورود والفواكه والمشاوي كما نستمتع الآن. ولو لم يكن لدينا حاسة التذوق لما تعرّفنا على الطعم الفريد للشوكولا والحلوى واللحوم والفراولة وغيرها من النعم.

يجب ألايغيب عن بالنا أنه لو لم يتفضل الله سبحانه وتعالى علينا بكل هذه النعم لكنّا الآن نعيش في عالم ليس فيه لون أو طعم أو رائحة. ولولا فضله سبحانه وتعالى علينا لما استطعنا اكتساب أي من هذه النعم بأي حال من الأحوال. ولكن الله تعالى قد أنعم على الناس فخلق النكهات والروائح، تماماً كما خلق لنا الجهاز العصبي كي نحيط بها.

خلال التنزه في الحديقة..

بماذا تجعلنا مظاهرالجمال التي نراها في الطبيعة نتفكر؟

إن من يؤمن بالله يسبّحه على ما يراه من جمال في الطبيعة، فهو على علم ودراية بأن الله هو خالق كل ما يوجد من جمال، وأن كل هذه المحاسن هي ملك لله، وتجلّيات لما يختص به سبحانه وتعالى من جمال.

خلال التنزه في الطبيعة، يصادف الإنسان المزيد من الجمال، فمن القشة إلى الأقحوان الأصفر، ومن الطيور إلى النمل.. كل شيء مفعم بالتفاصيل التي تحتاج إلى التفكير فيها. وحينما يتفكر الناس فيها يصلون إلى فهم قوة وقدرة الله.

فالفراشات مثلاً ذات جمال بديع جداً، فبأجنحتها المتساوقة وتصاميمها المزكشة بتماثل تام وكأنها مرسومة باليد وألوانها الفوسفورية، تشكل الفراشات دليلاً على إبداع الله وقدرته العظيمة على الخلق.

وبشكل مماثل فإن النباتات التي لا تعد ولا تحصى، وأنواع الأشجار على الأرض هي من المحاسن التي خلقها الله، وقد خلق الله الأزهار بألوانها والأشجار بأشكالها المختلفة كي تضفي على حياة الإنسان بهجة كبيرة.

والمؤمن يتفكر كيف أن الورود والأزهار، مثل البنفسج والأقحوان والزنبق والقرنفل والأوركيد ناعمة الملمس تنبت من بذورها ملساء تماماً دون تجاعيد وكأنها مكوية!

ومن العجائب الأخرى التي خلقها الله تعالى شذى هذه الأزهار، فالوردة مثلاً لها عبير قوي دائم التجدد، ورغم أحدث التطورات التكنلوجية لم يستطع العلماء أن يصنعوا رائحة تضاهي تماماً عبير الورود، فالأبحاث المخبرية التي تحاول تقليد هذا العبير لم تثمر عن نتائج مرضية .

فبشكل عام فالعطور التي صنعت أساساً برائحة الورود حادة ومزعجة في حين أن رائحة الوردة الأصلية لا تزعج!

ومن يؤمن بالله يعلم أن كلاً من هذه النباتات خلق له ليُسَبِّح الله، وليبرز له إبداع الله وعلمه في ما خلقه سبحانه وتعالى من جمال ، ولذلك فإن من يرى هذا الجمال حينما يتنزه في الحديقة يمجد الله فيقول ?ما شاء الله ولا قوة إلا بالله?[الكهف:39]. ويتذكر أن الله قد سخر هذا الجمال لخدمة الإنسان وأنه سوف يمنح المؤمنين نعماً ممتازة لا تقارن في الآخرة فيزداد حبه لله تعالى.

هل تفكرت يوماً في نملة رأيتها خلال تنزهك في الحديقة؟

الناس بشكل عام لا يدركون أي معنى للتفكير في الكائنات الحية التي يرونها في محيطهم. ولا يتخيّلون ان هذه الكائنات الحية التي يصادفونها كل يوم لها ميزات مثيرة للاهتمام. أما بالنسبة للمؤمن فإن كل كائن حي خلقه الله يحمل آثار الكمال في خلقه، والنمل بعض هذه المخلوقات.

فالمؤمن الذي لا يعمي عينه عن النمل الذي يراه حين يتنزه في الحديقة يشهد الكمال في خلق الله من خلال رؤيته لميزاتها المدهشة.

فحتى مشاهدة تحركات النملة تستحث العقل فهي تحرك أرجلها المتناهية الدقة بأسلوب متتال منتظم إلى أبعد حد، فهي تعرف تمام المعرفة أي رجل يجب أن تقوم بالخطوة الأولى وأيها تقوم بالخطوة التالية، وتتحرك بسرعة دون ترنّح.

وهذه الحشرة الصغيرة ترفع فتاتاً أكبر بكثير من جسمها، وتحمله إلى وكرها بقلبها وروحها، وتسافر مسافات طويلة بالمقارنة مع جسمها الضئيل.

وبكل سهولة تستطيع أن تجد وكرها في الأرض التي لا معالم تميزها دون أن يكون هناك مرشد في خدمتها. ورغم أن مدخل الوكر صغير لدرجة لا نستطيع معها نحن أنفسنا أن نجده، لا تختلط عليها الأمورفتجده أينما كان.

عندما يرى الإنسان هذه النملات في الحديقة وهي مصطفة في خط الواحدة تلو الأخرى، تكدح بحماس لتحمل الطعام إلى وكرها لا يمكنه التوقف عن التساؤل عن طبيعة هذا التصميم على العمل بكد الذي تملكه هذه الحشرات الصغيرة جداً،.

ثم يدرك الإنسان أن النملة لا تحمل الطعام لنفسها فقط ولكن أيضاً لأعضاء أخر في المستعمرة، للملكة، ولصغار النمل.

وما يحتاج الإنسان أن يتفكر به هو كيف يمكن لهذه الحشرة الصغيرة جداً التي لا تمتلك دماغاً متطوراً أن تعرف الاجتهاد والنظام والتضحية بالنفس. وبعد التأمل ملياً بهذه الحقائق يصل الإنسان إلى الخلاصة التالية: النمل مثله مثل باقي الكائنات الحية تعمل بإلهام من الله، ولا تأتمر الا بأمره سبحانه وتعالى.

لقلوب تتسامح دوماً، مهما يكن الظلم..
و لعقل
آمن، فامتثل لأمر الله بحب..
و نفوس لا تغضب أبداً، بل كاظمة الغيظ..
و لروح سامية، ترجو الخير لكل الخلق..
و لسان يتقاطر شهداً، يتحلى بالصمت..
و عيون تنظر لحلال و مباح، لا غير..
و لأذن لا تنصت إلا لكلام الخير..
و لأيد تنفق بسخاء، حتى و لو فى الفقر..
و لقدم تسعى للخصم و هى صاحبة الحق..



من بريدي

ليلك الامارات
08-07-2004, 02:45 PM
:) :) :)

Huda76
11-07-2004, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الحبيبة كهرمانة العين

صباح الورد http://huda76.jeeran.com/msn-rose.gif http://huda76.jeeran.com/msn-rose.gif http://huda76.jeeran.com/msn-rose.gif

جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل الطيب ..

أذكر أني قرأت هذه الكلمات في كتاب " فن التأمل " لهارون يحيى ..

اسمحي لي أن أرفق الرابط التالي لمن أراد قراءة المزيد :

http://www.harunyahya.com/arabic/images/books/deep_thinking.jpg (http://www.harunyahya.com/arabic/deep_thinking.php)

محبتي لك http://huda76.jeeran.com/msn-rose.gif

aziz2000
12-07-2004, 02:45 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا اختي كهرمانة على هذا الموضوع الراقي ذو الإحساس المرهف والذوق الرفيع :)

MUSLIMAH
15-07-2004, 01:57 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

قيل (( عش جميلاً ترى الوجود جميلاً ))

موضوع يستحق الوقوف عنده .. فلربما دقائق التأمل هذه كفيلة بأن تجعلنا نعيد ترتيب حساباتنا مع أنفسنا و مع الناس !

و إن كان البعض لا يزال الشيطان جاثم على قلبه - و العياذ بالله -

نسأل الله من فضله و كرمه و منته و نعمه ..

جزاكِ الله خيرًا أخية :)

كهرمانة العين
21-07-2004, 12:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي الحبيبات :

ليلك الامارات ..شكرا للمرور:)

غاليتي هدى...كم أسعدني حضورك الطيب ..:) وإياكم أختي..شكرا لك لوضعك لهذا الرابط الجميل:p


عزيز ..شكرا لمرورك الكريم ..وللمجاملة

أختي الحبيبه مسلمة ..شكرا لحضورك الطيب ..وإياكم

توتة
21-07-2004, 04:05 AM
سبحان الله

إن المتأمل في هذا الكون الفسيح لا يملك سوى الإيمان بأن خالقه واحد!

صور ولقطات جميلة سجلها القلم عزيزتي كهرمانة ... شكرا لك :)

بشاير
24-07-2004, 08:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبادة غفل عنها الكثير

وهي عبادة التأمل والتفكر في خلق الله

كانت عبادة من قبلنا وحث عليها من أتى بعدهم

ولكن سبحان الله شغلتنا الدنيا عن الدين


جزاك الله خير أخيتي كهرمانة وجعلنا الله وإياكم ممن يتفكر ويتدبر عجيب صنع الله في خلقه

كهرمانة العين
27-07-2004, 07:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الحبيبة توتة ..حياك الله وشكرا لمرورك الكريم ..العفو أخيتي:)


أختي الغالية بشاير..حياك الله ..شكرا لمرورك الطيب ..آميييين وإياكم:)