Misrمصر
15-07-2004, 12:39 PM
أحييكم بتحية الإسلام الخالدة التي نسيناها ضمن ما تناسينا من السنن النبوية الكريمة، فالسلام عليكم أيها المسلمون في كل مكان.
طبعا كل واحد منّا ، خصوصا الشباب من مستخدمي الانترنت، مبسوط و(متكّي) على كرسي وثير، وشاشة 17بوصة، ولا بأس من مكيف كاريير مركزي، وأيضا يمكن طلب كأس من القهوة العربية الأصيلة _حيث لا نجد الأصالة إلا في المشروبات والمأكولات ولاحول ولا قوة إلا بالله_، آآآآآآآآآآآآآآآسف، رنين الهاتف النقال يعكر عليك سيدي القارئ صفوَ القراءة، طيب قم بس رد وبعدين نكمل المقال اللي مش باين له أول من آخر.
أنا لن أنغّص عليكم معيشتكم، فكاتب المقال أول من يعيشون هذا النمط البائس من هذه الحياة الدنيا، جمعتني بالأمس جلسة عائلية مع جدي وجدتي حفظهما الله، ودارت بنا الأحاديث، وحكت لي جدتي قصة وفاة والدها (جد أمي)، بدء من آلام بسيطة لم تمض عليها إلا 30دقيقة ليسلم الروح إلى بارءها وسط ذهول الجميع، فقد كان الرجل بينهم قبيل سويعات، ما لفت نظري في الموضوع أنّ جدتي نقلت لي عن بعض من جاور أباها حين وفاته أنه لم يتفوه إلا بالشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله) ( لا إله إلا الله) وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، أمسكت دمعة كادت تنطلق من مقلتيّ، وترحمت على جدّي الأكبر، وتساءلت في نفسي: هل حقا سألقى نفس المصير؟ نعم الموت حق، كلنا درسناه في الكليات ومن قبلً في المدارس النظامية، فلان الصديق مات، وفلان البعيد أيضا مات، لكنْ هل عاش أحدكم هذا الشعور؟ لم يقطع حديث جدتي إلا أذان العشاء فمضيت إلى المسجد أقدم خطوة وأؤخر أخرى، أفكّر في نفسي..
ماذا قدّمت؟
هل أفدت بعلمي المسلمين؟
هل حققت تفوقا في مجال دراستي كي يستفيد المسلمون مما أدرس من علوم حديثة؟
ماذا قدمت من أعمال صالحات؟
كم رصيدي في هذه الإجازة الصيفية إذا عرضت صحائف الأعمال؟ ثلاث ساعات انترنت يوميا! شجارات مع إخوتي الصغار! لمز وغمز في العلماء! الذهاب للمسجد بعد الإقامة، ولا بأس بانتظار انتهاء الإمام من الفاتحة لاتخاذ قرار التحرك للمسجد! يمر عليّ نهار كامل لا أطعم فيه إلا النزر القليل لانشغالي بالكمبيوتر ولم أفكر يوما في صيام إثنين أو خميس!
ماذا قدمت للمسلمين؟ حتى الدعاء نسيتهم ونسيت نفسي معاهم، حتى رفع اليدين في جوف الليل والدعاء للمسلمين في العراق وفلسطين والمعتقلين في جوانتامو لم أكلف نفسي به!
ترى لماذا أنا هنا؟
أليس لعبادة الله؟
أليس مآلنا الموتُ؟
ألن ندفن يوما في المقابر كسائر الناس؟
أحسب أنّ أحدا لو فاجئني في الطريق لصرخت: كمبيوتر.نت! لشدة تعلقي بهما في الصيف خصوصا، إذا خرجت من المسجد فإلى أين؟ إلى الجهاز PC الكمبيوتر، إذا نزلت من السيارة إلى أين؟ إلى الكمبيوتر! كل شيء يدور في حياتي حول الكمبيوتر، بل ربما صليت وأنا متشوق للعودة لمتابعة موضوع في المنتدى! والأدهى أنني أكتشف نقائص في صلاتي التي من المفترض أن أكون عالما فيها كي أكون على بصيرة من ديني على الأقل في عماد الدين.
كتاب الله نسيته، أو قل تناسيتًه، لا بأس من الكهف يوم الجمعة وهذا كثير!
أتعرفون شعور الطالب المقصر أيام الامتحانات النهائية حين يرى زملاءَه المتفوقين فرحين مسرورين بعد أداءهم للامتحان، تجدهم يخططون للإجازة الصيفية ماذا يفعلون وأين يمرحون، بينما الفاشلون ينزوون في كراسي الجامعة يندبون حظهم ويبكون على حالهم، أخشى ما أخشاه أن يكون مصيري كهؤلاء في الآخرة، يا رب لا تقدر هذا عليّ ولا على القارئين والقارئات، لكنْ..
تخيلوا الناس اللي يقرؤون القرآن في هذه الإجازة بين المغرب والعشاء في حين أنا أتصفح الانترنت هائما بلا فائدة اللهم إلا التسلية! كم من درجات اكتسبوها وحسنات رزقهم الله بها؟
تخيلوا المسلمَ الذي يذهب قبيل الأذان للمسجد ليصلي ركعتين ثم يجلس ذاكرا قارئا مستغفرا داعيا، ليكون في الصف الأول: يقرأ الإمام فينصت بتركيز وفهم، يركع الإمام فيتبعه مسبحا، يسلم الإمام فيسلم ثم يجلس لبعض الوقت يختم الصلاة بالأذكار الواردة عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، قارنوا بين هذا وبين من يهرول للمسجد في آخر ركعة بسبب حوار ساخن على الماسنجر!
تخيلوا المسلمةَ تتزين لزوجها وتتهيؤ له ليجد فيها أنسه وبهجته فتكسب الأجر وتعف زوجها، وبين تلك التي لا تترك الحاسب إلا مع طرقات زوجها لا على باب المنزل بل على باب غرفتها!
يا إلهي!
كم الحسنات أضيع!
كم من العمر أهدر!
هذا وأنا في ريعان الشباب، لا زوجة تشغلني، ولا أولاد يؤانسوني، ولا عمل يملأ حياتي، ولا مرض يقض مضجعي.
فما بالي إذا شغلت؟ هل أنتظر فقرا منسيا أم غنى مطغيا؟
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، وأكثروا من الصلاة على سيد البشر نبيكم محمد وعلى آله وصحبه.
(خاطرة أعتذر إن كدّرت الأجواء)
طبعا كل واحد منّا ، خصوصا الشباب من مستخدمي الانترنت، مبسوط و(متكّي) على كرسي وثير، وشاشة 17بوصة، ولا بأس من مكيف كاريير مركزي، وأيضا يمكن طلب كأس من القهوة العربية الأصيلة _حيث لا نجد الأصالة إلا في المشروبات والمأكولات ولاحول ولا قوة إلا بالله_، آآآآآآآآآآآآآآآسف، رنين الهاتف النقال يعكر عليك سيدي القارئ صفوَ القراءة، طيب قم بس رد وبعدين نكمل المقال اللي مش باين له أول من آخر.
أنا لن أنغّص عليكم معيشتكم، فكاتب المقال أول من يعيشون هذا النمط البائس من هذه الحياة الدنيا، جمعتني بالأمس جلسة عائلية مع جدي وجدتي حفظهما الله، ودارت بنا الأحاديث، وحكت لي جدتي قصة وفاة والدها (جد أمي)، بدء من آلام بسيطة لم تمض عليها إلا 30دقيقة ليسلم الروح إلى بارءها وسط ذهول الجميع، فقد كان الرجل بينهم قبيل سويعات، ما لفت نظري في الموضوع أنّ جدتي نقلت لي عن بعض من جاور أباها حين وفاته أنه لم يتفوه إلا بالشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله) ( لا إله إلا الله) وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، أمسكت دمعة كادت تنطلق من مقلتيّ، وترحمت على جدّي الأكبر، وتساءلت في نفسي: هل حقا سألقى نفس المصير؟ نعم الموت حق، كلنا درسناه في الكليات ومن قبلً في المدارس النظامية، فلان الصديق مات، وفلان البعيد أيضا مات، لكنْ هل عاش أحدكم هذا الشعور؟ لم يقطع حديث جدتي إلا أذان العشاء فمضيت إلى المسجد أقدم خطوة وأؤخر أخرى، أفكّر في نفسي..
ماذا قدّمت؟
هل أفدت بعلمي المسلمين؟
هل حققت تفوقا في مجال دراستي كي يستفيد المسلمون مما أدرس من علوم حديثة؟
ماذا قدمت من أعمال صالحات؟
كم رصيدي في هذه الإجازة الصيفية إذا عرضت صحائف الأعمال؟ ثلاث ساعات انترنت يوميا! شجارات مع إخوتي الصغار! لمز وغمز في العلماء! الذهاب للمسجد بعد الإقامة، ولا بأس بانتظار انتهاء الإمام من الفاتحة لاتخاذ قرار التحرك للمسجد! يمر عليّ نهار كامل لا أطعم فيه إلا النزر القليل لانشغالي بالكمبيوتر ولم أفكر يوما في صيام إثنين أو خميس!
ماذا قدمت للمسلمين؟ حتى الدعاء نسيتهم ونسيت نفسي معاهم، حتى رفع اليدين في جوف الليل والدعاء للمسلمين في العراق وفلسطين والمعتقلين في جوانتامو لم أكلف نفسي به!
ترى لماذا أنا هنا؟
أليس لعبادة الله؟
أليس مآلنا الموتُ؟
ألن ندفن يوما في المقابر كسائر الناس؟
أحسب أنّ أحدا لو فاجئني في الطريق لصرخت: كمبيوتر.نت! لشدة تعلقي بهما في الصيف خصوصا، إذا خرجت من المسجد فإلى أين؟ إلى الجهاز PC الكمبيوتر، إذا نزلت من السيارة إلى أين؟ إلى الكمبيوتر! كل شيء يدور في حياتي حول الكمبيوتر، بل ربما صليت وأنا متشوق للعودة لمتابعة موضوع في المنتدى! والأدهى أنني أكتشف نقائص في صلاتي التي من المفترض أن أكون عالما فيها كي أكون على بصيرة من ديني على الأقل في عماد الدين.
كتاب الله نسيته، أو قل تناسيتًه، لا بأس من الكهف يوم الجمعة وهذا كثير!
أتعرفون شعور الطالب المقصر أيام الامتحانات النهائية حين يرى زملاءَه المتفوقين فرحين مسرورين بعد أداءهم للامتحان، تجدهم يخططون للإجازة الصيفية ماذا يفعلون وأين يمرحون، بينما الفاشلون ينزوون في كراسي الجامعة يندبون حظهم ويبكون على حالهم، أخشى ما أخشاه أن يكون مصيري كهؤلاء في الآخرة، يا رب لا تقدر هذا عليّ ولا على القارئين والقارئات، لكنْ..
تخيلوا الناس اللي يقرؤون القرآن في هذه الإجازة بين المغرب والعشاء في حين أنا أتصفح الانترنت هائما بلا فائدة اللهم إلا التسلية! كم من درجات اكتسبوها وحسنات رزقهم الله بها؟
تخيلوا المسلمَ الذي يذهب قبيل الأذان للمسجد ليصلي ركعتين ثم يجلس ذاكرا قارئا مستغفرا داعيا، ليكون في الصف الأول: يقرأ الإمام فينصت بتركيز وفهم، يركع الإمام فيتبعه مسبحا، يسلم الإمام فيسلم ثم يجلس لبعض الوقت يختم الصلاة بالأذكار الواردة عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، قارنوا بين هذا وبين من يهرول للمسجد في آخر ركعة بسبب حوار ساخن على الماسنجر!
تخيلوا المسلمةَ تتزين لزوجها وتتهيؤ له ليجد فيها أنسه وبهجته فتكسب الأجر وتعف زوجها، وبين تلك التي لا تترك الحاسب إلا مع طرقات زوجها لا على باب المنزل بل على باب غرفتها!
يا إلهي!
كم الحسنات أضيع!
كم من العمر أهدر!
هذا وأنا في ريعان الشباب، لا زوجة تشغلني، ولا أولاد يؤانسوني، ولا عمل يملأ حياتي، ولا مرض يقض مضجعي.
فما بالي إذا شغلت؟ هل أنتظر فقرا منسيا أم غنى مطغيا؟
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، وأكثروا من الصلاة على سيد البشر نبيكم محمد وعلى آله وصحبه.
(خاطرة أعتذر إن كدّرت الأجواء)