تسجيل الدخول

View Full Version : وأنا عند شارع التخصصي جاءتني فتاة وأشارت إليّ بـ ...... !!!!


أبو ريناد الشهري
23-09-2004, 08:28 PM
بينما أسيرُ في إحدى شوارعِ التخصصي، في يوم مشمسٍ حارٍ، خارجاً من العمل، بعد يومٍ حافلٍ تنقلتُ خلالها بين كومةٍ من الأوراقِ والملفاتِ كروتينٍ يومي، وكعادتي أسيرُ من هذا الشارع عند خروجي، متجهاً نحو المنزل، وهذا الشارع غنيمة كبيرة، ولقمة سائغة للمتسولين، فعند وقوفي خلف إشارةٍ بذلك الشارعِ المحترم ، سمعت طرقاً رقيقاً، وصوتاً خفيفاً، فنظرت عن شمالي، فإذا بي أجد فتاة، تقف على أعتابِ سيارتي، متوشحةً بعباءةٍ سوداءٍ، لا يظهرُ منها ألا كفّيها، وأشارت إليّ بيدها أن أُعطيها مما أعطاني الله، ولم ألتفت إليها، لعلمي مقدّماً بحيلِ هؤلاءِ المتسولينَ والشطّار، وبأنّ من يقفُ وراءهم رجالُ عصابةٍ كبار، تستغلُّ النساءَ والأطفالَ، باستنزاف النقود من الناس.

ليستُ المشكلة في تلك الفتاةِ، ولا في الأطفالِ الذين نراهم كل يومٍ، وتحت وطأة الشمس الحارّة، مما أدهشني تعجباً، بأحوال هؤلاء الأطفال، ولعدم وجودهم في المدارس في ذلك الوقت، بل في المراكز التجارية والشوارع، يبيعون بضاعة معينة، أو يسألون الناس المال، فأين راعيهم ومربيهم ؟ وأين عائلاتهم وبيوتهم ؟ فعين المشكلة يا كرام، وأفاضل الأنام، أنّ من يقف وراء عمل هذه السلسلة من الأطفالِ والفتياتِ والنساءِ، لممارسة هذا الفعل الشنيعِ، والأمر الفضيع، هم أولاءكَ الذين كان لهم الشيطان قريناً، وإلا فما ذنب هؤلاء الأطفال الصغار وهم لا يدرون ماذا يفعلون؟ بل غرّرَ بهم وخُدِعوا حتى صُيِّروا إلى ذلك العمل البغيض.

أما هؤلاء الشباب والنساء من المتسولين والمتسولات، فكان لابد من هؤلاء أن يسعوا في طلب العلم، ويعملوا في نيل الرزق، بطريقة سليمةٍ ومشروعة، لا بحيلٍ موضوعة، حتى لا يمدوا أيديهم للناس، فقد أثنى تبارك وتعالى على من لا يسأل الناس، فقال عز من قائل (( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )) سورة البقرة آية 273

فلو يعلم هؤلاء الشرذمة القليلون، بحديث رسول خير البشر، لكفوا أيديهم عن المسألة وطلب المال، حيث قال (( لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً فتخرج له مسألته مني شيئاً، وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته ))

وعلينا نحن يا سادة أن لا نمدّ لهم بشيء، فما انتشرت هذه الظاهرة، إلا لتدافع الناس بإعطائهم القليل من الريالاتِ لكسب الأجر من الله، مما شجعهم على هذا الفعل، والاستمرار عليه، حتى أصبحت مهنة لهم، فإذا أردت أخي الكريم الأجر من الله فإني أدلك على الجمعيات الخيرية والمنتشرة في جميع أنحاء المملكة، وهناك أيضاً أناس بأمس الحاجة إلى أموالكم وزكاتكم، فأسألوا الجمعيات عنهم فهم أولى من هؤلاء المتسولين القابعين في الشوارع، وليسوا بمحتاجين ولا فقراء، ولعلكم تقرأون كل يوم عن قصة متسول أو متسولة، لديهما حساب في البنك من جملة ما حصلوا عليه من أموال الناس ظلماً، ويوم يأتي الإنسان ويقف أمام ربه، حتماً سيسأله عن المال من أين اكتسبه ؟ ومن أين أنفقه ؟.

وأخيراً أود أن أورد لكم، من بعض ما قاله الحكماءُ، وأورده الفضلاءُ، فيمن تسوّلُ له نفسهُ مصاحبة المتسولين، والعمل معهم ومع شرذمته، فيقول لقمانُ الحكيمِ لولده : يا بني إياك والسؤالُ فإنه يُذهبُ ماءَ الحياءِ من الوجه، وأعظمُ من هذا استخفاف الناس بك.

فهل ترضى أيها المتسولُ الأريب، بأن يذهبَ ماءَ الحياءِ من وجهك، ويحتقرُك صديقك وعدوك، فكان لا بد منك أن تركبَ المخاطرَ والأهوال، فهو خيرٌ لك من التسولِ والسؤال، كما قاله أكثم بن صيفي.

وكما قال أحد الشعراء :

لا تحسبن الموت موت البلا ***** لكنما الموت سؤال الرجال

كلاهمـــا موت ولكن ذا ***** أشر من ذاك لذل السـؤال

وقال شريح : من سأل حاجة فقد عرضَ نفسه للرقِ، فإن قضاها المسؤولُ منه استعبدهُ بها، وإن رده عنها رجعَ كلاهما ذليلاً، هذا بَذَلَ البخلُ وذاك بذلَ الردُ.

والله ولي التوفيق

كتبه أبو ريناد

dbooor
24-09-2004, 12:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا أخي أبو ريناد الشهري لإثارتك الموضوع ، لأن هذا ماحصل لي وأنا في السوق ،،
كنت قاعد في السياره وجتني وحده (أعطيها 25 سنه) تشتكيلي أن عيالها مرضى وأن
ما عندها أحد يصرف عليهم الخ الخ !!

يمكن يكون دار في بالي انها اتخذت التسول مهنه لكسب المال ،، لكن لم يخطر لي انها
ذات حساب في البنك(مع اني سامع بهالسوالف)


وأقف عند كلامك حين تقول :-

"فلو يعلم هؤلاء الشرذمة القليلون، بحديث رسول خير البشر، لكفوا أيديهم عن المسألة وطلب المال، حيث قال (( لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً فتخرج له مسألته مني شيئاً، وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته ))

وعلينا نحن يا سادة أن لا نمدّ لهم بشيء، فما انتشرت هذه الظاهرة، إلا لتدافع الناس بإعطائهم القليل من الريالاتِ لكسب الأجر من الله، مما شجعهم على هذا الفعل، والاستمرار عليه، حتى أصبحت مهنة لهم، فإذا أردت أخي الكريم الأجر من الله فإني أدلك على الجمعيات الخيرية والمنتشرة في جميع أنحاء المملكة، وهناك أيضاً أناس بأمس الحاجة إلى أموالكم وزكاتكم، فأسألوا الجمعيات عنهم فهم أولى من هؤلاء المتسولين القابعين في الشوارع، وليسوا بمحتاجين ولا فقراء، ولعلكم تقرأون كل يوم عن قصة متسول أو متسولة، لديهما حساب في البنك من جملة ما حصلوا عليه من أموال الناس ظلماً، ويوم يأتي الإنسان ويقف أمام ربه، حتماً سيسأله عن المال من أين اكتسبه ؟ ومن أين أنفقه ؟"



شكرا مره أخرى أخي أبو ريناد الشهري

أبو ريناد الشهري
25-09-2004, 04:19 PM
أخي دبور

أشكرك جزيل الشكر، على تعقيبك الجميل، فلا تعجب عند معرفة أن المتسول لديه حساب في البنك، فمثل هذه القصص كثيرة.