PDA

View Full Version : منهج الرسول صلي الله عليه وسلم في توجيه المسلمين


فتى دبي
10-10-2004, 11:26 AM
لقد امتن الوهاب الكريم علي صفوة خلقه سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم بأشرف المنن، واختصه بأجل النعم، أدبه ربه فأحسن تأديبه، وهذبه فأكمل تهذيبه.

إن الله سبحانه وتعالي أرسل رسوله -صلي الله عليه وسلم- داعياً الي الخير في أسمي صوره، شاهداً علي أمته، مبشراً بالنعيم كل طائع، ومنذراً بالعذاب كل عاص، وداعياً الي ربه الكريم تصديقاً لقوله تعالي: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعياً إلي الله بإذنه سراجاً منيرا .

ولنجاح الدعوة منح رب العزة نبيه وحبيبه أسباب الهداية ووسائل الرشاد، فأوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب كما فطره علي لين الجانب ورحمة القلب مما جعله يؤلف بين القلوب، ويجمع الناس علي كلمة سواء، قال تعالي في ذلك: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك .

كان صلي الله عليه وسلم دائم البشر. سهل الخلق، ليس بفظ ولا غليظ الطبع، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ويهديء من روع الخائف، ويدخل الطمأنينة علي المضطرب يقول زين ابن أبي حازم: أتي رجل النبي -صلي الله عليه وسلم- فلما قام بين يديه استقبلته رعده، فقال النبي -صلي الله عليه وسلم- هون عليك، فإني لست ملكاً وإنما ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد .

ويقول ابن أبي أوفي.. كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- لا يأنف ولا يستكبر أن يخشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته .

لقد علم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أصحابه كيفية التسامح وضبط النفس والعفو عند المقدرة في مواقف عملية وواقع ملموس من ذلك علي سبيل المثال: جاء رجل أعرابي الي النبي -صلي الله عليه وسلم- يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال: أأحسنت إليك، قال الإعرابي لا ولا أجملت، فغضب الحاضرون وقاموا لينالوا منه، فأشار اليهم النبي -صلي الله عليه وسلم- ثم قام ودخل المنزل، وأرسل إلي الأعرابي وزاده شيئاً ثم قال له أأحسنت إليك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم- إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتي يذهب ما في صدورهم عليك قال: نعم، فلما كان الغد أو العشي جاء. فقال النبي -صلي الله عليه وسلم- إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم انه رضي أكذلك؟ قال نعم: فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. فقال -صلي الله عليه وسلم: مثلي ومثل هذا كرجل له ناقة شردت عليه، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحبها: خلو بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعلم، فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتي جاءت، واستناخت وشد عليها رحلها واستوي عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخلتم النار

هكذا بالحكمة والموعظة الحسنة هدي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس من ضلاله وعلمهم من جهل بطريق لا يمل، فكان يتخولهم بالموعظة من وقت لآخر. قال ابن مسعود كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا .

وكانت حكمته عليه الصلاة والسلام انه يخاطب الناس علي قدر عقولهم، وبما يتواءم مع مداركهم، ويتناسب مع فطرتهم وأساليبهم ويسوق موعظته الحسنة في سماحة ويسر، حتي كان يكرر القول ثلاثاً ليفهم عنه.

وتطبيقاً لهذه الشفقة وإعلاناً لتلك الرحمة الهائلة يرفع رسول الله صلي الله عليه وسلم شعار التيسير عملاً وقولاً، فلم يخير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً فإذا كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إلا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها.

كان للنساء نصيب من دعوته، فجعل لهن أوقاتاً يجلسن فيها اليه لتلقي تعاليم الدين، فقد جاء نسوة اليه وقلن يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال فواعدنا منك يوماً نأتيك فيه قال: موعدكن بيت فلان وأتاهن في ذلك اليوم.

وتقول عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.

وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه مع أصناف الخلق، فقد وسع الناس جميعاً، فصار لهم أباً في الرحمة، وعنده في الحق سواء، كان يكرم أهل الفضل ويتألف أهل الشرف، كان يقبل عذر المعتذر، وكان أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضا، كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يتطلب عورته، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، كان لا يحتقر فقيراً لفقره، ولا يهاب ملكاً لملكه، وكان أشد الناس حياءً من العذراء في خدرها.

هذه الصفات الحميدة والأفعال المجيدة التي امتن الله بها علي رسوله -صلي الله عليه وسلم- وأدبه فأحسن تأديبه ما هي إلا علامات وإشارات علي طريق حياتنا كي نتأسي بها ونعمل بمضمونها ونطبقها علي مسارح حياتنا كي ننعم في الدنيا ونسعد في الآخرة، ولا يتسني لنا ذلك إلا اذا طبقنا قول الحق سبحانه وتعالي: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .

وقوله أيضاً: ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .

وهذا التأسي برسول الله -صلي الله عليه وسلم- وتلك الطاعة لا يأتيان إلا بالاتباع الصادق والحب المطلق تصديقاً لقوله تعالي: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم والله غفور رحيم .

القسام
10-10-2004, 08:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم : فتى دبي جزيت الف خير على موضوعك الجميل هذا

وبالفعل دين الاسلام معاملة لا مجرد الفاظ وخـــــــــــــاصة مع الدعاة

=======

لقد علم رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أصحابه كيفية التسامح
وضبط النفس والعفو عند المقدرة في مواقف عملية وواقع ملموس

=======

تحياتي لك ... وفقك الله

أبو عبدالله
11-10-2004, 01:37 AM
جزاك الله خير..
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ..

افاد الله بك ..
ومشكووووووووووووووووووووور*


ابوعبدالله *