تسجيل الدخول

View Full Version : * العافية لا يَعْدِلُها شيء *


صدى الحق
27-02-2005, 09:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب الشيخ عبد الرحمن السحيم بعد دخوله المشفى لتلقي العلاج وقد خرج معافى ولله الحمد :


العافية لا يَعْدِلُها شيء
منذ فترة ليست بالقصيرة والخواطر تتواردني أن أكتب حول قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : سلوا الله العافية .
وقوله عليه الصلاة والسلام : أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية . رواه البخاري ومسلم .
بل عـدّ النبي عليه الصلاة والسلام العافية أفضل ما أُعطِيَ العبد ، فقال : سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية . رواه الإمام أحمد وغيره .
وكُنت أقف حيناً مُتأمِّلاً ، وأحياناً مُعتبِراً ، وحينا ثالثاً مُتسائلاً :
لماذا العافية وحدها ؟
وأين تكون العافية ؟
العافية .. عافية في الجسد .. وعافية في الولد .. وعافية في المال .. وفوق ذلك كلّه : العافية في الدِّين .
عافية الجسد .. وأنت تمشي على الأرض ولك وئيد ! وصوت شديد !
بَـزَقَ النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في كَـفِّـه فوضع عليها إصبعه ، ثم قال : قال الله : ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟ حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ ، حتى إذا بلغت التراقي قلتَ : أتصدق ! وأنّى أوَان الصَّدَقـة . رواه الإمام أحمد .
عافية الجسد .. وأنت تنظر للبعيد
عافية الجسد .. وأنت تسمع للهمس
عافية الجسد .. وأنت تنام ملء عينيك
عافية الجسد .. وأنت تقوم وتقعد
عافية الجسد .. وأنت تتنفّس
عافية الجسد .. وأنت تنطق وتتكلّم وتُعبِّر عما تُريد
هنا .. تذكّرت موقفين :
أما الأول : فهو لشيخ كفيف .. دُعِي إلى تخريج حَفَظة لكتاب الله .. فألقى كلمته ، ثم قال كلِمة ..
قال : ما تمنّيت أني أُبصِر إلا مرتين :
مرّة حينما سمعت قول الله تبارك وتعالى : ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) لنظُر إليها نَظَر اعتبار ..
وهذه مرّة ثانية لأرى هؤلاء الحَفَظَة ..
يقول مُحدِّثي وقد حضر المشهد : لقد أبكى الجميع ..
هل تأملت هذا المشهد لرجل أعمى يتمنّى نعمة البصر لينظر فيها في موقفين فقط ؟
وأما الموقف الثاني : فهو لشاب أصمّ أبكم .. خَرَج يوماً مع بعض أصحابه ، وكان منهم من يُتقِن لُغة الإشارة فيُترجم له ..
وفي الطريق مرُّوا بمجموعة من الشباب اجتمعوا على لهو وغناء وطرب .. وقف الشباب بِصُحبة الأصمّ .. ترجَّلُوا من سيارتهم .. استأذنوا ثم جَلَسوا ..
تكلّموا .. تحدّثوا .. ذكّروا .. وعَظُوا .. انتهى الكلام .. همُّوا بالانصراف .. أشار إليهم الأصمّ أن انتظروا قليلاً ..
أشار إلى صاحبه المترجم أن يُترجم ..
تحدّث الأصمّ بلغة الإشارة .. ثم تَرجَم صاحبه ..
لقد قال لهم : أتمنّى أن لي لساناً ينطق .. لأذْكُر الله به ..
لقد وَقَعتْ كلماته على قلوب الجالسين ..
وأثّرت فيهم حتى لامَسَتْ شِغاف قلوبهم ..
رغم أنه لم يتكلّم ..
ومع أنه لم ينطق ..
إلا أن كلماته كان لها وقعها على نفوس الحاضرين .
أما عافية الولد .. ففي صلاح قلبِه وقالبه
وفي استقامته وهدايته ..
وفي أن تُمتّع به ..
حتى إذا شبّ وترعرع تمنّيت أن تَدْفَع عنه بالراحتين وباليَدِ ..
كما قال أبو الحسن التهامي في ابنه :


لو كنتَ تُمنَع خاض دونك فتيةمِنّـا بحـار عوامـل وشِفَـارِ
فَدَحَوا فُويق الأرض أرضاً من دَمثم انثنوا فَبَنَـوا سَمَـاء غُبـارِ



فإذا نَـزَل القضاء ضاق الفضاء ..

وأما العافية في المال ففي بركته .. وفي نمائه .. وفي أن يكون مصدره حلالاً ، ومصرفه حلالاً ..
وأن يُحفَظ من كل آفـة ..
وأما العافية التي هي فوق كل عافية .. فعافية الدِّين ..
العافية في الإيمان .
العافية في الثبات على دين الله عزّ وجلّ .
العافية في اليقين .
العافية في السلامة من الوسواس .
العافية في القلب من كل شُبهة وشهوة ، فيكون كالمرآة الصقيلة لا يضرّها ما مرّ على ظاهرها .
العافية في العلم والخشية .
لذا كان يُقال : من عُوفِي فليحمد الله .
تواردت هذه المعاني في خاطري حينما دَخَلت قسم الإسعاف والطوارئ بأحد المستشفيات
فهذا يئنّ .. وذاك يصرخ من شِدّة الألـم
وثالث في غيبوبة
ورابع قد شُجّ وجهه
وخامس ينـزف جُرحـه
فعلمت عِلم يقين .. أن العافية والسلامة لا يَعدِلهما شيء ..
وفي الأثر : إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا ، قالت الملائكة عليهم السلام : هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء !
فاللهم لك الحمد على العافية ..
ولك الحمد على كل نعمة أنعمتَ بها علينا في قديم أو حديث ، أو خاصة أو عامة ، أو سرٍّ أو علانية ..
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضـا ..
لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ..
لك الحمد على العافية .. ونسألك العافية في الدنيا والآخرة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح :
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي . رواه الإمام أحمد وابو داود وابن ماجه .

حفر الباطن – ليلة عيد الأضحى 1425 هـ

منقول من بريدي
صدى الحق

ريمى
27-02-2005, 04:00 PM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيك اخى

نسأل الله العفو والعافيه وهو نعم المولى

وجزى الله الشيخ كل خير عنا

كلمات تمس شغاف القلب حقا

جزيتم خيرا

صدى الحق
28-02-2005, 08:26 AM
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا أُخيتي الفاضلة ...

وجزى الله عنا علمائنا العاملون بما يرضي الله سبحانه وتعالى ، واسأله أن يلحقنا بالصالحين منهم ...

القسام
01-03-2005, 12:30 PM
بارك الله فيك اخي الكريم

وكتب الله اجرك على هذه الذكرى الطيبة

اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابداً ما احييتنا

اللهم اجعلنا لك شاكري ذاكرين مخبتين

اللهم ادم علينا نعمتك واستعملنا في طاعتك

صدى الحق
04-03-2005, 03:20 PM
اللهم آمين ...

وبارك الله فيك وجزاك عنا كل خير أخي الحبيب ...

زهرة الندى
04-03-2005, 05:29 PM
بارك الله فيك صدق الحق و ثقل ميزان حسناتك و لقيت الله و هو راض عنك يوم القيامة

نعم ما أعظم نعم الله علينا و ما أكثرها و أعجزنا عن إحصائها و عدها
و ما أكثر تقصيرنا عن شكره عز و جل
و منها نعمة الصحة و العافية
اللهم نحمدك حمدا كريما طيبا يليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك
حمدا على نعمك الظاهرة و الباطنة ما علمنا منها و ما جهلنا
حمدا يرضيك عنا و حمدا عن رضاك عنا
شكر النعم هو الكفيل بدوامها
اللهم فأدم علينا نعمك و جميل فضلك

سبحانك ربي جل جلالك ما أرحمك و أصبرك على عبادك
و ما أجهلك أيها المخلوق الضعيف الإنسان
ينعم عليك مليكك فتشكر غيره و تنكر خيره
و يعطيك بدون حساب فتسأل غيره

صدى الحق
11-03-2005, 05:12 PM
اللهم آمين ...

والله اسأل ان يرزقك خير ما دعيت لي به ...

بشاير
15-03-2005, 08:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والأخرة

سبحان الله العافية تعين الإنسان على طاعة ربه والقيام بواجبات دينه

في أحد المرات أجري لي جراحة في قدمي

فأحسست بمعنى أن يطلب الإنسان من ربه العافية

فلم أكن أستطيع المشي ولا الوضوء الكامل ولا الوقوف التام في الصلاة ولا حتى السجود

نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الصحة والعافية

جزاك الله خير أخي صدى الحق وبارك الله فيك

صدى الحق
17-03-2005, 09:17 AM
وجزاك الله خيرا أختي الفاضلة ...

سعيد من عرف ربه والتجأ إليه ...

سعيد من خالطت دموعه رجاء ربه ...

سعيد من عرف أن ما حصل له ليس إلا خيراً له ...

صدى الحق